أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي اسحق - أنا عنصري.........من هنا نبدأ















المزيد.....

أنا عنصري.........من هنا نبدأ


مجدي اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يرتفع في السودان اليوم جدلا في محاولة لرأب الصدع ولردم جسور الثقة بين أبناء الوطن الواحد الذي انهكته سنين الحرب والاقتتال.لا نختلف في ضرورة ازالة البنية الطبقبة والاقتصادية التي ساهمت في التكريس للتمايز والتنافر والتناحر العرقي ان ضرورة تغيير البنية التحتية يجب ان يواكبه تغييرا ايجابيا علي مستوي وعينا وعلي مستوي البنية الفوقية
اننا شعب عنصري وكل منايحمل بذرة او شبهة من عنصرية.
ان العنصرية تعيش بين مساماتنا وتختلط انفاسها مع حروفنا وكلماتنا وسلوكنا.
تتفاوت مساحة العنصرية في دواخلنا علي مدي تمدد قيم الوعي في دواخلنا وسعينا الواعي والجاد لتجاوز ارثنا المتخلف.
لقد ترعرعنا في أسر مشبعة بالعنصرية في كل مفاصل حياتها و ثقافتهاو سلوكها اليومي.
ان العنصرية رغم انها تتجلي علي مستوي سلوكنا الشحصي و لكننا نستطيع ان نري كيف انه قد تصبح سلوك متجذر في وعي المجتمع ليصبغ السلوك الاجتماعي فتصبح المؤسسة عنصرية في سلوكهاو ممارساتها.
ان السلوك العنصري قد يكون سلوكا واضحا او مستترا ونري السوك العنصري الواضح في المجتمعات المتخلفة التي لا ا يري افرادها في العنصرية سلوكامرفوضا مخجلا يستحق التبرؤ منه لذا نجد اللغة و السلوك العنصري منتشرا علي مستوي الحياة اليومية كما نراها اليوم في مجتمعنا حيث الفاظ عب عببد خدم وغيرها جزء من السلوك اليومي المقبول لقطاع واسع من مجتمعنا.
لفقد تفتحت اعيننا علي الحياة ونحن نري التقسيم العنصري لودالبلد ود العرب والعب وتشبعنا بمفاهيم التقسيم الاخلاقي والطبقي بين اولاد البلد و العبيد.هناك المهن الهامشية والحقيرة التي ارتبطت باللون الاسود والتي يترفع منها اولاد العرب وخير مثال كان وما زال خدمة المنازل ونقل الفضلات الانسانية.علي المرأة يقع الاضهاد المزدوج فهي امرأة و خادم وتكسب بكل سهولة صفتها المذمومة بانها تمتلك اخلاق خدم وهي تعني التحلل الاجتماعي وانعدام معايير الشرف والاخلاق ولذا ليس مستغربا ان تصبح مهن الاستغلال و الاستلاب الاجتماعي مرتبطة بشريحة اجتماعية نصفها بالخدم كاقصي معان الاستلاب من خدمةالمنازل و صنع الخمور والدعارة.لذا تصبح مقبولا ان تنتقد من يتجاوز هذا التابو من الشرائح الاجتماعية الاخري منتقدا بانو دي ما شغلة اولاد عرب.
هذا التقسيم العنصري للمواطن خلق مستويين من المواطنة لها مستويين مختلفيين من الحقوق والواجبات فحقوق اولاد العرب و اولاد البلد تختلف من حقوق العبيد حيث نجدهم مواطنيين من الدرجة التانية فحقوقهم مستباحة حتي امام القانون فما يتعرضون لهم امام البوليس قبل و بعد الاعتقال يندي له الجبين ولا يقابل بالاستنكار او الامتعاض عادة.
التواصل الاجتماعي بين الشريحتين فيه كثير من القوانين و السلوكيات المتجذرة المغلفة بالكثير من الحذر و النفاق الاحتماعي الذي يطفو للسطح عند الاختلاف اوفي محاولات نادرة و ساذجة لتجاوز التابو.
الزواج وقضايا الزواج بين الشريحتين تابوقد افلح القلة في مواجهته وتصبح حكاية السؤال عن العريس او العروس او البحث في جذورهم بحثا عن عرق او شبهة ارتباط عرقي مع شريحة العبيد ضرورة اجتماعية قبل اعطاء الموافقة اوالرفض عند شريحة اولادالعرب.
هذا الواقع تؤسس له مؤسسات الدولة وادواتها التنفيذية والثقافية فقد ترعرعنا في سلطةاحادية تحكمها ثقافة البلد بلدنا ونحن اسيادها و نحن اولاد بلد نقعد نقوم علي كيفنا ثقافة لا تشتري العبد الا و العصا معه ثقافة المرة مرة والعب عب .
تاريحنا السياسي القائم علي مقولة المؤتمر وهي تنشد امة اصلها للعرب لذا لم يكن مستغربا التعالي علي القوي السياسيةالمهمشة و دمغها بالجهل وعدم المعرفة و الانتهازية وعدم الامانة. ليصبح الوعي الاجتماعي العنصري متعايشا مع رفضهم لفكرة البلد التي رئيسها عب.ان الثقافة الشعبية مشبعة بالامثال الاغاني والنكات التي تقنن للعنصرية والتي تكرس لثقافة التعالي و الاستلاب.
ان الوعي العنصري يفرز مستوي من الوعي الذي يبرر هذا السلوك لدي الشرائج المضطهدة (بالكسرة) ولكن في نفس الوقت يفرز وعيا سلبيا عند الشرائح المضطهدة والمقهورة ليبتج خليطا من الغضب و السلبية والعنصرية المضادة.لذا نجد مصطلحات سلبية من مندكورو و الجلابة و اولاد العربة باعتبارها صفات سلبية تمثل الخبث الظلم والخداع.
رغم ان طرحي يعكس السلوك العنصري بين الشمال و الجنوب باعتباره الاكثر وضوحا و لكن حتما فهو لايدعي بانه السلوك العنصري الوحيد في مجتمعنا بل نستطيع ان نقول ان العنصرية تنشر في كل مستوي العلاقات الاجتماعية بين شرائح مجتمعنا المتباينة.
ان العنصرية التي تتخلل مساماتنا من شماليين جنوبيين غرابة او من ابناء الشرق تفرز ثقافة سلبيةتحكم العلاقات الاجتماعية بين ابناءالوطن الواحد لتتعمق جذور التنافر و عدم الثقة.ان هذه الممارسات تعكس ضعف النسيج الاجتماعي وهشاشة التركيب الاجتماعي في بلدنا.
لا احد يحلم بعصا سحرية ان تزيل كل ذرات العنصرية من مساماتنا.ولا احد ينتظر ان تزول كل ملامح العنصرية حتي نستطيع ان نعيش في وطن واحد.يمكن ان نحلم بوطن موحد يحكمه التسامح والمساواة حتي مع وجود هذا المستوي من العنصرية ولكن ما يهم الان هو الاعتراف بوجود العنصرية والالتزام بضرورة العمل لتجاوزهاباعتبارها اول خطوة في الطريق الصحيح.أنه من الاهمية بمكان ضرورة تجاوز ثقافة التجاهل و التعامي والتغابي الاجتماعي والرضا المزيف بالمسكوت عنه و تحاشى الدخول في المناطق المحرمة التي يجب ان تتعري وان نفتح كل الغرف المغلقة لضؤ الشمس القادم.
رغم ان هذه المداخلة تتلمس ضرورة تطوبر الوعي الذاتي بداء العنصرية الذي يعيش في مسامنا ولكن الحل لن يتم علي المستوي الفردي فقط,ان الواقع يطالبن بالاعتراف بكل الاخطاء التاريخية لترميم الجسور حتي نتجاوز المرارات استنادا علي منهج الصراحة والشفافية. ان الطريق يبدأ بغربلة كل ارثنا الثقافي و الاكاديمي من شبهة العتصرية. ضرورة تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيش علي هذا الواقع وتغذيه. ضرورة قيام المؤسسات القانونية والاجتماعية و الثقافية التي تكون مهمتها الاساسية محاربة العنصرية و التعالي واقصاء الاخر.



#مجدي_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للدولة الدينية................. نعم للأحزاب الدينية
- دعوة ماركسية لحزب غير ماركسي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي اسحق - أنا عنصري.........من هنا نبدأ