أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بهاء مانع شياع - قويتشو السحر والجمال والبناء والسلام















المزيد.....

قويتشو السحر والجمال والبناء والسلام


بهاء مانع شياع

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 22:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



تُعتبر مقاطعة قويتشو الصينية واحدة من أجمل وأحلى المقاطعات والمناطق الصينية وأكثرها جذباً لسياحات متعددة، منها الطبيعية والبيئية والريفية وسياحة الغابات. الى ذلك تعدُ منطقة مثالية لدراسة الأوضاع القومية في الصين ونجاح سياسة الحزب الشيوعي الصيني الذكية فيها، وبخاصة لجهة تناغم المجتمعات المختلفة بلغاتها وتقاليدها العديدة، واجتماع الجميع حول الوطنية الاشتراكية و الصينية. تقع مقاطعة قويتشو في جنوب غرب الصين، وتُعدُ واحدة من أكبر المقاطعات التي مازالت قيد التنمية والتحديث والتطوير في طريق الازدهار وفقاً للاشتراكية بألوان صينية في العصر الحديث، إذ تبلغ مساحتها نحو(١٧٦٬١٦٧) ألف كيلومتر مربع، وعدد ساكنيها الدائميين بحسب المراجع الرسمية الصينية الى ما قبل سنتين، أكثر من 35 مليون نسمة (وإلى 42مليوناً حالياً بحسب مراجع إعلامية مختلفة)، وتضم أكثر من 18 ألف قرية جبلية، تصنّف 426 منها على إنها "تجمعات فريدة التقاليد". قوييانغ - هي عاصمة المقاطعة (بالإنجليزية: Guìyáng قويتشو)، وهي مدينة قديمة جداً وعريقة، وتشير صفحات التاريخ الى بنائها في العام1283 قبل الميلاد، في فترة حكم مملكة يوان. تتميز قوييانغ بجَمالها الفائق، وقمم جبالها التي صنعتها الطبيعة من الحجر الجيري اللامع، ولهذا اعتبرت إحدى مواقع التراث العالمي، المُدرجة على قوائم منظمة اليونسكو. واستناداً الى وكالة الانباء الصينية الرسمية "شينخوا"، أن الخطط المعلنة لمقاطعة قويتشو غير الساحلية، ترى تفعيل إستخدام السياحة بأشكالها المختلفة، لانتشال ما لا يقل عن مليون فرد ونيف من قاطنيها من الفقر حتى سنة 2020 . وترى حكومة المقاطعة في خطتها السياحية أنها تهدف لجذب المزيد من زائري المعالم السياحية والمتنزهين إلى سلاسلها الجبلية والمجتمعات العرقية المحلية، بفضل ما توفره شبكة القطارات الصينية فائقة السرعة والطرق السريعة والخطوط الجوية. وتشير خطة التطوير التي بدأت قبل ثلاث سنين، الى عزم المقاطعة على إطلاق 20 طريقاً محلياً، تضم أشهر 100مقاصد فيها، و 100مسار للمتجولين ومتسلقي الجبال، و1000 قرية تتميز بتراث عرقي ونمط حياة فريدين . وتأمل المقاطعة أيضاً في جذب سكان المدن والسياح لـ"ضيافة المزارع" من خلال أنشطة الزراعة وحصاد الحبوب والفواكه والخضراوات، وتذوّق المنتجات الزراعية والإقامة في أماكن ريفية فريدة من نوعها . ومن المتوقع والمخطط له بحلول 2020، أن ما لا يقل عن 1000 قرية من قرى المحافظة ستندرج ضمن المقاصد الرئيسية وتأخذ حياة سكانها بالازدهار، ووفقاً للخطة الصادرة حكومياً، سيتحقق دخل الأنشطة المنفعة لسكان المناطق الريفية أفراداً وعائلات. وفي مجمل الخطط التنموية لمقاطعة قويتشو، النهوض الريفي الشامل للتخفيف من حدة الفقر، وتشجيع التصنيع الفاعل، وربط المزارعين بالأسواق الحضرية والمدن الكبيرة في المقاطعة وما يجاورها من مناطق، للتخفيف من حجم الاموال التي تخصص لنقل المنتجات والسلع الى أماكن بعيدة، ولخلق سوق محلي يحل محل الاسواق الوطنية البعيدة، بحيث تتوقف حاجات مواطني المقاطعة للانتقال الى مسافات أُخرى بعيدة لتحسين مداخيلهم. تضم المقاطعة عدداً من المدن الجميلة ذات الطبيعة الخلابة بجبالها وأشجارها، وتتعايش فيها عشرات القوميات والاقوام، ومنها قومية "هان" الصينية الرئيسية، بالإضافة الى قوميات "مياو"، و "بويي" و "دونغ تشيانغ" و "توجيا" و "شويه" و "جه لاو"، وهي تحتفظ بمسمياتها لنفسها دون خوضها في عملية تنافس أو تنابذ فيما بينها، من منطلق تساويها في المواطنة والعمل والكفاح في الحياة، وقد كرّست جُل اهتمامها بوطنها الجامع، الصين، والعمل والانتاج النافع، ولا تختلف كل واحدة من هذه القوميات عن القوميات الاخرى سوى بزيّها الرسمي، عاداتها وتقاليدها، وقد لمسنا هذا عن كثب، لا سيّما من خلال تجوال وفدنا الاتحادي الدولي في المواقع السكانية وأماكن العمل، واستماعنا الى الشروحات أيضاً والتي قدّمها إلينا المرافقون الرسميون والمحليون الحزبيون والاجتماعيون. وهناك في تلك المنطقة البعيدة عن العاصمة بكين يُمارس أبناء القوميات المختلفة مهن متعددة، كالزراعة والصناعة والحِرف السياحية وغيرها، والأهم هنا الإشارة الى أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني قد نجحت نجاحاً باهراً في زرع بذور التآخي فيما بين تلك القوميات والأقوام، بترسيخ فكرة وممارسة المساواة في المواطنة والحقوق، ونجح الحزب في ذلك أيّما نجاح و كرّس بالتالي جُل اهتمامه لترسيخ المساواة بين تلك المكونات الاجتماعية القومية، وبدا ذلك جلياً من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي أبدعت في تطبيق السياسة القومية ضمن الوطنية الصينية والاممية الانسانية. عند وصول وفدنا الاتحادي (الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين وحلفاؤها) الى تلك المنطقة ليلاً، تطلعنا بفارغ الصبر إلى بزوغ الفجر وحلول النهار لنشهد على تلكم التقدم في المقاطعة ألتي كانت تعتبر من المقاطعات الفقيرة، والتي أنهضها الحزب الشيوعي حديثاً، فكانت المفاجئة شوارع عريضة ونظيفة جداً ومساحات خضراء فقط، وبنايات شاهقة قيد الإنشاء لا يمكن إحصاؤها، تعانق سحب السماء، وتحيط بها رافعات البناء العملاقة لتواصل نهضة عمرانية هائلة خططت لها قيادة الحزب الشيوعي الصيني والمسؤولين في المقاطعة، ضمن مهامهم الاستراتيجية بجعل المنطقة مِثالية وجاذبة للسياحة والاعمال، برغم بُعدها عن المركز السياسي والاقتصادي الصيني. وعند توجّهنا لزيارة مدينة تشوننغ لمعرفة الحضارة القومية والقضاء على الفقر وسياسة الحزب الشيوعي الباني والدولة تجاه الأقليات القومية، مررنا على أكبر جسر في العالم، والذي يبلغ طوله2171 متراً، والمشيّد من الحَجر الجيري، فصار مَعلمُهُ تحفة معمارية، تدل على التقدم في البناء والعمران الصيني. من الضروري الإشارة هنا إلى أن مقاطعة قويتشو تتميز بسبعة من أعلى عشرة جسور في البلاد الصينية الواسعة. ويُضاف إلى صفوفها "جسر بي بان جيانغ"، الذي يُعدُ الآن "أعلى" جسر في العالم، وهو أحدث مِثال على الهندسية الصينية المتطورة التي باتت من بين الأفضل في العالم على الإطلاق. وهناك جرى لنا استقبال حافل وكبير له مَعنى عظيم لعلاقات إتحادنا الدولي بالقيادة السياسة الصينية، ويَدل على إن هناك شعب مِضياف يحب السلام والصداقة الدولية، وينشدّ لها، فكان طلبة المدارس ينشدون ويرقصون فرحاً بمقدمنا، بالإضافة إلى عزف مقطوعات موسيقة من فرقة موسيقية تراثية تغنّت لنا طرباً، فطوبى لهم في قويتشو لهذه الروحية الرفيعة وسموّها. وفي معمل النسيج اليدوي، وهو ضخم، وهو أحد مشاريع مكافحة الفقر التي أختطها الرفيق الامين العام الحكيم شي جين بينغ، ضمن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، مكائن يدوية يديرها نساء ورجال محليون طاعنون في السن وشباب من الجنسين، وهم ينسجون وينتجون الأقمشة والملابس يدوياً وبدقة عالية، فكانت قمة في الروعة في التصميم العصري المُستوحى من الطبيعة، وما عمل كبار السن هناك سوى هو لتطبق هدفين ساميين رئيسيين (غير الاهداف الثانوية الاخرى)، الأول هو إعلاء قيمة العمل وضرورته وأبعاده، والثاني القضاء على الفقر وتوفير العيش الرغيد للمحليين نساءً ورجال وعائلات. لقد شاهدنا هناك كذلك، جنّة فسيحة من جنان الأرض، انها الحديقة الوطنية المكتظة بالزائرين والسياح من كل حدب وصوب.. أشجار تعانق السماء وتبث العطريات، وأزهار تسر الناظرين، وأسماك ملونة أبدع الخالق في خلقها، وبرغم شساعة مساحة هذه الجنّة، إلا إننا لم نشعر بتعب المسير والتجوال وذلك لنقاء الهواء فيها، ولضخامة شلال هوانغو هيوشو المُبهر وارتفاعه 67 متراً، وعرضه83 متراً . وفي منطقة الجبال في قويتشو شهدنا على جمالية آخّاذة للحديقة الوطنية.. إنها منطقة الراسيات والغابات المترامية الأطراف.. هواؤها بارد محتمل ونقي، وأشجارها غاية في التنوع والكثافة، وجبالها متلاصقة وشاهقة حيث يسكن أرضها المنبسطة فلاحون لم يتركوا فسحة في الأرض إلا وقد وزرعوها وأنبتوها خُضرة وأثماراً.. هناك ترى اللون الاخضر على امتداد البصر وكأن لا نهاية له.. تلك هي مقاطعة قويتشو جنّة في الأرض وأرض السلام والبناء والعمل وكرامة الانسان المضمونة، والذي تَحيا بمشاريع حيوية من قيادة الحزب الباني وتوجيهات سديدة من الرفيق شي جين بينغ، المخلص لبلاده واقعاً راهناً زاهراً ومستقبلاً مُبشِّراً بجنان متزايدة



#بهاء_مانع_شياع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بهاء مانع شياع - قويتشو السحر والجمال والبناء والسلام