أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العكري - وسام














المزيد.....

وسام


عباس علي العكري

الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 05:24
المحور: الادب والفن
    


أرتدي الرُّعب، أحملُ قيدًا، أفتحُ أرواحًا، أُغلِق فضاءات، أصفعُ الدّهشةَ، أرسمُ مصائر، أختمُ نهايات، أنفّذُ، لا أتأمّلُ.
-"خذهُ يا جلف".
هذا ما أمرني بهِ المسئول.

أمسكتهُ، ألوي عنقه، أخنقه، أصفعه، ألكمه، أدوسه، أقيّده، أعلِّقُه، أصعقه، أعصر خصيتيه، أقرص ثدييه، ألتذُّ، أخمدتُ سيجارة فيه، "ألم تنطفء روحك!"
أجلسُ فوق الطّاولة، يخترقني مسمار، يغوص، أصرخ، تهوي الطاولةُ، يرتجُّ بطني، يرتطم رأسي. اصطاخ، نهيز الجرذ يصخني، أبحلقُ، أحملُ الهراوة، حدّقتُ، أطلقتُها، تناثر الغبارُ، أكح، أسعلُ، أتعثّرُ، أتلمّسُ الجدار، يزكمني العفن، أعطس، أرش بصاقًا، أخلع بدلتي القذرة.
أسمعُ همهمة، تنتفح الزنزانة، يخاطبني المسئول: "لنفرّ من هنا". أركض، ألهث، يتسرب دخان، تنحجب الرؤية، تشتعل النيران، يلحقني سرب المساجين، أقترب للمخرج، يقاومني البابُ، "أو يجرؤ أن يقاومني"، صرت ثورًا، أرفسهُ، ينخلع، أركله، يهوي، "أنا الفاتح للمغاليق".
تفرُّ روحي، أصبحت عنكبوتًا، أتسلّق سورًا، أصارع الأسلاك، أقفز محلّقا، أقع. ألوّح للمروحيّة، تحلّق في فضاء الفاجعة، تصطدم بالسّور، تنشطر، تنفجر، شظايا، أشلاء. تتراكم الجثث، تتقاذفني الحجارة، أمسكني أحدهم، يطعنني الآخر، يدوسني الثّالث، تلعقني سكاكين، ينزف دمي، طال الصّبر، تنطلق الأعيرة، تتقدّم مدرّعة القنفذ، تدوسهم، تشطر جدارهم، تتقاذفها زجاجات حارقة، تخرُّ في حفرة، تنفجر.
أختلس النظر، أزحف، أتصفّح وجوهًا، يسكنني الهلع، تتمزّق أحشائي، أتسمّر، تطاردني كتيبة الدرع، يطلقون نحوي، ألم يعرفوني؟ أين بدلتي!
غيم أسود، أستنشق اللهاث، تراب محمّر، يجفُّ دمعي، أتحجّر، تعتريني شهوة القتل، أنتفض، أهجم، أصطدم بهم، أشوّه الوجوه، أوغل فيهم، أحتسي منهم، يصفعني هتاف: "لن نركع"، تباغتني الخفافيش، السّجن ينهار، أشعر ببرودة، أحنُّ للسّلام، تتسارع النبضات، أسقط.
أختم إفادتي، وأطلب إنهاء عقدي.
ع ع ع



#عباس_علي_العكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العكري - وسام