أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد راضي - صرخة أخرى عشية إنتخابات 2018















المزيد.....

صرخة أخرى عشية إنتخابات 2018


جواد راضي

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرخة أخرى عشية إنتخابات 2018


جواد راضي – سدني

لم تكن أسئلة عقل وقلب وضمير فحسب ، بل كانت صرخة لتحرير العقل و فتح أبواب الامل والأحتكام للضمير .
ما حصل ولا زالت البلاد حتى اليوم تعيشه من تردي للأوضاع على كل الأصعدة وتخريب منظم للارض والإنسان وعودة للاستبداد وصناعة الأصنام . تنبأ بها الانسان الفنان فيصل لعيبي في 17/2/2010 عشية إنتخابات 2010 يوم كتب على صفحات الحوار المتمدن مقالته الموسومة (أسئلة العقل والقلب والضمير).
ولكن ماذا حصل بعد تلك الصرخة ؟
الصرخة التي ضاعت وسط عويل كاذب ,وأبواق عزفت زيفاُ للديمقراطية رغم أنها هي ذاتها التي كانت تحرّمها حتى الأمس القريب , طبول راحت تدق لشائعات وتحذر بنفس طائفي من عودة ايام الموت الجماعي ، وكأنهم على علم بمجيء داعش ، أو أن داعش كان مخبئ في قمقمهم لتهديد خصومهم ، تُهم توزع بالمجان لإقصاء زيد وعمر ، رسائل عبر الهاتف المحمول تدعو لإنتخاب بعض المرشحين مصورين ان إنتخابهم هو ( تكليف شرعي ) ، عطايا (أكياس رز وسكر وبطانيات) مقابل التصويت لهذا المرشح أو ذاك ، (مسدسات وبنادق وهبات) توزع على رؤساء بعض العشائر لشراء ضمائرهم ولكسب أصوات التابعين لهم ، أموال دعم للبعض ضخت بلا حساب من دول الجوار وغيرها و وعود كاذبة لمرشحين يعرفون مسبقا انهم لم و لن يوفوا بها ، ولم يبقى للبعض سوى أن يوزعوا مفاتيح الجنة وصكوك الغفران لمن ينتخبهم . كل هذا وما شابهه كان بمثابة سيناريو بائس صار يتكرر في كل دورة إنتخابية ، ولكن للأسف خُدع ولا زال يُخدع به الكثير .
وحينما جاء موعد الإنتخابات وفتحت مراكز الإنتخاب أبوابها وتوجه المواطنين نحو صناديق الإنتخاب ليودعوا فيها (صوتهم الإنتخابي) على أمل ان يتحقق بعض ما وُعِدوا به, إلا ان المخيب للآمال بدأ مع أول نتائج (الفرز الأولي للأصوات ). إذ طالعتنا إحدى القوائم وعلى لسان ممثلين لها على مستوى عال ، من ان عملية الفرز (مشكوك في أمرها) . وما ان أُعلنت النتائج الأولية حتى خرج أتباع قائمة اخرى بمظاهرات في شوارع العاصمة وبمبرر ان التزوير قد طال الإنتخابات . ثم توالت القوائم واحدة بعد الأخرى تشكك وتقدم الطعون والوثائق التي تؤكد عدم نزاهة الكيفية التي تمت بها الإنتخابات ولم يبقى مدافعا عما حصل سوى المفوضية التي لا سلطة عليها في البلاد.
حتى راح البعض يتهم أجهزة الحاسوب المركزي , ورغم كل هذا وذاك وبعد ان تأكد للداني والقاصي ان الإنتخابات مطعون بنزاهتها وأي فوز لأي قائمة لا شرعية له, توجه رموز المحاصصة الطائفية والأثنية المقيتة ممن إغتصبوا الفوز المزعوم اغتصاباً دون خجل ولا وجل نحو تقاسم مقاعد البرلمان و مراكز السلطة و النفوذ .
يومها رحت أتسائل من يا ترى سيدافع عن (صوت الناخب) الذي أصابه الذل والهوان ومن سيحاسب هؤلاء أو الحاسوب؟
واذا بهاتف يجيب : لاتتعب حالك (صوت الناخب) لا عشيرة ولا دين أو مذهب سيطالب بحقه, أما أجهزة الحاسوب هي الأخرى ذات حسب ونسب و تتمتع بالحصانة التي لايطالها قانون مهما فعلت كمن استوردها وبرمجها , وبهذا فكل ما حدث كان ضمن الشرعية الدولية و معاييرها .
وما أن وصل السادة السياسيون في القوائم السمان التي ادعت الفوز زوراً قبة البرلمان حتى بداء صراع آخر, ألا وهو من سيحكم البلاد ويفرض سياساته عليها , هذا الهدف الذي ضخت بعض الدول الأموال الطائلة من اجل فوز ممثليها في البلاد , الهدف الذي لأجله تم تظليل الشعب وخداعه وهو ذات الهدف الذي أُعدت له برامج الحاسوب كي تفوز ( القوائم السمان) .
استمر الصراع ومرت السنين وكلما تتصاعد حدة الصراع كلما يزداد نهب المال العام ، ولو أخذنا بما قالوه ويقولوه من تنابز وتبادل تهم ، لما وجدنا واحداً فيهم يستطيع أن ينئى بنفسه عن التورط في الفساد الإداري ونهب المال العام.
كل هذا وهم غير عابئين بما وصل له العباد وما حل بالبلاد ، النفط يُنهب أمام أعينهم وفق ما مخطط له والبلاد سوق لكل ما ينتجه الغير ، حتى صـرنا نستورد (الخيار والبصل والطماطم والبطيخ ) من الجيـران ، بعد ان صار( الداعون )* يشيعون أن اللطم والمشي على الاقدام لأيام طوال خير من الزراعة والإنتاج وفيها أجر عظيم . هل تعرفون لماذا ؟ لأن من ورائها مكسب للتجار الكبار الجدد في الوطن وخارجه وجني للأمـوال الطائلة لـهم وللمتسترين عليـهم ولأعوانهم .
هؤلاء التجار الجدد هم الحكام الجدد وهم المستفيدون من خراب الأرض والإنسان ، ولهذا استأجروا أقلاماً وفضائيات ومنابر لنشر ثقافة التناحر الطائفي والمغالاة بأداء الطقوس الدينية وتزييف الحقائق التاريخية وتجهيل الناس وتظليلهم .
كل هذا من اجل ينعموا هم وأسيادهم بملئ جيوبهم وحساباتهم البنكية بالسحت الحرام . حتى وصلوا الى حد صار لايعنيهم كل هذا الخراب والدمار.
يذكرني موقفهم هذا بحادثة حصلت معي في الثمانينات من القرن الماضي هي: ( في أحد المساءات زارني صديق وكان منفعلاً , بعد ان سألته عن سبب انفعاله أجاب :ان الطاغية صدام أعدم مجموعة من الوطنيين أعرف بعض منهم, تأثرت كثيراً ولزمت الصمت حُزناً. إلا ان صاحبي راح منفعلا يكرر عبارة - لماذا يفعل هذا المجرم ويعدم خيرة شبابنا؟ عندها خرجت من صمتي قائلاً: ماذا تريد من صدام ان يفعل غير القتل والقمع وو.....وما الغرابة فيما فعله صدام...... فهل يملك الطغاة أمثاله من فعل غير هذا يفعلوه ، عندها صمتنا والحزن ثالثنا ) هذه الحادثة اعادتها الى الذاكرة سياسة الخلافات المستمرة والتناحر فيما بين حكامنا اليوم والتي عطلت الحياة السياسية في البلاد وكأني بهم لايجيدون فعلاً غيرها.
اليوم الشعب نصفه تحت مستوى الفقر ، البطالة وصلت الى أعلى مستوياتها ، نهب المال العام صار محللا ، المشاريع مجرد إعلانات وحبر على ورق عدا الأموال المرصودة لها والتي تتحول الى ارصدتهم وارصدة سماسرتهم , مياه دجلة و الفرات في (صيهود) صيف شتاء ، الماء الصالح للشرب و الكهرباء تراجعا الى زمن ما قبل اكتشافهما ، أما الوعود فحدث ولا حرج فلو تم تنفيذ واحد بالألف منها فالشعب بألف خير. وهنا أفكر مع نفسي أحياناً وأقر أنهم حقاً أذكياء ومهرة في الإحتيال والخداع في إطلاق الوعود ، لكني احياناً أقول هذا ليس ببعيد ، وليس ببعيد أيضاً أن تكون ورائهم دوائر ومؤسسات تحبك هذه الأحابيل و الوعود الكاذبة .
لقد اثبتوا حقيقة للقاصي والداني أن لا خير منهم يرتجى , فبعد أن عجزوا عن تحقيق ما وعدوا به وضاعفوا من معاناة الوطن والمواطن ، وحولوا الوطن الجميل الى مجرد مغارة لصوص ، أصبحت إزاحتهم ضرورة لابد منها و أصبحت مقولة ( المُجَرَب لا يُجَرَب ) جديرة بهم وبكتلهم الطائفية والاثنية المقيتة.... وهنا وليست دعاية إنتخابية لأحد .. سؤال يطرح نفسه بقوة...
لمن سنعطي أصواتنا غداً ؟ ....... سأترك الجواب لكم.
ولكن .... هل عرفتم ماهي ألاعيبهم الجديدة ؟.. غيروا أسمائهم كونهم هم صاروا يخجلوا منها ، إستبدلوا وجوه من انكشف فسادهم وسرقاتهم بوجوه جديدة في الشكل ومتشابهة في الجوهر والنهج وسوف يتحالفون بعد الإنتخابات فيما بينهم ، ليعودوا الى ذات اللعبة ، لعبة توظيف الدين والمذهب والقومية لخدمة مصالحهم الضيقة .
لكن مهما حدث و يحدث فإن حقيقة هذه الكتل و التجمعات التي هيمنت على المشهد السياسي في البلاد منذ عقد و نصف والتي إعتمدت برامجها على أسس طائفية و مذهبية وعرقية لتكريس بقائها في مراكز السلطة و النفوذ ، فشلت في تقديم أية رؤى سياسية واقعية لشكل الدولة أو أية برامج لتحقيق أبسط الخدمات للمواطنين ، لا بل اوصلت البلاد لوضع الإنهيار الشامل على كافة المستويات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية ، وهنا علينا ان ندرك حقيقة ثابتة تكون بوصلة لنا لتحديد خياراتنا المستقبلية ( انه لا يمكن لهؤلاء الوصول للسلطة عن طريق الآليات النزية للديمقراطية ، ولا يمكنهم البقاء في السلطة طويلاً ما دامت هناك تطبيقات سليمة للديمقراطية ) .

* (الداعون) ذكرها الشاعر الكبير مظفر النواب يوم قال: أنَبِّئُكَ علياً ! ..... لو جئت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموَك شيوعيا !..ونعني بها ايضاً في مقالنا هذا دعاة الظلالة ومزيفي الحقائق .



#جواد_راضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد راضي - صرخة أخرى عشية إنتخابات 2018