أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرى علي - العقلانية والمنهج العلمي وكيفية محاربه الإرهاب















المزيد.....

العقلانية والمنهج العلمي وكيفية محاربه الإرهاب


سرى علي

الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 00:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقالتي في #الحوار المتمدن

// (العقلانية والمنهج العلمي وكيفية محاربة الارهاب)

طرائف سياسية وفكرية
# كيفية مواجهة ومعالجة الفكر المتطرف من الجذور الفكرية إلارهابية الدموية!!
الحلول الأمنية ليست وحدها إطلاقا هي الحل .. قراءة متأنية ملخصة عبر السطور التالية:


يواجه العراق موجة من العنف والإرهاب لم تشهد مثيلا لها في تاريخها الحديث‏,‏ وقدمت حتي الآن آلاف الضحايا الأبرياء من الشهداء أمثالها (أبو بكر السامرائي الدراجي)المغدور على يد الارهاب والمصابين الذين يتساقطون كل يوم برصاص الغدر والخيانة‏, لم يفرق الإرهاب بين مواطن مدني أو شرطي أو عسكري كما لم يفرق بين الطفل والشاب والشيخ‏,‏ أو بين المرأة والرجل‏,‏ أو بين المسلم والمسيحي‏,‏ فكل أبناء الوطن يتعرضون للقنص والقتل والترويع صباح مساء‏.‏
وقد ترتب علي هذه الموجة من العنف والإرهاب استقطاب حاد في المجتمع بين من يطالبون بإيجاد حل سياسي للأزمة, ويؤكدون أن الحل الأمني وحده غير ممكن, فرغم الجهود التي تبذلها قوات الشرطة وتساندها القوات المسلحة, فإن هذه الأزمة لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية, ولهذه الأبعاد دور أساسي في صناعة التطرف الديني الذي يغذي العنف والإرهاب ويصل المنادون بالحل السياسي إلي المطالبة بالبحث عن صيغة للمصالحة الوطنية تنأي بالبلاد عن هذا العنف. وهناك موقف آخر يدين الداعين إلي المصالحة الوطنية ويعتبرهم طابورا خامسا, ويطالب بالتعامل بأقصي قدر من القوة مع الممارسين للعنف والإرهاب, ويدعو إلي إقصاء جماعة الإخوان المسلمين عن الساحة السياسية بإعتبارها من وجهة نظرهم جماعة إرهابية. وفي ظل هذا الاستقطاب الحاد يصعب إجراء مناقشات موضوعية بين هذه الآراء, ويصعب طرح أزمة المجتمع لمناقشة مفيدة ومثمرة ينتج عنها رؤية متكاملة لكيفية المواجهة. وما أسهل أن نتبادل الشتائم والاتهامات وما أصعب أن نحكم العقل في وقت يتعرض فيه الأبرياء للقتل يوميا. ولأننا إزاء مشكلة تهدد المجتمع بالتفكك وتهدد الدولة بالانهيار, فإننا مطالبون بالتزام الموضوعية في مناقشة هذه القضية وتجنب الاتهامات المتبادلة وتوسيع نطاق الاتفاق, وتغليب المصالح العليا للشعب.

وفي هذا الإطار فإن إمكانية تجاوز الوضع الراهن وإنهاء أعمال العنف والإرهاب يتطلب توافقا مجتمعيا واسع النطاق علي موقف متكامل يقوم علي عدة أسس في مقدمتها أولا التصدي بكل حزم لأعمال العنف والإرهاب وتقديم مرتكبيها إلي محاكمات سريعة وعادلة في نفس الوقت, وهناك من القوانين ما يكفي لتوقيع العقاب الرادع لهذا العنف, والسعي ثانيا إلي إشراك المجتمع في المواجهة, وعدم تحميل قوات الأمن وحدها عبء المواجهة, بالحرص علي حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية من خلال التفاوض ومنح الدولة الوقت الكافي لتدبير الاعتمادات المطلوبة, ومنحها الفرصة للتفرغ لمواجهة العمليات الإرهابية. والحرص ثالثا علي إتاحة الفرصة لكل من يريد المشاركة السياسية في العملية الديمقراطية بشرط أن يعلن نبذ العنف واعتماد المنافسة السياسية السلمية سبيلا للوصول إلي السلطة, وينبغي أن نهتم رابعا بفتح باب الحوارواسعا بين الجميع, وأن يكون الحوار أساس الوصول إلي التوافق حول مشكلات المجتمع, هذا هو السبيل للنجاة ببلادنا مما تعيشه حاليا, ولا يمكن إنقاذها بالاستسلام للإرهاب, كما لا يمكن إنقاذها بإستئصال تيارات سياسية وفكرية من المجتمع أو اقصائها عن الحياة السياسيه

أما عن الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لظاهرة الإرهاب والعنف فإنها تتطلب معالجة ربما تستغرق وقتا طويلا ولكنها ضرورية, وما لم نبدأ بها فورا فإن المجتمع سيظل يعاني, خاصة أن المسألة تتعلق في حالة العراق وسوريا بالتطرف الديني الذي يدفع إلي إنتهاج العنف بعد تكفير المجتمع. وهناك جذور اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الديني الذي يتشكل في ظل الفقر والبطالة وفي الأحياء العشوائية, وهي بيئة لا توفر ضرورات الحياة لمن يعيش فيها, ولا توفر له التعليم الكافي أو النسق الأخلاقي المناسب, ممايسهل اصطياده وتلقينه أفكارا خطيرة تنسب إلي الدين, والدين منها براء مثل تكفير المجتمع وتبرير العنف, وقد أكدت الدراسات العلمية أن التنمية الشاملة هي المدخل الحقيقي لتصفية الفكر المتطرف, وأن توفير فرص العمل وضرورات الحياة تهيئ المجتمع للقدرة علي محاصرة الفكر المتطرف. ولكن هذه المعالجة الاقتصادية والاجتماعية تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافي لتنوير الناس وتمكينهم من الاستمتاع بألوان من الفن تغذي وجدانهم بالقيم الإنسانية النبيلة.

ما إن سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدن ومحافظات شاسعة من الأراضي العراقية قرابة العامين الماضيين،بعدها عمد هذا التنظيم إلى عمليات تغيير إجبارية في المؤسسات الإجتماعية والثقافية والتعليمية في المناطق الخاضعة تحت سيطرته مستخدما القوة والإكراه في تطبيق تلك التغيرات. وكانت واحدة من هذه المجالات التي خضعت لعمليات التغيير هو النظام التعليمي، حيث أسس هذا التنظيم الوحشي ديوان التربية والتعليم له مهمة تأسيس نظام تعليمي يتماشى والأفكار الايدلوجية وفكر هذا التنظيم المتعصب،وأما الهدف الرئيسي من هذا الديوان هو خلق جيل جديد يحمل افكار تلك العصابات الإجرامية.
وقد إتخذ هذا الديوان عدة إجراءات لبناء النظام التعليمي ومنها إخضاع الكوادر التعليمية إلى دورات مكثفة فضلا عن دعيهم إلى التوبة وتنقية عقولهم من ممارسات العلمانية والديمقراطية والتي يعتقد أنها تتعارض والشريعة الإسلامية لذا يجب تصحيحها، فضلا عن إن تنظيم داعش الإرهابي سرعان ماادرك أن الفئات العمرية والتي تتراوح مابين 11-7 سنة هي مرحلة عمرية يمكن أن تغرس فيها أيدلوجية وفكر داعش بشكل سريع وبالتالي فسيؤدي إلى خلق جيل جديد يعرف ب "الجيل الرابع".
فمن أجل ذلك بدأت العمليات الكبرى لهذا التتظيم لتغيير المناهج الدراسية القديمة لتحل محلها مناهج التطرف والشريعة والفقه،حيث تم إلغاء العلوم واللغة الإنكليزية والفن وحل التدريب على القتال وإستخدام الأسلحة كما شاهدناها بأم اعيننا على مواقع التواصل الإجتماعي،واما المواد الدراسية كالفيزياء والكيمياء والفلسفة فقد اهملت بالكامل،حتى أن هذا التنظيم قد منع التدريس الخاص في المنازل خشية من أن يخضع الأطفال لتعليم غير التعليم الذي يخطط له هذا التنظيم.
من الواضح ان داعش أعد بناء نظام تعليمي شامل ويمكن من خلاله نشر الافكار المتعصبة بين عقول الاطفال والمراهقين عن طريق الترغيب او الترهيب ليتم بعدها خلق جيل جديد" والذي يمكن ان يستفيد منها لأغراض التجنيد مستقبلا، فهذا الجيل سيزيد من المخاطر المحدقة بالمجتمع والتعايش السلمي بسبب الإفرازات المتعصبة التي زرعها داعش في عقول الاطفال والمراهقين.
أن الضغط المستمر في مرحلة الطفولة ينمي عدة مجالات ومنها:النمو الإجتماعي، النمو البدني، النمو الفكري، لو افترضنا أن داعش استطاع أن تنمي تلك الجوانب في الأطفال عن طريق نظامها التعليمي، فسنحصل على ماياتي: اجتماعياً، فهؤلاء الأطفال أصبحوا أعداء للمجتمع وسيجدون صعوبة في أنشاء علاقات سلمية مع الآخرين. أما بدنياً, فقد استطاعت داعش أن تنمي المهارات الحركية العنيفة وذلك من خلال التدريب البدني العنيف. أما من حيث النمو الفكري فقد استطاع داعش أن تزرع أفكار التطرف والقتل بين جموع تلك الفئات.
ففي خضم هذا التهديد الكامن يجب على وزارتي التربية والتعليم العالي مواجهة فكر هذا الجيل عن طريق تدبير خطط تسهم في إعادة تأهيل هؤلاء الأفراد بعد عمليات التحرير، وإن محاربة هذا النظام بقوة السلاح لن يكون هو الأسلوب الانجع ما لم يقترن هذا الاسلوب بمحاربة الفكر المتطرف بخطط تربوية ممنهجة ومعدة بشكل صحيح، والا سنشهد نفس الخطر بعد سنوات من الأن. فيجب تعديل وتصحيح المعتقدات الخاطئة وابضا تعديل مسار الفكر المنحرف للوصول إلى الوسطية، بالفعل فهو يحتاج إلى جهود كبيرة من قبل الحكومة العراقية بشكل عام فضلا عن إتباع طرق وقاية وعلاج يمكن إستخدامها مع أصحاب الفكر المنحرف لتصحيح إنحرافهم والوقاية من أخطارهم



#سرى_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق ومفهوم العلمانيه


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سرى علي - العقلانية والمنهج العلمي وكيفية محاربه الإرهاب