أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - الكورد لن يعادوا إسرائيل، ولا يعادون العرب














المزيد.....

الكورد لن يعادوا إسرائيل، ولا يعادون العرب


إدريس سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 10:02
المحور: القضية الكردية
    


«عندما قسّمت كوردستان بين أربع دول ديكتاتورية، لم تكن إسرائيل موجودة بعد في الشرق الأوسط. أنعادي إسرائيل الداعمة لكوردستان ونكسب من جديد ديكتاتورية هذه الدول؟»


هناك شعور متبادل بين الكورد وإسرائيل حيال إيمانهما المشترك تجاه الواقع المُفتت والصراع المَرير في الشرق الأوسط، وتعرّض الشعبين لعدوان مقيت مماثل من دول إقليمية، عدا أن الطابع العلماني المدني الكوردي رغم غالبيتهم السنّية، فإن للقيم العلمانية في الحياة السياسية والاجتماعية أولوية عن المعتقدات الدينية، لذلك فإن رفع علم إسرائيل خلال مهرجان الاستقلال بكولن لم يخلّف أيّ استياء كبير لأحد، ولم يكن استخفافاً بمشاعر الشعب الفلسطيني، فالكورد وقفوا طوال مسيرة حياتهم ضدّ الظلم والقمع، وغالبيتهم ومن مبدأ أخلاقي يتضامنون مع القضية الفلسطينية كقضية شعب له إنسانيته وكرامته وحقوقه.

أتساءل:
لماذا يحقّ للعربي السوري المعارض للنظام الأسدي أن يرفع علم تركيا «مَن قتل عشرات الآلاف من الكورد هي الدولة العثمانية وتركيا العلمانية بقيادة أتاتورك وحكوماتها المتعاقبة» وصور رئيسها رجب طيب أردوغان دون أن يحترم مشاعر الشعب الكوردي الذي قتل الآلاف منه تحت هذا العالم؟ ولماذا يحق للعربي السوري المؤيّد للنظام الأسدي أن يرفع علم إيران دون مراعاة مشاعر الكورد الذين يعدمون يومياً في إيران تحت هذا العلم فقط لأنهم كورد، بينما لا يحق للكوردي الإسرائيلي أو من أي بقعة أخرى من كوردستان أن يرفع علم إسرائيل التي أعلنت وتعلن دعمها للكورد؟
ثم ماذا فعلت إسرائيل بالشعب الكوردي حتى يتم معاداته كرامة واحتراماً بالقومية العربية التي مارست أبشع الممارسات والانتهاكات بحقهم «أنسي العربي السوري مشروع محمد طلب هلال الخاصّ بالحزام العربي؟ أيستطيع العربي العراقي أن يتجاهل وينسى مجزرة حلبجة والأنفال التي نفذها نظام صدام حسين البعثي؟ لماذا لا يتضامن السوري والعراقي ضدّ الإعدامات الميدانية الجماعية التي يقوم بها أتباع الخميني في إيران ضد الشباب الكورد؟!!».
هل ارتكبت إسرائيل أي مجزرة كيماوية أو إبادة جماعية أو إعدامات ميدانية، أو نفّذت مشاريع التغيير الديمغرافي والتهجير القسري بحق الكورد؟
أهل الكورد مَن يوقّعون اتفاقيات لحماية إسرائيل وأمنها القومي ضد فلسطين العربية التي يحتلها ضمنياً حكّام وملوك العرب، ويساومون على قضيتها وحياة أبنائها؟
شعب يكنّ للكورد كل الاحترام والسلام، فلما يكنّ له الحرب من مبدأ أنه يحتلّ فلسطين؟
هذه الأسئلة والكثير منها هي برسم الإجابة للعرب الذين يشعرون بالغيظ لأن علم إسرائيل رفع بالأمس بجانب العلم الكوردستاني، وأيضاً برسم بعض الكورد الذين يخجلون من رفع هذا العلم، ويعتذرون لإخوتهم العرب عن رفع هذا العلم «العرب عندما تضيق عليهم الفواجع والكوارث يتدكّرون الكورد كإخوة لهم، وليدركوا أنهم لن يستطيعوا بعض اليوم التلاعب بعواطفهم»، لذا فالقضية باتت واضحة «الكورد غير مجبرون بمعاداة إسرائيل لكسب العرب الديكتاتوريين بغالبيتهم الساحقة»، ولا تحتاج إلى كل هذه المشاحنات والمزاودات الوطنية الفارغة، والتي الهدف الأول منها التلاعب بعاطفة الكورد وزرع الفتنة بينهم، وتفرقتهم هنا وهناك.

هناك نقطتان، لا بدّ لي من الإشارة إليهما، الأولى: قد يكون الذي حمل علم إسرائيل حمله من باب العاطفة أو الحماسة أو التضامن أو التهوّر والغباء، أو ربّما يكون حامله كوردي يهودي، رغم أن هناك ناشط سياسي أعرفه جيداً وأخبرني بأنه حمل العلم من باب احترامه وإعجابه بالشعب الإسرائيلي، وله علاقات صداقة مع بعض الشباب الإسرائيليين في ألمانيا.
النقطة الثانية: موقف المملكة العربية السعودية الداعم للاستقلال واضح جداً، فهو مبني على رفضها ورفض الكورد لتمدّد الهلال الشيعي الإيراني في سوريا والعراق واليمن، ناهيك عن عدم إرتياح إسرائيل أيضاً من تواجد إيران في تلك البلدان لكثير من الأسباب، لكن علينا ألا ننسى أن لإسرائيل مواقف مشرّفة مع الكورد في حروبهم ضد النظام العراقي، وأرى أن هذه المواقف ستستمر ببناء علاقات الصداقة المباشرة بين الشعبين أو البلدين في المستقبل، أضف إلى ذلك أن المملكة السعودية هي جزء من منظومة جامعة الدول العربية التي ترفض وتحارب قيام أي كيان كوردي في الشرق الأوسط.

أخيراً.. إن الكورد مع أيّ موقف داعم لاستقلالهم وبناء دولتهم بالأساليب الحضارية، سواء على صعيد العلاقات أو المصالح، فإسرائيل ليس لها أي مجازر أو انتهاكات ضد الكورد على خلاف العرب والأتراك والفرس الذين مارسوا ضدهم كل أشكال الإرهاب والممارسات العنجهية، والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه كربط في بعض الجوانب بقضية رفع العلم الإسرائيلي في احتفالية كولن للاستقلال «لماذا كانت الماكينة الإعلامية للمنظومة الآبوجية غائبة عن تغطية هذا الحدث الكوردي الأول من نوعه على مرّ التاريخ؟ إن كان ردّهم أن هذا شأن خاصّ بأبناء جنوب كوردستان ولا علاقة لهم به، فلماذا غطّوا بمواقعهم وإذاعاتهم وتلفزيوناتهم وصحفهم انتخابات البرلمان التركي عندما شارك الكورد فيها على قائمة حزب الشعوب الديمقراطية، وكذلك انتخابات الرئاسة التركية ومنافسة صلاح الدين ديمرتاش لرجب طيب أردوغان؟».

إدريس سالم
كاتب وصحفي كوردي



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للتنازل عن الاستقلال
- لمَ إعلام المجلس الوطني الكوردي غائب؟
- ماذا تريد واشنطن من الكورد؟
- لماذا تطلق «PYD» سراح أعدائها، وتعتقل كوردها؟!
- لمَ لا يحقّ للبارزاني أن يقود الكورد، ويحقّ لغيره أن يضيّعهم ...
- بارزانية الاستفتاء.. علامة للاستقرار
- شاسوار أم شاشوار؟!
- عفرين.. بين الانعزال الجغرافي والانتصار السياسي
- العمى الحزبي.. أنا الحزب، والحزب أنا
- صوت الخبز اليابس
- إرهاب الكورد على الكورد أفضل من إرهاب العرب ضدّهم
- مستقبل غربي كوردستان من الاستفتاء
- وطنٌ يحكمُه غرابٌ أسود
- الجحيمُ الحيّ
- جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا كوردياً
- الطفولة السورية تجنيداً وتسييساً
- كوردستان إسرائيل ثانية للأميركان
- ديمقراطية قادة أوروبا وديكتاتورية قاداتنا
- انتقد نعم.. لكن لا تشتم وتتهم!!
- عبدي نعسان وعلاقته بأوجلان


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - إدريس سالم - الكورد لن يعادوا إسرائيل، ولا يعادون العرب