أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال العبود - الناس لا تأكل شعارات














المزيد.....

الناس لا تأكل شعارات


نضال العبود

الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 08:59
المحور: حقوق الانسان
    


" الناس لا تأكل شعارات" ، هذه المقولة أصبحت على ألسنة الكثيرين حتى من غير المثقفين في سوريا، و يزداد انتشارها مع ازدياد تردي الواقع العام في كافة المجالات التي أصبح يحكمها قوانين الهدر و الفوضى و الفساد، و استخدامنا لكلمة قوانين ليس من قبيل الصدفة أو الإنشاء البلاغي، و إنما أتى من توصيف الواقع الذي يكذب كل المنجمين. فالقانون هو عبارة عن ظاهرة طبيعية أو إنسانية تتكرر في نفس الظروف و تحت نفس الشروط و هذا ما ينطبق على واقع الحال عندنا بشكل عام و على القطاع العام بشكل خاص.

ثمة أصوات تهمس خفية و تقول مداورة أن تفاقم الفساد و تضخمه إلى درجات غير مسبوقة هو رحمة، و طبعاً هم يسترجعون دون أن يدرون الاستنتاج الشهير الذي توصل إليه عالمنا الشهير ابن خلدون في مقدمته منذ أكثر من ست مائة سنة، فقد اعتبر ابن خلدون أن وصول الدولة إلى ذروة الفساد يعني انهيارها و نذير زوالها و استبدالها بدولة أخرى. يبدو أنه ما بات يفصلنا عن هذه الذروة سوى خطوات، سوف يأخذ بأيدينا إليها بكل ثقة و اطمئنان و رباطة جأش، "النشامى" أصحاب الهمم العالية و القامات الفارهة الفارغة، أبطال الفساد و صناديده و مخربي الوطن و الإنسان. و ليس بمبالغة أننا قاب قوسين أو أدنى من الذروة إذا ما عرفنا أن الفساد قد دك حتى حصون العلم بالرغم من مناعتها و علو أسوارها. في السابق كان يراعى في هذا الميدان -أي ميدان العلم- إلى حد ما مقولة: الرجل المناسب في المكان المناسب لأن الفاسدين السابقين كانوا أذكى و أخبث من الفاسدين الحاليين الذين كانوا -أي السابقين- يرون أنه من الخطر كل الخطر الاقتراب من "عش الدبابير" فلن يتحملوا لسعاتها التي قد تؤدي بهم إلى الهلاك، فهم أي "الدبابير" ينشرون الوعي بين البسطاء – البسطاء طبعاً في التفكير و التحليل و الاستنتاج و منهم الكثير من المتعلمين و أصحاب الشهادات- أن سبب سوء أحوالهم و تردي أوضاعهم المعيشية و تدني أجورهم و رواتبهم ليس الاستعمار بشكليه القديم و الحديث و لا الصهيونية العالمية، و إنما في المقام الأول سببه هؤلاء الفاسدين أنفسهم، تجار الشعارات و متصدري المنصات.

القطاع العام في سوريا مجرد من الحراسة و الرقابة و يهيم على وجهه مهدداً بالتيه و الضياع في صحراء المجهول. الحزب و النقابة هم الرقيبين التقليديين منذ ما ينيف عن الأربعين عاماً، فرجال الحزب الأشاوس منهمكين بفحص و تجريب سياراتهم الجديدة الفارهة بعد أن عقدوا أحلافاً مع الإدارات و غير الإدارات ، يحترم كل طرف فيها الطرف الآخر و لا يتعدى على مجاله الحيوي، و ينفذ بدون مناقشة كل طلباته الشخصية، أما رجال النقابة و هم الأسوأ حالاً فيعترفون بصراحة أن الأمر ليس بأيديهم فهم مقاتلون بدون سلاح، و يكتفون بالتصريحات في المكاتب المغلقة و الصراخ في وادي التجاهل و النسيان و قهر الإنسان منذ أن جردتهم حالة الطوارئ من أوراقهم في الإضراب و التظاهر و الاعتصام.

لذلك ليس غريباً أو شاذاً أو خروجاً عن المألوف أن نرى مثلاً من يصنع قرارات علمية فنية في دائرة في قطاع حيوي هام مثل قطاع النفط لا يفهم بمفردات اختصاصه و لا حتى بمفردات التعامل مع الآخرين حتى أن المدير الذي عينه و اقترحه بناءً على تزكية أشخاص متنفذين فاسدين آخرين ، كان أيضاً عراباً للفساد على مدار سنوات طوال و ما زال، قال في خلوة : "أنه لا يتخيل هكذا شخص رئيساً لهكذا دائرة". هذا الشخص الجاهل يحارب العلم و يضيق على أصحابه حتى لا تظهر عيوبه و هو يميز هذا و يغمط حق ذاك " و من لا يعجبه فليذهب و يشتكي" و ما هذه العبارة إلا استخفاف و استهزاء واعتراف بأنه لا يوجد من يحاسب أو يراقب ما خلا الرقابة من أجل ألا توجد رقابة . و إلا و بعد أن طبقت شهرته و عدم أهليته آفاق مجاله و ذاع صيته و أصبح موضوعاً للتندر و الفواصل المنشطة بين ساعات العمل لا يقوى أحد على إزاحته قبل التقاعد، ربما يكونون على حق و الآخرين على باطل، فهم قد ثبتوه في مكانه ليكون مثالاً واضحاً على شعارنا الألعوبة : "الرجل المناسب في المكان المناسب" لكن بالمقلوب.



#نضال_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشل القطاع العام في سوريا؟
- خصخصة القطاع العام في سوريا
- منظمات المجتمع المدني و آفاق الإصلاح
- حماس و روسيا
- القوة العالمية الثالثة
- البحث العلمي بين الشعار والتطبيق
- هل المرأة حقاً هي شرف الرجل؟
- حماس تلج المجتمع الدولي من البوابة الروسية
- مديرية حقول الفساد
- الشفافية في مواجهة الفساد
- تهميش حملة شهادات الدراسات العليا و تداعي القطاع العام في سو ...
- إصلاح العلاقة بين الدولة و المجتمع‏


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال العبود - الناس لا تأكل شعارات