أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر علي أميدي - الشرق الاوسط يعيش على فوهة بركان ملتهب















المزيد.....

الشرق الاوسط يعيش على فوهة بركان ملتهب


عمر علي أميدي

الحوار المتمدن-العدد: 5648 - 2017 / 9 / 23 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الاوسط يعيش على فوهة بركان ملتهب
عمر علي اميدي

مما لاشك فيه أن منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة وغرب آسيا بصورة خاصة تعتبر من أكثر المناطق توتراً في العالم فهي تعيش على فوهة بركان ملتهب يقذف بحممه بين الحين والآخر جرا القضايا السياسية والتحديات والأزمات الأثنية والدينية والمذهبية والطائفية (1) الموروثة والتي خلقها وخلفها بصورة رئيسية الدولة العثمانية والفارسية والصفوبة وصراعاتهما مع محيطهما لتوسيع نفوذهما والدول الإستعمارية و لاسيما بريطانيا و فرنسا والامبراطورية الروسية ومن ثم الدول الأقليمية المتحالفة معهم في المنطقة و لاسيما في العقود الاولى من القرن العشرين إضاف قد سبق ذلك الغازية المحتلفة للمنطقة فمنهم من استقر فيها ومنهم من عادوا من حيث أتوا بعد أن تركوا فيها الخراب والدمار و حملوا ما طآب لهم من غنائم .
الازمات المذكور التي يحلو للبعض ان يطلق عليها عناصر اضطراب في المنطقة تطفو على السطح وتتفاقم لتفرض نفسها مجدداً بشكل فعال بين ألفينة والاخرى لتتحول في الغالب إلى حروب ونزاعات وصراعات دموية و تصفيات عرقية و تهجبر قسري و لايمكن أن تستقر المنطقة دون إيجاد حل جذري وعادل للقضايا العالقة على عكس ما كان الإعتقاد به من أنها ستنتهي بمرورالزمن وأثبتت الوقائع الملموسة أن التقادم لايؤثرعليها وأن الشعوب لاتنسى ما فرض عليها من منطق القوة ودون رغبتهم و معظم القضايا الانفة الذكر لم تعد اليوم قضايا محلية او أقليمية أو شرق اوسطية فحسب بل أصبحت ذات ابعاد دولية تدخل في صميم العلاقات الجيوبوليتكية والاقتصادية والسياسية والتوازنات والاسنقرار الدولي و من الصعب ايجاد حلول محلية حتى اذا ما اتفقت الاطراف الحقيقية او المعنية على حلها ما لم تتفق مع المصالح الدولية و حسب المعطيات والرؤية المنظورة فان الدول الكبرى ما زالت تصر على رفض اية اعادة لرسم خارطة المنطقة ونسف الواقع الجغرافي والديمغرافي لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الاولى (1914 – 1918 ) كما ان التفكير باية ارادة ينبغي قبل الشروع به ان لا تتعارض و تتصادم مع مصالحهم ولكن ليس في السياسة ما يطلق عليه كلمة المستحيل لأن كل شئ وارد فقد أوجز رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل لعبة السياسية والسياسين في النصف الاول من القرن العشرين قائلاً ( ليس لنا أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون بل لنا مصالح دائمة ) هذه هي السياسة لا مكان للمبادئ والقيم والاخلاق فيها فمن كان يعتقد انه في يوم ما سيتخلى الغرب عن شاه ايران الذي كان يطلق عليه في يوم ما ب( شرطي الخليج ) لحمايته مصالح الاستعمار في المنطقة و في الوقت نفسه اذا سلمنا جدلاً ان القانون الدولي هو المعيار فينبغى على المنظمة الدولية ان تقف مع الشعوب التي اضطهدتها القرارات الدولية الجائرة لتحقيق مصالحها فتجدها عاجزة عن القيام باي شئ جراء انعدام المساواة بين اعضائها و هيمنة الدول الكبرى علي قراراتها من خلال وجود حق الفيتو .
ومن أهم هذه القضايا الكردية والفلسطينية وشبه القارة الهندية و خاصة قضية كشمير و افغانستان و لبنان والاسكندرونه ( هاتاي ) و كوريا الشمالية والمفاعل النووية الايرانية و قضية مقاطعة ناغورني قره باغ وجنوب السودان (2) و البولسارو في افريقيا وخطورة الاسلام السياسي المتطرف و محنة المسلمين في بعض الدول التي تدين بالوثنية و قضايا الحدود الملتهبة والمفروضة عنوة و مشاكل المياه التي أخذت بعداً واسعاً من تعميق الخلافات والازمات في السنوات الأخيرة ( بهذه المناسبة بذكر ان العراق ومن ضمنها كردستان العراق سوف تشكو من ازمة المياه جراء قيام الحكومة التركية باقامة واحد وعشرون سداً على نهري الدجلة والفرات باسم مشروع كاب او تطوير جنوب شرق الاناضول والغرض من هذه السدود اكثر من غرض سياسي واقتصادي الاول المناطق التي اقليمت عليها السدود هي كردستان الشمالية والاكثرية الساحفة من سكانها من الاكراد لغرض تهجيرهم واسكانهم في مناطق ذات اغلبية تركية وباعتقادهم انهم بمرور الزمن سيتحولون الى اتراك فيما اذا تخلو عن لغتهم ثانيا استخدام تلك السدود وسيلة ضغط على كل من سوريا والعراق في حالة نشوب اية خلافات بينهم اما الاقتصادي فهي الاستفادة منها في الري واستصلاح اراضي شاسعة و كما انها تنوي اقامة مشاريع الطاقة الكهربائية وفعلا ستكون رخيصة تقوم ببيعا الى دول الجوار و ستكون هذه الدول تحت وصايتها و في الوقت نفسه تريد بيع المياه الى دول الخليج والعربية السعودية واسرائيل عن طريق انبوب السلام التي اثارتها تركيا قبل سنين ولكها فشلت ومن الامورالغربية ان تركيا لا تلنزم بالقوانين والمواثيق الدولية التي تنظم المياه بين الدول فقد صرح في وقت ما الرئيس التركي السابق سليمان دميريل عندما اعترضت العراق في حينه على حصته من المياه قائلاً مياهنا نتصرف بها كيفما نشاء على غرار ما يتصرف اصحاب النفط بنفطهم
وقضايا اخرى أقل شأناً ناهيك عن الازمات التي نتجت عن ما سمي بالربيع العربي وهذا لايعني بائ حال من الاحوال أن بقية انحاء العالم تخلوا من القضايا المعقدة القديمة أو الجديدة ولكنها أهون نسبياً
و ما يهمنا من هذه التحديات هي قضية الشعب الكردي في العراق بصورة خاصة وكردستان الكبرى بصورة عامة التي اخذت موقعا اساسيا في اعادة تكوين الكيانات العربية في القرن العشرين فما منع ان تكون امة الاكراد في دولة على غرار غيرهم من القوميات حتى اصبحتت من القضايا المنسية عن عمد عقوداً من الزمن الغابر من قبل الانظة الاستعمارية المتنفذة بحكم مصالحها والمحتلة اصلااً لارض كردستان و بسبب تجاهل المعسكر الاشتراكي بقصد او بدون قصد حقيقة المحنة ولكن الكرد بنضاله الدؤب اخذت في الآونة الاخيرة بعداً عالميا واكثر ديمومة وتاثيرها تطغي على الكثير من دول الشرق الاوسط و اصبح الكرد طرف مهم في معادلة التوازن في المنطقة وليس هامشيا خاضعا للأنظمة العربية والفارسية والتركية التي تحتل كردستان فكماهو معروف هي جزء من قضية أمة مجزءة تعيش على ارضها التأريخية كردستان منذ آلآف السنين قبل الغزوات وهجرة الكثير من المجموعات العرقية الى المنطقة كما قلنا سابقاً (3) و لهذه الامة تقاليدها وثقافتها ولغتها ( بعدة لهجات ) وشعورها المشترك بقوميتها ولم تؤثر عليهم تلك الهجرات بإقصائها و لا مسحها من خارطة الوجود أو حتى زحزحتها من أرضها وهم اليوم موزعون على اريعة دول وهي العراق وتركيا وايران و الى حد ما في سوريا أو بالاحرى ( أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وجنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا ) اضافة الى الاقلية الموجودة اليوم في دول الاتحاد السوفيتي السابق والمهاجرين الى الشتات هرباً من الجور والوضع القائم اليوم هو نتاج مؤامرات واتفاقيات و مساومات دولية بانت ملامحها في القرن العشرين وفي مرحلة شهد العالم فيها دعوة لتشكيل الدول والدويلات القومية ومحميات وفعلاً تشكلت معظم الدول في المنطقة على اساس قومي ( ايران تركيا ومجموعة من الدول العربية ) في حين وجد الكرد انفسهم خارج السرب مجموعات كبرى موزعين على الدول المذكور سابقاً وهو الشعب الوحيد في العالم(4) بهذا الحجم ليس محروماً من كيانه السياسي المستقل أو بالاحرى راية يستظلون تحتها فحسب وإنما من أبسط حقوقه الديمقراطية وفي بعض اجزاءها حتى اليوم لا يسمح لهم بأية ممارسات او نشاط يتيح لهم التعبير عن خصائصه القومية و ما جرى عليه من ويلات و مجازر لم تطال أي شعب آخر لذا تجده في ثورة دائمة للحفاظ على وجوده القومي حتى وصفهم البعض بانهم عنصر اضطراب في المنطقة لا بل في الشرق الاوسط و يتطلع إلى نيل حقوقه في تقريرمصيره كقومية متميزة الملامح اسوة ببقية شعوب العالم و التعايش مع محيطه بكل قومياته وأطيافه بسلام وفق قواعد ومواثيق الامم المتحدة
ولكن هناك حقيقة لايمكن لاحد أن ينكرها انه لايمكن بأي الحال من الاحوال ان تستقر الاوصاع في الشرق الاوسط دون ايجاد حل عادل للقضية الكردية والاعتراف بوجودهم كشعب له حق تقرير المصير وان الترتيبات المتوارثة عن بداية القرن العشرين لم تعد تفي بالغرض عليه لابد من اعادة رسم الخارطة من جديد ففي هذا الشان نشرة مركز البحوث الدولية ( غلو بال ريسير تشن ) في تشرين الثلني مما اغا ظ الكثير من الدول التي شملها التقسيم والتجزئة
الشعب الكردي منذ بداية حركاته التحررية ليس في أجندته أن يقسم وطن أحد و إنما يريد أن يحرر أرضه وعقله من ظلم الآخرين. الشعب الكردي فوق أرضه كردستان لا يمكنه أن يجعل وطنه جزءا من أراضي الآخرين، إنما يريد أن تكون كردستان للكرد والأقليات المتواجدة فيها ، والعيش مع الآخرين بسلام ومحبة وأخوة وهو يريد كرامته وحريته وصون حقوقه ولا يريد أن يصادر حرية وحقوق الأقوام الأخرى في العالم…..

1– بعد مجئ الاسلامين الى الحكم في إيران عام 1979 تعقد المشهد السياسي والأمني في منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة جراء محاولاتها فرض هيبتها كاهم قووة اقليمية والسعي الى امتلاك الاسلحة النووية لتنفيذ مخططاتها والتدخل في الشان الداخلي لبعض الدول و خاصة التي توجد فيها الطائفة الشيعية عن طربق خلاباها النائمة أومليشياتها المسلحة مما زاد من توتر الاوضاع في المنطقة وتجدد ثقافة الازمة المذهبية فقد حذر الملك عبدالله الثاني ملك الاردن في 9 - 12 - 2004 من تشكيل الهلال الشيعي من كل من العراق وسورية ولبنان واخيراً اليمن على أن تكون إيران المحور الاساسي للمجموعة .
2– إنفصلت جنوب السودان عن السودان الشمالية في التاسع من تموز 2011 على اثر استفتاء شعبي ولكن لازالت الاضطرابات تطغي عليها جراء التطاحن القبلي والعائلي والتنافس على السلطة اضافة الى ضعف اقتصادها الوطني و لاننسى دور الحكومة السودانية في إثارة القلاقل فيها
3- ذكرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع اسلام ويب في تموز 2005 وصوت العراق في نيسان 2016 الى ان أبن الاثير والطبري والقرطبي وغيرهم من المفسرين أشاروا الى أن الرجل الذي صنع المنجنيق لرمي النبي ابراهيم عليه السلام في النار هو كردي اسمه ( هيزين ) فهي اشارة واضحة الى وجود الشعب الكردي منذ اقدم العصور في كردستان ومن هذا يتبين ان الرجل المذكور من قرية النبي المذكور او المجاورة لها أومن ابناء عشيرته او حتى من اقرباءه فوجدنا كيف أن ابن نبينا نوح عصى امره وتمردعليه و ان اقرباء النبي محمد ( ص ) تمردوا عليه واذوه وهذه شهادة حية إن كانت الرواية صحيحة على ان الكرد عاشوا في المنطقة قبل ما يقارب 4000 سنه (وورد في التوراة ان النبي ابراهيم ولد عام 1900 ق . م ) وهذا يعني أن الكرد أقدم في وجودهم من العرب الذين جاءوا اليها مع الاسلام فاتحين لكردستان إذ أصبح العرب المقيمين اليوم في العراق جزء من سكانه بعد الفتح الاسلامي وبعد انهيار سد مأرب و عليه لايجوز لهم الاعتراض على الفدرالية أو اي خيار اخر يختاره اكثرية الشعب الكردي
4 - في حين ان هناك دول لا تتعدى عدد سكانها المليون أصبحت دولة مستقلة وذات سيادة كاملة وعضوة في الامم المتحدة فعلى سبيل المثال لا الحصر جزر القمر التي تقع في المحيط الهندي عدد نفوسها 798 الف نسمة.



#عمر_علي_أميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإغراق التجاري .. وتخريب البنية التحتية للاقليم


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر علي أميدي - الشرق الاوسط يعيش على فوهة بركان ملتهب