أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بشير الناشي - في سماء بغداد القرمزية باسافاليوك ينعش الذاكرة العراقية














المزيد.....

في سماء بغداد القرمزية باسافاليوك ينعش الذاكرة العراقية


بشير الناشي

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 22:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في سماء بغداد القرمزية
باسافاليوك ينعش الذاكرة العراقية

بشير غالب الناشي*

صدر مؤخرا عن (دار الكتب العلمية للطباعةوالنشر والتوزيع )العراقية كتاب (سماء بغداد القرمزية ) لمؤلفه فيكتور باسوفاليوك . الكتاب يحتوي على المذكرات التي كتبعا بعجالة الدبلوماسي والمستعرب الروسي المعروف ليروي ما تراكم لديه من انطباعات ويقول الاحكام على نظام الدكتاتور ،والكتاب من ترجمة واعداد الدكتور فالح الحمراني

ويلقي الدبلوماسي الروسي البارز اضواءا على فترة من اعصب الفترات التي مر بها العراق في تاريخه العراق الحديث، اذا كان البلد يعيش في ظل تداعيات الحرب مع ايران وسلطة حزب البعث وسيطرة الدكتاتور بقبضته على كل مرافق الدولة، ومن ثم مغامرته بغزو الكويت. ويبعث باسافلوك من خلال مذكراه كل تلك الفتره الى الحياة لتكون مادة حيوية لدرس الماضي وتتبعه، فهو بالتالي هيأ لطريق انزلاق العراق في " مستنقع " اليوم الحالي. كما يقول الحقيقية بشان الموقف السوفياتي من صدام حسين ويكشف ان موسكو لم تكن تنظر اليه كحليف. انه مستورد للسلاح لا اكثر. ان شخصية مثل ذلك الدكتاتور المستهتر لايمكن ان تكون شريكا لدولة مسؤولة وكبرى مثل الاتحاد السوفياتي.

ان فيكتور باسوفاليوك مؤلف الكتاب ،من الشخصيات الروسية المعروفة في مجال العمل الدبلوماسي .كتب عنه الكثير وعن نشاطاته في مجالات الموسيقا والشعر وامتيازه بالعمل في الكثير من سفارات الاتحاد السوفييتي ومن ثم سفارات روسيا الاتحادية في جملة من البلدان العربية في اثناء حقبات تاريخية مرت بها هذه البلدان.

كان بوسوفاليوك يجيد اللغة العربية ،الامر الذي اكسبه لاحقا القابلية الفذة في التعامل مع رؤساء بعض الدول العربية . يدور الحديث في الكتاب عن الادوار التي لعبتها انذاك الدبلوماسية الروسية في حل النزاعات التي كانت قائمة في المنطقة وملابسات السياسة الروسية الخارجية تجاه الدول العربية في الفترة الانتقالية التي مرت بها روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات ،وبالضبط في اثناء ترؤس شيفاردنادزة لوزارة الخارجية الروسية ،وهو الشخص المعروف بميوله لمغازلة الولايات المتحدة الامريكية .
يتحدث فيكتور باسافاليوك باسهاب عما حدث من تدخل عسكري من جانب العراق في الكويت وعن الشخصيات الرسمية العراقية وتصرفاتها انذاك .

ويعطي الكاتب فكرة واضحة عن سلوك هذه الشخصيات والدوافع التي حذت بها الى القيام بالمغامرات العسكرية التي وصلت بالعراق في اخر المطاف الى الحالة الكارثية التي هو عليها الان . فيصف مثلا صدام حسين بتحليه بروح الغطرسة والتكبر وعدم قبول اي نوع من النصيحة المخالفة لرأيه مما جعل مناقشة السياسة الخارجية العراقية معه امرا لا يخلو من المجازفة الكبيرة بنتائج وخيمة قد تعود على المقابل ، بالاضافة الى ضحالة معلوماته في مجالات الاستراجية العسكرية . هذا الامر بالذات عاد فيما بعد بالنتائج السلبية الكبيرة على الدولة العراقية من جراء احتلالها للكويت في بداية التسعينيات ثم الضرب العسكري الامريكي للعراق .

ان عمل فيكتور باسافاليوك سفيرا للاتحاد السوفييتي في العراق اثناء الاحداث التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط في اواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات وسرده لما حصل من امور عصيبة بين العراق والكويت انذاك بصورة دقيقة وحية يجعل من الكتاب على الاغلب بمثابة الوثيقة التاريخية الدقيقة .اذ يتطرق الكاتب الى لقاءاته مع صدام حسين وطارق عزيز ومحاولته اقناعهما عن العدول عن مهاجمة الكويت او عن الخروج من الكويت فورا فيما بعد لمعرفته بعواقب ما قد يحصل للعراق مؤخرا لكونه سفيرا مطلعا على خفايا الكثير من الامور . لكن قلة ثقافة صدام حسين وخوف مستخدميه من احتمالات البطش بهم جعل الامور تسير في مجرى اخر ليس في مصلحة العراق ابدا .

يصف بوسوفاليوك الصعوبات الجمة التي مرت بها اعمال السفارة الروسية في ابان الحرب العراقية مع الكويت ومعاناة طاقم السفارة وعائلات افرادها وكيف استطاع من مواجهتها برجولة وحلها وهو السفير لدولة كبرى مثل روسيا .
الكتاب يتناول ايضا الاوضاع في بلدان عربية اخرى مثل اليمن وسوريا ومصر ويعطي صورة واضحة عن تصرفات حكامها انذاك وعن العلاقات فيما بينهم .كذلك يحاول الكاتب ان يعطي فكرة عن فقدان روسيا لبعض علاقاتها القوية مع بلدان الشرق الاوسط العربية في نهاية حكم غورباتشوف وبداية حكم يلتسين في بداية التسعينيات ثم انتباه روسيا الى اهمية العودة الى العلاقات الجيدة مع بلدان الشرق العربي ومقدار ما استطاعت من تحقيقه في هذا المجال.

الكتاب هام جدا بالنسبة للقارئ العربي وخاصة لمن يريد معرفة ما يجري او جرى في مجال السياسة الخارجية لروسيا في الشرق الاوسط . ترجم الكتاب من قبل الدكتور فالح الحمراني الى العربية بلغة سلسة ومفهومة تدل على اطلاع المترجم على الكثير من الاحداث السياسية في المنطقة وعلى لغته العربية السليمة التي تدفع بالقارئ الى التعرف على محتوى الكتاب بشغف .وهذا، وبالرغم من عدم خلو الكتاب من بعض الاخطاء والهفوات النحوية او المعنوية ،وهو امر يحدث مع جميع العاملين في مجال الترجمة من اللغات الأخرى ، فلابد لي ان اتقدم بشكري للدكتور فالح الحمراني على هذا العمل الابداعي الذي كلفه الكثير من العناية والتعب وان انصح القارئ العربي بقراءته والاستفادة من المعلومات التي وردت فيه.

باحث من العراق يقيم في موسكو





#بشير_الناشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بشير الناشي - في سماء بغداد القرمزية باسافاليوك ينعش الذاكرة العراقية