أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محضاوي - مسرحية -رايونو سيتي- من راهن اللحظة إلى مشاعية الوجع














المزيد.....

مسرحية -رايونو سيتي- من راهن اللحظة إلى مشاعية الوجع


حامد محضاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 21:54
المحور: الادب والفن
    


"رايونو سيتي" من راهن اللحظة إلى مشاعية الوجع
-حامد محضاوي

كان لجمهور المهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين من الجمهورية التونسية موعد في العرض الإفتتاحي مع مسرحية "رايونو سيتي" نص و إخراج علي اليحياوي و إنتاج مركز الفنون الدرامية و الركحية بمدنين.
"رايونو سيتي" إسم حي شعبي في مدينة مدنين جنوب الجمهورية التونسية، ما يمكن أن يشير إليه العنوان كون المسرحية ستكون في إلتصاق بخصوصيات هذا الحي سرعان ما يتلاشى عبر متابعة العرض. نكتشف أن الإسم أستعمل لدلالته السحرية و لما يحمله في أتونه من علامات إنفتاح و تماهي مع عالم متعدد الحدود و الطبقات، و لكن سمته الإنسان الأساس و الرمز.
المسرحية تأتي في إطار وطني متقلب و مربك، تمشي عبره كل الرؤى و النظريات فوق رمال متحركة بلا بوصلة حقيقية للخلاص. واقع لا يختلف على ما تعيشه معظم دول العالم الثالث من تشظي و إنعدام لقيمة الإنسان و إنتشار الأمراض الجسدية و الآفات الفكرية و التشوه الإجتماعي. هذا التوصيف البسيط للوضع العام محليا و عالميا يجعلنا نفهم بعض ما سعى إليه المخرج من منطلق الإنسان المحور في إرتباط بوضعه المحلي إلى الصورة العالمية للإنسان و ما يحمله ذلك من إحراجات و أسئلة حارقة.
إنفتحت المسرحية على جانب سينوغرافي لمكان ثابث حي شعبي تشقه قنطرة و تحتها مصب فضلات في صورة واقعية لطبيعة هذه الأحياء و فيها إحالة إلى وضعية الإنسان فيها، من ناحية ثانية فتح الجانب السينوغرافي المجال لتوليد الحركة و اللعب عبر مجال فوقي و مجال أرضي تتسابق عبره الحبكة الدرامية و طاقة الشخصيات إلى محاولة الخلاص و تكريس فعل البحث و الحيرة و التلظي على جنبات المكان و الزمان. إذ أن الشخصيات و إن توحدت في واقع الحيف الإجتماعي و القهر الإقتصادي فإنها بقيت رهينة خلاصات أفيونية و ضمادات لا تفي بالعلاج. و من هناك كان للصبغة الدائرية للعمل دور في إثبات هذا الإرتداد و العود على بدء و تكريس حالة الفعل العدمي، و برزت في آتون ذلك النتائج المباشرة لذلك و إحتلت مساحة العنف و عدم قبول الآخر مجمل المشاهد و نجح الممثلون في إيصال هذا العمق الخاوي للتغيير. إن تعددت ملامح الشخصيات و متطلباتها فإنها إشتركت في أداء معنى التشظي العام و الإحتواء العدمي و تأبيد واقع العجز و الإرتهان، يصرخ الصوت مناشدا بما يريد مقابل عجز الجسد عن التجاوز و إيجاد المخرج. صورة متناقضة أحكم النص الدرامي إبرازها و قام الممثلون بإتقان تجسيدها، و نلاحظ نتيجة هذا التناحر ما بين الإقدام و غياب البديل عبر إنتهاء حياة باولو ميتا في مصب النفايات و في صورة قتل مهذب الشخصية المحورية لزوجته، و الطبيب يموت بشكل إيحائي عبر إعلان فشله و تبقى بقية الشخصيات في حالة إرتدادات و إرهاصات متلاشية. إنها صورة سوداوية ساهمت في إبرازها مختلف السمات الإبداعية من سينوغرافيا و نص درامي و رؤية إخراجية و أداء ممثلين.
الإنسان المحور المتروك للهامش و مخابر التجريب هو الحامل لجميع هزائم النخب و الإستراتيجيات و التكتيك، هو الصدر المشبع بآفات الحيف و القهر و الإستعباد، هو المنهك في السير اليومي و الواقع المشوه، هو جماع إنكسارات ليست منه في الأصل و لكن وحده يدفع الضريبة النفسية و العاطفية و المادية و الإجتماعية. من واقع اللحظة الراهنة في إطار معين و جغرافيا محدودة يتجاوز عرض "رايونو سيتي" صورة الألم الذاتي العفوي إلى مشاعية الوجع بما هو واقع ثابت و راسخ في مجتمعات العالم الثالث، من أحياء مدن المكسيك و كوبا و أفغانستان و الشيلي و مصر و كل أنحاء العالم تنطلق فكرة رايونو سيتي و تعود، و تبقى في إنتظار غد قد يأتي و قد لا يأتي.



#حامد_محضاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترفع صوتها ثورة
- إلى داعشي
- مرايا العمر المغدور
- حديثي عن الحب لا يشبه الأخرين
- هذه الأقدام الحافية
- أنا الظل المنسيّ
- قبلة خارج المدارات
- المنجل الحارق
- أنا خاتم الأحياء
- كنت حيا يوم جنازتي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد محضاوي - مسرحية -رايونو سيتي- من راهن اللحظة إلى مشاعية الوجع