أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهراء علي - محاولة جديدة للدفع بقانون أحوال شخصية رجعي في العراق














المزيد.....

محاولة جديدة للدفع بقانون أحوال شخصية رجعي في العراق


زهراء علي

الحوار المتمدن-العدد: 5567 - 2017 / 6 / 30 - 09:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من جديد، تنادي النسويات في العراق وناشطو المجتمع المدني بسحب مقترح تتقدم به لجنتان برلمانيتان (لجنتا الشرعية والأوقاف)، لإعادة طرح "القانون الجعفري" الذي رفض سابقاً، وإنما بقالب جديد. فبحجة إصلاح قانون الأحوال الشخصية، واستقواء بالبند 41 من الدستور الجديد وهو موضع سجال حاد، تنوي مجموعة من البرلمانيين تقديم قانون للعائلة يستند إلى تشريع جزئي وطائفي، يقطع مع القانون القائم الذي يُطبَّق على السنة والشيعة معاً.
محاولات التخلص من القانون رقم 188 لسنة 1959 ليست جديدة، وهو القانون الذي ينظم الزواج والطلاق والحضانة والإرث الخ.. فمنذ 2003، حاولت الأحزاب الشيعية الإسلامية التي وصلت إلى السلطة بمساعدة القوات الأمريكية مراجعة القانون الموحد المستند إلى التشريعين السني والشيعي. هذه المحاولات تجسدت بالمرسوم 137 المقترح في 2003، الفقرة 41 من الدستور العراقي الجديد الموضوع في 2005 (التي كرّست التقسيم الطائفي)، وأخيراً في 2014 ما عرف بـ"مشروع القانون الجعفري"، وهو الذي يحتوي مواداً تجيز تزويج الفتاة في عمر التاسعة باعتباره سن البلوغ. وهو يسمح أيضاً بأشكال هشة من عقود الزواج تعرض المرأة لخسارة أسس الحماية القانونية لها.
القانون الجعفري يمثل قطيعة مع قانون الأحوال الشخصية الموحد، وهو المعتبر بنظر العراقيين منجزاً تاريخياً لجهة الحقوق القانونية، محدداً سن ال18 للذكر والأنثى كحد أدنى للزواج، ومضيقاً على تعدد الزوجات والعقود المجراة خارج المحاكم المدنية. القانون الجعفري هو من جهة ثانية يقطع مع الطابع الموحد وغير الطائفي لقانون الاحوال الشخصية رقم 188 والذي سهل، بسبب ذلك، إجراء عقود الزواج بين أبناء الطائفتين.
وبصورة عامة، يصح القول إن محاولات تطييف قانون الأحوال الشخصية من قبل الأحزاب الشيعية الإسلامية التي وصلت إلى السلطة بدعم وحماية الاحتلال الأمريكي للعراق هي خطوة سياسية جذرية. فمن خلال المزج بين قراءة محافِظة للشرع ومنحى سياسي طائفي للهوية الوطنية، فإن هذه المجموعات تضع على المحك الإرث اليساري المناهض للامبريالية الذي كان الأساس في إقرار القانون 181 ذاك في نهاية الخمسينات من القرن الماضي. فتبني قانون منحاز للمرأة بشكل صريح في 1959، كان يستند إلى الثقافة السياسية لنخبة ثورية جاءت إلى السلطة من خلال انقلاب عبد الكريم قاسم في 1958، الذي عنى أيضاً الحد من تسلط رجال الدين ورؤساء العشائر على الشؤون الخاصة. وقد سجّل تبني هذا القانون بدء النشاط النسوي للتفاوض حول حقوق المرأة. وقد ساهمت بصوغ القانون وبالدفع به نزيهة الدليمي (المولودة في 1923 والمتوفاة في 2007) والتي كانت طبيبة نسائية ووجهاً بارزاً من رابطة الدفاع عن حقوق المرأة، وهي أول امرأة وزيرة في العراق والعالم العربي، وكانت مناضلة شيوعية ومناهضة للإمبريالية. القانون 188 المستلهم من المدارس القانونية المختلفة، ألغى الفوارق بين السنة والشيعة وأعطى لقضاة الدولة الحكم في القضايا الشخصية من دون استشارة المشايخ. وهذا ما جعل من القانون 188 رمزاً للوحدة الوطنية الجديدة، بما يتجاوز الخطوط الطائفية والاثنية، ولحق النساء في اختيار تشريعات تخصهن، عبر المشاركة في العملية التشريعية نفسها. وكان هذان الوجهان مترابطان في مرحلة صعود المد اليساري المناهض للامبريالية، ممثَلَا وقتها بالحزب الشيوعي العراقي.
تناهض المناضلات في "شبكة النساء العراقيات"، كما في "منتدى النساء الصحافيات العراقيات" و"منظمة حرية النساء في العراق"، ومعهم مناضلون من المجتمع المدني، محاولات الاطاحة بهذا المنجز. وهم عبَّروا عن مخاوفهم حيال تبني منظومة رجعية وطائفية حيال النساء وقضايا العائلة في مرحلة تتسم بطغيان المحافظة الدينية والاجتماعية والصراعات المذهبية وعدم الاستقرار السياسي وغياب دولة موحدة وقوية.
ناهض الإسلاميون السنّة المقترح الأخير ووقفوا مع الحفاظ على قانون موحد للأحوال الشخصية الذي يسهل التزاوج بين الطوائف الاسلامية ويوحدها جميعا.
كل هذه المقترحات "الاصلاحية" كانت تفتقد للتأييد الشعبي من قبل العراقيين سنة وشيعة معاً، بل أن معظم رجال الدين الشيعة يناهضونها، وهو ما يُظهر أن الخلافات في هذه المسائل لا تجري على قاعدة مذهبية وإنما على قاعدة سياسية.
فالأحزاب الشيعية الإسلامية المحافظة التي وصلت إلى السلطة في 2003 هي وحدها من يدفع لاعتماد هذا التطييف الذي يعادل بالنسبة لهم الحصول على مزيد من الاستقلالية والتأكيد على هويتهم السياسية الطائفية. هي إذاً مواجهة بين نموذجين سياسيين، واحد محافظ ومجزِّء، والآخر مساواتي وموحِّد.
الإدارة الامريكية بعد غزوها العراق واحتلاله، مأسست النظام السياسي العراقي على قاعدة للهوية تقوم على أساس طائفي. وهو مبرر وجود المجموعات المذهبية التي جاءت إلى السلطة في 2003، حيث لا يمكن للسلطة السياسية لهذه المجموعات أن تتحقق من دون هذا النظام السياسي. وهو هذا النظام تحديداً ما تناهضه النسويات العراقيات ومناضلو المجتمع المدني، وما عبروا عنه في تجمعاتهم في ساحة التحرير. الحركة التي بدأت في تموز/ يوليو 2015 تمثل انتفاضة ضد الأساس الطائفي لنظام ما بعد 2003، ومعه الفساد والمحاباة اللذان يميزان ممارسات النخبة السياسية الجديدة.
المطالبة بـ"دولة مدنية"، كشعار في التظاهرات، يعني رفض توظيف الدين في السياسة. وبوجه الخطاب الطائفي للحكومة العراقية خلال حربها مع "داعش" في شمال البلاد، فقد سجل المتظاهرون أن الفساد والمذهبية هما ما أنتج المنظمة الإرهابية، وأن العدالة والمساواة وحدهما يمكنهما حل مسألة الإرهاب والعنف المذهبي في العراق.



#زهراء_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زهراء علي - محاولة جديدة للدفع بقانون أحوال شخصية رجعي في العراق