أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فيصل العازل - الإعلام ودوره في الحرب وفي السياسة















المزيد.....

الإعلام ودوره في الحرب وفي السياسة


فيصل العازل

الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 09:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


في ظروف الحرب وتحت وطأت الحرب و الضغوط التي تحيط بها اعتادت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية بشكل خاص على توظيف وسائل الإعلام لخدمة المجهود الحربي قبل بدء العمليات وخلال سيرها وحتى بعد انتهائها والأثر المرجو من هذا التوظيف هو التأثير النفسي والمعنوي على طرفي الصراع فهي من جهة تسعى لرفع معنويات الجيش والموطنين الموظفة لخدمتها ، ومن جهة ثانية تتجه نحو البلبلة وإحباط الجيش في الطرف المقابل لسلب أفراده و إرادة القتال ،
و إن ترابط المعركة الإعلامية مع المعارك الحربية ليس من مفرزات هذا العصر أو العصر الماضي . إنما هو نتاج فكري بشري ، عرف منذ أن عرفت الحروب آملته الرغبة في إضعاف معنويات الخصم و التأثير النفسي عليه . و إلزامه على قبول الهزيمة و الإقرار بها عبر التاريخ و على مر العصور ،وقد اختلفت الوسائل و الطرق المتبعة
لتحقيق هذا الغرض من عصر لأخر إلا أن الغاية ظلت راسخة ، هي النيل من إرادة الخصم ، وقد كانت الجيوش القديمة قبل تحركها للغزو ترسل أمامها جزءا من الجيش يتخفى بزي التجار والأطباء وأصحاب الحرف مهمته نشر الإشاعات في المدن المزمع مهاجمتها ، بإظهار ضخامة وجبروت وضراوة الجيش الزاحف إليها وتشجيع المواطنين على عدم المقاومة لعدم جدواها أمام الجيوش الجرارة وفي الحرب العالمية الأولى كان الإعلام أحد أدوات الحرب أيضاً ففي هذه الحرب كانت الصحف والنشرات المطبوعة هي المتاحة على نطاق واسع وقد وظفت من جميع الأطراف المتحاربة على نحو جيد لحساب الدعاية والحرب النفسية . أما في الحرب العالمية الثانية فقد كان للإذاعة دور كبير في رفع الروح القتالية للقوات المقاتلة لطرف وهدم هذه الروح لدى الطرف الآخر وكان الإقبال على الاستماع لمحطات الراديو أكبر من الإقبال على قراءة الصحف لأن الإذاعات تنقل الخبر بطريقة أسرع ويصل للمتلقي بطريقة أسهل ويغطي معظم القارات أما الآن في ظل التقدم التكنولوجي المذهل لوسائل الإعلام صار الإعلام يلعب دوراً هاماً قبل وأثناء العمليات العسكرية سواء بمحاولة كسب التأييد أو الترويج لآراء ومواقف معينة فبل الحرب أو بنقل الحدث المطلوب نقلة مباشرة من الميدان خلال العمليات الحربية ورغم ذلك ومع هذا التطور الإعلامي منقطع النظير الذي نشهده اليوم فإن فرص التضليل الإعلامي والمبالغة والكذب وإخفاء الحقائق ظل متاح للأطراف التي ترغب في تطبيقه لترسيخ قناعات معينة أو لخلق ظروف خاصة تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مجريات القتال وهذا بدوره دفع بعض الإعلاميين للقول / إن الحقيقة في عصرنا هي أولى ضحايا الحرب / ومع اتساع بؤر الحرب العدوانية بداية من القرن العشرين وبداية القرن الحالي والتي عمت معظم أرجاء الأرض تبنى الغرب نظرية مفادها /إن الجيش والإعلام يحاربان معاً على نفس الخط والجبهة/ لذلك تم تسخير وسائل الإعلام الغربية بكل الطرق الممكنة لخدمة أهداف الحرب حتى أن أية وسيلة إعلام كانت تخالف التوجيه العام ينظر إليها وتقيم على أنها غير وطنية ولم تكن وسائل الإعلام المختلفة تغامر لتوصف بهذه الصفة المشينة فالأمريكان لا يكتفون عادة بالإستراتجية العسكرية وحسب إنما يرتكزون على الحرب النفسية و الدعاية و الإعلام من أجل التلاعب و السيطرة على العقول و الأفكار و الاتجاهات و صولا لتحقيق الغايات المرجوة وأكبر دليل على ذلك هو الملف العراقي , ما أن قررت الولايات المتحدة فتح هذا الملف حتى جندت كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمنظورة لتشن حملة إعلامية عالمية ضد العراق تبرر غزوه واحتلاله ولعل أبطال الحملة الإعلامية الأمريكية هذه كانت المحطات الفضائية بشهرتها الواسعة وتعدادها الكبيرة وأسلوبها في نقل الخبر بشكل يبهر المشاهد وقد عولت الإدارة الأمريكية على وسائل إعلامها آمالاً كبيرة في تشكيل رأي عام عالمي ضد العراق يساند التوجيهات الأمريكية بضربه، هذا الإعلام الذي يقوم على شكل حسن و مضمون سيء أو بعبارة أخرى على تلميع الخبر من الخارج وتسميمه من الداخل ولو أدى ذلك إلى طعن الحقيقة في جوهرها وفي موضع القلب إلا أن الحقيقة هي المنتصرة دائماً ها هي أمريكا تخطط الآن وتنفذ تخطيطها في استيعاب الشارع العربي والعقل العربي من خلال وسائلها الإعلامية المستعربة بدءاً بإذاعة سوا ووصولاً إلى فضائية الحرة التي انضمت إلى سلسلة الفضائيات العربية بميزانية كبيرة وآمال عظيمة والقدرة على منافسة الفضائيات العربية وبالقدرة أيضاً على إضاعة الرأي والفكرة والتوجه والشعور واللاشعور في العالم العربي ولا يمكن لأمريكا أن تقدم على خطوة كهذه بدون دراسات مسبقة ومخططات تستهدف كياننا الإعلامي والثقافي والسياسي والاجتماعي وبلسان عربي مبين ومن خلال نخبة عربية مبدؤها الدولار والربح السريع والتعامل مع الأقوى والأقوى اليوم في الساحة الدولية هو الولايات المتحدة . إن فضائية الحرة تندرج في سياق تحسين الصورة الأمريكية في العالمين العربي والإسلامي وإزالة ما علق في العقل العربي والإسلامي عن أمريكا المقرونة دوماً بالشر عربياً وإسلامياً بل تهدف إلى صياغة رأي عام في الخارطة العربية وبلغة يفهمها مائتا مليون عربي وتهدف أيضاً إلى الترويج للأطروحة الأمريكية ورؤيتها للأشياء والترويج لنموذجها الثقافي والحضاري والاجتماعي والمسلكي وأيضاً بلسان عربي مبين ومما لا شك فيه فسوف يستغل خطاب فضائية الحرة الإعلامي كما السياسي الفقر الضارب أطنابه في البلاد العربية والإسلامية والجوع و الكساد الاقتصادي وانعدام الرفاهية والحرية والديمقراطية على حد سواء ويحاول هذا الخطاب التسلل إلى العقل العربي والمسلم ليقدم البديل لشعوب مسجونة من طنجة إلى جاكرتا وبالتأكيد فإن هذا البديل أمريكياً لا شك فيه وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بجنودها وعسكرها قد وصلت إلى آبار النفط وبلاطات الحكام والمؤسسات العسكرية ووزارات السيادة في بلادنا فإن أمريكا ومن خلال قناتها المستعربة ستدخل بيوتنا بيتاً بيتاً وداراً داراً وخيمة خيمة كما ستدخل الأحياء القصديرية والفقيرة المنتشرة على امتداد شوارعنا العربية والإسلامية وبالتأكيد فإن كثيرين سوف ينساقون لها باعتبارها تدغدغ أحلامهم وتعدهم بغد أمريكي مشرق خصوصاً وأنها باتت تستخدم لغتنا الجميلة في تسويق منتجها السياسي والثقافي والإعلامي والفكري والعسكري والأمني وستكون فضائية الحرة فصيلاً من فصائل المارينز ينظر إليها كفيلق عسكري يؤدي دوره الأساسي في التمهيد والتمكين للمشاريع الأمريكية المقبلة في العالم العربي والإسلامي . سيوهموننا أنهم موضوعيون وحرفيون ومهنيون ولا
ينحازون إلا للحقيقة. لكنها خدعة أمريكية بحته الغرض منها الحصول على بعض الصدقية في الشارع العربي الذي يكره أمريكا إلى النخاع ويعلم أنها مجرمة بامتياز وسوف تحاول فضائية الحرة وكان يجب تسميتها بفضائية الاحتلال والاستعمار تبرير الممارسات الأمريكية في واقعنا العربي وتزين الوجه الأمريكي الرسمي المملوء بالندوب بمساحيق يعرف الشارع العربي جيداً أنها مساحيق زيف ليس إلا .
إن خطر ما في الموضوع هو أن أمريكا و الصهيونية العالمية بهذه الخطة الإعلامية باتت جزءاً من واقعنا السياسي والإعلامي وحتى الثقافي وهي تحاول أن تروج لاستراتيجيتها وبلسان عربي مبين في محاولة لخلط الأوراق وتحرير العقول العربية والإسلامية من القيم والمبادئ السياسية التي تعتبر الاستعمار والاحتلال شراً مطلقاً وظلماً مطلقاً وبالتالي يتطلب بذل كل الجهود لوضع حداً له وفضائية الحرة لا تهدف إلى نشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي بقدر ما تهدف إلى إيجاد تفسير جديد للنظرية الأمريكية في بلادنا العربية والإسلامية وفوق هذا وذاك ستكون فضائية الحرة أداة ضغط جديدة تضيفها واشنطن إلى كل أدواة ضغوطها على حكامنا وأي نظام رسمي يفكر بالخروج عن الطاعة الأمريكية فسوف تكون فضائية الحرة جاهزة للضغط عليه عبر الفضائية الأمريكية بوسائل يعرفها الجميع وعبر البرامج السياسية المرتبة والمتفق عليها ويبقى القول أنه في الوقت الذي جاءتنا فيه أمريكا إلى عقر دارنا بالدبابة والإعلام فإننا ولحد الآن نصرف أموالنا على توافه الأمور بدل من صرفها على مشاريع جادة من قبيل مخاطبة الغربي بلغته التي يفهمها ولا يحق لنا بعد ذلك أن نتساءل لماذا انتصرت أمريكا في واقعنا العربي والإسلامي ولماذا انتصر اللوبي العبري في الغرب والشواهد كثيرة على هذا الانتصار الإعلامي الذي سبق النصر العسكري فبغداد سقطت إعلامياً قبل أن تسقط سياسياً والعراق كله سقط إعلامياً قبل احتلاله وشاهد آخر ما فعله الإعلام من تضخيم للأمور في مقتل الحريري والفرار 1559والضغط على سوريا والبرامج الاعلامية الموجهة ضد سوريا
من خلال ما تقدم نجد أن الإعلام بوسائله المتعددة يقوم بالتأثير والتوجيه في الرأي العام العالمي كما يسهم وبشكل فعال في توعية الجماهير أو تضليلها كما في/ الإعلام الغربي / وهو الذي يسهم في خلق الوعي الجماهيري لأفكار المساواة والعدالة الاجتماعية وتحقيق أهداف أمتنا العربية كما يسهم الإعلام في تعميق وتجذير القيم الاجتماعية والثقافية والحضارية للأمة و الحفاظ على تراثها الفكري ويلعب دوراً كبيراً في تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية وبناء الجيل الواعي والملتزم بقضايا أمته
لذلك فإن أولى وأهم الواجبات التي تقع على عاتق وسائل إعلامنا العربية إدخال الإصلاح والتطوير في بناها وأساليبها بما يخدم قضايا أمتناالعربية
فيصل حميد العازل



#فيصل_العازل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فيصل العازل - الإعلام ودوره في الحرب وفي السياسة