أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبد الرحمن - تهافت الأسطورة. خلافة علي لمحمد، حديث خم















المزيد.....

تهافت الأسطورة. خلافة علي لمحمد، حديث خم


مصطفى عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


15

تهافت الأسطورة.
خلافة علي لمحمّد ؟ حديث خمّ.
يبني مؤيدوا عليّ زعامته (إمامته) التي لم تتّم بفرض يتّسم بالخبث، قدر انطوائه على التّفاهة، إن محمّداً جبان لا يمتلك جرأة مواجهة رفاقه (الصّحابة)، فأراد خداعهم بطريقة ملتوية، (بعثة أسامة) لكن هؤلاء الرّفاق الذين لا يكنّون أي احترام أو وفاء لنبيّهم، اكتشفوا اللعبة فتغدّوا به قبل أن يتعشّى بهم، فتمرّدوا عليه في نزعه الأخير، وقبل أن يلفظ أنفاسه.
أما تفصيل ذلك في رأيهم أنّه كان يعلم موعد وفاته، وكان يعدّ عليّاً لخلافته، ولكي يضمن عدم تدخّل أبي بكر وعمَر والمهاجرين كلّهم، أمرهم أن يذهبوا في غزوة تحت قيادة فتى صغير أسود، هو أسامة ابن زيد "ربيب محمّد ". وشدّد أن يذهبوا كلّهم من دون تأخير، ليخلو له الجوّ بتعيين عليّ بن أبي طالبٍ خليفة له من دون معارضين. لأنّه كان يعلم أن عليّاً غير محبوب "للؤمه وخبثه وسوء طويته". لكنّ الصّحابة ما إن سمعوا أن محمّداً في النّزع الأخير حتى تمرّدوا على أمر نبيهم وقائدهم محمّد، ورجعوا من الجيش ليطّلعوا على ما يجري له. وقد تنبّه محمّد لإهمالهم وعدم تنفيذه لأمره، فحزّ تمردّهم في نفسه، وأمر بأن يحضروا إليه كاتباً مع دواة وقرطاس، ليكتب لهم وصيّة تنقذهم من الاختلاف بعد موته، وتحلّ مشاكلهم المستقبليّة كافة. لكنّ عمَر رفض تنفيذ الأمر، واتهم محمّداً بالهذيان، وأطلق عليه كلمة قاسية، شديدة الوقع، إذ قال عنه "إنه يهجر (يهذي)" ولهذا يعتبر المؤيدون لعليّ عمَر عدو الإسلام، وعدوّ عليّ، وعدوّهم الأوّل والأهمّ، فلولاه لكان محمّد قد أملى الكتاب، وأصبح عليّ خليفة، ولتوحّد المسلمون خلفه، ولبقيت الخلافة في ذريّته إلى حدّ الآن، لذلك فهم يكرهون عمَر ويسبّونه مع أبي بكر وعائشة وعُثْمان بن عفّانِ والأمويّين. يسبّونهم كلّ يوم، وفي مناسبات خاصّة عدّة، لكنّهم يركّزون على معاداة عمَر بالذّات في كتب وكراسات ومقررات دراسيّة "حوزوية (منهاج دراسي يؤهّل المتخرّج أن يسير في التّحصيل المذهبي إلى أن ينتهي في المستقبل ليصل القمة: آية الله).
ولمعادة عمر طقوس كثيرة، كريهة، ومعيبة ولا أخلاقية البتة، كأن يصوّرونه بعضو جنسي كبير، ثم يقطعون العضو أمام التّكبيرات والتّهليلات، ثم يحرقونه بعدئذ، كما أنهم يتهمونه بالشّذوذ الجنسي، ويزورون مرقداً، بنوه لتكريم أبي لؤلؤة "الفارسيّ" الذي قتله، انتقاماً منه.
وخير من لخص "مؤامرة المهاجرين" بوضوح هادي العلوِيِّ، في كتابه تاريخ الإسلام السياسي"ص 42": إن ترشيح أبي بكر للخلافة كان قد تمّ الاتفاق عليه في حياة محمّد وفق مخطط يبدو أنه أعد ونفذّ بإتقان. (ويقصد العلوِيِّ الاتفاق بين المهاجرين، ولعدم وجود دليل لديه فإنه لجأ إلى التّأويل المنطقي لا غير.). ولعل من أعراض هذا المخطّط، تأخير حملة أسامة، رغم إلحاح محمّد على إنفاذها. وكان في الحملة أَبُو بَكْرٍ وعمر وبعض أقطاب كتلتهما، ولو تحرّك أسامة في الموعد المحدّد له، وقد صادف موت محمّد، لكان من المحتل أن يفلت الزّمام من أيديهم، يضاف إلى ذلك معارضة طلب النّبيّ عندما اشتدّ عليه المرض، دواة وقرطاساً ليكتب لهم كتاباً يؤكد رغبة محمّد في تثبيت ابن عمّه، ووضع أسس تزيل الاختلاف في المستقبل " أشياء لن يضلّوا من بعده". وكان قطب المعارضة لهذا الطّلب عمر. وقد بلغ من تشدده حدّ اتهام النّبيّ بالهذيان.
الخلط.
مر بنا في فصل العقل والنّقل كيفية وصول أبي بكر إلى الخلافة، وفيما يأتي تفصيل ذلك.
يؤكد العلوِيِّ وغيره الكثير، من دون الاستناد إلى موقف موثوق، انشقاق المسلمين إلى ثلاثة أقسام أَبُو بَكْرٍ وثلته. علي وثلته، الأنصار. ويعلل رجحان كفة أبي بكر إلى:
1- عدم اتفاق الأنصار على مرشحهم – سعد بن عبادة، فقبيلة الأوس ترددت في منحه التّأييد لكونه خزرجياً، كما أن الخزرج لم تتفق عليه لظهور منافسين له في زعامتها.
2- تخلف عليّ بن أبي طالبٍ عن حضور مداولات السّقيفة.
3- انفراد أبي بكر ورفاقه باستثمار صلة القربى بالنّبيّ لإثبات أحقيتهم، بخلافته.
ما ذكره العلوِيِّ عكس الواقع مئة بالمئة، ولست أدري كيف يزيّف إنسان معاصر الحقائق عن وعيّ وتصميم، فما نقله البخاري في حديثه، يخلو من استثمار أبي بكر لصلة القربى بمحمّد لإثبات أحقيته بالخلافة، فأَبُو بَكْرٍ أحد أكثر رفاق محمّد دقّة في اختيار ألفاظه، وكلماته، وجمله، ولن يستطيع أيّ كان أن يظهر في كلامه أيّ خلل. فهو دقيق، موجز، لا يخلط، ولا يسفّ، ولا يلعن، ولا يسُّب، ولا يبالغ قطّ، ففي حديث البخاري: "ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، أ"َبْلَغُ النّاسِ" فَقَالَ فِي كَلَامِهِ نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَا وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا. (الحديث رقم 3667. صحيح البخاري). وهكذا نرى أنه ركّز على أن الأمراء من قريش (أي أن المرشحين للإمارة من قريش بغض النّظر عن قربهم أو بعدهم عن محمّد )، وأن الوزراء من الأنصار، (منا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ.) فأين استغلاله لصلة القربى؟ اللهم إلّا إن كان العلوي يعني بالقربى قريشاً كلّها، لأنها كانت من أصل واحد، وحينما رد عليه حُبَابُ بن الْمُنْذِرِ لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِير، أصرّ أَبُو بَكْرٍ، وردّد لَا وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ. ثم وصف نفسه وثلته بـ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا. وكلمة أوسط معناها أفضل، وكلمة أعرب هنا تعني أوضح وأبين، أي أنكم خاسرون لأنكم تنافسون الأفضل في كلّ شيء، والأعرق نسباً.
وفي هذا الحديث تأكيد على أن أبا بكر لم يستثمر كونه من قريش بل استثمر ما هو واقع العرب جميعهم قبل الإسلام، وليس في الحديث استثمار القرابة من محمّد، بل نوّه بأفضلية المهاجرين على الأنصار، وعندما اقنعهم في ذلك رشح عُمَر بن الْخَطَّابِ، لكن هذا وأبا عُبيْدَةَ فضلاه على نفسيهما، وفي الواقع لا يوجد أفضل من أبي بكر آنذاك إطلاقاً. كان أفضل المسلمين، والدّاعية الأوّل والأهم، وأزكاهم أخلاقاً ومواهب وخصالاً بعد محمّد.
4- استثمر أَبُو بَكْرٍ أيضاً النّسب، ولكن ليس نسب محمّد، فنسب أبي بكر لايقل عن نسب محمّد مجداً إن لم يتفوّق عليه، إذ أن عائلته تمثل الصّفوة النّوعيّة القليلة، على الكميّة، فهي بالرّغم من قلّة عددها إلّا أنها متميّزة بإنجازاتها الإنسانيّة، كالكرم، والإباء، والعدالة، ويكفي ظهور عبد الله بن جدعان فيها لرفعها. وهو أعمق العرب تفكيراً وإنجازاً في موضوع حقوق الإنسان، وأشرفهم، وأكرمهم على مرّ التّاريخ، ولا يوجد مثيل له في تاريخ العرب قبل الإسلام قطّ.
ومن هنا نجد أنه لم يكن هناك انشقاق بالمفهوم الحالي. فلو كان الأنصار منشقّين لما بايعوا أبا بكر، بل ثبتوا على موقفهم، فهم الأكثرية، والمهاجرين أقلية، فلماذا ينصاعون لهم؟ ويندرجون تحت لوائهم وهم الأكثر عدداً؟ ومعنى الانشقاق الانقسام إلى قسمين منفصلين، وهذا لم يحدث قط، وحتى لو اعتبرناه انشقاقاً، فعلي وبنو هاشم، لا يكونون جماعة انشقاق، لأنهم بضعة أشخاص أمام آلاف، وما حدث خلاف طبيعي اعقبه وحدة كاملة، أما إن خالف هذا وذاك مدة قصيرة من الزّمن، وعاد المخالف إلى جماعته فليس بانشقاق قط. وإنما اختلاف على وجهة نظر، وهو أمر وارد يحدث في أي مكان وزمان. لكن الانشقاق الحقيقي حدث بشكل سريّ بين المهاجرين أنفسهم، لا بين المهاجرين والأنصار، فكما رأينا أن عليّاً وحده هو الذي أضمر الانشقاق لأنّه كان يحقد على أبي بكر، وعمَر وبقية المهاجرين، لأنهم منعوه من استغلال الدّين لمصلحته الشّخصيّة، وأوقفوه عند حدّه، فقد كان يحلم في إرث محمّد في زعامته لأمته، وحكمه، وما ملك، وانتقل هذا الحقد إلى ذريّته، وظلّ ذلك الحلم يعيش سراً في داخله وداخل من استمالهم حتى ظهر علناً في زمن عُثْمان بن عفّانِ، ثم تمكّن من تحقيق حلمهّ بقتل عُثْمان بن عفّانِ بشكل مأساوي وحشي، واغتصب خلافته.
لم يكن عليّ بقادر على تحقيق حلمه، إلّا بالتّحالف مع غرباء، يسكنون في مناطق بعيدة عن المدينة ضد المهاجرين، فأصبحت هذه سنّة عند أتباعه ورثوها منه، فتعاونوا مع أعداء المسلمين كلما سنحت الفرصة، ونجحوا غير مرّة، وأبادوا الملايين، وقتلوا الأطفال والنّساء والشّيوخ والعجز والأبرياء. تعاونوا مع الرّوم والصّليبيين والبويهيين وهولاكو وتيمورلنك واسماعيل الصّفوي ونادر شاه، وأخيراً مع الأمريكان لتدمير العراق، وكانوا وما يزالون يتجسّسون ضد أمتهم وشعوبهم، ويخونون أوطانهم، وحكوماتهم منذ خيانة علي للمهاجرين وحتى الآن.



#مصطفى_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب التشيع الصفوي.


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبد الرحمن - تهافت الأسطورة. خلافة علي لمحمد، حديث خم