أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كادي حكمت - لن أعود إلى المنزل!














المزيد.....

لن أعود إلى المنزل!


كادي حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 16:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لن أعود إلى المنزل!
قبل أيام احتد النقاش على إحدى صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول عمل المرأة ورغبتها في العودة إلى ما سمّاه البعض "دورها الطبيعي". ولا عجب في دفاع الرجل المستميت عن حقها بالعودة لتمارس ذلك الدور . ولا عجب أيضا بأن ينعته ب"الطبيعي" على أساس أن ما غير ذلك زائف ومشوّه ومشبوه ؛ إذ لطالما كان الرجل - بما يجنيه من مال - صاحبَ الكلمة وإلى سلطته الأبوية تخضع الزوجة والأولاد وله تتبع الأنثى كأنها شيء من أشيائه. لعلك عزيزي القارئ تعجب لكون المرأة نفسها ضد استقلالها المادي أحيانا، ولعل الأمر يبدو مستفزاً لك، خصوصا إذا كنت من المؤمنين بإنسانية المرأة ومساواتها بالحقوق والواجبات والقدرات مع الرجل، لكن ماذا لو تطرقنا للأسباب التي تدفع تلك الشريحة للاكتفاء بالحمل والولادة والكنس والطبخ والتربية كدور "طبيعي" واعتبار أي عمل غير ذلك دخيل وثانوي.
أهم الأسباب التي تجعل النظرة إلى عمل المرأة غير منصفة هو الثوب الديني الذي ترتديه ثقافتنا. إذ يوجه لها الدين الأمر الصريح {وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ويؤكد سلطة الرجل عليها وتبعيتها له قائلاً {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ, وَبِمَا أَنفَقُوا مِن أَموَالِهِم}. ويتجاوز الأمر ذلك ليُعطي الرجل حق منعها من العمل والخروج من بيتها إلا بإذنه فقط.
إن المرأة تدرك جيداً أن تمردها على النصوص والشرائع التي تسلبها حق الاستقلال قد يكلفها الكثير، وفي كثير من الأحيان قد يسلبها حياتها وبدم بارد.
تحتمل المرأة إلى جانب أعباء العمل خارج المنزل وأعباء الحياة داخله، فإلى جانب الحمل والولادة والتربية تتحمل مسؤوليات أخرى قلما يشاركها إياها الرجل، بل في كثير من الأوقات يشكل الزوج مصدرا للضغط النفسي الذي تواجهه المرأة، ففي الحالات التي يتقبل فيها المجتمع أن تقاسم المرأة الرجل الواجبات المادية (التي يعتبرها ذلك المجتمع واجب الرجل الرئيسي) ستجد ذات المجتمع لا يفرض على الرجل مشاركة المرأة "واجباتها المنزلية"، وتجد أن نظرة ذلك المجتمع للرجل الذي يحجّم طموح زوجته في الدراسة والعمل نظرة محايدة في أحسن الأحوال وكأن الأمر حق مشروع له. تقول نوال السعداوي في كتابها (المرأة والصراع النفسي): إنّ المرأة المتعلمة العاملة أكثر عرضة ل"العصاب" إذا ما قارناها بتلك التي لم تكمل تعليمها ولم تتحمل أعباء العمل خارج منزلها وظلت تابعة لزوجها وخادمة في بيتها. فالأولى أكثر وعياً بالظلم الواقع عليها والأعباء التي تحاصرها وتفرض عليها نمطاً مرهقاً للحياة. كما أن المرأة المتزوجة التي تعمل خارج المنزل أكثر عرضةً للقلق والاكتئاب إذا ما تم مقارنتها بالعزباء. إن المتابع لنتائج امتحانات الثانوية العامة وطلاب الجامعات مثلاً سيجد أن نسبة النجاح والتفوق ترجح غالبا لصالح الإناث ومع ذلك تواجه المرأة إحباطاً عظيماً في سوق العمل خصوصاً في مجتمعاتنا. فهي - مهما تفوقت)-ليست أحق من الرجل بالوظيفة وهي مهما عملت أقل أجراً، ولعل أمر التميز بالأجر هذا ليس مقتصراً على المجتمعات العربية بل يتجاوزها ليشمل الدول المتقدمة . ففي عام ٢٠١٧ مثلاً وحسب مجلة "فوربس" فإن إيرادات النجوم الرجال في هوليود تفوق بمراحل إيرادات النساء، فقد كانت "إيما ستون" الممثلة الأعلى أجراً ومع ذلك احتلت المرتبة الخامسة عشر في قائمة النجوم الأعلى أجراً. بل إن أمر التمييز هذا قد يتجاوز معيار الجندر بحيث تتم ممارسته بين النساء أنفسهن بناء على معايير أخرى مثل الشكل والعمر والزواج متجاوزاً بذلك معيار الكفاءة ومشكلاً إحباطاً جديداً تواجهه المرأة في سعيها للحصول على الوظيفة. أفادت دراسة أجراها اتحاد نقابات العمال في بريطانيا بأن أكثر من نصف السيدات(٥٢٪ تقريبا) صرحن بأنهن يتعرضن للتحرش الجنسي في العمل، واعترف معظمهن بأنهن لم يبلغن عن حدوث تلك الوقائع. وأن سبب ذلك يعود لشعور المرأة بالخزي ولخوفها أن تخسر وظيفتها إذ غالباً ما يتمتع المتحرش بسلطة مباشرة أو يكون المدير المباشر في العمل. أما في الأردن فتتعرض ٥٣٪ من النساء العاملات للتحرش وذلك حسب دراسة أعدها محمود جميل الجندي تحت عنوان "التحرش جريمة بلا دليل".
وفي عام ٢٠١٢ صدر قرار حكومي في ايران يمنع الفتيات من الالتحاق بسبعين تخصص (أغلبها تخصصات علمية واقتصادية) في الجامعات. والأمر ليس بالغريب فالمجتمع يتدخل ويحدد غالبا للمرأة نوع وظيفتها . فالمجتمع الأردني مثلا (والعربي كذلك) يُفضل أن تنخرط المرأة بوظيفة تسهّل عليها تقسيم وقتها بين عملها خارج و داخل المنزل ولا اختلاط فيها (كمجال التعليم مثلا) بغض النظر عن حجم الإرهاق الذي قد يلحق بها وبغض النظر عن ميولها وطموحها، فالتفكير في طموح المرأة وميولها حين يتعلق الأمر بالوظيفة يكاد يكون رفاهية لا تكترث لها المجتمعات الفقيرة.

من حقنا - كنساء طموحات وواعيات - أن نرفض العودة إلى الدور الذي الصقه بنا الرجل عبر التاريخ؛ فما كان منطقيا في زمن ما لم يعد اليوم كذلك. ومن حقنا أن ننخرط في المجال الذي نحب دون أن يفرض علينا مجتمعنا خياراته المحدودة ودون التعرض لأي أذى، ومن حقنا أن تتاح لنا الفرص بعدل فلا معيار يحكم تلك الفرص إلا الكفاءة .ومن حقنا أن نتشارك مسؤوليات المنزل مع شركائنا لتصير الحياة أكثر عدلا وإنصافا للجميع.



#كادي_حكمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد
- جهاد
- رواية ظل الأفعى ليوسف زيدان : الأنثى من القداسة إلى الدناسة


المزيد.....




- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كادي حكمت - لن أعود إلى المنزل!