أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - العراق دولة اتحادية لايمكن ان تتجزأ















المزيد.....

العراق دولة اتحادية لايمكن ان تتجزأ


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 03:57
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لعل من اسوأ اسقاطات الوضع الكارثي الذي عانى منه العراق’بعد 2003
هو حالة التشرذم والانقسامات العرقية والطائفية الهدامة
حيث اجبرت قطاعات واسعة من ابناء الشعب الواحد على التخندق مع طوائفها واثياتها
دون رغبة ’منها’أوارادة اوايمان حقيقي بتلك التقسيمات’
ولترسيخ هذه الحالة الخطيرة’
فقد انتشرت عصابات مشبوهة في الشوارع
واخذت تقتل وتعتقل استنادا الى الهوية الطائفية
ويقينا ماكان لتلك المؤامرات القذرة ان تنجح
لولا مارافق تلك الحملة من اعلام ’
هيأ لها الاجواءفنشرالدعايات والاخبار المثيرة
التي ايثظت روح الفتنة’ونشرت الكراهية واثارت التوجس في نفوس ابناء الشعب
والتي رافقتهااعمال تخريبية اجرامية’
كانت تجري بشكل مستمر
مع ضعف غيراعتيادي من قبل اجهزة الامن’التي كلفت بحفظ النظام
مما اثارالف علامة استفهام حول حقيقة وهوية من كان يشرف على تلك الاجهزة
حيث لم يعاقب احد رغم التقصير الكارثي في حماية امن المواطنين

هكذا عاش العراقيون’يتنقلون من ازمة الى اخرى
’ولايكادون يخرجون من مستنقع حتى يقعوا في رمال متحركة
يوما بعد يوم بدأت الامورتتكشف’ويتضح امرهام
وهو ان العراق’بشكل خاص’والمنطقة بشكل عام
’كانوامعرضين الى مخطط فوضى خلاقة’
وهي هدف ستراتيجي لدول اجنبية
وضعوا سيناريوهاته ويتعاونون على تنفيذه
وللاسف’ان ادواتهم في تنفيذه هم ضحاياه انفسهم
اي افراد من الشعب العراقي’بكل اثنياته.
وطبعا الهدف النهائي مفهوم
فالعراق دولة غنية جدا بمواردها’التي تسيل لعاب المغامرين والباحثين عن تلك الثروات
ويقينا ماكان لاعداء العراق ان يحققوا اهدافهم لو ان الشعب كان على قدر من الوعي’
أوالشعوربروح المواطنة والانتماء الى علم بلاده
رغم ان اعداء وطنه لايفرقون بين اثنياته او طوائفه
عندما يشنون عليه حروبهم ويعتدون على كيانه.وامن شعبه
من المعلوم ان الامورالسياسية والخلافات العقائدية’
او تباين القناعات في كيفية تسيير امور بلد مستقل ما
تناقش وتعالج وتحل داخل حدود الوطن
’لكن عندما يفضل المواطن انتمائه العرقي والاثني على انتمائه الوطني
فان مشاكله تعبر حدود بلده وتجعله تابعا ذليلا لاقيمة ولارأي له’
بل سلعة رخيصة بيدالاجنبي
والذي غالبا مايستغل انتمائه الطائفي ’وعاطفته وطوباويته
من اجل تسخيره
في طريق تحقيق مصالح الاجنبي الوطنية
وهذا للاسف كان حال الكثيرين من ابناء الشعب العراقي.
ولعل من اكبر المهازل,
كان بروز دعوات من اقلام مشبوهة
هي اما نتاج عقلية ساذجة طوباوية غارقة في التخلف
او مدفوعة من قبل قوى هدامة
ليس من صالحها عودة اللحمة الوطنية
واعادة احياء روح المواطنة والثقة والتالف بين ابناء الشعب
والذي سبق وان عاش قرونا متعايشا متحابا متصاهرا
’ولاتريد لهذا الشعب ان يستقر
لأن في الفوضى واستمرار الانشاقاقات والفتن’
فائدة لها’تخدم مخططاتها العدوانية
تلك الدعوات تنادي بتمزيق الامة العراقية
وتأسيس كيانات طائفية على انقاضها’
ومن جملة اولئك الدعاة
وعلى سبيل المثال فقط
هناك واحد من اولئك الدعاة
مشارك دائم في احدى الصحف الالكترونية
ويكتب بتفصيل واسهاب’
لكنه لايأتي بجديد
بل ويكرر بشكل ممل
طرح مشروع من بنات افكاره
يبدوأنه
استولى على فكره واستوطن عقله الباطني
وجعله يعيش اسيرا فيما يسمى بسجن فكر تسلطي الزامي
انه يدعو الى تاسيس دولة شيعية عربية’على اراضي العراق’
حدودها من سامراء الى الفاو!
وقد خصص لها تفاصيل بعشرين نقطة
وكأنه دستور مصغر
’ولم يبق له الا ان يرسم علم الدولة!
المشكلة فيما يطرحه ان لايتوانى عن طرح افكار تعتبر ممنوعة ومحرمة
ولايجرأ على طرحها ’الا من لايتوقع حسابا جديا (وبسبب مفهوم)
أو من هو متأكد’ان نوعية مايطرحه يجعل الاخرين لايقيمو نلكلامه وزنا!
حيث انه’وفي تفاصيل تحقيق حلمه بتأسيس دولة الشيعة العربّ
يدعوالى عملية تطهيرعرقي من سامراء الى الفاو
وهي حدود كيانه الشيعي العربي
كما انه يدعو الى اعادة رسم خارطة المحافظات ’
عن طريق سلخ مساحات واسعة من محافظة الانبار’والحاقها بدولة الشيعة العرب
والمصيبة وانه يتوقع ان ذلك المشروع سينقذ الشيعة العرب من الهيمنة الايرانية ويجعلهم مستقلين في فردوسهم الجديد الغني بالنفط!
ووصل التطرف في طروحاته
الى الزعم بان فشل مشروع استقلال كردستان
لانه جاء قبل تحقيق مشروع استقلال الكيان الشيعي العربي
هذا الرجل
يعتبر ظاهرة في راديكالية التطرف’والضياع والتشتت
وفقدان الهوية الوطنية والثقة بالنفس
وهو في حاجة الى اعادة النظر في طريقته في التفكير’والتحليل والتقييم
لاول مرة اسمع واقرأ ان شخص ما يتجرأ على طرح مثل تلك الافكار والاراء
حيث يدعو الى تأسيس كيان سياسي على اساس طائفي
بينما اعتى دعاة الطائفية لايتجرأون علنا على الافصاح عن مثل تلك الافكار والمخططات
كما انه عندما يدعو الى التطهير العرقي!
بما يخالف الشرائع والقوانين الالهية والوضعية
والتي اتفقت عليها كل امم الارض المتحضرة
كما واني لاادري كيف سيحقق جمهورية لفلاطون في دولته الشيعية العربية؟
ومن اين سيأتي لها بالحكام االمخلصين
القادرين على تسخير ثروة البلاد لخلق دولة شيعية متقدمة يسودها العدل!بينما يعلم القاصي والداني ان كل اللاعبين على المسرح السياسي العراقي عامة والشيعي خاصة هم اسوأ انواع الفاسدين’وان من يتحكم بامور الدولة جملة وتفصيلا هم حكام ايران وعملائهم
بل بالعكس’فلو تسنى تحقيق مثل ذلك المشروع’ واسست في العراق دولة على اساس طائفي شيعي
فأول من سيفرض الوصاية عليها
هي ايران’وتلك مسألة ليست بحاجة الى نقاش
كما ان دول الجوار السنية لن تقف مكتوفة الايدي امام مثل هكذا كيان
بل ستجعل ارض العراق جهنما لايمكن ان تطفأ نارها
لااريد الاسترسال
لكني فيما كتبته حاولت من خلاله جذب الانتباه الى ماحل بالمواطن العراقي’
نتيجة ما تعرض له من نكسات وخيبات امل مريرة
ومن اجل لفت عناية الرأي العام الى ضرورة الانتباه لمثل تلك الظواهر’والعمل على التصدي لها قبل ان تتفاقم ازمتها
خصوصا واننا نعيش ضروفا راهنة لم يسبق ان عاشتها امة




#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السيد مسعود البرزاني’هو رمز’وقائد تاريخي للثورة الكردية؟ت ...
- هل حان الوقت لتحرر الكورد من الهيمنة البرزانية؟
- اما كفا العراقيين حروبا ودمارا وتشردا؟
- ذكريات كوميدية من ايام خدمتي العسكرية
- امريكا تنفذ جيلا جديدامن الحروب’باسلحة دمارشامل سايكولوجية
- السياسة فن الممكن’وليس لوي الاذرعة’كما حدث في استفتاء كردستا ...
- هل ستتغلب لغة العقل والمنطق’ويؤجل موعدالاستفتاء في كردستان ا ...
- نعم لاستقلال كردستان’لكن’ليس الان
- عندما يرتدي ابليس ملابس القديس’الاحزاب الاسلامية مثلا
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الثالث’والاخير-تركيا
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الثاني,قطر
- مثلث الشر’قطر’وايران’وتركيا’الجزء الاول-ايران
- لا’لنظام سانت ليغو’وبكل تفاصيله
- ردا على مقالة للد’عبد الخالق حسين’نعم العهد الملكي ان واعدا
- الزعيم الاوحد,ابن الشعب البارة!عبد الكريم قاسم’
- الزعيم الاوحد’وابن الشعب البار’عبد الكريم قاسم مناقبه ومثالب ...
- الزعيم الاوحد’وابن الشعب البار’عبد الكريم قاسم!1-2
- 14 تموز انجبت 17 تموز
- اطالب باحالة ملف الموصل الى تحقيق دولي
- هوت منارة الحدباء’فأنتقم نادرشاه’ولو بعد حين


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن الشيخ - العراق دولة اتحادية لايمكن ان تتجزأ