أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - المرجعية النجفية والانتخابات -المجرب لايجرب- (1/2)















المزيد.....

المرجعية النجفية والانتخابات -المجرب لايجرب- (1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5851 - 2018 / 4 / 20 - 15:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرجعية النجفية والانتخابات "المجرب لايجرب"(1/2)
عبدالاميرالركابي
اوحت المرجعية النجفية، بتبلور موقف لها من "العملية السياسية الطائفية المحاصصاتية"، ووفقا لطريقتها في ممارسة فعلها السياسي، باعتباره مخضعا لاعتبارات غير سياسية، ولامباشرة، ومن نمط مفهومي مغاير للسائد، لم يات ذلك عبر اعلان صريح، او يمكن الجزم بخصوص عائديته، فالمتداول، هو موقف لاحد وكلاء المرجعية من الانتخابات الجارية، تم بثه على الانترنيت، وجاء قاطعا، حتى انه يتعدى على مستوى الشروحات، والتحديدات، تفصيليا، مايوحي به الشعار الذي اورده المتحدث، مكررا ماكان سبق واعلن من قبل، بصيغة "المجرب لايجرب". قال الشيخ: انه لايستثني من بين المشاركين في "العملية السياسية" ايا كان، وبالاخص ماهو معروف ب "الاحزاب الاسلامية"، شيعية كانت، او سنية، بالاضافة للاكراد، وبقية الطوائف، تركمانا، او مسيحيين، او صابئة، أو ايزيديين .. الخ.. فالكل سواسية، والكل وضعوا البلد على "شفا حفرة من نار".
المرجعية كشخصية معنوية، وككيان، ومؤسسة وطنية اساسية، متصلة بتشكل العراق الحديث، وتحمل الاساسي الراسخ، من ملامحة الثابتة المتجددة، في "مجتمع اللادولة" الجنوبي / عراق السواد/، لم تحظ من قبل "الوطنية الايديلوجية"/ 1920 ـ 2003/ ـ اي الطور اللاحق على الطور الديني التجديدي، ضمن تاريخ تشكل العراق الحديث ـ اي اهتمام يتحرى طبيعتها، وشروط قيامها، وممكناتها، والعوامل الفاعلة والموضوعية، التي منحتها شكلها، وبررت اليات عملها، باعتبارها "دولة لادولة مدينية مقدسة"، تحاكي نمطا من المدينة، عرفة العراق عند بدايات دورته الحضارية الاولى، هي " اريدو"، مدينة الالهة، وكمركز قيادي وسط بحر عشائري مشاعي مسلح، لاينتج من داخلة سلطة تمايزية منفصلة، اتخذت هي شكلها، وشكل وميكانزمات عملها، كمركز قيادي لايحتكر السلاح، ويتدامج بحكم المقدس الموروث، مع بنية جيشه المسلح، اي بحره العشائري المحارب، ويحقق روابطة الاوثق به، ب "التقليد"، وبممارسة انتخابية فريدة، مستمدة من طبيعة الانتخاب في العشيرة العراقية المشاعية، له اشتراطاته التي تنبع من خصوصيته المغايرة، لامن اوراق وصناديق الاقتراع، بل من الاختبار، والمعاينة خلال التجربة الحياتية، في ظل "المجتهد الاكبر" القائم، حيث تلعب "الصيته"، او الاعلام في وقته يومها، دورها المرجح، وغالبا مايدخل فيه الشعر، وتكرسه النسوة، فترشح القادم لمنصب "المجتهد الاكبر"، شعبيا ( كما في انتخاب الشيخ في العشيرة العراقية غير الوراثية تكوينا، والانتخابية المجتمعية اللادولوية/ لا نستعمل التشبيه الشائع بالديمقراطية الغربية، لاختلاف المفهومين الكلي)بظل المجتهد الحاضر، وبركائز، منها "الحوزة"، وطريقة التدريس الاستثنائية فيها، المفتوحة، والمحفزة على المبادرة، حيث تكتمل واكتملت تاريخيا، مقومات عمل هذا الصرح الاساسي في الحياة الوطنية.
خلال الطور الحضاري العراقي الراهن، الثالث، المستمر منذ القرن السابع عشر، مع ظهور اولى الاتحادات القبلية في المنتفك. ومع ان الكثيرين ينسبون بجهل، و من دون اي تحر، التشيع العراقي الحديث، للصفوية المناقضة له جوهرا، مثل مناقضة "الخمينية" لمبدا الولاية الصغرى النجفي، المستمد من خاصيات مجتمع "اللادولة العراقي"، التاريخي، في حين هو،وعلى عكس المشاع، ظاهرة وطنية حديثة عراقية، مثلما انه هو الذي انتصر وصار غالبا ( كمظهر كوني اولي حديث عراقي، متكرر تاريخيا، منذ الابراهيمية والقرمطية والاسماعيلية .. الخ) داخل بنية التشيع على مستوى العالم الاسلامي، ف"الاجتهاد"، و"التقليد"، و"الحوزة"، هي مبتكرات وطنية عراقية صرفة، و هي الركائز المعتمدة بين الشيعة في كل مكان لا الصفوية المندثرة، من ايران، وقم، ومشهد، والبحرين، وكل مكان وجد فيه الشيعة، كما ان ظاهرة النجف، هي بالاحرى، الظاهرة التجديدية الاصلاحية الدينية الحديثة، بالطبعة العراقية الخاصة، مما عرفها العالم العربي، في القرون الاخيرة وسميت ظاهرة الاصلاح.
مثل هذا التعرض الاختزالي المركز، والاولي، تتزايد الحاجة الموجبة له اليوم، اولا بما يتفق وضرورات الانتقال من الطور الايديلوجي، والذي ترافق مع الحضور الاستعماري الغربي، وظل سائدا ومهيمنا كوعي مستعار، مخالف لطبيعة وتكوين العراق وبنيته، ودوره التاريخي، بالخصوص ابان انهيار ركائز هذا المفهوم الاساسية، بعد سحق وتدمير الدولة المعروفة بالحديثة، والتي اقامها الاحتلال اضطرارا عام 1921، املا بالحفاظ على الممكن من نفوذ له في عراق كاد يجرعه الهزيمة، ويضطره للانسحااب، كما تردد في وزارة المستعمرات البريطانية وقتها، ابان ثورة "مجتمع اللادولة" عام 1920، ومع تغير آليات عمل الراسمال العالمي المعولم حاليا، وتبدل ركائز هيمنته، واستفحال ازمته، هاهو اليوم يضطر الى سحق وتدمير مابناه سلفه بيدية، فينهي الدولة في العراق، باعتبارها عائقا امام هيمنته، واستمرار نهبه لبلد اساسي في محيطه، لصالح بنى ماقبل الدولة، قوى الاندراج في المشروع العولمي التفتيتي، بما فيها قوى الايديلوجيا، وابرزها الحزب الشيوعي العراقي، الملتحق بمشروع الراسمال العولمي، ومثاله وراس حربته، الغزو الامريكي، ومشروعه السياسي.
لم يسبق ان وضعت ظاهرة النجف الحديثة على اهميتها القصوى، على طاولة التحليل والبحث، بمحاولة لفهم اليات عملها، وركائز حضورها، والاليات الفاعلة فيها، وطريقة اشتغالها. وعوملت في الغالب كانها ظاهرة سماوية، اسهم الايديلوجيون في اخراجها من الواقع الوطني المعاش، ليحولوها الى السماء، مع انها ظاهرة حية، وعيانية ملموسة، تكتسب اهم ميزاتها التطابقية مع واقعها، من نفيها ل " الدولة" بكل اشكالها، واحالتها بتعطيل الولاية العامة الى المستقبل "الغائب"/ عكس مافعل الخميني، الخارج على اسس المذهب الشيعي الانتظاري، المكتفي بالولايه الخاصة، والذي هو موقف مبكر، اتخذ ايام الدولة العباسية، كقرار متطابق مع خاصيات العراق، وبالذات مع طبيعة مجتمع ارض السواد، بينما يعيد الخميني مفهوما، يجد اسسه في النزعة، او الخاصية الامبراطورية السلطوية الفارسية التاريخية/.
لن يعرف تاريخ العراق على حقيقته، وبمايوافق طبيعة هذه البلاد التاريخية البنيوية، من دون ثورة مفهومية، تصفي الحساب مع مفاهيم الايديلوجيا الحديثة، واحزابها، على الاخص في اللحظة الراهنة، حيث الانقلاب الشامل في الوضع، وتداخل الظواهر والمهمام، والموضوعات، مع الحاح الضرورة، ومناداتها، باستعادة الاهداف الموافقه لنسق المستقبل المتوقع، والمتفق مع الخاصيات، والمتوقع على صعيد العالم، خلال ازمته الراهنة الكبرى، مع بوادر الانتقال الى "مابعد غرب". وبما اننا بصدد ملاحظة احدى جوانب، او ظواهر الموقف المتخذ مؤخرا من قبل المرجعية، وسط مجموعة من مواقفها، المرتبكة غير المتسقة احيانا مع المطلوب، او مع الضرورة، فالاحرى ان نؤشر على مسالة اساسية، طرات على الواقع العراقي، وعلى الاشتراطات الموضوعية الوطنية، وهي تشكل عبئا على عموم التعبير الوطني راهنا، وكما على سلامة فعل ودور المرجعية.
تلك هي مسالة ضعف الاليات التي تديم حضور"مجتمع اللادولة"، بحالته الصافية النموذجية، الامر الناجم عن كل فعل، ونتائج حضور الغرب ووطاته في القرن المنصرم، والايديلوجيا، وكل منظومة تمثيله السلطوية، والمفهومية خلال 82 عاما، انتهت بالغزو الامريكي عام 2003، والتي فرضت حالة من فراغ في موقع السلطة القاهرة التاريخي، مع مايتصل بذلك من اختلال بنى "مجتمع اللادولة"، بالاخص بفعل فاعل منظم، كما بفعل اقتراب غياب فعل النهرين، الذين هما الاساس في ظهور واستمرار بنية اللادولة، منذ بدء المجتمعية في سومر في جنوب العراق، فعراق اليوم، هو عراق "مابعد النهرين"، مايعني نشوء وضع مختلف نوعيا، يكاد يكون كليا عن "مجتمع مابين النهرين"، وليس حتميا ان يكون مثل هذا الانقلاب التاريخي الدهري، مقصيا تماما لمفاعيل الارث البنيوي الثابت، بالاخص وانه يترافق مع جملة متغيرات بنيوية وتنظيمية، على مستوى الدولة، وازدواجية الكيان.
ان عمل بعض المؤسسات والتشكيلات الوطنية، العائدة الى الاطوار المنقضية، وعلى راسها "المرجعية النجفية"، لم يكن ملحوظا ومسببا، او مقروءا بحسب، فعل الاشتراطات الواقعية، وتداخلات الظرف، وحدة الانقلاب الناجم عن الغزو، وسحق الدولة القائمة، بظل انعدام المنظور الوطني البديل، الدال على الذاتية الوطنية، مااتاح نمطا من الممارسات والسلوكات، مادون، او ماقبل الوطنية، مشوهة، ومفعمة بالامراض البنيوية، والمتراكمه من تاريخ الممارسة خلال العقود المنصرمة، عدا فعل الاحتلال، وحضور قوى ودول الاقليم المتعاظم كحصيلة بديهة، مع غياب الذاتية الوطنية المعبرة عن العراق، وشخصيته كمفهوم وككيان، ماجعل من حقبة مابعد 2003 الى اليوم، بمثابة حالة انقطاع حضاري صغرى، تاريخية انقلابية، عرفها العراق بحكم طبيعة تكوينه وبنيته الحساسة، وبفعل الصراعية المجتمعية الحادة،بين دولتيه: "اللادولة"، و"الدولة القاهرة".
فقد لازمت تاريخ العراق الطويل / الاطول انسانيا/، ظاهرة "الانقطاعات التاريخية" بين الدورات الكبرى، كخاصية نابعة من طبيعة تكوينه، وموقعه، استمرت الاولى، من سقوط بابل 539 قبل الميلاد، الى الفتح العربي الاسلامي في 636 ، حين تم تحرير الاليات التاريخية من ثقل الاحتلال الفارسي المعطِل، مااطلق الدورة الحضارية الكونية العراقية الثانية، كما عرف في 1258 ، مع سقوط العاصمة الامبراطورية العراقية الثانية، بغداد، على يد هولاكو، حقبة او طورا ثانيا من الانقطاع الحضاري، استمرت مفاعيله الى القرن السابع عشر، يوم عاد التشكل الوطني للظهور، مؤذنا ببدء الدورة الثالثة الحضارية الراهنة، بدلالة نشأة اولى "الاتحادات القبلية" في ذي قار / سومر.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد غرب ؟؟
- كتاب مروة: بحثا عن طريق آخر/ ملحق
- كتاب -مروة-: ترحيل اليسارلخدمة الراسمال؟؟(2/2)
- كتاب -مروة-: تشاطر متهافت ؟؟(1/2)
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (3/3)
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (2/3)
- الابراهيمية -العليّة- لا المحمدية الموسوعيسوية؟
- -فهد- والتشاركية العراقية التاريخية (1/3)
- تباشير انتهاء عصر الراسمالية والاشتراكية؟
- العيشية المجنحه: عراق الحروب العشرة(2/2)
- المعيشية المجنحة: عن خطل الثباتية الارضية(1/2)
- الشيوعية والتشيع العراقيان .. ردم الهوة؟
- ملحق بالوثائق: الشيوعيون هل حرضوا؟
- الشيوعيون هل حرضوا على قتل الصدر؟
- خرافة فكر العرب ابان نهضة الغرب (2/2)
- خرافة فكر العرب ابان نهضة الغرب ( 1/2)
- ثورة العشرين بمواجهة الثورتين الفرنسية والروسية ( 2/2)
- ثورة العشرين بمواجهة الثورتين الفرنسية والروسية(1/2)
- مازق الجناح الشيوعي: قوى مضادة للوطنية ( 3/3)
- مأزق الجناح: ومصائر وطنية التشبه بالغرب (2/3)


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - المرجعية النجفية والانتخابات -المجرب لايجرب- (1/2)