أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد نصرالله - عندما التقيت بمارسيل خليفة يوم مجزرة صبرا وشاتيلا














المزيد.....

عندما التقيت بمارسيل خليفة يوم مجزرة صبرا وشاتيلا


رائد نصرالله

الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 22:37
المحور: الادب والفن
    





==================
في مثل هذا اليوم قبل 35 عام، وبينما كنت في طريقي إلى العاصمة البلغارية صوفيا لمواصلة الدراسة الجامعية، عائدا من الفرصة الصيفية، وحيث لم يكن الطيران، في حينه، مباشرا بين مطار اللد ومطار صوفيا، كنّا نمر عبر العاصمة اليونانيّة أثينا ومن هناك نواصل الطريق في طائرة بلغاريّة. في ذلك العام كان من المفروض الانتظار في أثينا ما يزيد عن يوم ونصف اليوم، وحيث كانت تربطني علاقة قرابة مع إحدى العائلات الفلسطينيّة المقيمة والمستقرة في اليونان، استغليت الفرصة لزيارتهم.
وبينما نحن في منزلهم نستعد للخروج لحضور أمسيّة غنائيّة سياسيّة يحيّها الفنان الملتزم مارسيل خليفة على مدرج الأكروبوليس التاريخي الشهير - وكانت دعوة المضيفين لي لأمسية كهذه حلم لم أتخيّله، لا في منامي ولا في أحلام يقظتي- إذ بنشرة أخبار طارئة تقطع سير البرامج العاديّة في التلفزيون المحلي لتتحدث، كما فهمت من المضيفين، عن مجزرة حدثت في مخيّم للاجئين الفلسطينيين في لبنان مع تفاصيل أوليّة مقتضبة وصور قليلة لا تعكس بالضرورة هول ما حدث في مخيمي صبرا وشاتيلا، والذي انكشف لاحقا كأبشع الجرائم ضد الإنسانية في تلك الحقبة التاريخيّة.
علما بأنني خلال الفرصة الصيفيّة كنت قد شاركت في العديد من الفعاليات الجماهيريّة الاحتجاجيّة ضد الحرب الإسرائيليّة العدوانيّة على لبنان عموما، وعلى شعبنا الفلسطيني اللاجئ في لبنان منذ نكبة شعبنا في العام 1948 خصوصا، وقبل بداية الفرصة الصيفيّة كنت ضمن مئات الطلاب في بلغاريا، من مختلف القوميات، الذين تجاوبوا مع الحملة الأمميّة للتبرع بالدم لمساعدة جرحى العدوان الإسرائيلي من فلسطينيين ولبنانيين، في تلك اللحظة واجهتني معضلة نفسيّة أخلاقية: هل أمتنع عن الذهاب إلى الإحتفال لأن الظرف لا يسمح، أم أذهب وأكون مشاركا في مهرجان سيطلق مارسيل من خلاله، حتما، صوت الإنسانيّة والتحدّي، لكونه قد شارك المقاتلين في الغناء على المتاريس خلال الحرب الأهليّة اللبنانية إلى جانب القوى الوطنيّة التقدميّة اللبنانيّة وقوى الثورة الفلسطينيّة؟
وللحقيقة أقول أن إلحاح المضيفين ساعدني في تجاوز المعضلة ومرافقتهم إلى المهرجان، رغم أني ما فتئت أعيشها داخليا.
وما زاد الطين بلّة هو وصولنا إلى موقع المهرجان لنكتشف أن المدرّج بأكثر من نصف مقاعده فارغ، وأجواء الحضور يخيم عليها الحزن والغضب. وكان الغياب، على ما بدا، انتصارا للشق الأول من المعضلة، فقلت في نفسي الله يستر!
وما أن ظهر الفنان الملتزم مارسيل خليفة على المنصة، حتى بدأنا نسمع هتافات باسم فلسطين والشهداء والثورة وضد أمريكا وإسرائيل والرجعيّة العربيّة.
ولكونه مارسيل، لم يكن غريبا أن يستهل إبداعه بكلمة تعبّر عن الغضب على ما اقترفته يد وأذرع العدوان في مخيمي صبرا وشاتيلا، معلنا بأن الثورة الفلسطينيّة قامت لتنتصر لشعبها وقضيته وأن كل القوى التقدميّة في العالم العربي والعالم عموما تقف إلى جانبها. وعندها فقط عرفت وفهمت هول المجزرة، وشعرت بنوع من الراحة فانسجمت مع الجمهور المشارك لنردد مع مارسيل خليفة أغانيه الثورية والوطنيّة والإنسانيّة.
في نهاية المهرجان أصرّيت على أن أذهب إلى المنصة لأقدم نفسي للفنان مارسيل خليفة وأحيّه، فوجدته يحيّني ويحيّي من خلالي كل الفلسطينين الصامدين على أرض الوطن.
كان لقاء فيه من العزاء ما يدفئ القلب ومن الطاقة ما يزيد الحماسة لمواصلة الطريق من أجل قضية شعبنا.
وحيث كان ذلك قبل 35 عام فأن تملك كاميرا كطالب في ذلك الوقت كان يعتبر من الامتيازات التي لا يملكها أولاد العمال أمثالي، أما الحديث عن السلفي والإستغرام في ذلك الحين فكان خيالا حتى في أفلام الخيال العلمي!
صبرا وشاتيلا في الذاكرة، وكل ملاحم ومسيرة شعبنا النضالية في الذاكرة، حتى نيل الحقوق وانتصار الحياة على الموت.



#رائد_نصرالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما التقيت بمارسيل خليفة يوم مجزرة صبرا وشاتيلا


المزيد.....




- في المغرب.. فنان يوثق بقايا استعمارية -منسية- بين الأراضي ال ...
- تركي آل الشيخ يعلن عن مفاجأة بين عمرو دياب ونانسي عجرم
- أدب النهايات العبري.. إسرائيل وهاجس الزوال العنيد
- -مصافحة وأحضان-.. تركي آل الشيخ يستقبل عمرو دياب في الرياض و ...
- -بيكاسو السعودية-..فنان يلفت الأنظار برسومات ذات طابع ثقافي ...
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : - حكايتُنا كأحزان ا ...
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم ((2))
- كتبت الشاعرة العراقية (مسار الياسري) . : حكايتُنا كأحزان الأ ...
- فيلم المابين التونسي يحصد جائزة مهرجان جنيف الدولي للأفلام ا ...
- فنان مصري كبير يحذر من -مؤامرة تستهدف الثقافة المصرية-


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد نصرالله - عندما التقيت بمارسيل خليفة يوم مجزرة صبرا وشاتيلا