أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سرجون شار - وقفة مع الزميل نضال نعيسة














المزيد.....

وقفة مع الزميل نضال نعيسة


سرجون شار

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كعادته يطالعنا الزميل نضال نعيسة بتعليقات وتحليلات عن الوضع السوري بشتى جوانبه السياسية والاجتماعية فهو متابع مستمر للشأن السوري يحلله بموضوعية وعناية فائقة يغلب عليها طابع الأصول الأخلاقية والمنبت الطيب ويعالج كافة الأطروحات ولا تفوته شاردة فهو محلل يتكلم بلغة "فولتير" السلسلة التي تجعل القارئ يتابع مقالاته حتى آخر كلمة وليس متفرجا على مسرح "بريخت" كمقالات أولئك الذين يكفرون كل من يعارضهم لأفكارهم الثابتة الجامدة والعائدة إلى زمن ما قبل 1400 عام .

ولست هنا بصدد المديح بل من اجل إيضاح فكرة أساسية بان الزميل نضال كاتب يقدم أفكاره النقدية البناءة دون تجريح أو خدش ودون استخدام للمفردات التكفيرية السائدة التي تحفل بها خطابات التكفير العامة، والتي سئمنا منها وأورثتنا الألم والقرف، والصداع، والتي أكل الزمان عليها وشرب، و.....، لكن البعض ما زالوا يستخدمونها لليوم معتبرين أنفسهم أنهم الحقيقة المطلقة وكل من انتقد أفكارهم هو مارق وخارج عن قواعد الأدب والإنسانية بل في نظرهم خائن ومستغرب ينتمي إلى الغرب الكافر . كما فعلوا مع المفكر العظيم "ادونيس" ومع الكاتب الجريء "البغدادي".

فلقد كشف الزميل نضال نعيسة تعليقا على البيان الذي صدر عن ما أطلق عليه بيان بروكسل (جبهة الخلاص الوطني) للأستاذ عبد الحليم خدام والسيد صدر الدين علي البيانوني، فالأول سياسي متقاعد يكتنف تاريخه الكثير من القيل والقال، والثاني إسلامي سلفي بكل ما لهذه الكلمة من أبعاد، وهذا ما يدفعك للاعتقاد بان أكثر رموز النظام السوري لا يختلفون عن رموز (الإخوان المسلمين)، ومن هنا كانت سرعة االلقاء، وطبيعة الاجتماع، وسهولة الاتفاق، وهذا ما عبر عنه الأستاذ نضال أيضا وضمنا. فقد كشفت هشاشة هذا البيان عندما أبعد المرأة عن معترك السياسة والحياة، ليضعها في الإطار التقليدي والسلفي الذي كان هؤلاء ينظرون لها، وليترك لها (الطنجرة والإنجاب فقط)، وليزيدها حجابا ضمن مجتمع شبه إسلامي يريدون العودة به إلى العصور الوسطى ، وليقصيها عن مسرح الحياة كما أقصاها عن مشهد الاجتماع الذي بدا شاحبا، وخاويا، ومقفرا من نصف المجتمع ذاك المخوق والكائن الرائع الحساس. لكن هذا المجتمع الذي طوِّع، و استسلم منذ 1400 عام بالسيف خوفا من المحتل الهمجي يعي حقيقة ما يخفيه هذا البيان، فلو كان خدام أو البيانوني فعلا يعملان لمصلحة الشعب السوري لعقدا اجتماعهم في دمشق أو حلب أو حتى حماه لكنهم لا يختلفون عن النظام بشيء، ولم يأت أحدا منهم بمبادرة جديدة على الإطلاق ، فيما عدا إلغاء قانون الطوارئ وهم ينقلون الأفكار والمعتقدات بصيغة جديدة لان تربيتهم كانت بعثية تدور في مساجد متعددة في سورية .

فمن يقرأ التاريخ يعرف بان يد الفساد والتطرف والجهل لن تستولي على حكم ولن يكون لها أتباع إلا بن لادن والزرقاوي . وأدعو الشعب السوري للفظ هؤلاء الساسة الخاسرين والمفلسين والذين لم يأتوا بشيء سوى تجريد النساء من بعض المكتسبات والعودة بهن للعب الدور الأساسي في الحياة كما جاء في تعليق الأستاذ نضال، وأطالب الجميع بالالتفاف حول القوى الوطنية الشريفة، والعلمانية الليبرالية والديمقراطية، غير الملطخة بالدماء بعيدا عن المعتقدات الجاهلة البائدة والمنقرضة والذي يريد البعض إحياءها من "رميمها" والعودة بها للحياة، واحتراما لمبدأ انه علينا أن نتشارك جميعا في الخبز والديمقراطية، ولفظ كل ما من شأنه العودة بنا إلى الوراء، إلى بلاطات السلاطين وقصص الثعبان الأقرع، والعفاريت والجان.

لقد أثار مقال السيد نعيسة أفكارا ومحاذير هامة يجب أن تؤخذ بالاعتبار وعدم الانجرار وراء تلك الدعوات الغائمة، والضبابية والشعارات البراقة التي تخفي وراءها ما تخفي من عودة للطغيان، ولاسيما لجهة النظرة الخاصة للمرأة، نصف المجتمع، واسترقاقها من جديد تحت أوصاف ومبررات نعيها ونعرفها تماما، ، والتي نعرف تماما كيف ينظر إليها، ويصنفها هؤلاء، وفي أي كهف ومخبأ سري يريدون أن يخفوها بعيدا مخافة إثارة الغرائز والشهوات ونشر الرذيلة بين العباد.

المرأة صنو الرجل وشريكته في معركة الحياة ودربها الشاق، وإن أي محاولة للنيل من مكانها سيعني شلا للمجتمع، وبترا لعضو هام فيه، ولن تستقيم عندها الحياة. وسيبقى مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة من أعظم المبادئ الإنسانية والعلمانية التي حققتها البشرية، وأحرزت بسببه قفزات عملاقة إلى الأمام، وأرجو ألا يغيب هذه عن بال معارضينا في البيانات القادمة.



#سرجون_شار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جريمة تهز لبنان.. مقتل شابة بعد اغتصابها في فندق ببيروت
- ملياردير إماراتي يتدخل لمساعدة ضحايا -عصابة اغتصاب القصّر- ف ...
- مغامرات الفتاة الدعسوقة والقط الأسود.. تردد قناة كرتون نتورك ...
- شاهد.. امرأة ورجل يضرمان النار بنسخة من القرآن الكريم وعلم ف ...
- السعودية تحبس مناهل العتيبي 11 عاما لدعمها حقوق المرأة.. وال ...
- “قدمي بسرعة هُنــا minha.anem.dz” .. التسجيل في منحة المرأة ...
- ميدو ضرب لولو..اضبط الآن تردد قناة وناسة الجديد 2024 على الق ...
- شو صار عند الدكتور يالولو.. تردد قناة وناسة الجديد 2024 على ...
- كاميرا مراقبة توثق لحظة مروعة لدهس امرأة وطفلتها في أمريكا.. ...
- الأونروا: العدوان على غزة مستمر كحرب على النساء


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سرجون شار - وقفة مع الزميل نضال نعيسة