أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - مسدسات الاطفال البلاستيكية في ديالى - العراق















المزيد.....

مسدسات الاطفال البلاستيكية في ديالى - العراق


سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل

(Sarah Taleb Alsouhail)


الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 02:38
المحور: الادب والفن
    


مسدسات الاطفال البلاستيكية في ديالى - العراق

تشكل لعب الاطفال عنصرا مهما في تنمية خيال الطفل وعقله ووجدانه ، و تكون تتمه لبراءتهم ، و تعطيهم حقهم الانساني من اللهو والمرح الحقيقي الذي يدخل الفرحة في قلوبهم الصغيرة ، وكل الحضارات والثقافات ابتكرت العابا للاطفال في العصور والازمنة، وفي زماننا المعاصر، يقبل الصغار علي انواع مختلفه من الألعاب ، مثل لعب التركيب و العاب تنيمة الذكاء و البالونات، والسيارات والقطارات، والدمى بأنواعها، ولكن معظم الاطفال ، من الاولاد خاصة ، يقبلون اكثر على الالعاب الاليكترونية ، التي لا بأس من الجيد منها ، اما المسدسات البلاستيكية فإن أكثرها مضر ، و يؤثر على سلوكهم ، و يجرهم إلى العنف والعدوان.
إن الكثير من العاب الاطفال تكرس للعنف والعدوان، فاذا ما شرب الطفل ثقافة العنف عبر لعبته، فانه بالضرورة سيتحول عندما يشب عن الطوق إلى مواطن عنيف عدواني السلوك، وقد يتطور الامر معه الي ارتكاب الجرائم ، ما لم يوقفه المجتمع ويردع خطره.
وكم هالني رؤيتي لاحد مقاطع الفيديو في عراقنا الحبيب في محافظة ديالى ، لمجموعة من الاطفال يلهون معا ويمسكون بالمسدسات البلاستيكية مبتهجين في العيد وهم يضربون بعضهم بهذه المسدسات.
فكيف يمكن ان نحول أعيادنا الى مناسبة ليتبارى فيها صغارنا بالمسدسات ويطلقون قذائفها البلاستيكية نحو بعضهم. وكيف نحول ما يجب ان نكرسه من روح الحب والمودة والتعاون والتعاطف والفرح الجماعي بلحظات سلام في العيد ، الى مناورات حرب بين الصغار والصبية؟
وكيف يسمح الاهالي بشراء هذه المسدسات لصغارهم لكي يتراشقوا بها في العيد ، فيصاب بقذائفها من يصاب ويجرح من يجرح ، ونحن نقف في موقف المتفرجين ؟
ان اغلب ثقافتنا العربية القريبة زمانيا تشربنا فيها ان المسدس اما يمسكه الشرطي للقضاء على الجريمه و مكافحة الإرهاب و المحافظه على امن المواطنين و الإمساك باللصوص ، او يمكسها اللصوص لترهيب المواطنين وسرقتها ، او من خلال مواجهتهم لرجال الشرطة في مواجهة بين الخير والشر.
فمالذي حول هذه الثقافة الي اعتبار المسدس مجرد لعبة وتسلية بيدي الصغار؟ وكيف يسمح الاهالي لأنقسهم بالمشاركة في هذه الجريمة التي لا تمت لاخلاقنا العربية ، وثقافتنا المسالمة والمتسامحة بجلب هذه الالعاب إلى صغارهم ؟
والطامة الكبرى ان هذا المقطع من الفيديو الذي جرى تصويره في ديالى، يبدو مشهدا مكررا في معظم بلادنا العربية قراها ومدنها على حد سواء، يراه المفكرين والعلماء وخبراء علم النفس والاجتماع خطرا ، وبعضهم اطلق صرخة تحذير لمخاطرها على السلوك العام في اقطارنا العربية .
مسئولية مشتركة
ان الأهالي يبدو قد غفلوا عن خطورتها في غمرة مشاغلهم اليومية ، ولكن اين دور المؤسسات الإعلامية في بلادنا التي من دورها الرئيسي نشر الوعي بالمخاطر وتنوير المجتمع بأضرار أية وسيلة تكرس لثقافة العنف؟
واين دور المؤسسات الثقافية والدينية في بث الوعي بمخاطر هذه الالعاب علي اطفالنا الصغار وعلي تنشئتهم ؟وأين دور المؤسسات الرقابية التجارية في منع التجار من استيراد مثل هذه الالعاب الخطرة علي صغارنا؟
ان الاحداث تكشف لنا ان عشرات المستشفيات في مواسم الاعياد تزدحم بمصابي العيون من الصغار الذين اصيبوا من جراء اللعب بهذه المسدسات البلاستيكية ، لأنها تكون مزودة بحبيبات صلبة، وحتى إن لم تمس العين، فقد تحدث خدوشا وندبات على مستوى الجسم خاصة الوجه.
ورغم ارتفاع اسعار هذه المسدسات البلاستيكية الا ان الاهالي يجبلونها للصغار، وحتي ان لم تقم الاسرة بشرائها فان الاطفال يجمعون عدياتهم ويقومون بشرائها دون ان يجدوا منعا من الاسرة او حتى تحذير بسيط.
المشهد لاشك مؤسف ومؤلم، ونحن نري الطاولات وقد تراصت عليها انواعا مختلفة من هذه المسدسات البلاستيكية والاطفال يقبلون عليها في العيد وكأننا داخلين في زمرة حرب كونية!
وتتباين هذه المسدسات في احجامها من الصغير والمتوسط وصولا الي الكلاشينكوف كبير الحجم، وتتباين ايضا فئات الاطفال في الاقبال عليها حسب قدراتهم المالية، لكن الجميع يشتري دون ضابط او رادع بما يكشف حقيقة ميول صغارنا للعنف الذي شاهدوه علي التلفازات والفضائيات من حروب او افلام عنيفة وهو الامر الذي يعد قنبلة موقوتة تهدد مستقبل امان وسلامة مجتمعاتنا العربية عبر ثقافة العنف التي تغرسها هذه المسدسات في نفوسهم البريئة.
اراء علمية
يجمع الأخصائيون النفسيون علي ان الأسلحة البلاستيكية وألعاب العنف تفتقر الى اية أهداف تربوية، بل انها تتعدي دورها في اللهو إلى ممارسة التحريض على العنف نحو الذات والآخرين.
كما ان هذه الألعاب تولد المزيد من القلق لدى الصغار وتدفعهم الى الميل نحو الغضب والعصبية التي تبقيه دائما عدوانيا في تعاملاته مع الغير، فضلا عن انها تدمر نفسية الطفل وعلاقاته الاجتماعية فهم يبدأون باللعب ثم العنف وينتهون بالشجار فيما بينهم.‏
ويرصد علماء الاجتماع خطورة التمييز الثقافي في العاب الاطفال بين اعطاء البنت الدمي واعطاء الصبي مسدسا، وهو ما يرسخ لدى الطفل الذكر العدوانية باعتباره الأقوى من الأنثى بما يؤدي لوقوع مخاطر اجتماعية كبري، ناهيك عن ما تتركه الالعاب الحربية في لا وعي الطفل من جنوح للعنف ينمو خاصة في ظل غياب التربية والتوجيه الاسري، فيتشرب الطفل هذا السلوك العدواني مما قد يدفعه في المستقبل للارتماء في احضان ‏التنظيمات الإرهابية أو العصابات الإجرامية‎.
كما اثبت علماء الاجتماع، ان استمتاع الطفل بقتل الاخرين عبر لعبة التسلية تعلمهم ‏طرق ارتكاب الجريمة، وتنمي في عقولهم قدرات ومهارات العنف خاصة وانها تتطابق مع ما يشاهد من قتل وعنف وتدمير للممتلكات عبر الشاشات الفضائية يوميا.

كلمة حق
وأنا ادق ناقوس الخطر لحماية صغارنا من الالعاب الحربية، ولحماية المجتمع من قنبلة عنف موقوتة مستقبلا، ادعو لضرورة نشر الوعي بين الاسر العربية بخطورة هذه الالعاب والامتناع الفوري عن شرائها للصغار، ومنع الصغار من شرائها في الاعياد.
ادعو كل المؤسسات التربوية والثقافية والاعلامية والدينية لقيادة حملات دعائية لمخاطر هذه الالعاب، وتوعية الاسر العربية بضرورة الدقة في اختيار العاب ذات اهداف تربية هادفة للصغار تنمي فيهم قيم التعاون والتسامح والرحمة.
كما انني ادعو المؤسسات التشريعية لوضع تشريعات قانونية تجرم استيراد هذه الاسلحة، وأهيب بالأجهزة الرقابية لتشدد حصارها علي التجار الذين يستوردون هذه الالعاب الخطرة ومنع دخولها، ذلك اذا اردنا حماية الصغار والكبار حاضرا ومستقبلا من العنف ودمويته.‏



#سارة_طالب_السهيل (هاشتاغ)       Sarah_Taleb_Alsouhail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات شائكة… الموصل بعد التحرير | كورد ياو
- صحوة لحماية قصار القامة
- العنف ضد الخادمات رق وعبودية في الألفية الثالثة للميلاد!
- هدية مصر لمكتبة آشور احياء لحضارة وثقافة العراق
- العنف في التاريخ العراقي قديمًا وحديثًا
- رعاية اليتامى و أبناء الشهداء واجب مقدس
- في يوم المرأة استعادة لاشراق النجاحات وتحدي العقبات
- معشوقتي أمي ينبوع حنان سرمدي
- اطفال -جهاد النكاح- قنابل موقوتة مالم نعالج اوضاعهم
- العنف حتى فى المدارس
- الهجرة والتهجير وبإسم الدين
- طاقات الكلام بين التحليق والانهزام
- من أين يأتي الحب؟!
- تجنيد الأطفال جريمة إنسانية
- فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام
- كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية بالمجلس ...
- الكاتبة سارة طالب السهيل تشارك فرحة الأطفال بالسنة الجديدة ب ...
- سارة السهيل تشارك فى اضاءة شجرة الوحدة الوطنية فى مزار العذر
- اجراس على الرصيف
- المرأة العربية بين الواقع والطموح


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - مسدسات الاطفال البلاستيكية في ديالى - العراق