أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس علي العلي - تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان














المزيد.....

تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 00:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان


الذين يرفعون شعار تحرير المرأة وأطلاق قدرتها على الحركة والعمل والأنتاج الأجتماعي ليسوا أكثر من دعاة حقيقين لتحرير الإنسان من قيود صنعها بنفسه لنفسه، ولا يدري أنه بذلك يحط من إنسانيته ليرضي أوهاما زرعها البعض في عقولهم لتخفي أهدافا وغايات لا علاقة لها لا بمشروع السماء ولا بحقيقة الوجود الطبيعي، فمن لا يؤمن بحرية نصف المجتمع لا يؤمن بأنه وجوده المتنوع المتشكل حقيقية، كما لا يثق بمن يؤمن أنه أراد بهذا التنوع الكيفي أن تستمر الحياة، القضية لو نظرنا لها خارج نطاق الأنا المتزاحمة تبدو بشكلها الأعتيادي مسألة منافسة ومزاحمة، لذا فمن الأفضل أن تغلق الأبواب مرة واحدة ويكتفي الذكر البشري بقوة عضلاته التي لا بد لها أن تنفرد بالقوة والحركة والوجود.
القضية التي ينادى بها والتي تشكل جزء من أعادة الأعتبار للوعي الإنساني بوجوده ليست قضية هامشية أو أنها نوع من الترف الفكري المتبجح به، ولا هي قضية إرادة منحرفة كما يصورها التيار المحافظ المرتبط بفكر الكهنوت الديني والأجتماعي، لا بد للمرأة أن تكون محمول وحامل لفكرة التكامل المجتمعي وأعادة التوازن للذات البشرية بصنفيها، وإلا سنبقى معلقين ومتعلقين بطرف واحد يجعل الخلل متعاظما كلما تكاثرت وتطورت الحاجة للوعي وللمعرفة وللوجود الحي، هنا لا أردد مقولة عقيمة ولا أبشر بعالم أخر خيالي، إنها واحدة من أهم أهداف النهضة الإنسانية المتماهية مع الوجود الطبيعي ومتسقة مع قانون البقاء المتكامل للجنس البشري.
ولا بد من الإشارة أيضا أن عملية تحرير المرأة وأعادتها للحياة كفاعل رئيسي لا تنفصل ولا تتقاطع مع حق المرأة أيضا في أن تكون هي القائد والداعي والمناضل من أجل تلك الحقوق والكفاح اليومي والتفصيلي من أجلها، إن ترك الأمر على الرجال الذين يرون في الهدف والغاية من وراء قضية تحرير المرأة هو أعتراف ضمني منها أنها قاصرة وأنها بحاجة إلى من يجعلها في الموقف الذي يجب أن تكون فيه، وهنا عليها الأعتماد على ذلك كلها وأن تكون هي الداعي الذي لا يفتر عن المطالبة بالحق ولو أستغرق ذلك منها أن تضحي ببعض ما تكسبه من مكاسب بسيطة فرضها الواقع وأملتها الظروف.
صحيح أننا نعترف أن الواقع لا يساعد ولا يساهم براهنيته الآن على أن تتولى المرأة زمام الأمور، وصحيح أن قوة التيار المعادي لها ولحقوقها من القوة والقدرة على فرض رؤيته معتمدا على دوافع دينية وأجتماعية مزيفة ولكنها مقبولة أجتماعيا، ولكن هذا لا يعني أننا يجب أن نستسلم لمرادات هذا التيار وقوته، وأن لا نخضع للأبتزاز والتفريط في فرض ما لا يمكن أن يكون حقيقيا، لأننا بذلك لا نخسر فقط قضية التحرير بل نفرط أيضا بحقيقة وجود وعينا وأصالته وقدرته على أنجاز كامل عملية التصحيح الأجتماعي وأعادة المسيرة الإنسانية لخطها الطبيعي.
من يقرأ فكر الأديان وليس من يتبع أراء الفقهاء والمدونين الدينيين لا يجد أي أشارة تفرق بين كونية الإنسان وتقسيمه إلى مجتمع ضعيف وعائل ومهمش، ومجتمع مهيمن ومسيطر ومتفرد بالتصرف، فالله في النصوص الدينية يخاطب الإنسان كوحدة واحدة وأحيانا يعزز هذا التخاطب بنوع من العمومية المطلقة لتأكيد نهجه بأن الإنسان واحد، فلو تأملنا الصيغ الجمعية والتي فيها رؤية كونية وكلية نجد أنها تلك النصوص التي ترتب الواقع عاما ومشموليا، أما النصوص التفصيلية والتي تؤخذ من التنوع حقيقية فهي ترتب الواجبات والحقوق تبعا للواقع الطبيعي للفرد المخاطب.
هذه الحقيقية كثيرا ما يغيبها رجال الدين ويتعمد المسير عليها رجال المنظومة الأجتماعية التي لا تعرف حقيقة الأمر إلا من خلال الرافد التقليدي رجل الدين المحاط بالقداسة والتبجيل، لذا ترسخت النظرة الدونية والتهميشية الإقصائية للمرأة نتيجة تواطؤ الزيف والتحريف مع الجهل وعدم العلم بحقيقة الموضوع الكلية كما أرادها الدين والديان، لذا فمهمة دعاة تحرير المرأة ليس فقط تنبيه الناس لحقها الوجودي فقط، بل يتعدى ذلك إلى فضح التواطؤ هذا وكشف المستتر من الأمر الذي تحرص على بقلئه المؤسسة الدينية المحرفة والمؤسسة الأجتماعية التي تتبع الكهنوت كما يتبع الظل صاحبه.
إن الأنحرافات الأجتماعية غالبا ما تنشأ نتيجة فهم غير حقيقي لمبادئ حقيقية يستخدمها البعض لأغراض شخصية خاصة في المجال الديني والأجتماعي، ويتم تحويلها إلى مقدسات وأفكار نهائية لا يمكن المساس بها، وحينما يعود الإنسان المتعقل لدراسة هذه الظاهرة أو تلك لا يجد أي معطيات أو مقدمات حقيقية لها، فيكتشف مدى الخداع والزيف والتحريف الذي جر القضية إلى زوايا مظلمة وغير طبيعية، حينها يتذرع الكهنوتي والأجتماعي بمختلف الأعذار والحجج ويستخدم مفاهيم مثل الشرف والفضيلة والضرورة الأجتماعية وما أستقر عليه المجتمع كمبررات للدفاع عن فكرته، وكأن الدين ورب الدين لم يستدل على هذه المفردات ولم يعرفها أصلا.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أغاني الفجر
- الوعي وإشكاليات المعرفة
- لعنات يومية في مذكرات شعب
- علم الأجتماع والنظرية الأجتماعية ودورها في التطور والتحديث ا ...
- أغنية السلام
- نظريات تعدد الأكوان
- المادة ومن أوجدها؟ ح7_1
- المادة ومن أوجدها؟ ح7_2
- المادة ومن أوجدها؟ ح6
- المادة ومن أوجدها؟ ح5
- المادة ومن أوجدها؟ ح4
- المادة ومن أوجدها؟ ح3
- المادة ومن أوجدها؟ ح1
- المادة ومن أوجدها؟ ح2
- الأصل في فكرة العلمانية
- الإسلام دين للإنسان وليس دولة ولا سلطان
- الرب إذا أحب
- الجاهلية الأجتماعية وظاهرة وأد النساء
- عباس علي العلي - الأمين العام للتجمع المدني الديمقراطي للتغي ...
- روح التدين 2


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عباس علي العلي - تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان