أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي الاخرس - هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟














المزيد.....

هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سقطت بغداد الرشيد ، وتهاوت أسوارها تحت وطيس المؤامرات والخيانة ، وضربات الولايات المتحدة التي أرادت أن تصدر أزماتها الداخلية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية ، فلم تجد سوي الساحتين الأكثر استقلالا وتحرراً بمقدراتها ،وإدارتهما السياسية ،وهما العراق وأفغانستان .
حيث تمكن بوش الابن من ستر عورته التي فضحتها ضربات الحادي عشر من سبتمبر وكشفت ضعف وهشاشة الحزام الأمني الداخلي للقطب الرأسمالي الأوحد. فدارت رحى الجلاد لتسقط كابول ،وتهدم جدران دولة إسلامية تميزت بنموذج أوحد في هذه المعمورة ،ونصب كرزاي وزمرة من العملاء علي سدة الحكم ،تحت وصاية أمريكية غربية ، بإدارة صهيونية .
واتجهت الآلة العسكرية صوب بغداد الرشيد ،هذه العاصمة التي تعتبر منبر وشاهد علي حضارة أمة إسلامية وعربية ذات إرث تاريخي حضاري مجيد ، أبت الخضوع لإملاءات بوش وإدارته الصهيونية ، واكتملت حلقات المؤامرة بتنصيب سلطة عراقية قدمت علي بكاء ونحيب أرامل ويتامى أبناء الرافدين ، الذين صرخوا واستغاثوا بمائة مليون موحد بكلمات التوحيد ، فلم يستجب لصرخاتهم سوي العديد تحت مسميات المتطوعين العرب . وسقطت عاصمة الرشيد بأغرب سيناريو ، ومشهد فاجأ الجميع ، لم يتوقعه أكثر المتفائلين .
ومنذ سقوط بغداد بدأت تنسج خيوط المؤامرة ، حيث تم حل الجيش العراقي الذي مثل درع لأمة ،وحامي بوابه عربية مشتعلة ، هذا الجيش الذي شهد له التاريخ بالشجاعة والفدائية العسكرية في ساحات الوغى ، كما وحلت كافة مؤسسات الدولة العراقية سواء المدنية أو العسكرية والاقتصادية والأمنية ،واقتحمت أجهزة الاستخبارات البناء الاجتماعي العراقي ،الذي عصي عليها اقتحامه أو اختراقه في سالف العصور ، وتمكنت من خلال زمرة مرتزقة من العملاء والخونة بفرض منطق طالما حاربه وقاومة المجتمع العراقي ، وأخمده النظام العراقي السابق ، والمتمثل بالطائفية التي يعتبر العراق من أكثر البلدان تواجدا للطوائف وتعددها ، سواء السنية منها والشيعية أو الكردية والتركمانية .. الخ . حيث تم عزل العديد من الطوائف ضمن حدود معينة تهيأ مستقبلا لأن تضحي دويلات صغيرة تطحنها حروب طائفية فيما بينها ، ويقضي من خلالها علي مقدرات العراق .
وما الهجمات الأخيرة علي القبة المقدسة عند الشيعة ومساجد الرحمن سوي أحد السيناريوهات التي تلوح بالأفق بين تارة وأخري ،وتفوح رائحتها من نسيج تأمري مفضوح ، لإشعال فتيل الطائفية ، والحرب الأهلية بين أبناء العراق الواحد الموحد، وهي استكمالا لمسلسل التفجيرات التي تحصد أرواح الأبرياء يوميا ، ومحاولة الاحتلال الأمريكي وعملائه المتصهينين استغلالها لتشويه صورة المقاومة العراقية الباسلة ،وكيل الاتهامات لها بمسئوليتها عن هذه التفجيرات ، في الوقت الذي يدرك به أبناء العراق أن هذه الهجمات هي من تدبير الاحتلال ،وعملائه الذين ينكلون بأبناء ومجاهدي العراق تحت مسميات شيعية وسنية وكردية .. الخ وهم منها براء .
ويكتمل المشهد العراقي ،وترتسم الصورة بوضوح وتتكامل ملامحها من خلال ما جري بيوم حرب المساجد ، فلا يمكن لموحد نطق بالشهادتين ،باختلاف مذهبة العقائدي أن يتجرأ ويهاجم بيت من بيوت الرحمن ،أو موحد يؤدي فرائض الإيمان .
فالعقلاء الوطنيين أبناء العراق يدركون هذه الحقيقة ،ويفهمونها جيدا ، ويواجهون مخاطرها رغم كل المحاولات التي تحاك ،ورغم كل المؤامرات التي تحاول الزج بالعراق لخضم معركة طائفية مذهبية ، والتي إن كتب لها النجاح (لا قدر الله) ستطحن العراق ، وتحوله لصومال آخر ،تتهاوي به مبادئ وقيم المجتمع التي عمدها أبناء الرافدين بالدماء والجوع والحصار ، منذ حرب إيران حتى يومنا هذا .
وهنا لابد وأن تتحرك الأمة العربية لتواجه هذا المخطط الصهيوني الهادف لتفتيت العراق ، كما وعلي أبناء العراق النهوض بكافة فئاته وطوائفه وقواة السياسية والدينية والاجتماعية للتصدي لهذه المؤامرات التي وإن هدفت فإنها تهدف لطحن المقدرات العراقية ومقاومتة الصامدة الباسلة.
ولعل ما عايشه المجتمع الفلسطيني بقواه السياسية والاجتماعية ولا زال يعايشه خير مثال علي ما يحدث في المشهد العراقي ، فالعدو الصهيوني سعي بكل طاقاته لتفتيت المجتمع الفلسطيني والزج به بأتون حرب داخلية ،مستغلا التباعد الفكري بين قواه السياسية ، ورغم نجاحة في بعض الحالات النادرة والقليلة ،إلا أن أبناء الشعب الفلسطيني أدركوا هذه الحقيقة ،ولمسوا هذه المؤامرة الدنيئة ، واستطاعوا تفتيت خيوطها من خلال تسليمهم بقدسية الدم الفلسطيني ، قدسية لا يمكن المساس بها أو إهدارها تحت أي مسمي من المسميات ، ونفس الدور يتطلب من أبناء الشعب العراقي بكل طوائفه وقواه وفئاته ، التيقظ لما يحاك بالظلام ضد العراق من مؤامرات ،والتصدي لها بعنفوان العراقيين ،وصمودهم وتمترسهم خلف العراق الموحد ، وهذا ليس ببعيد عن أبناء ثورة العشرين .
وتستحضرني هنا كلمة للرئيس العراقي (صدام حسين ) مخاطباً أخاه برزان في محكمة الخيانة ، عندما خاطبة قائلا بعزة وكبرياء " من هو محمد ، من هو عدي ، من هو قصي ، ما يهمنا العراق " نعم من هم الأفراد ، مجرد ذكري يستحضرها التاريخ ، وذاكرة تختزلها الشعوب ، ويبقي الوطن شامخاً عزيزاً ، بقلب كل غيور شريف ، علي ثراه وعرضه وكرامته.
فالعراق علي أبواب مرحلة تاريخية خطيرة جدا ، وأمام معترك شديد ، ولا يوجد لديه خيارات فأما أن يستسلم للمؤامرات ،وتطحنة الطائفية وجاهلية العصور الوسطي ،وإما أن يتصدى ويقاوم مؤامرات الاحتلال وعملائه ، وينهض العملاق ، ليعانق نخيل الفرات ، فمن سينتصر يا أبناء العراق؟
حتما أنتم من ستعلوا كلمتهم ، ومن سينشدون نداء الله أكبر الذي يزين رايتكم المنصورة ... وحتما سيرنم أطفال بغداد نشيد العزة .. موطني ...



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتان أمني أم فلتان أخلاقي
- بخيت والديمقراطية الفلسطينية
- تحرر المرأة من الشعار إلي الواقع
- ومن هم غير الفاسدين
- الجبهه الشعبية لتحرير فلسطين هل اكتمل الانهيار؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي الاخرس - هل يطحن العراق بطاحونة الطائفية ؟