أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صديق البادي - الأمن السوداني يعذب مثقفا سودانيا مشهورا















المزيد.....



الأمن السوداني يعذب مثقفا سودانيا مشهورا


صديق البادي

الحوار المتمدن-العدد: 423 - 2003 / 3 / 13 - 01:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الرجل أسمه صديق البادي وهو من المهتمين بجمع التراث في السودان
تعرض الرجل مؤخرا الي محنه مع الامن السوداني وقد نشرت تجربته ممهوره
باسمه
في موقع
www.sudanforum.net
فالي القصه كما رواها الاستاذ صديق بادي ونرجو من الجميع ان يساهم في
تمرير هذه القصة المأساة الي اكبر عدد من القراء ونرجوا من المقتدرين
ترجمة الموضوع الي اللغات الاجنبيه وتعميمها علي اوسع نطاق فضحا لهذا
الجهاز
وأمثاله في الدول العربيه

-----------------------------
عشرون ساعة في معتقلات دولة المشروع الحضاري

اعتذر للقارئ العزيز لأنني عاجز تماماً عن الكتابة بيدي اليمنى لأنها
مكسورة
وحاولت أن اكتب بيدي اليسرى ولكنني أخفقت وحرمت من المتعة التي أجدها في
الكتابة ولذلك أنا مضطر لإملاء ما أود البوح به وكما قال الإمام السهر
وردي (إن
طيب المعاني في حسن الأواني ) ولابد من توفر المعلومات وتسلسل الأفكار
والصياغة
المحكمة والتمس من القارئ العذر لإيراد بعض الحقائق في اختصار دون ابتسار
.
لقد نشرت يوم الخميس الموافق 7/2/2002م كلمة بباب نقطة نظام بصحيفة أخبار
اليوم
الغراء بعنوان (السيف اصدق أنباءاً من الكتب )، وفي نفس اليوم نشرت بصحيفة
الوطن الغراء يوميات بعنوان قصة العربة VXRوكتبت مقالاً بعنوان( الإصلاح
يبدأ
بإلغاء وظيفة المحافظ) وذهبت لتسليمه للأخوة بصحيفة أخبار اليوم الغراء
وعلمت
منهم أن أجهزة الأمن تبحث عني منذ يوم الخميس وهممت بتسليم نفسي فوراً
ولكني
آثرت أن أسلم نفسي في اليوم التالي وقضيت ليلة هادئة مطمئنة سهرت فيها مع
كتاب
الإنسان في القرآن ولم أخبر من كانوا معي بموضوع الأمن وأنا قدري بطبعي .
وفي يوم الأحد التقيت بالصدفة بصديق عزيز ووزير سابق ينتمي للحزب الاتحادي
الديمقراطي وقال لي إن مقالتك وجدت قبولاً وأثارت نقاشاً ساخناً في ندوة
أسبوعية هامة يؤمها صفوة يوم الجمعة وإلتقى بي عدد كبير من القراء وأبدوا
تجاوبهم وذكروا أن ما كتبته يعبر بصدق عما يجيش في نفوسهم وتمتلئ به
صدورهم
وذكر لي بعض أصدقائي أن سبب الاستدعاء ربما كان بسبب الأسطر التالية التي
وردت
بآخر المقال الذي نشر بصحيفة أخبار اليوم:_ (..ولابد أن تضطلع القوات
المسلحة
الباسلة بدور حاسم في هذه المرحلة ولابد من قيام حكومة إنقاذ لإنقاذ
الإنقاذ من
القوات المسلحة والعلماء والخبراء والشخصيات الوطنية ذات الثقل والوزن
لفترة
انتقالية ولابد من الحسم والعزم القرارات القوية والقيادة الصارمة.)
..وربما
يفهم أن ما ورد فيه دعوة لانقلاب عسكري فقلت لهم مع فائق الاحترام
والتقدير
لعرين الرجال والأبطال المؤسسة القومية الشامخة القوات المسلحة الباسلة
فإنني
لا أعرف معرفة شخصية خمسة ضباط من الرتب العسكرية الكبيرة أو الصغيرة ولا
أذكر
أنني التقيت بضابط لمدة دقيقتين ولا تربطني بالمؤسسة القومية الشامخة التي
أحترمها علاقة مباشرة أو غير مباشرة ولم أطالب بإسقاط الإنقاذ ولكنني
ناديت
بإنقاذ الإنقاذ ولابد من أن تحدث عملية إصلاح داخلها وأنا اقف من خلال
عملي
الميداني في مجال جمع التراث على الحال المزري والدرك السحيق الذي بلغته
أحوال
السواد الأعظم من الشعب السوداني والمؤسف أن بعض الولاة والتنفيذيين لا
ينفذون
قرارات رئيس الجمهورية ويضربون بها عرض الحائط ولذلك لابد من إشراك القوات
المسلحة الباسلة في السلطة لتكريس الوقت والجهد لحل قضايا المواطنين
الحيوية
وتقتضي الضرورة إشراك العلماء والخبراء.
وذهبت للأخوة بصحيفة الوطن الغراء وطلبت منهم أن يتصلوا بالاخوة المسئولين
عن
أمن الصحافة ليأتوا لأخذى لمكاتبهم وفعلاً اتصلوا بأحد الاخوة وحضر وكانت
مقابلته ودودة وذهبنا لرئاسة مكاتبهم وكانت مقابلة رئيسهم طيبة وأخبروني
بأن
الأمن السياسي هو الذي يطلبني ويبحث عني وانهم سيقومون بإيصالي لهم وذهبت
في
معية الأخ الذي أحضرني حتى بلغنا مكاتبهم بالقرب من مقابر فاروق وتركني
بمكتب
الاستقبال ودخل لمقابلتهم حيث أمضى معهم حوالي نصف ساعة وخرج واخبرني بأنه
سلمني لهم وعليّ الانتظار وودعني وانصرف وقضيت بعد ذلك حوالي نصف ساعة
أخرى في
الانتظار بمكتب الاستقبال وكان البعض يأتي وينظر إلي شذراً وبعد ذلك
أدخلوني
وأجلسوني في ممر في نهاية الجهة الشرقية وبه كراسي مبعثرة وقدرة فول ينبعث
منها
دخان كثيف وأتاني شاب ونظر إليّ بغضب وطلب مني الوقوف وسألني عن أسمي وقال
انتظر مصيرك الأسود وحضر آخر وتصرف مثل صاحبه وظلوا يحضرون تباعاً
ويستخفون
ويستهزئون ويستفزون وبعد صلاة المغرب حضر شابان وطلبا مني أن اتبعهما
وصعدت
معهما للطابق الثاني وقبل أن ندلف للمكتب طلبا مني أن أرفع يديّ وكلما حضر
واحد
شتمني وسبني وحضر أحدهم وقال لي (صديق البادي نقرأ لك كثيراً وكنا نحترمك
ولكن
أن تسمع بالمعيدي خير لك من أن تراه .) وضحك في استهزاء وانصرف وحضر شاب
قصير
ونظر إليّ شذراً وفعل مثل صاحبه وأدخلوني للمكتب وجلسوا وطلبوا مني أن
أجلس على
كرسي وبدءوا في استجوابي وبالقرب مني وقف شاب يحمل سوطاً وحضر شاب ونظر
إليّ
بحقد واخذ يتحدث بطريقة هوجاء وجذب مني الكرسي حتى كدت أن أقع وقال لي أن
مثلك
لا يستحق أن يجلس على كرسي لانك أنسان غير محترم والجلوس على الكراسي لا
يستحقه
إلا المحترمون وأنت طابور خامس وتعمل ضد الثورة وكل من يعمل ضد الثورة
فإننا
سنسحقه وننهي حياته وحضر هذا الشاب مرة أخرى أثناء الاستجواب وطلب مني أن
أقف و
بجلافة أطلق سيلاً من الشتائم . والكلمات الوحيدة الصالحة للنشر هي (يا
منحط ،
يا سافل ، يا طابور خامس، ياجزمة ،يا….الخ ) .
وكان عليّ أن أضع أعصابي في ثلاجة وأتحمل هذه (اللماضة وقلة الأدب ) لأنني
أصبحت أسيراً وهذا الشاب اللميض كان يؤدي واجباً رسمياً يحصل منه على
مرتبه
وامتيازاته والحمد لله إنني أتعامل مع الجميع بكل احترام وتقدير بل إن
مشاعر
الاحترام التي تحفني في كل مكان أحلّ به يجعلني أشعر بالحياء من المعاملة
الطيبة ورغم أنني لا أحتمل ذرة من الاستفزاز ولا يستطيع أحد أن يتجاوز
حدوده
معي إلا أنني اضطررت لتحمل استفزاز متصل بجهاز الأمن السياسي ومنذ البداية
أعلنت لهم بوضوح مسئوليتي التامة واقتناعي بكل حرف كتبته وبالطبع إن
العاملين
في هذا الجهاز قد تأكدوا قبل أن أصلهم أنني لا ادعوا لانقلاب وليست لي
علاقة
بأي تنظيم سياسي ولذلك لم يركزوا على الأسطر الأخيرة من المقال وكانت
روحهم
عدائية ، وتقتضي الأمانة أن أذكر أن الشاب الذي كان يكتب يبدوا عليه
التهذيب
الفطري وتحدث بكلمات لائقة ولكن طبيعة الزمان والمكان دعته لمجاراة
الآخرين
أحياناً . وتحدثوا في هذه الجلسة وفي غيرها في أمور ((خارم بارم )) لا
علاقة
لها بموضوع التحقيق وتطرقوا لمسائل شخصية لا تهمهم كثيراً وجل حديثهم كان
يدور
عن المؤتمر الشعبي وهو أمر لا يهمني كثيراً .
وأحياناً يضطر الإنسان لادعاء السذاجة عندما تكون الأسئلة ساذجة وسألوني
هل كنت
في حالة غير طبيعية عندما كتبت مقالي فأجبتهم بانني كنت أحس بالظلم .
وذكرت لهم بعض المظالم رغم أنني ظللت أكتب من واقع الجماهير وليست لي
منطلقات
ذاتية ولو قرأ هؤلاء ما كتبته لوجدوه متماسكاً ومكتوب في لحظات صفاء
واطمئنان
وصدق مع النفس .
وفي مرتين جلس معي بعضهم وتآنسنا وتحاورنا في شتى المواضيع وتحدثنا على
سبيل
المثال عن تاريخ الحركة الإسلامية وعن اليسار السوداني والجدلية المادية
وتاريخ
الحزب الشيوعي وقال لي أحدهم إنك تتحدث عنهم وكأنك كنت عضواً باللجنة
المركزية
(( وفي تقديري إن الشيوعيين السودانيين جزء من الشعب السوداني ولا يمكن
اسقط
حقوقهم). وخضنا في الآداب والفنون وعرجنا على القبائل وتحدثنا كثيراً عن
التصوف
ووقفنا طويلاً عند السلطنة الزرقاء وخضنا في مواضيع أخرى .
ومما أذكره أن الشاب القصير جلس معي على انفراد وتعامل معي بلطف وذكر أن
قلمي
مؤثر ومقروء وسط قطاع واسع من القراء من مختلف الاتجاهات والفئات وطلب لي
صحناً
من الفول وتطييباً لخاطره أكلت معه قليلاً وقال لي أطلب ما تشاء من لبن أو
شاي
وسنحضره لك وقلت له لا أريد شيئاً وشكرته وودعني وأنصرف .
وتبادلوا الأدوار بعد ذلك وكان بعضهم يأتي للأنس لفترات قليلة أما
الاستفزاز
والشتائم مع رفع يديّ فقد استغرق جل الوقت وحدثوني عن بيوت الأشباح و
أوضحوا لي
أنني الآن في مكان أشبه بالجنة بالنسبة لبقية الأماكن الأخرى المعدة
للتعذيب
والتي سيحولوني لها غداً وانهم لن يخسروا من اجلي طلقة واحدة وسيكون قتلي
بالتدريج والتعذيب .
وفي الساعة الثالثة صباحاً فتح الشاب الطويل النافذة المطلة على مقابر
فاروق
وقال لي أن بإمكاننا أن ندفنك حياً في تلك المقابر ثم أتى ودار حولي عدة
دورات
وقال ماذا تطلب من المدائح أو الأغاني لنسمعك إياها وصمتٌّ طويلاً ولم أرد
عليه
وبعصبية أصر أن أرد فقلت له أطلب شريط من قصائد الشيخ الأستاذ عبد الرحيم
البرعي وخرج الشاب وفي معيته حضر شابان كان أحدهما يحمل سوطاً طويلاً وقال
الشاب الطويل ساخراً الآن ستستمتع بالمدائح التي طلبتها وأنصرف ونظر أحد
الشابين إلى صحن الفول وقال لي باستهزاء المسألة فيها (دلع) فقد أضافوا لك
جبنة
على الفول ، وقال لي الآخر عليك أن تكون كالضفدعة وتتبول على جسمك وعكس
الشابان
وضع الكرسي وطلبا مني أن أنحني وأذعنت وانحنيت ولكنهما أصرا أن انحني حتى
أمسك
بآخر نقطة في أسفل الكرسي وبذلت قصارى جهدي وفشلت وطلبت منهما أن يسمحا لي
بأن
( أنبطح ) على الأرض ليجلداني فسخرا مني وقالا لي أنك لا تستحق وطلبت
منهما أن
أصلي الشفع والوتر فسمحا لي على مضض وتوضأت وانتظرني أحدهما خارج الحمام
وهو
يهمس بكلمات غير مفهومة وسخر قائلاً انك ستشهد بعد قليل جلداً من نوع آخر
فأصبت
بفزع حقيقي وكدت افقد صوابي ، لا سيما بعد أن بدأ الشابان في إطفاء النور
للحظات ثم إعادته وقررت أن أقاوم حتى الموت إذا تعلقت المسالة بالشرف ،
وصليت
وكنت أفكر بسرعة وفتحت النافذة وقفزت في البلكونة باحثاً عن حجر أو أي شي
وكنت
أود إحداث جلبة وضوضاء ليشعر الآخرون في الخارج بما يجري من تصرفات طائشة
وقفز
الشابان خلفي وعدت أدراجي عبر النافذة وأخذت أقاوم الشابين الذين ركزا
سوياً
على الإمساك بيدي اليمنى بعنف وكان واضحاً انهما أرادا كسرها وضربني
أحدهما عدة
مرات بالسوط على ظهري والاعتداء على اليد والضرب بالسوط أفضل عندي من مس
الشرف
ولو بمثقال ذرة من خردل ولو استمرا في تلك الوقاحة لخرجت قاتلاً أو
مقتولاً .
وأحدثت الجلبة مفعولها إذ جاء أحد الذين اشتركوا في الاستجواب وطلب مني
الشابان
اللذان اعتديا على يدي ومعهم القادم الجديد طلب مني ثلاثتهم أن أرفع يديَّ
ووجهي متجه للحائط ، وشعرت بألم شديد في يدي اليمنى وأخذ الشاب الثالث
يتحدث عن
الشجاعة والصمود ، فقلت في نفسي عن أي شيء يتحدث هذا وما درى أنني كنت
أقاوم
الانحطاط ، وبلا حياء أو خجل أو ذرة من الإحساس بالندم على تصرفاتهم
الطائشة
قال الشابان إنني كنت أود الانتحار وإن الشاب الثالث الذي كان قليل الكلام
الحديث أثناء الاستجواب قد ضرب في تلك اللحظات بالأخلاق السودانية عرض
الحائط
وصمت دهراً ونطق كُفراً وقال باستخفاف : توجد بالقرب منا دار لإيواء
اللقطاء
واللقيطات فما رأيك أن تتزوج إحدى اللقيطات !، وكان عليّ أن اصبر و أتحمل
هذا
السخف والانحطاط الذي يحدث بدعوى تثبيت دولة المشروع الحضاري، والمجال لا
يتسع
لذكر كل ماجرى وأكتفي بإيراد مشهدين فقد تم استدعائي بعد الساعة الرابعة
صباحاً
بالطابق الأعلى وهناك وجدت الشاب القصير الذي بادرني بالقول إنني لا استحق
معاملة طيبة ولعله تأسف وتحسر على صحن الفول الذي أحضره لي واخذ يلوح
بسوطٍ
طويل كان يحمله في يده قائلاً لي يقال انك مستقل ولكن كتاباتك تخدم
المؤتمر
الشعبي بقصد منك أو بدون قصد والويل لك وللمؤتمر الشعبي وأنت تكتب بثقة
شديدة
واعتداد بنفسك ونحن سنكسر هذا القلم العنيد وسنقتلك قتلاً بطيئاً ومثلك لا
يستحق أن نخسر فيه طلقة واحدة وقال لي أننا يمكن أن نقضي على أي مظاهرة
ويمكن
أن نصفي أي عدد من المتظاهرين تصفية دموية في دقائق إذا اقتضى الأمر ذلك
فماذا
تساوي أنت أيها الحقير ثم أقترب مني وقال لي إن الفلكلور وجمع التراث وغير
ذلك
من المهام الفارغة هي أعمال ترعاها المخابرات وأنت بجانب كتاباتك الصحفية
الغزيرة قمت في مجال جمع التراث بأعمال لا يمكن أن يقوم بها فرد واحد
ولابد أن
تكون أيها العميل مدعوم من المخابرات الأجنبية وكنت طوال هذه (الهرطقة )
أرفع
يديّ ووجهي متجه نحو الحائط وكنت أحس بألم ممعن بيدي اليمنى ولزمت الصمت
التام
كأنني حجر ولكنني أرد عليه هنا واقول له في كلمات أن كل الأموال القذرة
للمخابرات الأجنبية تحت حذائي ، وقد ظللت اعمل متطوعاً في عهدكم في عدة
مجالات
وعلى مدى كل سنوات حكمكم لوجه الله سبحانه وتعالى وكنت عضواً بمجلس محافظة
واشتركت في مؤتمراتكم ولجانكم متطوعاً دون أن تمتد يدي لأخذ مليم واحد من
المال
العام الذي استباحه البعض في هذا العهد ، وعملت في التدريس والحكومة
لسنوات
طويلة ولم أكن اهتم بالعلاوات وفروقات الترقيات وعندما تركت العمل الحكومي
لم
أسأل عن حقوقي واستحقاقاتي حتى الآن ، وكتبت متطوعاً في عهدكم هذا في
صحيفة
القوات المسلحة وصحيفة السودان الحديث وصحيفة الإنقاذ الوطني لوجه الله
سبحانه
وتعالى وللوطن ، ولم أنل قطعة ارض ولو درجة عاشرة رغم إلمامي بكثير من
الخفايا
والأسرار في هذا المجال .
وأرد هنا على هذا الشاب القصير قائلاً إن الماديات مسقطة من حساباتي ،
وتستوي
عندي قطعة الحجر وقطعة الذهب . لا حاجة لي بأموال المخابرات الأجنبية ولا
غيرها
من الجهات المشبوهة وأقول للشاب القصير إنني أشكرك لأنك وضعت على صدري
وسام شرف
وأنت تقول إن ما قمت به أنا لا يمكن أن تقوم به إلا مؤسسة كاملة (استغفر
الله
العظيم ) وإنني مدين لهذا الشعب العظيم لدعمه المعنوي وتقديره لمجهوداتي
المتواضعة وأنا جد شاكر للأكاديميين والأساتذة والصفوة وكبار العلماء
وكافة
القراء من الشعب السوداني العظيم وقد ظل ثلاثة من العمالقة وكبار العلماء
والرموز القومية وهم بروفسير أبو سليم وبروفسير يوسف فضل وبروفسير عون
الشريف
يلحون على أن أتفرغ لأعداد رسالة ماجستير بترشيح منهم وتحت إشرافهم وظلوا
يخجلون تواضعي بثنائهم العاطر رغم أنني أحس إحساساً حقيقياً بأنهم أهرامات
شامخة وأنا تلميذ صغير بالنسبة لهم ولولا ضيق الحيز لأوردت شهاداتهم
المكتوبة
وإنني أعتز بها كثيراً وهناك قوائم طويلة لعلماء ومثقفين كثيرين اعتز
بأنصافهم
المعنوي لي ومنهم (البروفسير العظيم ) وعلاقاتي ممتدة مع شبكة ممتدة
وواسعة مع
رموز هذا المجتمع وأقول لذلك الشاب القصير أنتم وحدكم الذين لا تحفظون
إلاًّ
ولا ذمة وشهادة التقدير التي قدمها لي عهدكم هو كسر يدي وإهانتي وإذلالي
لأنني
ظللت امحضكم النصح صادقاً
واقول لذلك الشاب القصير أبشرك بأن بين يديّ ثلاثة آلاف صفحة تحوي معلومات
غزيرة وكنوز ودرر عن أمجاد هذه الأمة جمعتها بعد سفر وسهر وسنوات طويلة من
العذاب والمشقة كنت فيها أنام أحياناً على الأرض أسير راجلاً وعلى الدواب
أحياناً وستصدر في مجموعة من الكتب منها كتاب عن السلطنة الزرقاء بمناسبة
مرور
خمسمائة عام على قيامها ولولا أنني طريح فراش المرض ومعطل عن العمل بسبب
يدي
لكان كتابي عن قصة حل الحزب الشيوعي وآثارها وتداعياتها بين يديّ القارئ ،
وأبشر القارئ بأنه سيقرأ قريباً وعلى الإنترنت كتاباً عن شخصية سودانية
مثيرة
للجدل محلياً وعالمياً وكتابي يحتوي على أسرار وخفايا كثيرة وسيفاجأ هذا
الزعيم
نفسه بمعلومات عنه يقراها لأول مرة ، وقد أراد محبوه أن يخلقوا منه أسطورة
وحاول أعداؤه أن يحطموه وبينهم بعض أبنائه ، وسأتنازل عن حقوقي المادية ،
ونأمل
أن ينشر الكتاب ويترجم للإنجليزية وسيثير الكتاب جدلاً واسعاً .
واقول لذلك الشاب القصير لقد أنصب كل حديثكم معي عن المؤتمر الشعبي الذي
لا
تربطني به أي علاقة من بعيد أو قريب ولكني أسألكم لماذا تطعنون في ظل
الفيل
وتتركون الفيل جانباً ولماذا تستفزون وتكسرون يد مواطن لا تربطه علاقة بكم
ولا
بهم رغم أن قادة المؤتمر الشعبي قالوا في السلطة الحاكمة مالم يقله مالك
في
الخمر ولم يسألهم أحد ولماذا لم فتح الطرفان الملفات المالية ويحاسبان
الشعب
السوداني قبل أن يفترقا و ( الحساب ولد ) وأنا لم تنزع مني سلطة وليست لي
أموال
مهربة في ماليزيا أو غيرها ولماذا تركت السلطة ملياردير إنقاذي ولم يكن
أداؤه
مشرفاً وهو ينتمي الآن للمؤتمر الشعبي وطالب في عدة ندوات مفتوحة بإسقاط
النظام
ولم يسأله أحد وعندما حضر أحد قادة المؤتمر الشعبي من الخارج قدمت له
السلطة
جوالات سكر وخراف (الكرامة ) من خزينة الدولة التي أضحت تكية رغم معاناة
الأمة
السودانية
وقدمت قيادة السلطة ومن مال الشعب السوداني عربة جديدة باهظة الثمن هدية
لاحد
أقطاب المؤتمر الشعبي .
أما صاحب عبارة (خلوها مستورة) فقد تحدى السلطة في عدة ندوات مفتوحة
وطالبها
بتقديمه للمحاكمة وأعلن أنه سيبوح بكل الأسرار ويكسر كل بيوت الزجاج
وتركوه
يسرح ويمرح وكأنه نعامة الملك لاتُسأل عما تفعل وقد تولى مسئوليات كبيرة
وكثيرة
وكان مسئولاً عن الاستثمار وملف الجنوب والحكم الاتحادي والولايات وطريق
الإنقاذ الغربي وهذه مجرد نماذج ، وأقول للشاب القصير لماذا تطعنون في ظل
الفيل
وتتركون الفيل ، ولماذا تكيلون بمكيالين وتزنون بميزانين وتتحدثون بلسانين
؟!!
لقد أخذني بعد ذلك الشاب الطويل لحجرة في الطابق الأعلى وطلب مني أن اتجه
بوجهي
للحائط وأرفع يديًّ عالياً وامتثلت لأمره رغم الألم الذي كنت أحس به في
يدي
اليمنى وأمرني أن اردد لمدة ساعة ( من هجليج إلى بشائر ) وهي عبارة مكتوبة
تحت
صورة معلقة على الحائط ، وتواصلت الإساءات من عدد منهم أثناء وقوفي
وترديدي
لهذه العبارة وتعامل معي أحدهم بلطف وعلمت انه عريف ويدرس بالجامعة
وأتجاوز عن
أشياء كثيرة لا يتسع المجال لذكرها هنا.
وحضر لي شابان وقالا لي بأنه ربما يتم إطلاق سراحي ولكنك ستعرض نفسك للموت
إذا
بحت بما جرى لك وأتى الشاب الطويل وجلس معي على إنفراد وابتسم وقال لي لقد
عاملناك معاملة طيبة!!!!! وإننا نوثق البعض بالحبال ونضربهم ونعذبهم وأصر
أن
يطلب لي إفطاراً واعتذرت له وشكرته .
ومن المضحكات المبكيات وشر البلية ما يضحك أن هذا الشاب ذكر لي أنهم
يعتبرونني
منهم ولن يدعوني أكون في غير صفوفهم!!!
وأقول لهذا الشاب إنني لست قطعة شطرنج ولا شيء يربطني بكم وما جرى لي
ولغيري
منكم لا علاقة له بالإسلام وكان من حقكم تقديمي لمحاكمة عادلة وسأمثل لحكم
القانون حتى لو كان الشنق أو التأبيد .
وفي نحو الساعة الحادية عشر حضر الشاب الذي أحضرني في اليوم السابق
وقابلهم ثم
طلب مني أن أخرج معه وأصر أن نذهب للسوق لشراء جلابية جاهزة لأن جلبابي قد
مُزق
في حوالي الساعة الثالثة صباحاً بجهاز الأمن السياسي ، وتعامل معي الشاب
الذي
يعمل بأمن الصحافة بكل لطف وذهب معي لمستشفى الأمن حيث اخذوا لي صورة أشعة
أوضحت أن بيدي اليمنى كسرين وعاد بي الشاب لمكاتبهم وعاملوني معاملة طيبة
،
وذهب معي الشاب وبصحبته شاب آخر من أمن الصحافة لأخصائي عظام حولنا إلى
السلاح
الطبي حيث وضعت يدي بالجبص وعدت إلى أهلي وواصلت علاجي بطرق مختلفة وعانيت
معاناة أليمة ولازلت أشعر بآلام مبرحة لأنني أُمرت برفع يدي وهي مكسورة
لعدة
ساعات بجهاز الأمن السياسي .
ولم أخبر أهلي وأصدقائي بما حدث حتى كتابة هذه السطور وظللت أردد بأنني
انزلقت
وتحاملت على نفسي وذهبت يوم 12/2/2002م (ويدي اليمنى في الجبص ) وحضرت
الندوة
التي عُقدت بالمؤتمر الوطني الحكومي وأعلنت هناك بأنني انزلقت ووقعت على
يدي
وكنت أنتظر حتى تشفى يدي اليمنى بإذن الله لاكتب الحقائق وأنشرها وأخيراً
قررت
أن اُمليء على أبن أختي ما أود البوح به لان علاج يدي يحتاج لشهر آخر وكنت
أتكتم على ما حدث وأرفض أن تستثمر أي جهة ما جرى وتتخذه مادة للإثارة
والجدير
بالذكر أن بعض أصدقائي ظلوا يصرون على أن أمن الصحافة مع الأمن السياسي
وما تم
فيه تبادل أدوار ولكني ظللت أدافع عن أمن الصحافة والشريعة لها بالظاهر .
وإن ما جرى لي هو جزء من الإذلال العام ، فقد أذل هذا النظام الشعب
السوداني
ولم يقدر تضحياته واستأثرت فئة ضئيلة بكل شيْ وتركت الشعب يعاني وظل بعض
المسئولين يرددون بان الفجر الصادق على الأبواب وظللنا نسمع هذه الأسطوانة
المشروخة منذ قيام الإنقاذ وقد طال ليل المعاناة ولابد أن تلتفت سلطة
الإنقاذ
لهموم وقضايا المواطنين الحيوية ، ويجب التفريق بين التمسك بالنظام
الإسلامي
والتمسك بكراسي السلطة بأيّ وسيلة .
وقد ضحى الشهداء الأطهار الأبرار ونحن نحني هاماتنا للمجاهدين الشرفاء
الذين
يذودون عن الأرض والعرض ونحني هاماتنا لكل الشرفاء الأخيار المنتجين
العابدين
الذاكرين الساعين لقيام دولة إسلامية حقيقية ترعى حقوق الجميع من مسلمين
وكتابيين ولا دينيين والإسلام هو دين حضارة ومدنية وتربية وسلوك قويم
وتكافل
اجتماعي ونقول بالصوت العالي لا لاختلال ميزان العدالة الاجتماعية في دولة
المشروع الحضاري ولا لإثارة النعرات ا لعنصرية والقبلية ولا (للهملة
والانطلاقة) والتحرر والانفلات ولا لانتشار جيوش المتسولين والمشردين ولا
للتفكك الأسري وانتشار ظاهرة الطلاق وإنه لشيء يندى له الجبين أن تضطر
الحرة
لتأكل من ثديها بسبب الفقر وتقصير الدولة وإنه لأمر محزن ومؤلم أن تضطر
شريحة
من النساء مهما كان عددهن ضئيلاً أن يوفرن ( والعياذ بالله ) قوت أطفالهن
الصغار ( وهم كزغب الحواصل لا ماء ولا شجر )مما يحصلن عليه من أموال قذرة
بممارسة الزنا تحت وطأة الحاجة في وقت تهدر فيه أموال طائلة لاحصر لها في
البذخ
الكاذب وفي الاحتفالات والكرنفالات ومواكب النفاق .
إننا نتمسك بقيام دولة إسلامية حضارية تقدمية نموذجية ولابد من إصلاح
اعوجاج
المسيرة ، وفي تقديري إن بعض التصرفات الفردية الطائشة من بعض المحسوبين
على
الأمن ينبغي ألا تكون حكماً عاماً على كافة أجهزة الأمن ، وأي دولة تحترم
نفسها
وتريد أن تحافظ على المصالح العليا للوطن وهوية الأمة لا بد أن تكون أجهزة
أمنها قوية ويقظ’ ونشهد بان هذه الأجهزة تعج بذوي المؤهلات العلمية
الرفيعة
والكفاءات والقدرة وهم على خلق ودين ومنهم بعض تلاميذي الذين عرفتهم منذ
نعومة
أظفارهم ، وفي مدينة ود مدني تعرفت مرة بالصدفة على السيد الفاتح الجيلي
المصباح وأثنى على مجهوداتي المتواضعة وهو إنسان مهذب جدير باحترام وعلمت
أنه
الآن يشغل منصب مدير الأمن الخارجي وأخبرني صديق عزيز كان يعمل بجامعة
الملك
عبد العزيز بأن مدير الأمن الداخلي الحالي اللواء دكتور عبد الكريم عبد
الله
كان يعمل بالمملكة العربية السعودية وكان محل احترام الجميع لاحترامه
لنفسه
وللآخرين وكان مصدر فخر لكل السودانيين لنبله وحسن خُلقه وتدينه وينبغي أن
يكون
قدوة للجميع ونرجو أن يقتدي به بعض الشباب الذين غرتهم السلطة وحوّلتهم
لمتسلطين .
ولصديقنا الأستاذ علي عثمان محمد طه التحية والتهنئة بالعودة لأرض الوطن
سالماً
وحمداً لله على سلامته
ونقول له متعك الله بطول العمر وموفور الصحة والعافية ونريد أن نكون
أمينين معك
ومع أنفسنا ونقول لك إن المسيرة تحتاج لإصلاح وتجديد وتقويم لتستقيم
الأمور
المعوجة ( أسمع كلام الببكيك وما تسمع كلام البيضحكك ) وأرجو أن تستمع
لأنين
وشكوى المساكين من شعبك وأرجو أن أقدم لك رسالة خاصة تقرأها وحدك بعنوان (
الإنقاذ بين صراع القوى الخفية والسلطة العلنية وتهديدات وتحديات اليانكي
).
حفظ الله السودان من كل سوء وحفظك الله يا أخانا علي من شرور أصدقائك قبل
أعدائك
والله من وراء القصد
صديق البادي

 

 



#صديق_البادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صديق البادي - الأمن السوداني يعذب مثقفا سودانيا مشهورا