أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين عتنا - هل نحن أمام عصابات مؤسسات أم عصابات الشوارع ؟














المزيد.....

هل نحن أمام عصابات مؤسسات أم عصابات الشوارع ؟


ياسين عتنا

الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 23:53
المحور: كتابات ساخرة
    


هل نحن أمام عصابات الشوارع أم عصابات المؤسسات؟
وفق القاعدة الفيزيائية الضغط يولد الانفجار، نمارس بالكتابة الفضح السياسي، و بالوعي النقدي التحليل العلمي، وبمرجعية أكاديمية نؤصل للظاهر و نكشف عن تمظهراتها العميقة و جذورها الاقتصادية و السياسية و السوسيوثقافية من اجل تنوير الوعي الجماهيري. وبالكشف عن الشروط الموضوعية و التحديد المتين لجميع جوانب الحقل السياسي و الاجتماعي و الإقتصادي ندق جرس الموت وليس جرس الخطر، ونقر للرأي العام أن أفق المستقبل ظلام قاتم و واقع مشؤوم، لا يرجى منه الصلاح و لا التغيير
. إن القضية تتطلب منا بحث مورفولوجيا يكشف لنا عن الدواعي و الأسباب المباشرة و الغير مباشرة لهذه الأمراض الباطولوجية التي تكتسح البنيات الفكرية لجل الشرائح الاجتماعية. و التسلح بالشرعة الدولية و بالعقل العام الهيجيلي و النموذج المثالي الفيبري من أجل مقاربة عقلانية منطقية تؤمن بالبرهان و الحجة و الاستدلال . وعليه سننتقل ميتودولوجيا من المنطق الماكروسوسيولوجي للظاهر ( المغرب) إلى المعطى الميكروسوسيولوجي المتمثل في القليعة أنموذجيا.
بالمنطق الكمي نرشح المنطقة – القليعة – إلى أكثر المناطق في شمال إفريقيا كثافة سكانية، لكن نخفق في ملامسة هذا المعطى وفق البنيات تحتية و المشاريع التنموية و الرؤية الإستراتيجية، إذ تبقى رقعة جغرافية جافة من تداعيات التنمية و الترشيد العقلاني للموارد البشرية ، ومنه نرصد ملامح الخلل في التوازنات على مستوى الكم و الكيف . الشيء الذي يجعل جل أجهزة الدولة جوفاء من الفعل المؤسساتي سواء بعيد أو متوسط أو قريب المدى و غير حامية لجل الحقوق الإنسانية و الإدارية التي يكفلها القانون الوطني او الدولي، وباعتبار التنظيم المؤسساتي من أبجديات التنمية في جل أشكالها، تم تقويضه مقابل إعطاء أهمية للسلطة أللدونية التي تستمد قوتها من الأعراف و التقاليد المتعارف عليها في المنطقة، كما أصبحت المؤسسات ( الشكلية) يغزوها الطابع الشخصي و أصحاب النفوذ و القوة ( صحاب الشكارة) . إن تجليات العصبية القبلية الذي أقر بها مفكرنا الجليل ابن خلدون ما زالت تسود تفكيرنا، إلى أن هذه الصفات العصبية التي تم إعادة إنتاجها دهرا من الزمن أصبح الروح التي تسري في مؤسساتنا الموقرة . الشيء الذي نلمحه بشكل جلي في شوارع المنطقة المدروسة، رغم أنها لا تجسدها بشكل مباشر لكنها تبقى الدافع والمكون والمحرك للعقليات.و منه فنحن بعيدين كل البعد عن التفكير العقلي الرزين الذي دعت له الحضارة اليونانية ألاف السنين، وتبقى مسالة العقل و الفعل العقلاني ذو هدف و ذو قيمة محطة استنكار في تمثلات الفاعلين المحليين للمنطقة. وبه تسود مفاهيم الضمير الجمعي من قوة و نفوذ وعنجهية و سلطة تقليدية و هبات شخصية (الرشوة(
إن تراجع المصلحة العامة و التزايد المفرط في المصلحة الفردية و الانتهازية، جعل الوضعية في المنطقة جد متردية و قابلة لجميع الانتهاكات و الخروقات سواء من طرف أصحاب الجاه أو الشيوخوقراطين الذين احتكروا لنفسهم مؤسسات شعبية ذات بعد تمثيلي. وشوهوا الأسس البيروقراطية للمؤسسات و أعادوا إنتاج تاريخ الأسياد والعبيد، وهذا ما جعل من الفعل السياسي( الذي لا ينتمي إلى فعل السياسة وبعيد كل البعد عن اخلاق المسؤولية و الاقتناع و إتيقا النقاش ) ملاذ كل متعفن في النقود وراغب في تطوير أسطول أمواله. لكن الانتماء للحزب في هذه الرقعة الجغرافية يخضع إلى مبدأ الطلب و العرض و التقلبات الشخصية و المصلحة و المكتسبات ، و ليس من اجل تقعيد مشروع حزبي أو توجه أيديولوجي؛ حيث تبقى هذه المفاهيم الأخيرة كلمات تنتمي إلى كوكب المريخ .
إن هذه المعطيات المذكورة أعلاه، ما هي إلا إشارات بسيطة لصورة اجتماعية للمنطقة . و علاقة بالعنوان ، فإننا نشهد اليوم في شوارع و أزقة القليعة ، انتشار عظيم و انسياب كثيف لعصابات و تكتلات إجرامية، تقطع سبيل جل المواطنين و تنتزع منهم ممتلكاتهم ( محفظة - نقود - هاتف) و تصل في بعض المراحل إلى حد الضرب و الجرح .بالإضافة إلى أن هذا النوع من العنف المادي و الرمزي على حد سواء يجعل جل الضحايا لا يقدمون إبلاغ لسلطات ( الدرك الملكي). لأن هذه الأخيرة ما هي إلا اسم فوق لافتة معلقة على جدار صندوق إسمنتي، مطوق بحاجز من حديد في مدخله، معزول عن الأراضي القليعية رغم انتمائه لها. إنه ضريح تقدم له قرابين الرشاوي، وتطلب منه بركات الأمن من شر قدر الشوارع. جهاز من أجهزة الدولة الذي خولت له وظيفة الحماية و الأمن، طوق نفسه بالحديد و بقي أمنا من كل ما هو خارج عنه . أمن حبيس المكاتب ، بلباس رمادي مزركش ، لكنه بدون اعتراف ميداني مقنع، هذا ما جعل من شوارعها تتوغل فيها مسلكيات لامعيارية. سواء تعلق هذا السلوك بأجهزة الدولة كعصابات مؤسسات متواطئة مع عصابات الشارع في فعلها الإجرامي و تزكي لها امتلاك الشارع القليعي، و بلسان أبناء المنطقة : المخزن بايع الماتش .
إن هذا اللامنطق الذي يسود منطقة – القليعة- و التعسف على المواطنين الذي سيطر على شوارعنا، ما هو إلا دليل قاطع على غياب مؤسسات الدولة بجميع أصنافها و كذا الجمعيات، التي يتجاوز عددها 400 جمعية. كلها جمعيات صفراء ، تخرج للعيان في مرحلة توزيع المنح فقط ، و تبحث عن المصالح الشخصية و متشبعة بالانتهازية . لهذا لم تتجرأ في يوم أن تتكتل و تطالب بحقوقها المشروعة.
بقلم : ياسين عتنا
طالب موجز في علم الاجتماع



#ياسين_عتنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين عتنا - هل نحن أمام عصابات مؤسسات أم عصابات الشوارع ؟