أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - أوجلان والرهان على هزيمة العسكر...















المزيد.....

أوجلان والرهان على هزيمة العسكر...


طارق حمو

الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 09:48
المحور: القضية الكردية
    


في الأنباء الأخيرة، أن الجيش التركي الذي يقود الحملات العسكرية الموسمية ضد مكامن المقاتلين الكرد التابعين لقوات حماية الشعب( الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني) قتلّ في مواجهات وقعت في منطقة قريبة من مدينة (موش) أربعة عشر مقاتلاً كردياً( موزعين جغرافياً على أجزاء كردستان الأربعة)، وكانت مواجهات سابقة في منطقة (كاربوران) في ولاية (ماردين) قد أودت بحياة سبعة مقاتلين آخرين، وأعقبه رد كردي مسلح أسفرّ بدوره عن مقتل سبعة جنود ورجال شرطة أتراك في كل من مناطق (باتمان) و(جزير)...

واليوم، وبعد تسلّم أهالي وذوي المقاتلين لجثامين أبنائهم، شهدت مدن دياربكر وباتمان و سيرت مظاهرات صاخبة، رافقت مواكب تشييع المقاتلين لمثواهم الأخير، حيث تقول الأنباء أن عشرات الآلاف من الكرد نزلوا لشوارع دياربكر وأحرقوا مقر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم( الذي أطلقّ زعيمه رجب طيب أردوغان أمام بابه وعده بحل القضية الكردية، ثمّ رجع فلحسه صاغراً أمام سطوة العسكر وتهديدهم)، كما أحرقّ المتظاهرون الغاضبون مقر حزب "الوحدة الوطني" المتطرف، والعديد من السيارات الحكومية في المدينة، بينما ردّ الجنود الأتراك الذين نزلوا لوسط المدينة، لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً، بإطلاق الرصاص الحي فأصابوا عدة فتيان بجروح خطرة بينهم مراسل جريدة"آزاديا ولات" فدات ياشا...

قوات حماية الشعب بدورها وعدت برد سريع و"رادع" ضد الهجوم التركي، وقالت في بيان نشرته وكالة أنباء فرات الكردية، أن "الهدنة التي كانت قد أعلنت بمناسبة الأحتفالات بأعياد النوروزإنتهت بهذا الهجوم الغادر من جانب الجيش التركي"، وأنهم "سيردون بقوة للإنتقام لرفاقهم وللمدنيين الذين قتلتهم قوات الجيش التركي". بل طالب دوران كالكان أحد قيادي الحزب ذوي المقاتلين القتلى "بعدم إستقبال وفود التعزية" حتى "تنتقم القوات الكردية لهم"...

الساحة السياسية في كردستان الشمالية ساخنة وملتهبة حقاً، فرغم "الإصلاحات" التي أقرتها حكومة حزب "العدالة والتنمية" وذلك بمنح بعض الحقوق في التظاهر والتعبير عن الهوية القومية الكردية وإدراج ذلك في باب حقوق التعبير والكلام، وأخيراً السماح للبث الكردي التلفزيوني والأذاعي بفترة مٌحددة ومشروطة( في إطار تطبيق الشروط الأوروبية المفروضة عليها)، إلاّ أن ذلك لم ينجح في إمتصاص الأحتقان داخل المجتمع الكردي وحلحلة الأوضاع بإتجاه التهدئة والحل، جراء سياسة الضغط الدائمة وكتم الأنفاس وإنكار كل ماهو كردي والسعي لإجتثاثه وإلغائه...

فتركيا ومنذ بزوغ حركة التحرر الكردستانية ممثلة بحزب العمال الكردستاني، قبل أكثر من ربع قرن، حيث طرح العديد من المشاريع لحل القضية الكردية، بقيت متعنتة في رفض كل شيء يتعلق بالأعتراف بالكرد ومنحهم حقوقهم القومية. ولم يبق شيء سوى الكفاح المسلح والقتال ضد الجيش التركي( وهو بالمناسبة الجيش الثاني الأقوى في حلف شمالي الأطلسي)، فالمشاريع الكثيرة المقدمة من أجل حل القضية الكردية رفٌضت من الجيش، ولم تتجرأ الحكومات المتعاقبة التي رغبت في الحل( مثل حكومة أربكان وأردوغان قبل الأنبطاح التام أمام العسكر) على قبول حزب العمال الكردستاني ممثلاً عن الشعب الكردي، وإستقبال قياداته للتفاوض حول سبل وإمكانيات الحل، كما حدث في كل من إيرلندا الشمالية وجنوب السودان وأقليم الباسك في إسبانيا. لكن يبدو أن هناك رهاباً دفيناً في العقل الجمعي التركي من قضية قبول وجود الشعب الكردي كشعب متميز يعيش على أرضه التاريخية كردستان، ثمّة شيء يدعو للقلق من أن ينهض المٌستعمّر الكردي من تحت سطوة هذا الإستعمار الذي أريدّ له أن يكون أبدياً، غير قابل لإعادة النظر!.

الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الأسير في جزيرة (إيمرالي) النائية في عرض بحر مرمرة منذ سبعة أعوام، طرحّ عدة مبادرات أعوام 1993ـ 1995ـ 1997ـ 1998 لحل القضية الكردية في "إطار"الدولة التركية الحالية، عن طريق الأعتراف بالشعب الكردي وهويته القومية، كما قدم عدة مشاريع بعد المؤامرة الدولية التي طالته وسلمته لتركيا عام 1999م. لكن رجالات "دولة أتاتورك" أصمّوا آذانهم عن كل تلك النداءات، وأصرّوا على سياسة الأرض المحروقة و"إجتثاث المتمردين الأكراد في الربيع القادم" كما كررت القيادة العسكرية التركية طيلة السنوات الأثنين والعشرين الماضية...
ليلى زانا، البرلمانية الكردية المعروفة، والتي قضت عشرة أعوام في سجون الطغمة العسكرية في أنقرة، وفي لقاء لها مع اللجنة الحقوقية الأوروبية الخاصة المكلفة بمتابعة ملف تركيا في حقوق الأنسان قبل إسبوع، قالت "أن الذي يستطيع نشر السلام في المنطقة هو وحده أوجلان، فهو الذي يستطيع إيقاف الحرب الدائرة في المنطقة(...).أوجلان يعتبر نفسه مثل ياسر عرفات ونلسون مانديلا، وهو متذمر من تصنيف الأتحاد الأوروبي لحزب العمال الكردستاني في خانة المنظمات الأرهابية. إذما أنهت الدولة التركية حالة العزلة المفروضة عليه، وقبلت بدورها وقفاً لإطلاق النار من جانبين، فإن هناك إمكانية كبيرة لحل القضية الكردية".
الحكومة التركية والعسكر وميليشيات المخابرات وفرق الإغتيالات الخاصة تنشط في مدن ومناطق كردستان، فهناك حيث المضايقات اليومية لعناصر ومؤيدي حزب "المجتمع الديمقراطي"، وإعتقال مسؤولي الحزب بسبب وبدون سبب، تفريق الإجتماعات والإعتصامات التي ينظمها الحزب بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، محاكمة قيادات الحزب بتهم شتى، أشهرها "تأييد الأنفصاليين في حزب العمال الكردستاني، والدعوة لتمزيق البلاد"، إلى الدرجة التي يٌحاكم فيها النائب الكردي السابق سليم ساداك بسبب تلفظه بكلمة "السيد أوجلان" أثناء مشاركته في برنامج حواري في فضائية روج تفي. كما أن حكومة "العدالة والتنمية" وضعت نصب عينيها سياسة التضييق المستمر على رؤساء 56 بلدية كردية ينتمون لحزب "المجتمع الديمقراطي". وكان آخر هذه المضايقات الدعوى التي رفعها الأدعاء التركي ضد حسين كالكان رئيس بلدية باتمان، لتقوله بأن "أوجلان هو زعيم للشعب الكردي، وعلى الدولة الحوار معه إذما أردات حل القضية الكردية"...
ومن جهة أخرى، تستمر أزمة إقامة النيابة العامة التركية في مدينة وان دعوى بحق قائد القوات البرية التركية الجنرال يشار بويوكانيت والمطالبة بمحاكمته بتهمة التورط في التخطيط لحادثة شمزينان.حيث الحديث عن دور بويوكانيت في العديد من الحوادث والإنتهاكات التي وقعت بين أعوام الف وتسعمائة وسبعة وتسعين وألفين، ومنها حادثة مقتل جعفر أوكان قائد الشرطة التركية في مدينة دياربكر، كما تضمنت الدعوى أن بويوكانيت "سخرّ كل مقدرات الدولة والإمكانات التي بحوزته لمصلحته الشخصية الخاصة". كما إحتوت الدعوى التي رفعها المدعي العام في نيابة وان المستشار فرهاد ساركايا ووقعت في مائة صفحة، تهماً أخرى لبويوكانيت تركزت كلها حول دوره المشبوه في "قيادة فرق الإغتيال والإبتزاز الخاصة" أثناء قيامه بمسؤولياته الرسمية في الأقاليم الشرقية". كما تضمنت الدعوى أسماء عدة شخصيات عسكرية أخرى متورطة في القيام بأعمال إرهابية في قمع وقتل العديد من المدنيين.هذا وكان رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال حلمي أوزكوك قد أعرب لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن إنزعاج الجيش من محاولة تقديم بويوكانيت للمحاكمة، وطالبه بإيجاد مخرج سريع للأزمة. وتأتي هذه التهم لبويوكانيت للإشتباه في دوره في حوادث شمزينان في منتصف شهر تشرين الأول 2005، والتي قتل فيها ضباط من الجيش التركي ثلاثة مدنيين كرد وجرحوا خمسة عشر آخرين.
كردستان الشمالية ساحة حرب حقيقية. ورغم التعتيم الأعلامي الدولي الرهيب على الحوادث والمظاهرات، فإن الحالة خطيرة جداً للغاية، وثمة مخاوف من عودة العنف للمنطقة وأنتشاره في المدن الداخلية التركية، حيث تعيش جاليات كردية كبيرة. تركيا رفضت للآن كل مبادرات السلام التي تقدم بها الطرف الكردي، وراهنت على القمع والأجتثاث، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، وليس هناك من سبيل سوى حل القضية الكردية عن طريق الحوار والتفاوض. فلاسلام في تركيا ولاإزدهار دون حل القضية الكردية ومنح الكرد حقوقهم، وووضع خطط حقيقية وشاملة لبناء المناطق الكردية وإنعاشها. ولذلك فليس من سبيل أمام تركيا سوى التفاوض مع حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله أوجلان، والذي رغم عزله والتضييق عليه، ظل موجوداً على الساحة الكردية، ممسكاً بخيوط رسم السياسة الكردية في الداخل الكردي، وتسيير السياسة العامة ووضع الفباء إيديولوجيتها. كما ويتمتع بشعبية ساحقة تزداد يوماً بعد يوم، ولاسيما بين صفوف الجيل الشاب الجديد( رغم المحاولات المستميتة لتشويه صورته وإبعاده عن المشهد الكردي). وليس ثمّة من دليل سوى الحملة الشعبية التي تطالب الدولة بالتفاوض معه والتي وصل موقعوها لأربعة مليون شخص، وكذلك الأحتفالات الضخمة باعياد النوروز في ديار بكر وغيرها، والتي ترفع صوره وأعلام الحزب الكردستاني، فضلاً عن إضرام ثلاثة أشخاص النار في جسدهم في ظرف الشهور القليلة الماضية إحتجاجاً على إستمرار تركيا في أسره( في إستعادة لمشاهد الحرق التراجيدية أيام مابعد خطفه)، وهؤلاء الأشخاص هم مقاتلة كردية تدعى فيان صوران، وفتى عربي من أنطاكية يدعى ويسي كايا، وأخيراً فتاة يونانية تدعى ألفرتيا فوتولاركي..!
ومازال رهان أوجلان في دمقرطة تركيا وإندحار عسكرها وإرث الشوفينية المتأصل فيها، قائماً



#طارق_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر واشنطن الكردي: بداية الإستقلالية في الفعل السياسي الكر ...
- العراق قرباناً لدوام ليل الطغاة...
- مفاخر بعثية: قمع وإستبداد وتفقير عام!
- ولادة الشرق العظيم..
- الفيحاء والجميل سيّار...
- حماس..الكويت..وعشائر كردية أيضاً
- دستور العراق الجديد وقرف الإعلام العربي...
- الخبل الديني..!
- أقباط وإيزيدية (1ـ2) : من يوقف طوفان الإرهاب السلفي؟
- التوزيع الجديد على النوتة القديمة : هل ستنجح تركيا في هضم كر ...
- أوجلان : في تركيا هناك ثلاثة قوى متصارعة و إزدواجية صارخة في ...
- الأكراد والجمهورية التركية : إعادة الحسابات القديمة ، دائماً ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - أوجلان والرهان على هزيمة العسكر...