أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - آراس بدر - -التسامح- عندما يصبح فظاعة!!














المزيد.....

-التسامح- عندما يصبح فظاعة!!


آراس بدر

الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 15:04
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


نشرت صحيفة Bild الالمانية الواسعة الانتشار, خبرا صادما اصبح حديث الساعة, مفاد الخبر ان طفل ذي عشرة اعوام اغتصب زميل له يماثله في العمر بمساعدة طفلين اخرين من نفس صف الجاني والضحية, وذلك اثناء رحلة مدرسية في ضواحي العاصمة برلين (1). الخبر الذي اكده فيما بعد جريدة Der Spiegel المعروفة باتزانها وابتعادها عن الشائعات (2), اصبح في غضون ساعات مادة ساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بحسب الخبر المنشور, فان الجاني هو طفل افغاني قام بمساعدة طفل افغاني واخر سوري باغتصاب زميلهم, كل الاخبار المنشورة عن القصة لم تحدد لحد الان جنسية الضحية ولكن التوقعات تشير الى انه على الاغلب ليس المانيا, ربما يكون افغانيا او سوريا, والا كانت ردة الفعل اقوى من مجرد تفاعل ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي, في ظل ما تشهده مدينة (كيمنتس) في ولاية (ساكسونيا) في شرق المانيا من تظاهرات ومظاهر عنف من قبل جماعات اليمين المتطرف ضد اللاجئين وقوات الشرطة منذ مايقارب الاسبوعين, احتجاجا على طعن مواطن الماني من قبل طالب لجوء عراقي واخر سوري (3).
حقيقة الامر لا استطيع تخيل نفسي مكان الضحية وذويه وانا العارف بشعور الابوة ولي ابنتان, بالتأكيد ان وقع الصدمة على على اهله كارثي بكل معنى الكلمة, وبكل تأكيد ان حادثة الاعتداء هذه سترافق الطفل طوال عمره وستتسبب له بمضاعفات نفسية مستقبلية, هذه المضاعفات لا يمكن لاحد تخيل تبعاتها. لايستطيع المرء هنا سوى التضامن مع الضحية وذويه.
عودة الى الخبر الذي نشرته صحيفة ال Bild, في التفاصيل حيث تشرح الصحيفة كيفية حدوث الاعتداء ,استنادا الى المعلومات التي وصلت لاحقا للمشرف الاجتماعي للمدرسة عن طريق احد زملاء الطفل الضحية, قام الطفلان الافغاني والسوري بمسك الضحية باحكام ليقوم الطفل المعتدي بفعلته الحقيرة, سيناريو مرعب حقيقة الامر ولكن الذي شد انتباهي هنا, هو تهديد المجني للضحية قبل حادثة الاعتداء وفي وضح النهار, بأنه " سوف اني..... اليوم" !!! هنا تقتبس الصحيفة كلام المجني حرفيا, المقصود هنا في الكلمة التي لم اكتبها وحلت النقاط محل الحروف هو فعل ممارسة الجنس, بهذا التوضيح تعرفون تماما مالذي قاله المجني للطفل الضحية, ولي هنا مقصد.
يقول المثل الالماني بما معناه ان "التفاحة لاتبتعد عن الشجرة التي سقطت منها", في وقت سابق نقل صديق على صفحته الفيسبوكية على سبيل "المزاح" مسبة طفل في الثانية عشرة من عمره لزميل اخر له في احد شوراع مدننا السورية, في هذه المسبة تفاصيل جنسية ربما تتعدى عمر الطفل بكثير وانتهاك لفظي فظيع للطفل الاخر, التعليقات التي اثارتها البوست كانت كلها متسامحة مع الطفل واغلب المعلقين تفاعلوا مع الموضوع بقهقهات صاخبة, واثنى البعض على "فصاحة" المسبة في حين اكمل اخرون القصيدة الجنسية للطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره, حقيقة الامر افزعني هذا "التسامح" الفج مع الطفل المعتدي "لفظيا" على زميله الطفل الاخر؟!!.
معنى الكلام ان مجتمعاتنا كانت دائما متسامحة مع الانتهاكات الذكورية, طالما ان الجاني هو ابن العائلة, لن تكون هناك مشكلة ابدا, على العكس فهو موضع فخر للاب ان يقوم ابنه بسب زميله بأنه " راح أني..." وبالتالي لن تكون عنده مشكلة فيما بعد لو فعلها الابن عمليا, فمنذ الطفولة يتم تلقين الاطفال مسبات جنسية تمهد لاحقا لانتهاكات فعلية, فمن منا لم يقل او يسمع في طفولته المسبة الشهيرة " راح أني....." ؟! الفرق مع هذه القضية التي تناولتها بأن هذا الطفل الافغاني قد فعلها !!.

-------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): https://www.bild.de/regional/berlin/berlin-aktuell/junge-10-vergewaltigt-jungen-10-bei-klassenfahrt-von-grundschule-56996788.bild.html
(2): http://www.spiegel.de/panorama/justiz/berlin-grundschueler-vergewaltigen-zehnjaehrigen-entsetzen-in-der-hauptstadt-a-1226153.html
(3) https://www.morgenpost.de/politik/article215181351/Nach-toedlichem-Streit-Rechte-marschieren-in-Chemnitz-auf.html



#آراس_بدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الكراهية... ولم لا؟!
- هل يصبح الكُرد السوريين كولومبيو فنزويلا؟!
- اتفاق أربيل- بغداد وفرضيات الإستمرار


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - آراس بدر - -التسامح- عندما يصبح فظاعة!!