أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الحسين شعبان - التنمية المستدامة 2030














المزيد.....

التنمية المستدامة 2030


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5618 - 2017 / 8 / 23 - 17:55
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



بعد عقود من العمل قامت الأمم المتحدة بإطلاق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وذلك خلال قمة التنمية في نيويورك (25 سبتمبر/أيلول 2015). وتغطّي الخطة التي ساهم فيها المجتمع المدني العالمي، 17 هدفاً و169 مقصداً، وتمثّل إطاراً شاملاً لتوجيه العمل الإنمائي الدولي والوطني على مدى الـ 15 عاماً القادمة. وتستهدف تلافي أوجه القصور ومعالجة الثغرات التي اتّسمت بها خطة الألفية الثالثة.
وتقوم الخطة الجديدة 2030 على مرتكزات أساسية هي ميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، ولاسيّما "إعلان الحق في التنمية" وقد رفعت شعار "لا أحد سوف يُترك في الخلف" . واستناداً إلى ذلك التأم في القاهرة مؤخراً مؤتمراً إقليمياً لتنفيذها في المنطقة العربية بعد عدد من الأنشطة بين المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وضمّ المؤتمر جهات حكومية وممثلين عن برلمانات ولجان وطنية لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وخبراء في مجال التنمية وحقوق الإنسان.
وكان لي شرف المشاركة كخبير مستقل، حيث تناولتُ مسألة المعوّقات أمام التنمية المستدامة، ولاسيّما في ظل النزاعات، مع إشارة خاصة للحالة العراقية،علماً بأن المقصود بالتنمية كان يعني قبل صدور تقارير التنمية الإنمائية (العام 1990) " النمو الاقتصادي"، ثم تطوّر الأمر ليصبح الحديث عن التنمية البشرية، ثم اتخذت بُعداً مستداماً أي شاملاً ومترابطاً، بالانتقال من رأس المال البشري إلى رأسمال الاجتماعي وصولاً إلى التنمية الإنسانية الشاملة.
وباختصار فالتنمية تعني "توسيع خيارات الناس"، وهذه تحتاج إلى مبادئ الحكم الصالح في الإدارة وتوسيع دائرة احترام حقوق الإنسان. وقد تعزّز هذا المفهوم بشكل خاص بصدور "إعلان الحق في التنمية" في العام 1986 الذي تم التأكيد عليه في قرارات مؤتمر فيينا الدولي لحقوق الإنسان، العام 1993.
ولا تزال تعاني العديد من البلدان العربية من معوّقات جدّية تحول دون تحقيق التنمية المستدامة، مثل الحروب والنزاعات المسلحة والأهلية والإرهاب والعنف، إضافة إلى الفساد والطائفية والتمييز بحق "المجاميع الثقافية" التي تسمى مجازاً بـ"الأقليات" وعدم تمكين المرأة ومساواتها مع الرجل، الأمر الذي أدى إلى ضعف أو حتى غياب الاستقرار والسلام المجتمعي والأهلي، وهذا قاد إلى انهيار تجارب تنموية كانت واعدة، والعراق نموذجاً، إضافة إلى مصر وسورية والجزائر وليبيا واليمن وغيرها.
وفي العراق أدّت الحروب والنزاعات الأهلية وفيما بعد الاحتلال إلى اندلاع موجة عنف وإرهاب لم يعرفها تاريخه الحديث وصلت إلى أشكال من الإبادة الجماعية، كما حصل لمجموعات ثقافية دينية مثل المسيحيين والإيزيديين، وقبل ذلك الصابئة المندائيين، إضافة إلى إثنيات كردية وتركمانية وكلدانية وآشورية تعرّضت إلى اضطهاد مزمن. وقد عطّل ذلك عملية التراكم التدريجي في التنمية، الذي اتسمت مرحلتها الأولى (منذ تأسيس الدولة في العام 1921) بالنمو الاقتصادي البطيء، لكنه منذ تأسيس مجلس الإعمار في العام 1950، فإن العراق خطا خطوات سريعة، لاسيّما ما يتعلّق بالبنية التحتية وحقّق إنجازات مهمة على صعيد النمو الاقتصادي.
أما المرحلة الثانية فقد بدأت بعد ثورة 14 يوليو (تموز) العام 1958، التي بدأت بالانفكاك من التبعية الخارجية وعرفت تطوّراً مهماً على صعيد توسيع دائرة التعليم والخدمات الصحية والبنية التحتية، وتعمّقت في المرحلة الثالثة التي شهدت الطفرة النفطية بعد تأميم النفط في 1 حزيران (يونيو) 1972، سواء للبنى التحتية وفي مستوى التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والاقتصادية والرفاه بشكل عام.
لكن التنمية تراجعت في المرحلة الرابعة مع اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية العام 1980، والانصراف إلى الصناعات الحربية، وطاولت تلك المرحلة عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ووصلت البلاد إلى حافة الانهيار مع مغامرة غزو القوات العراقية للكويت عام 1990 وما أعقبها من حرب قوات التحالف في العام 1991، ومن ثم فرض حصار دولي على العراق، وفيما بعد شنّ الحرب عليه ووقوعه تحت الاحتلال العام 2003.
وتتّسم المرحلة الخامسة الحالية (2003-2017 وهي لا تزال مفتوحة) بالإرهاب والفساد والطائفية، حيث اندلع العنف على مصراعيه ، وذلك بانتهاج نظام المحاصصة الطائفية - الإثنية. وبسبب ضعف المواطنة أو الشعور بها ومحاولات الاحتماء بصيغ ما قبل الدولة، فقد تراجعت مكانتها وأجهز على بعض مؤسساتها، خصوصاً بعد حل الجيش، فضلاً عن الميل للانتقام والثأر والكيدية، الأمر الذي كان قد وفّر فرصة خصبة للإرهاب وأعمال العنف وساهم في تعطيل عملية التنمية.
وإذا كانت التنمية تعالج مسألة الحكم والعلاقة بين الناس والإدارة، لبناء الشرعية من خلال المشاركة وتمثيل أوسع الفئات، فإنه يمكن القول لا تنمية مع الحروب والنزاعات المسلّحة، ولا تنمية بغياب الحقوق والحريّات بحدّها الأدنى، ذلك أن التنمية تحتاج إلى وجود دولة تمارس صلاحياتها على كامل أراضيها وتحتكر حق استخدام السلاح لوحدها وإلى استقرار وسلام مجتمعي، وفي ظروف العراق الحالية، يتطلّب الأمر تصفية بؤر الإرهاب لاسيما الداعشيّة وإجراء مصالحة سياسية شاملة وحزمة تدابير بكل ما له علاقة بعوامل الكراهية والإقصاء والتهميش والطائفية والمحاصصة.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 4
- «أصيلة» وفضاء الإصلاح والتجديد
- ترامب وتوازن القوى في أمريكا
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 3
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 2
- مهدي السعيد وسرّديته السسيوثقافية - ح1 + ح2
- أبو كَاطع - على ضفاف السخرية الحزينة- كتاب جديد للدكتور شعبا ...
- ما بين الصهيونية والساميّة
- بعض دلالات ما حدث في القدس
- ماذا ما بعد الموصل:خيار محسوم أم حساب ملغوم؟!
- فلسطين ومعركة الثقافة
- نظرة أخرى لمسألة الإتجار بالبشر
- ما بعد الموصل.. «داعش» و«الداعشية»
- العنف والإرهاب وما بينهما
- عن المصالحة الوطنية وإدارة الأزمات
- مسؤولية الأمم المتحدة إزاء المأساة الفلسطينية
- جدل المواطنية والانتماء الطائفي - مقاربة للحالة العراقية
- في التباس مفهوم الإرهاب الدولي
- عبد الحسين شعبان - سيرة تمرّد ومغامرة قلم
- في تجديد الفكر الديني: مساهمة في الحوار الدائر حول الإسلام و ...


المزيد.....




- أسعار النفط تعود إلى المنطقة الحمراء
- -فايننشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض رسوم على واردات ...
- وكالة S&P تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية
- رئيس أرامكو: ذروة الطلب العالمي على النفط لن تكون قريبة
- الاتحاد الأوروبي يخصص 7.7 مليار يورو للمساعدات الإنسانية
- البنك المركزي الياباني يرفع سعر الفائدة لأول مرة منذ 17 عاما ...
- الأرجنتين الأولى عالميا في ارتفاع أسعار البنزين منذ بداية ال ...
- مورغان ستانلي يرفع توقعاته لخام برنت إلى 90 دولارا
- المراعي السعودية تعتزم استثمار 4.8 مليار دولار خلال 5 سنوات ...
- في تحول تاريخي.. بنك اليابان يقرر رفع الفائدة


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد الحسين شعبان - التنمية المستدامة 2030