أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس القائد - سلمان العبيدي وثقافة هزيمة 1967















المزيد.....

سلمان العبيدي وثقافة هزيمة 1967


إدريس القائد

الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 04:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ذكرى هزيمة 67 .
سلمان العبيدي .

تابعت حركة الفكر الاسلامي منذ الصبى ، واكتشفت بعد مضي العمر انه ليس بفكر و لا بإسلامي .
البدايات كانت مع عدد من اصدقاء الصبى لا تتعدى قراءة بعض الكتب والرسائل تحولت الى رابطة اسلامية نجمع المال وننفقه على الفقراء . من يعيش من مجموعاتنا في ليبيا ترك الفكر الاسلامي و من الذين يعيشون بالخارج استمروا الى حد التطرف .
لكن ما هو الفكر الاسلامي؟
اكثر من يوصفون بالمفكرين الاسلاميين هم سيد قطب و ابو العلا المودودي .. وبينهما الكثير من الذين ينشرون كتبا ليست الا اعادة صياغة لقطب وللمودودي . و قطب نفسه كان يعيد صياغة ما كتبه المودودي . لكن قطب يملك الشعر و مفاتيح اللغة و خيال الروائي فكانت كتبه الاكثر تأثيرا وانتشارا .
كانت قضية المودودي واضحة جلية ، الوصول الى فصل المسلمين عن الهند . فكان لابد ان تعتمد دعوته على إذكاء ما هو ديني لدى مسلمي الهند ، فتغيرت مفاهيم و مصطلحات الاسلام الى معاني صراع ونفوذ وتعبئة. تحولت الصلاة والصوم الى تدريبات للصف الواحد وتحمل المشقة من اجل الجهاد . بادر قطب وبنى فكره ودعوته من كتاب "المصطلحات الاربعة" للمودودي . وكل الكتب التي جاءت بعد ذلك ليست الا التأكيد على معنى " لن ينصلح امر هذه الامة الا بما صلح به اولها ".
لعل كتاب " معالم في الطريق " ملخصا للفكر الاسلامي . ولكنه ايضا رسم مستقبل الجماعات الدينية حتى هذه اللحظة.
من الفكر القطبي ولدت داعش و من الفكر المودودي ولدت طالبان .
في البدء يعمد المقهور دائما الى تحطيم الصورة الذهنية لقاهره " الحضارة الغربية " لذا يبدا قطب : [ تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية... لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها... فهذا عرض للمرض وليس هو المرض... ولكن بسبب إفلاسها في عالم "القيم" ] . ثم يقصف راس المال المعرفي الذي بسببه تقدم الغرب اي الديمقراطية : [ في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من "القيم"، بل الذي لم يعد لديه ما يقنع ضميره باستحقاقه للوجود، بعدما انتهت "الديمقراطية" فيه إلى ما يشبه الإفلاس ]
في سطور قليلة ينسف التاريخ البشري و الحضارات المتعاقبة .
عندما يقرأ صبي او شاب صغير هذا الكلام وكانه آيات من كتاب مقدس ، يتلوّن العالم الأخر بالسواد خالياً من القيم و الاخلاق .

ثم ماذا عن بلد و مجتمع هذا الشاب اليافعي . هنا ينتشله سيد قطب من مجتمعه و وطنه ليتلو عليه آياته فيستدعي من تاريخ الامة مصطلح الجاهلية !!! فيقول : [ العالم يعيش اليوم ( كله) في "جاهلية" من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها، جاهلية لا تخفف منها شيئا هذه التيسيرات المادية الهائلة، وهذا الإبداع المادي الفائق ! ] .

كان من الممكن ان يختفي فكر سيد قطب لكن ليس بعد ان نفذ فيه عبد الناصر حكم الاعدام 1966 . وليس بعد هزيمة يونيو 1967 .
بعد الهزيمة صار " الغزو" يفسر العلاقة بين المنهزم وحاضره. و تبدأ رحلة التيه في الوطن و يتلو سيد قطب في كتابه اية مهمة فيقول :[ إنه لا بد من طليعة تعزم هذه العزمة، وتمضي في الطريق، تمضي في خضم الجاهلية الضاربة الأطناب في أرجاء الأرض جميعا، تمضي وهي تزاول نوعا من العزلة من جانب، ونوعا من الاتصال من الجانب الآخر بالجاهلية المحيطة] .
سيعيش الشاب اليافعي الذي يقرأ سيد قطب وغيره في حيرة وقلق لكنه يملك الان تفسيرا للهزيمة . فهو الان يرى العالم الخارجي شيطان و يرى مجتمعه جاهلي ولابد له ان ينظم الى جماعة ! و طالما تم استدعاء مصطلح الجاهلية فلابد اذن من استدعاء " الجماعة الأولى" اي الصحابة . و يصفهم سيد قطب [ بالجيل القرأني الفريد ] و هنا تتحول كل الأيات القرأنية التي تخاطب كفار قريش " الخطاب الاسلامي" وتصبح بطولات الصحابة حاضرة.

لن تصف نفسك بانك مصري او اردني او ليبي. عندما يقرر سيد قطب في جملة قصيرة تبدوا راسخة بان [ جنسية المسلم عقيدته].
ثم تبرز كلمة " الجهاد" بمفهوم الصحابة الذين قتل بعض منهم ابائهم الكفار .

الشاب اليافع الأن متعالي لأنه يملك الحقيقة كما وصفها قطب [ هناك حقا واحدا لا يتعدد، وما عداه فهو الضلال و هناك دارا واحدة هي دار الإسلام وما عداها فهو دار حرب] . وستبقى دار الاسلام في مخيال الشباب دولة افتراضية لكنها تحكم كل فكره وتطلعاته .

يحدث كل هذا الفوران والغليان و الاحساس بالدونية الحضارية في استبداد انظمة الحكم و استمرار القمع و احتقار الشعوب وعجزها عن ادارة الاقتصاد و استثمار التخلف مع هزائمها المتكررة مع العدو الذي تعاديه عداوة وفق نصوص مقدسة . فتزيد الشباب اليافعي ضراوة في البحث عن مخرج ينقذه من قوقعة التخلف و اضمحلال الوجود .
تنتشر بفضل اموال النفط السلفية الدينية ، وتظهر شخصيات اتيح لها مخاطبة الامة بشكل يومي متكرر وايضا بفضل اموال النفط تنتشر الفضائيات و يبرز الشيخ متولي الشعراوي ليحوّل انظار الاجيال الى الماضي ، و يبرز مصطفى محمود ليربط العلم بشرط الايمان و يغتال هوية النجاح . و يحدد نصر الدين الالباني البخاري الجديد و الاف الوعاظ الايمان الذي سيطغى ويشغل الامة بتفاصيل فقهية و قصص الاولين و تتحصن بالتدين المفرط ضد الغزو بشتى اشكاله. و ينمو الشاب اليافعي في شرنقته اليقينية حتى تمحى ذاكرته الانسانية وفطرته البشرية ، و يترسخ في ذهن الفتية حالة من النرجسية تخفي كل النقائص [ المؤمن هو الأعلى ، الأعلى سندا ومصدرا . فما تكون الأرض كلها ؟ وما يكون الناس ؟ وما تكون القيم السائدة في الأرض ؟ والاعتبارات الشائعة عند الناس ؟ وهو من الله يتلقى ، وإلى الله يرجع ، وعلى منهجه يسير ؟ وهو الأعلى إدراكا وتصورا لحقيقة الوجود ].

اذن ها هي الشخصية تستكمل ملامحها . شخصية تتسم بالعزلة في شرنقة اليقين تكره العالم والجاهلية لكنها في قمة سامقة وهي تنسب نفسها إلى الأنبياء و الرسل ... لكن !!
تبقى في شرنقة و لا تنطلق و لا يبقى امامها الا الانفجار ! لأنها الشخصية الضحية . يعطيها التراث القديم كل حقوق البراءة في كونها " الضحية " صاحبة الحق المطلق . و يبرز مصطلح الفتنة . كل شئ يتحول الى فتنة و الفتنة امتحان والنجاح و النصر في أرفع صورة هو انتصار الروح على المادة ، وانتصار العقيدة على الألم ، وانتصار الإيمان على الفتنة .و يستقر مفهوم الجهاد والفتنة والنصر وأن الله عندما خلق الإنسان خلقه من أجل الموت ! و الموت يجب ان يكون طواعية و برغبة فتتحول العقيدة إلى عقيدة الموت و يتحول الموت إلى انتصار .
الموت هو التحرر وهو المجد في السماوات كمجد المسيح واصحاب الاخدود الذين تسابقوا للقفز في النار .
بعد هذا الإعداد . التعالي و الضحية. يصبح الموت انتصارا للعقيدة لا يتحقق إلا بتقديم القربان. وتتحول الدعوة الى الايمان الى دعوة صريحة لطلب الموت فتصبح العمليات الانتحارية غاية الغايات . أليست هي الانتصار النهائي ؟

االبعض منا غاب في الوطن و البعض غاب في بلاد الغرب . انا من الذين غاب في كلاهما ، تعلمت عن تجربة عميقة ان التدين في الغربة الطويلة والارتباط بالجماعات الدينية هو بدافع الحنين القهري إلى الوطن . الغربة للقادم من بلد ضعيف فقير إلى بلد غني متقدم هي لون من القهر لكون الغريب يتأثر و لا يؤثر فينكفي على تراثه ، والتدين في الغربة تدين مشوه و الانتماء إلى جماعات دينية انتماء مستجير لا انتماء مستنير . و على هذا تربى و شب الطفل سلمان العبيدي و ربما الالاف مثله .

في مانشستر في حفل موسيقي كان أبني من الجمهور . فجّر الشاب اليافع سلمان العبيدي ... نتاج حتمي لمسيرة الفكر الاسلامي ... الذي لا هو فكر ولا هو اسلامي .



#إدريس_القائد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إدريس القائد - سلمان العبيدي وثقافة هزيمة 1967