أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان صمودي - الجماهير و الطبقات و الأحزاب و القادة















المزيد.....

الجماهير و الطبقات و الأحزاب و القادة


غسان صمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 11:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن قضية العلاقة بين الجماهير و الطبقات و الأحزاب و القادة هي احدى القضايا المركزية في النظرية الماركسية اللينينية عن المجتمع، و هي بالإضافة إلى ذلك، احدى القضايا الجذرية في سياسة الحزب الشيوعي.


إن الشعب يتكون، في المجتمع الطبقي، من طبقات متباينة. و لكل طبقة إجتماعية خصائصها و مصالحها الطبقية الخاصة التي ينبغي على الأحزاب و الزعماء الذين يتصدون لقيادة هذه الطبقات، أن يأخذوها بعين الاعتبار.
و ليس الحزب السياسي إلا جزءا متقدما من الطبقة، إلا طليعتها، إلا قائدها السياسي و منظمها. ليس بالنسبة إلى الطبقة سوى جزء من كلّ. و كل طبقة مدافعة عن مصالحها، تنحو إلى توطيد سلطتها، إلى توطيد قيادتها الحكومية للمجتمع. و من أجل هذا تعمل الطبقة على تأسيس حزبها السياسي الذي يدافع عن مصالحها. و يقود نضالها الطبقي الذي هو بشكل خاص، نضال في سبيل السلطة، في سبيل قيادة الدولة للمجتمع.
و يقود نضال الطبقات و الأحزاب قادة سياسيون، و شخصيات إجتماعية بارزة، و في هذا السياق يقول معلم البروليتاريا لينين في تبيانه هذه الناحية الهامة من قانونيات التطور الإجتماعي : "لم يكن بإمكان أية طبقة في التاريخ أن تحقق سيطرتها اذا لم تبرز قادتها السياسيين، ممثليها الطليعيين القادرين على تنظيم حركتها و قيادتها".
و لقد أثبتت الماركسية أفول جميع التصورات المثالية التي تريد ميتافيزيقيا، معارضة الفرد و الطبقات و الجماهير بالظروف الموضوعية و الضرورة التاريخية. اذ هي "تتميز عن جميع النظريات الإشتراكية الأخرى، بالجمع البارع في التبصر العلمي التام في تحليل وضع الأشياء، و السير الموضوعي للتطور و بين الإعتراف الجازم بأهمية الطاقة الثورية و الإبداع الثوري، و المبادرات الثورية عند الجماهير ، و الإعتراف أيضا بأهمية الشخصيات و الجماعات و الأحزاب القادرة على تلمس و تحقيق الصلة بهذه الطبقات أو تلك".
إن الماركسية اللينينية تعطي الحل العلمي لقضية العلاقة بين الجماهير و الطبقات و الأحزاب و بين الشخصيات و القادة البارزين، ناظرة إليهم نظرة حسية من خلال حركة المجتمع التاريخية القانونية.
إن طبقات معينة، كطبقة البرجوازية مثلا، تتحول في مسيرة التطور التاريخي، من طبقات تقدمية، و حتى ثورية، إلى طبقات محافظة و رجعية و مناهضة للثورة، و يتبدل وفقا لذلك، طابع أحزاب هذه الطبقات السياسية و إيديولوجيتها و برامجها و سياستها و علاقتها بالطبقات الأخرى.
إن أحزاب البرجوازية الإمبريالية تتميز عن أحزاب البرجوازية الثورية في القرن الثامن عشر. كما أن أحزاب البرجوازية الإمبريالية تتميز عن أحزاب البرجوازية الوطنية التي ساهمت في حركة التحرر الوطني ضد الإمبريالية و ناضلت من أجل توطيد الإستقلال الوطني.
و تبدو الطبقة العاملة أعظم طبقة تقدمية و ثورية. انها وحدها، بحزبها، و إيديولوجيتها، و قادتها، تعبر عن مصالح الشغيلة الجذرية و تدافع عنها. و لهذا بالذات، فإن الجماهير الشعبية، تنتقل و ستنتقل مع تطور وعيها الطبقي، بكل حزم إلى جانب الطبقة العاملة و حزبها الماركسي اللينيني، ناظرة إليهما، كحليف أمين، و منظم و قائد. و يتزايد دعم الجماهير الشعبية للسياسة التي ينتهجها حزب الطبقة العاملة.
إن مصدر التناحر بين البرجوازية و الجماهير الشعبية إنما يكمن في نظام المجتمع الرأسمالي الإقتصادي. و تدفع الرأسمالية الإحتكارية تناقضات النظام الرأسمالي و تناحراته إلى حدها الأعلى، إلى الذروة التي لا بد، بعدها، من إندلاع الثورة الإشتراكية.
كان قديماً في العصور الوسطى، يقصد بالجماهير "فئات الشعب السفلى"، أما الآن فقد دخلت تحت إدارة الدولة.
إن الجماهير الشعبية التونسية الواسعة، يتزايد ظهورها في عصرنا، في ساحة النضال التاريخي، و أصبحت متطلباتها أكثر قوة و إلحاحا، إذ هي تطالب بالشغل و بالكرامة و تحسين ظروف العيش و الزيادة في الأجور و على ضوء ذلك تنظم الإضرابات في كل القطاعات .و غدت البرجوازية الرجعية الحاكمة في تونس أعجز من أن تتجاهل هذه المتطلبات لما تستشعره من أخطار تهدد بقاءها، و أبرزها خطر المعارضة الثورية المتمثلة في "حزب العمال" و المعارضة الديمقراطية "الجبهة الشعبية" التي تأطر النضالات الجماهيرية للكادحين و الطبقة العاملة بالأساس.
و في سبيل السيطرة على الجماهير و اضطهادها، تلجأ الحكومة دائما إلى وسيلتين : إلى الإكراه و الضغط المباشر و القمع، و إلى الخداع و المماطلة و الإفساد الروحي. و من أجل الوصول إلى إفساد وعي الجماهير النفسي، تعمد البرجوازية الكولونيالية الحاكمة إلى النشر الواسع للمعتقدات الدينية و الخرافات الشعبية و إغراقه في سراديب الالتهاء بما لا علاقة له بحاجياته الأساسية من غذاء و صحة و تعليم .
إن النظام الرأسمالي يسحق بكل الوسائل، نشاط الجماهير و يضطهدها، و يبقيها أسيرة البؤس، و يحرمها من التعليم و من نِعم الحضارة. و هذا ما يجلوه لنا واقع المرأة الريفية في تونس، لقد تفشى الإضطهاد الوحشي في الأرياف و الإستغلال الفضيع للنساء العاملات في القطاع الفلاحي، و الرأسماليون يستغلون بساطة تفكيرهن و تخلف وعيهن من أجل الزيادة في الربح و تكديس الثروة.
و عليه، ما دامت الطبقات الإستغلالية تمتلك وسائل الإنتاج (الأرض) فإنها تتمتع بسلطة إقتصادية هائلة تستخدمها لفرض مشيئتها على وعي الكادحات، و بشكل عام، تتمتع الطبقة الحاكمة بسلطة إقتصادية تستخدمها لفرض مشيئتها على المجتمع. و أي نشاط يعارض الطبقة الإستغلالية يعتبر نشاطا غير شرعي يتعرض للعقاب. إن العلاقات الإجتماعية، في المجتمع الطبقي، تخضع لقواعد و قوانين تعبر عن مشيئة الطبقة الحاكمة، يدعى مجموعها الكلي بــ "القانون".
نخلص اذا إلى أن التنظيم السياسي للمجتمع هو الذي يميز و يحدد أساليب الحكومة. اذ يمكن للطبقة الحاكمة التي هي البرجوازية الإستغلالية أن تلجأ إلى الإرهاب المباشر لإخضاع الطبقات المظلومة، أو قد تحكمها وفقا للأساليب الديمقراطية. و لكن مهما تكن محدودية و شكلية الديمقراطية في المجتمع الرأسمالي، فإنها أكثر الأشكال ملائمة لنضال الطبقة العاملة من بين جميع أنواع الأنظمة الأخرى.
فقد كان الشعب التونسي، في عهد الدكتاتورية، يناضل لكي يحصل على اجراء واحد لصالح الحريات و الديمقراطية أو لكي ينتزع تنازلا صغيرا من الطبقة الحاكمة.
إن الحياة السياسية الدستورية التي فازت بها الجماهير الشعبية التونسية بعد سقوط نظام بن علي تتيح لها تنظيم نفسها على نحو أفضل من أجل خوض النضال الثوري لتقويض النظام الرأسمالي.
و حين تنتفض الجماهير، في مراحل الثورة إلى النضال الواعي ضد النظام الذي يضطهدها، حاملة "الفكر المناضل" الذي "في الحركة الثورية ينغرس و يتجذر"، تصرح الحكومة بأن "الفوضى بدأت تعم". وعليه، وجب احترام "هيبة الدولة"، أي وجب التصدي لهذه الإنتفاضة.
و أخيراً، إن المهمة الأساسية التي تواجه جماهيرالشغيلة و حزب الطبقة العاملة في مثل هذه الظروف هو الكفــاح من أجل توسيع الحريات الديمقراطية و المضي قدما نحو الهدف الأسمى، الإشتراكية فالشيوعية.



#غسان_صمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات التحرر الوطني و استمرار الصراع
- المركزية الديمقراطية و سيرورة التطور


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان صمودي - الجماهير و الطبقات و الأحزاب و القادة