أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - الجنون المحسوب / العدوان الثلاثي على سوريا .. قراءة في ما حدث














المزيد.....

الجنون المحسوب / العدوان الثلاثي على سوريا .. قراءة في ما حدث


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 5847 - 2018 / 4 / 16 - 01:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تصاعدت الدعوات للإنهاء الفوري للعدوان الثلاثي الجديد على سوريا، والذي اشتركت فيه الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، والذي استهدف فيه أهدافا محددة.
وأكد الحدث إن العجز الدبلوماسي يؤدي إلى تصاعد العنف وليس إلى حل النزاع. وكل المؤشرات تقول إن هذا العدوان "المحدود" سوف لن يؤدي إلى تهدئة الاوضاع في سوريا، ولا يفتح بالضرورة امكانية لتداول حل دبلوماسي، او لمساعدة الناس على العودة إلى حياة طبيعية مقبولة، حتى لو اعتقد المعتدون أنهم سيستعيدون السلطة او يعيدون تشكيلها في سوريا ، فهم مخطئون، لانهم بذلك يحرقون اوراق تدخلهم السابقة. لأن العنف العسكري لا يغير حقيقة أن سياسة الغرب المتبعة تجاه سوريا ، منذ اندلاع العنف في اذار 2011 ، قد فشلت. وما يجري هو اضافة صفحة جديدة لهذا السجل المدمر، ولم يكن هدف الغرب يوما انهاء الحرب لتخفيف معاناة الشعب الإنسانية، بل إسقاط نظام الأسد،وتفتيت الدولة الوطنية، وهذا ما اشرته تجربة غزو العراق في نيسان 2003 .

انقلب السحر على الساحر

لقد غذّت الولايات المتحدة وحلفاؤها ، بما في ذلك دول خليجية ، الحرب الأهلية وأطالت أمدها. ودعمت من تسميهم "مناضلين من اجل الحرية" و "أصدقاء الديمقراطية" ، ولم يزعجها، ولو قليلا، ان القسم الأعظم من هؤلاء ليس سوى ارهابيين متطرفين ، ينشرون الموت في المنطقة، ويبشرون سوريا بمصير ليبي. وكان من هذه التشكيلات"الجيش السوري الحر" ، الذي استضافته بلدان الناتو، واثبت مؤخرا جدارته في تحوله الى ذراع لجيش أردوغان في تدمير عفرين السورية.
لقد أدى تمادي الغرب إلى وضع روسيا في موقف – ليست بالضرورة مجبرة عليه– إلى التدخل بقوة في سوريا. لقد بلغ هذا الصراع منذ زمن طويل مرحلة لا يمكن فيها إسقاط الأسد إلا إذا تعرضت المؤسسة العسكرية الروسية في سوريا الى هزيمة قاسية. وهذا يتطلب بطبيعة الحال صداما شديدا مع روسيا، لا تستطيع الولايات المتحدة ولا الناتو تحمله. وقد يصبح الصدام مع روسيا أمرًا لا مفر منه.
ويأتي عدوان 13 و 14 نيسان ليؤكد إن الأمر كذلك. ومن الواضح إن الهجوم كان محسوب المخاطر ومحدود التداعيات.ولكن ترامب وماكرون فكروا بهجوم يتيح لهم التراجع، ويمكنهم من حفظ ما الوجه. وعلى الغرب إن يشكر مثل هؤلاء القادة الذين تحولوا اكثر فاكثر إلى عامل مخاطرة. فكان يراد لهذه الضربة العسكرية التسبب في أضرار، ولكن في الوقت نفسه ينبغي لهذه الاضرار إن كون محدودة. إن ما حدث لا علاقة له بتعامل استراتيجي، بل هو سعي نحو التأثير والمغامرة.

قوة عسكرية رائدة

حقيقة إن فرنسا تحاول إن تتلبس دورا رياديا في اوربا يتيح الاستنتاج التالي: اذا فشلت فرنسا في لعب دور قوة "اصلاح" في الاتحاد الأوربي، لان ما يجري في الاتحاد الأوربي لا يقترب من ما يروج له الرئيس الفرنسي، فإنه يجب أن يكون لها على الأقل، كما يريد ماكرون، مركز قوة تدخل عسكرية اوربية رائدة.ً وحقيقة إن الرئيس الفرنسي وجد فرصة في سوريا، كتلك التي وجدها الرئيس الفرنسي ساركوزي في ليبيا، والتي ادت إلى تدميرها.

طبيعة العدوان

إن هذا العدوان يمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي. ولا تمتلك الولايات المتحدة اية ارضية لادعاء الدفاع عن النفس، ولا تبرير ضربة استباقية، لان هذا العمل الاجرامي حدث كسابقاته بدون تفويض من مجلس الأمن و يتعارض بشكل واضح مع القانون الدولي. وحتى حجة التدخل الإنساني لا تجعله متوافقًا مع القانون الدولي.
ان استخدام الأسلحة الكيميائية يتعارض هو الآخر مع القانون الدولي. ومن الضروري تأكيد هذا الاستخدام وعدم الاكتفاء بافتراضه. واذا ما علمنا إن نظام الأسد وحليفته روسيا كانوا يحققون نجاحات عسكرية تدريجية، في وقت أعلن ترامب فيه عن نيته سحب قواته من سوريا، فما الفائدة التي يتوخاها الأسد وبوتين في إثارة هجمات مضادة؟ إن الاحتمال الأكثر قربا للفهم هو إن ما حدث يخدم استمرار التدخل العسكري الأمريكي في سوريا.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد قرار تنفيذ الحكم الصادر بحق سلفيا دي لولا / البرازيل .. ...
- بعد احتلال عفرين وتشريد سكانها / الاتحاد الأوربي يسترضي أردو ...
- مع تصاعد دور الحركة النسوية / الولايات المتحدة الأمريكية.. د ...
- بعد احتلال الجيش التركي ومرتزقته للمدينة / عفرين .. المقاومة ...
- احتجاجات حاشدة تجتاح مدن البلاد / البرازيل.. اغتيال المناضلة ...
- ئيس تحرير جريدة -الموررننغ ستار- / كوربن ونجاحات اليسار البر ...
- بمناسبة يوم المرأة العالمي / اسبانيا .. اضراب نسوي غايته شل ...
- قرار بوحدة الحزبين الشيوعيين / نيبال .. الاعلان عن تشكيل حكو ...
- 40 الف أفريقي يواجهون الترحيل أو السجن / اسرائيل .. عنصرية م ...
- في إعلانه ل -اليوم العالمي الأول للفقراء / البابا فرنسيس: هذ ...
- فشل في وضع الحلول للمخاطر والتحديات العالمية / احتجاجات واسع ...
- في انتظار نتيجة الاستفتاء الحزبي العام / ألمانيا .. الديمقرا ...
- بعد انتشار الفساد واختراق الشركات للحكومة / جنوب افريقيا .. ...
- بعد غياب دور مؤثر لقوى اليسار الجذري / ايطاليا .. هل ستنشأ ح ...
- صمت رسمي وحكومي الماني مريب / روسيا تحيي الذكرى ال 75 لانتصا ...
- ردوغان على خطى صدام حسين / عفرين .. اتساع التضامن العالمي مع ...
- احتجاجات ضد الاجراء التعسفي / أكاديمية العلوم الهنغارية تغلق ...
- في عام مئوية اكتوبر وخمسينية استشهاد جيفار / يسار عام 2017 . ...
- يوم أسود للديمقراطية في البلاد / البرازيل .. قضاء مسيس وفصول ...
- ما يمكن القيام به في أوقات العجز* / دعونا ندخل مدرسة لينين


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - الجنون المحسوب / العدوان الثلاثي على سوريا .. قراءة في ما حدث