فيليب حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:09
المحور:
الادب والفن
حتى أنت يا "ميونيخ"
من ألغريب فعلاً بل من ألمضحك ولسخرية ألقدر أن يلعب ألفلسطيني مرة أخرى دور ألارهابي والقاتل. أن غرابة ألموضوع وسخريته لا تكمن في كوننا مرة أخرى أرهابيين بنظر العالم فقد أعتدنا على تشبيهنا بالقتلة خاصة في ألافلام ألاميريكية والتي يقوم على أعدادها مخرجون أمثال سبيلبيرج وغيره من ألداعمين للحركة "ألنيوليبيرالية" ألداعمة لاسرائيل, لكن من ألمضحك وألمحزن سوياً ان نلعب هذا ألدورفي حدثٍ تاريخي لم نكن فيه وبموضوعيةٍ مطلقه لا قتله ولا أرهابيين. والمقصود هنا عمليات ما بعد ميونخ 1972 التي قام ألموساد بتنفيذها بحق ألابرياء من مفكري ألشعب ألفلسطيني. وهنا لا أريد أن أتطرق بتوسع لعملية ميونخ, أسبابها أو تطور أحداثها أذ أن وجهات ألنظر بهذا ألشأن عديدة. لكن من ألجدير أن أذكر أن هنالك تقاريرتؤكد على أن قتل ألرياضيين ألاسرائيلين لم يكن هدفاً من ألعملية بل ردة فعل على ألاخطاء ألتي قام بها رجال ألمخابرات والشرطة ألالمانية, ما لم يذكر ابداً في ألفيلم. فقد كان سبيلبيرج مشغولاً بأختيار أبشع أللقطات ألتي تُظهر مدى وحشية منفذي ألعملية.
يحاول سبيلبيرج طوال ألفيلم بان يُظهر للمتفرجين بأن عمليات ألتصفيه ألتي تلت عملية ميونج ليست أكثر من عملية رد على جريمة بشعه. انحياز سبيلبيرج يظهر هنا مرة أخرى وذالك في عدم عرضه لاحداث أخرى مهمة جداً للمتفرجين وهي قيام طائرات أسرائيلية في غضون 48 ساعه بقصف ألمخيمات ألفلسطينيية في لبنان وأسقاط أكثر من مائتي شهيد أكثرهم من ألمدنيين... "لا حاجة لمثل هذة ألمشاهد لانها تُظهر الفلسطينيين كضحايا وهذا ليس هدف ألفيلم". أن كانت عمليات ألتصفية رداً على ميونيخ فأن عملية ميونخ ليست أكثر من رد على عمليات سابقه مثل قتل غسان كنفاني أحد كبار ألمفكريين ألفلسطينيين في 8|7|72 أو ربما أغتصاب أرض كاملة وتشريد أبناء شعبها!
يبدأ ألفيلم بلقطات ألاختطاف الاولى والتي تظهر ما بين ألحين والاخر مع أحداث ألفيلم كي لا ينسى ألمتفرجون مدى وحشية وقسوة ألفلسطينيين أذا ما فكروا لبرهة يالتعاطف معهم لسبب أو لاخر. من ثم يتم ألتعرف على "أفنر" عميل ألموساد وهو ألممثل ألذي يلعب دور "هكتور" في فيلم طرواده. رجل في أول ألثلاثينات أو ربما أواخر ألعشرينات ذو ملامح جذابة جداً لدرجة أنه قد يكون ملائماً أكثر لدور اخر ..... أكثر أثارة. يعرض لنا أفنر في بداية ألفيلم مدى حبه لزوجته وبساطة حياته مما يمنحه تعاطف ألمتفرجين قبل ألتفكير بدوره في ألفيلم أو بكونه ألقاتل ربما فيما بعد وذلك بعكس ألفلسطيني ألمقيم في فرنسا والذي تقوم زوجته بمقاطعته ما بين ألحين والاخر بطريقة غير حضارية. مظهراً لحياة ألترف التي يعيشها مع أبنته ألتي تتكلم ألفرنسية وليس ألعربية. وهذا مشهد من ألفيلم يعرض مرة أخرى مدى أنحياز ألمخرج على أظهار ألصورة ألفلسطينية بشكل مشوش, بشع وغير موضوعي يصعب للمتفرج من خلاله ألتعاطف مع أفراد هذة "ألعصابه". ألادوار التي يقوم ألفلسطينيون بتمثيلها تُظهر وبشكل مقصود صفات ألغباء ,ألتصرفات ألغير لائقه والغير حضارية وحياة ألترف التي يعيشها على سبيل ألمثال علي سلامه في أحدى ألبيوت ألمطله على شاطيء ألبحر في أسبانيا وذلك بنفس ألوقت الذي يحاول فيه طوال ألفيلم أظهار وأبراز شخصية "أفنر" ألرائعه أذ أنه يقوم بالطبخ على سبيل ألمثال في أجواء عاطفية مع أفراد مجموعته والتي لا ينسى طبعاً أن يذكر أن لكل منهم قصة حزينة تُفسر أسباب أنضمامهم لعمليات ألقتل وتشرح مدى أنسانيتهم وتاريخ أجدادهم من ضحايا ألنازيية. لن أتطرق للشخصيات ألفلسطينيية ألاخرى والتي يتم عرضها بنفس ألشكل لأبغير موضوعي وألكاذب.
ألفيلم ليس موضوعياً بل أن أعداده قد تم وبلا شك لخدمة ألقضية ألاسرائيلية ودعمها مرة أخرى دولياً وهذا في وقت لا زالت تحاول فيه أسرائيل تصفية أفراد من ألشعب ألفلسطيني بطريقة تُطلق عليها ألعائلة ألدولية ألمتعاطفة دائماً معنا "شرعية"ً. أن أنحياز سبيلبيرج يظهر ألبعد ألخطير لمثل هذه ألافلام والتي أصبحت أليوم في ألعولمة طريقة لا يمكن ألاستغناء عنها في وقت ألاتصالات هذا. من ألطبيعي جدأً أن تبرير عمليات ألقتل ما بعد ميونخ عبارة عن مبرر أخر لعمليات ألتصفية في ألحاضر والتي ُتنفذ "طبعا"ً بحق نفس ألاشخاص ونفس ألمجموعة ألتي قامت بقتل ثمانية من ألرياضيين ألاسرائيليين ولا زالت تُهدد أمان ألشعب أليهودي ألملاحق والمسكين.
في قرأة نقد للفيلم كان قد ُوِجه من أحد أليهود ألمقيمين في الولايات ألمتحدة لسبيلبيرج "راحت ما تدمع عيني... من ألضحك يمكن من ألبكى"
يتسائل أخونا: أي حق يمنح سبيلبيرج تشبيه ألارهابيين والقتلة ألفلسطينيين بعملاء ألموساد أليهود والذي لعبوا بنظره دور القتله أيضا. وهنا أتسائل أنا: كيف يُعرف أخونا كلمة قاتل...ألقاتل هو الفلسطيني أو ربما لليهودي حق ألقتل دون أن يكون قاتلاً...
وهنا ليس بوسعي سوى أن أقول: الله يعينا من اللي جاي
*ألمانيا
#فيليب_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟