أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - 8 مارس الثورية - الماركسية اللينينية و تحرر النساء















المزيد.....



الماركسية اللينينية و تحرر النساء


8 مارس الثورية

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 16:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


-I - المقدمات

1 ــ تحرر النساء و أكاذيب الرأسمالية الحديثة

تقوم الرأسمالية الحديثة ( الإمبريالية المعولمة) بترويج العديد من الأطروحات المزيفة حول تحرر النساء في ظل النظام الرأسمالي المعولم، و ذلك بالاستناد على بعض المكتسبات التي انتزعتها حركة النضال النسائي في البلدان الرأسمالية، خاصة في الستينيات و السبعينيات من القرن الماضي ( تعميم وسائل منع الحمل، انتشار آلات الغسيل ...) .
و تعيد الأحزاب و التيارات و الحركات الاشتراكية الديموقراطية إنتاج نفس الخطاب بمساحيق مختلفة حول التحرر الجنسي و الكوطا و غيرها من مكتسبات المرأة البرجوازية، التواقة إلى المساواة مع الرجل البرجوازي في إدارة الأعمال و الخوض في السياسة، أي تكريس الاستغلال و الاضطهاد الرأسمالي للأغلبية الساحقة من المجتمع (عمال، كادحون، فلاحون ...).
لكن الحقائق على الأرض تفضح زيف هذا الخطاب و ما يخفيه من احتقار للنساء، اللواتي يتعرضن لكل أشكال الاضطهاد، من عنف و تشيئ عبر استعمالهن اجتماعيا و سياسيا و جنسيا.
كما أن الفضائح التي تهز أركان الطبقات البرجوازية المتعفنة، من خلال تورط الشخصيات السياسية العليا للمجتمع البرجوازي ( حالة دومنيك كان ستراوس، حالة الوزراء و البرلمانيين في بريطانيا و رؤساء الدولة و الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية...)
و لا ينجو المجتمع الرأسمالي الحديث من نتائج التفسخ الأخلاقي الذي لا يستثني حتى الأطفال، و هو ما يعبر عنه الانتشار الواسع للبيدوفيليا (فضائح الفاتيكان و رجال الدين حول اغتصاب الأطفال داخل المؤسسة الكنسية المسيحية، تورط وزراء حكومات فرنسية متوالية في فضائح اغتصاب الأطفال...).
إن انتشار مثل هذه السلوكات المنحطة، لدليل قاطع على ذلك الاحتقار الدفين للنساء و الأطفال من طرف الطبقات البرجوازية السائدة و مؤسساتها السياسية و الدينية و غيرها.
و يشكل العنف الممارس ضد النساء ترمومترا آخر يكشف درجة الاضطهاد الذي تتعرض له النساء، فعدد النساء المعنفات و المغتصبات و المتحرش بهن و المقتولات و المجروحات و المنتحرات كل سنة في الدول الرأسمالية الكبيرة ( أوربا، أمريكا ) في تزايد مستمر، و حتى الأرقام المتوفرة، لا تعكس العدد الحقيقي، لأن الغالبية العظمى للنساء لا زلن لا يشتكين و يتكلمن عن ذلك حتى لأقرب أقربائهن.
و يساهم تصاعد النزعات الفاشية، و انتشار التيارات الأصولية المرتبطة بالأزمة الخانقة التي تضرب بقوة أركان النظام الرأسمالي العالمي في تصاعد درجات التمييز ضد النساء. و في سياق الهجوم الذي تشنه الرأسمالية المعولمة (الإمبريالية المعولمة) على الطبقة العاملة من خلال تكريس و انتزاع العديد من مكتسباتها السابقة (تكريس الهشاشة في الشغل والعقدة المؤقتة، تحرير الأجور، نزع المكتسبات الاجتماعية، ضرب العمل النقابي، تقييد الحق في الإضراب...) تتعرض النساء إلى المزيد من التمييز و الاضطهاد و الإقصاء، و ذلك من خلال ضرب مكتسباتهن السابقة التي انتزعنها عبر نضال مستميث ضد الاستغلال الرأسمالي و نظام البطرياركا الاجتماعي، و هكذا بدأ التراجع عن العديد من حقوق المرأة، كالحق في استعمال موانع الحمل و الحق في الإجهاض، الشيء الذي يضرب بحقهن في التصرف في أجسادهن، و في سياق سياسة التقشف التي تنهجها الحكومات البرجوازية، والتي تحاول من خلالها تحميل الطبقات العاملة و الكادحة والنساء تبعاتها، يتم إغلاق مراكز التوقيف الإرادي للحمل و يتم هذا في سياق حملات هجومية لليمين الفاشي و الديني و التيارات المعادية لحقوق المرأة.
و تقوم أبواق الدعاية الرأسمالية بحملات مكثفة و ممولة من طرف الدولة الرأسمالية و الشركات متعددة الجنسيات ( الاستيطان)، من أجل تحريف الطموحات المشروعة للنساء في التحرر الجنسي و الاجتماعي، و من أجل تحرير العلاقات بين الرجل و المرأة من العقلية الذكورية و السادية والفلوقراطية ( تقديس القضيب) و التمييز الجنسي، نحو خدمة الصناعات الرأسمالية عبر تشيئ جسد المرأة و تسليعه ( انتعاش صناعات أدوات التجميل و التجارات المربحة للأشياء ذات صلة بما يسمى " السعادة" ( مواد التنحيف و البرونزاج)، و ازدهار الصناعة البورنغرافية التي تدر ملايير الدولارات على الرأسماليين، إضافة إلى انتشار الدعارة بكل أنواعها و خاصة اختطاف و تهجير النساء من الدول التابعة و تعريضهن لاستغلال وحشي لا نظير له.
يساهم الإشهار الذي يعتمد كل الوسائط المكتوبة و المسموعة و المرئية أيضا في بث صورة مشيئة عن المرأة و عن العلاقات الجنسية، هكذا يتم تحويل المرأة إلى مجرد جسد خاضع للاستيهامات المستلبة و الأحكام المسبقة، و هي عملية مزدوجة يتم من خلالها تحويل الرجال إلى عبيد لتلك الرغبات و الاستيهامات المصطنعة، و يتم تنميط جسد المرأة من خلال تقديس شبابية المرأة و نحافتها و إبراز ما يسمى صفاتها المثيرة أو الجاذبة للرجال كما تحددها معايير الجمال البرجوازي. إن هذه الصورة المنمطة نفسها يتم تصديرها إلى الدول التابعة من خلال القنوات و الوسائط المختلفة، و عبر قنوات الموضة و هو الشيء الذي أثقل كاهل أسر هذه البلدان.

2 ــ الإمبريالية و المرأة في الدول المتخلفة

تروج الآلة الدعائية للرأسمالية الإمبريالية لأطروحة مفادها، أن الحضارة الغربية هي أكثر احتراما للمرأة منها في بلدان الشرق التي تتبنى الإسلام أو الهندوسية أو غيرها من الديانات، و غالبا ما يتم إعطاء أمثلة دول غارقة في الرجعية كالعربية السعودية و الهند و مجموعة من الدول المتخلفة.
و الحقيقة أن هاته الأطروحة، بالإضافة إلى كونها عنصرية و إمبريالية، تخفي حقيقة أوضاع المرأة في هاته البلدان التابعة، حيث تتعرض النساء إلى الاستغلال الفاحش و المكثف على يد الشركات متعددة الجنسيات و بشراكات مع الرأسمال الكمبرادوري لهذه البلدان، التي يتم نهب خيراتها و مواردها الطبيعية، و تكريس غياب الحقوق الاجتماعية و المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للمرأة في هذا الميدان.
و من المعلوم لدى الجميع ما تتعرض له النساء في ما يسمى بالمناطق الحرة التي تفرضها اتفاقات الشراكة مع هذه الدول التابعة.
إن استعمال الدين من طرف الأنظمة الرجعية في الدول التابعة لكبح الطموحات التحررية للنساء، حقيقة ثابتة تؤكدها تجارب النساء في العديد من البلدان و خير مثال على ذلك المنطقة العربية و المغاربية.
و مما يفضح مزاعم الأطروحة الرأسمالية السابقة الذكر كون نفس الأنظمة، بشراكة مع الرساميل الإمبريالية الغربية، تقوم بترويج ما يسمى بالسياحة الجنسية و بتصدير النساء كرقيق أبيض إلى المراكز الرأسمالية، حيث تمارس عليهن أشد حالات الاستغلال و الاضطهاد و العنصرية ( مثال الفتيات المغربيات و الرومانيات و التيلانديات و الفلبينيات و البرازيليات و غيرهن)
و غير بعيد عن المراكز الرأسمالية نفسها، تنتشر الدعارة و الاستغلال الفاحش و العنصرية في حق النساء المهاجرات الإفريقيات و المغاربيات و نساء أوربا الشرقية الحالمات بالفردوس الأوربي.
إن خير دليل على سقوط النموذج " التحرري" للرأسمالية الإمبريالية، فشله الذريع في اجتذاب النساء المهاجرات إلى قيمه المتهاوية حيث يزددن تشبثا بإطارهن الثقافي الأصلي الذي يكرس دونية المرأة مما يشكل صفعة لهذا النموذج.
إن الأنظمة الرجعية في البلدان التابعة تمارس أقسى شروط و ظروف استغلال و اضطهاد المرأة، حيث يتكاثف الاستغلال الإمبريالي الكمبرادوري، و تشرعن الثقافة الرجعية و الدين و آليات الاضطهاد الاجتماعي من خلال تمفصل نمط الإنتاج التبعي و نظام البطرياركا (استغلال طبقي و جنسي و اضطهاد اجتماعي).
و في البلدان العربية و المغاربية تستفيد الأنظمة الرجعية و ربيباتها الحركات الظلامية من دعم أو صمت الأنظمة الإمبريالية التي تدعي نفاقا أنها تدعم تحرر النساء في هذه البلدان.
و الحال أن انتشار الأفكار الظلامية و الحركات السياسية المرتبطة بها، يتم على أرضية فشل حركات التحرر الوطني في هذه البلدان التي تم إجهاضها من طرف الإمبريالية و الطابور الخامس في هذه البلدان، المدعم من طرف الرأسمال العالمي و الممول كذلك من ملايير البترودولار، الموزعة بسخاء على عناصر و فئات تخدم المخطط الإمبريالي الرجعي و الصهيوني، و تفضح الحقائق على الأرض الشعارات الإمبريالية حول ما تسميه بمحاربة الإرهاب، بحيث لا تجد مضضا في تدعيم الحركات الظلامية و الأصولية و الإرهابية، و الأمثلة على ذلك كثيرة ( ليبيا، تونس، المغرب، سوريا، مصر...) و ذلك ضمن ما يسمى باستراتيجية الشرق الأوسط الكبير، الذي أصبح يعتمد على القوى الظلامية كأدوات سياسية و عسكرية لتنفيذ مخططاته في تفتيت الشعوب و الدول، و تحقيق ما يسمى بسايكس – بيكو الثانية خدمة للمصالح الإمبريالية و الصهيونية.
فلا عجب أن يستفيق العالم على جريمة ضد الإنسانية التي تمارس ضد النساء في سوريا، تحت غطاء ما يسمى ب"جهاد النكاح"، و لا غرو كذلك أن أبواق الإعلام الإمبريالي تطبق الصمت حول الجرائم المنتشرة ضد النساء، من قبيل تزويج الطفلات ( في سن تسع سنوات) و بتر الأعضاء الجنسية للطفلات ( ختان البنات) الذي يتم تحت مبرر الحد من شهوانية المرأة (حوالي 80 مليون من البنات عبر العالم تم ختانهن بطريقة بشعة).

3 ــ بصدد بعض النظريات الخاطئة حول دونية المرأة

يخوض الفكر البرجوازي بكل منوعاته، حربا شعواء ضد الفكر الماركسي، و من بين الأطروحات التي يتم تسليط الهجوم عليها، تلك الأطروحات الأساسية التي تقدم من خلالها النظرية الماركسية تفسيرا علميا و تاريخيا لجذور اضطهاد المرأة.
و من بين الحقول العلمية التي تحظى باهتمام كبير من طرف الفكر البرجوازي هناك حقلا البيولوجيا و الأنثروبولوجيا لأنهما حقلان مرتبطان بأوضاع المرأة، و بطبيعة الحال يخضع هذان الحقلان إلى جانب حقل التاريخ، إلى الهيمنة المطلقة لمؤرخي و إيديولوجي و علماء المجتمع الطبقي البطريركي، بما يعني أن الرجال هم الذين يكتبون عن النساء، و بطبيعة الحال بالخلفية المذكورة أعلاه.
و من بين مجموع النظريات البرجوازية في هذا المجال هناك نظريتان:

أ‌- نظرية الرحم :

تنطلق هذه النظرية من اعتبار البيولوجيا هي قدر النساء، لأن وظيفة الأمومة تحكم على المرأة بالدونية، و من تمة يجب اعتبار الطبيعة هي المسؤولة عن اضطهاد النساء. و بطبيعة الحال كانت المرأة محكوم عليها بالتبعية للرجل، لأنها غير قادرة عن الدفاع عن نفسها و في أمس الحاجة إلى الجنس الذكوري لتلبية حاجياتها و حاجيات أبنائها.
هكذا أصدرت الطبيعة حكمها على المرأة بدونية أبدية، و الحقيقة أن الطبيعة بريئة من ذلك. تقول إيفلين ريد (أنثروبولوجية أمريكية):
" لم تكن النساء في الطبيعة تعانين من نقائص بالنسبة للرجال ...فقط مع مجيء المجتمع الطبقي البطريركي أصبح التكوين البيولوجي للنساء ذريعة إيديولوجية من أجل إبقائهن في وضع العبودية" ( المرجع : " هل البيولوجيا قدر النساء؟"إيفلين ريد).
إن تدهور وضعية المرأة و دونيتها تاريخيا، هو نتاج مؤسسات المجتمع البشري بما هو مجتمع طبقي بطريركي لم يكن له وجود في المجتمعات البدائية. يقول فردريك انجلز:
" إن أول تضاد بين الطبقات ظهر في التاريخ يصادف تطور التناحر بين الزوج و الزوجة في ظل الزواج الأحادي، و أول اضطهاد طبقي يصادف استعباد جنس النساء من قبل جنس الرجال. لقد كان الزواج الأحادي تقدما تاريخيا كبيرا، و لكنه يدشن في الوقت نفسه، إلى جانب العبودية و الثروة الخاصة، تلك المرحلة التي لا تزال مستمرة في أيامنا، و التي يعني فيها كل تقدم تراجعا نسبيا، و التي يتحقق فيها ازدهار و تطور البعض بآلام البعض الآخر و قمعه.
إن الزواج الأحادي إنما هو هذه الخلية من المجتمع المتمدن التي تمكننا من دراسة طبيعة التناحرات و التناقضات المتطورة تماما في قلب هذا المجتمع".( " أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة" فريدريك انجلز).
انطلاقا من الفكرة التي وضحها انجلز، لا يجد الماركسيون صعوبة في دحض هذا التزوير للتاريخ الطبيعي و الاجتماعي على يد مثقفي و إيديولوجي المجتمع الطبقي الذكوري، الحاملين لنظرة جنسوية مشوهة، تبرر اضطهاد النساء بناءا على كونهن يحملن في أحشائهن رحما يحكم عليهن بالدونية، و هذا جوهر الأطروحة البيولوجية حول دونية المرأة أو ما يسمى بنظرية الرحم.
و لهذه الأطروحة نتائج عملية، جوهرها رفض نضال النساء ضد الاضطهاد و مطالبتهن بتحررهن بدعوى أن مشاكلهن تأتي من تكوينهن الجيني.
و بنفس الطرح، فلما ستناضل النساء من أجل تغيير المجتمع إذا كان لا يمكن لهن تغيير بيولوجيتهن؟
تلك هي الأسطوانة المشروخة التي يرددها أنصار نظرية الرحم، و من هؤلاء، أولئك الذين يقدمون أنفسهم كعلماء في البيولوجيا و الأنثروبولوجيا، الذين يتناسون تلك المعادلة البسيطة التي تقول: بما أن النساء لا يمثلن شيئا و هن الأصل، فكيف سيكون الرجال و هم الفرع؟ و يقول المثل: ذلك الغصن من تلك الشجرة.
و يظهر الطابع الإيديولوجي لهذا الطرح، من خلال الخلط بين العالم الحيواني و الإنساني، علما أن هذا الطرح يقفز على القطائع الحاسمة بين البشر و الحيوان، ذلك أن الإنسان هو كائن اجتماعي انفصل عن أصله وشروط عيشه الحيواني، منذ زمان و ذلك عبر الدور الذي احتله العمل كنشاط إنساني متميز، ساهم في تلك القطيعة النوعية مع عالم الحيوان.
و لذلك انفرد الفكر الماركسي على يد مؤسسيه الكبار: انجلز و ماركس بفهمهما لتفرد الكائن البشري، باعتباره نتيجة سيرورة تميزت بقطيعة في لحظة ما ( للمزيد من الاطلاع انظر ( ي) بحث انجلز تحت عنوان " دور العمل في تحول القرد إلى إنسان").

ب‌- نظرية الصيد:

لا تختلف نظرية الصيد عن سابقتها نظرية الرحم من حيث تبريرها لدونية المرأة، أما وجه الاختلاف فيعود إلى كون النظرية الثانية تعتمد على أول تقسيم للعمل بين الجنسين، من حيث أن الرجال كانوا صيادين و محاربين بينما كانت النساء قاطفات يقمن بالسخرة في المنزل أو في التجمعات العشائرية.
حسب هذه النظرية، فنشاط الرجل مختلف عن نشاط المرأة، و هو الأهم من حيث درجة قيمته، بينما عمل المرأة يبقى دونيا و ثانويا، لأن عائق الرحم ( و هنا تلتقي "نظرية الرحم" "بنظرية الصيد") حكم على النساء بالبقاء في المنزل و الاهتمام بالأطفال، و الحقيقة التاريخية تبين العكس، فقد احتلت النساء موقعا رئيسيا و سياديا داخل الاقتصاد المنزلي، حيث يدور عصب حياة العشيرة على هذا الاقتصاد فالنساء يوفرن الغذاء ليس فقط على ما يأتي به الرجال و هو أمر ثانوي و غير منتظم، بل من أعمالهن كنساء يقمن بقطف الجذور و النباتات و يكتشفن أوليات الزراعة... و هن بذلك كن من يزودن العشيرة باللوازم الضرورية الأكثر استقرارا و اكتفاء، بينما كان الصيد نشاطا هشا، فغالبا ما كان الذكور يرجعون خاليي الوفاض فيعتمدون على النساء في تلبية حاجيات التغذية الآنية، و لم يكن نشاط النساء في هذا المجال يتوقف عند هذا الحد، بل كن يتحكمن في مراقبة التموين و التخزين من أجل ضمان استمرار التغذية في المستقبل، و من أجل ذلك صنعن الفخار و القدور، أضف إلى ذلك أن الاقتصاد المنزلي المشاعي القائم على المساواة بين الجنسين و التوزيع المتساوي بين أعضاء المجموعة المشاعية للمنتجات، كان مجتمع كفاف بالأساس، لا يتوفر فيه أي فائض يسمح باستغلال مجموعة من طرف مجموعة أخرى، أو اضطهاد جنس من طرف جنس آخر، إن هذا النشاط الاجتماعي و الاقتصادي كان في غالبه نشاطا نسائيا بامتياز، فلم يقتصر نشاط النساء على توفير التغذية فقط، بل تعداه إلى صنع الفخار و حياكة الألبسة و تدجين الحيوانات و صنع الدواء و أعمال التطبيب الأولى، و اكتساب المعرفية العلمية الأولى و تعلم آليات الزراعة الأولية و تربية الأطفال، في ظل مجتمع كانت فيه وظيفتا الأمومة و الأبوة وظيفتان اجتماعيتان، هكذا إذن كان النساء هن عماد هذا الاقتصاد المنزلي المنتج.
فهل أمام هذه المعطيات التاريخية يمكن اعتبار نشاط الصيد هو النشاط الأساسي في هذا المجتمع، و من تمة تبرير دونية المرأة بهذا التقسيم الطبيعي للعمل بين الجنسين.
هكذا إذن يظهر زيف هذه الأطروحة و تهافت أصحابها.

4 ــ رهانات الخلاف مع التيارات و الحركات النسوانية

إن الخلاف مع الحركات و التيارات النسوانية ينطوي على عمق فلسفي، إديولوجي، سياسي، استراتيجي و حتى على مستوى المفهوم التنظيمي.
فمثلا، من يدافعون عن مفاهيم مثل " النساء يشكلن فئة" أو " النساء يشكلن طبقة" فالعدو الرئيسي هو الرجل، مما يسقط في خطإ استراتيجي، أما الذين يدافعون بوضوح عن الجوهر الطبيعي لدونية المرأة كما سبق أن رأينا، فهؤلاء يرفضون تبرير أو شرعنة النضال النسائي على اعتبار أن الدونية هي الأصل، و سيبقى الأمر كذلك لأن البيولوجيا هي قدر النساء.
خلافا لهذه الأطروحات و منوعاتها، تقف الماركسية على أرضية علمية و تاريخية، تربط دونية المرأة بجذورها التاريخية و الطبقية على قاعدة منهجية تحليلية، قوامها المادية التاريخية التي استطاع بها كارل ماركس و فريديريك انجلز اكتشاف مفتاح لغز الاضطهاد التاريخي و الطبقي و الجنسي للمرأة. ( انظر( ي) مخطوطات ماركس و كتاب انجلز " أصل العائلة و الدولة و الملكية الخاصة") و هما بذلك قدما خدمة كبيرة لجنس النساء.
إن النظرية الماركسية كنظام للتفسير، تقف على قاعدة تعتمد على أطروحة أساسية، و هي أن تطور اضطهاد النساء مرتبط أشد الارتباط بانقسام المجتمع إلى طبقات، و سيظل الأمر كذلك ما لم يتم القضاء على هذه المجتمعات الطبقية الذكورية.
تتوفر هذه الأطروحة على مضمون عميق يجيب عن و يشرح و يفسر مجموعة من القضايا و المستويات التي يمكن تلخيصها في ما يلي:
-أ- لماذا في ظل الرأسمالية كل النساء مضطهدات؟ و في نفس الوقت النساء المنتميات إلى طبقات مختلفة لهن مصالح متناقضة ( هذه النقطة تمثل الخط الفاصل بين الحركات النسائية البروليتارية و الحركات النسوانية البرجوازية).
-ب- لماذا نساء و رجال نفس الطبقة يمكن أن يكون لهم نفس المصالح و في نفس الوقت لهم مصالح متنازع عليها ؟( المرأة العاملة تقتسم نفس المصالح التي للعامل بحكم الانتماء إلى نفس الطبقة، و مصالح متنازع عليها معه باعتبارها امرأة أو زوجة، لذلك قال انجلز أن المرأة بمثابة البروليتاري في المنزل...).
-ج- لماذا تظل كل الأطروحات التي تفصل بين البطرياركا و الرأسمالية، أطروحات سطحية ؟ ( لا تستطيع تحديد العدو الحقيقي و الاستراتيجية الصحيحة لتحرر النساء)
-د- لماذا النضال من أجل تحرر النساء يجب أن يكون مرتبطا بالقضاء على الرأسمالية؟ لا تحرر للمرأة بدون تحرر المجتمع و لا تحرر للمجتمع بدون تحرر المرأة.
-ه- لماذا على النساء أن يقمن تنظيمات خاصة بهن للدفاع عن مصالحهن و في نفس الوقت ينخرطن في النضال العام من أجل تحرر المجتمع من الرأسمالية و تحرر النساء و الرجال على قدم المساواة؟

- II- المادية التاريخية والمسألة النسائية

المقدمة

- ظلت المسألة النسائية عبر قرون الاضطهاد الطبقي والجنسي، حبيسة النظرة الذكورية التي كانت تنظر إلى المرأة ككائن ثانوي و تابع للرجل، باعتباره الكائن الأساسي.
حجب الواقع الطبقي و نظام الباطريركا الرؤية عن المفكرين و الفلاسفة و رجال الدين و الكهنة، الذين ظلوا جميعا في إنتاجاتهم و تشريعاتهم يعيدون إنتاج الواقع السائد و يكرسونه في قضية المرأة، لذلك بقي الطرح القديم سجين النظرة الأخلاقية و الفلسفية المثالية.
- إن المسألة النسائية بوصفها مسألة اجتماعية عينية، هي نتاج عصر الرأسمالية و الصراعات الطبقية المرافقة لها. فتحرير النساء من قيود الماضي الإقطاعي و تحويلهن إلى يد عاملة و سلعة في سوق العمل الرأسمالي، كان مطلبا اجتماعيا للبرجوازية الصاعدة. لقد شكلت حاجة الرأسمالية إلى يد عاملة نسائية رخيصة قاعدة الأساس لطرح مسألة تحرير المرأة في المجتمع البرجوازي. إن جوهر المسألة النسائية من المنظور الماركسي هو تأمين المساواة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الحقوقية الكاملة للمرأة.
- لقد كانت النظرية الماركسية هي الأقدر على النفاذ إلى الجوهر عند تحليلها لجذور الاضطهاد المزدوج الذي تعاني منه النساء: باعتباره اضطهادا طبقيا و جنسيا محددا تاريخيا. و يعود ذلك:
* لكونها (أي الماركسية) انبثقت من الكفاحات العمالية و اندمجت بها منذ نشأتها الأولى، و استوعبت جوهر المشروع التاريخي للطبقة العاملة.
* لتوفرها على السلاح النظري الثوري المرتكز إلى الفكر المادي الجدلي و التاريخي.
لقد كان اكتشاف المادية التاريخية في سياق الصراعات الطبقية للرأسمالية، مكسبا هاما للفكر التقدمي الإنساني، فالمادية التاريخية باعتبارها علما للتاريخ، تمتلك نظرية عامة، متميزة بأدواتها التحليلية العلمية و بحثها للتاريخ من خلال دراسة أنماط الإنتاج المختلفة والتشكيلات الاجتماعية التاريخية، مع تحديد بنيتها و تكوينها و ميكانيزمات اشتغالها و أشكال الانتقال من واحدة إلى أخرى.
هكذا أصبح ممكنا إدراك جوهر القضية النسائية بتحديد علمي لجذورها الطبقية و التاريخية.
و يعتبر الإنجاز الماركسي في الكشف عن جذور الاضطهاد الذي تتعرض له النساء إحدى الإسهامات الأساسية للفكر الثوري في عصرنا، يحق لكل النساء الكادحات و المضطهدات أن يفتخرن به.

1- الجذور التاريخية والطبقية لاضطهاد المرأة ( الأطروحات الماركسية)

مقدمة:

في تناقض جذري مع كل الأطروحات المحقرة للمرأة و المكرسة لدونيتها، و المتفقة جميعها، على كون النساء عشن دائما مضطهدات، و شكلن على امتداد التاريخ جنسا تابعا في ظل العائلة الأحادية، كتكوين اجتماعي فوق التاريخ، كانت و ستبقى السيادة فيه للرجل، تقف الماركسية على أرضية علمية و تاريخية تعتبر أن:
- انبثاق "العائلة الأحادية" قد تزامن في سيرورة تاريخية واحدة مع انحلال و تفكك المشاعات البدائية، و الانتقال إلى المجتمع الطبقي "الأبوي"، الذي قام على أنقاض النظام الأمومي المشاعي، حيث النساء كن متساويات مع الرجال.
- نهاية المجتمعات القائمة على الحق "الأمومي"، التي استبدلت بالمجتمع الطبقي و مؤسساته: العائلة الأبوية، الملكية الخاصة و سلطة الدولة، لازمها في نفس الوقت إخضاع لجماهير واسعة من الرجال من طرف الطبقة المسيطرة منهم، و بذلك كما يرى انجلز، يكون اضطهاد الرجل للمرأة هو أول شكل من أشكال الاضطهاد الطبقي.
- ظهور العائلة الأحادية لأول مرة في التاريخ، كان مشروطا بانحلال و تفكك المشاعة البدائية، مما يعني حدوث تحولات أساسية في بنياتها الاقتصادية والاجتماعية، وصل حدا أصبح معه ممكنا:
* نشوء قوى اجتماعية متسلطة حولت لصالحها فائضا من الإنتاج الاجتماعي، مما جعل بالإمكان أن يقوم مجتمع قائم على الاضطهاد الطبقي وعلى اضطهاد الرجل للمرأة.
* تحول الملكية المشاعية إلى ملكية خاصة (وسائل الإنتاج و الثروات) بيد الرجل سمح بظهور العائلة الأبوية القائمة على الاضطهاد الجنسي للنساء.

2- من القطيع البدائي إلى العشيرة المشاعية

تفنيدا لمزاعم الإيديولوجيات الرجعية المنكرة لوجود مجتمعات عرفت المساواة بين المرأة و الرجل، تؤكد علوم الإناسة و التاريخ و غيرها من العلوم الاجتماعية، نقيض ذلك، بإثباتها لوجود تلك المجتمعات، بل و بتحديد الكيفية التي تم الانتقال إليها. هكذا اتضح من خلال معطيات البحث التاريخي:
- أن انتقال الإنسان من الحالة الحيوانية (l état zoologique) إلى الحالة الاجتماعية، تزامن مع ظهور العمل كنشاط واعي و اجتماعي للإنسان. لقد ولدت لديه، الضرورة، و تراكم الخبرات في النضال من أجل سد حاجياته البيولوجية، و الدفاع عن نفسه من أجل البقاء، النزوع نحو صنع أدوات تكفل له سد حاجياته المادية و مواجهة أهوال و أخطار محيطه الطبيعي.
في هذا السياق سيلعب العمل من حيث هو نشاط جماعي واعي، دور الرابط المشترك بين المنتمين إلى القطيع (hordes)، حيث سيوفر شروط القفزة النوعية بالانتقال من الحالة الحيوانية إلى الحالة الاجتماعية. و في هذا النشاط الجماعي الذي شكل العمل محوره نشأت وسيلة التخاطب و تبادل الأفكار و التفاهم: اللغة. العمل و اللغة هما العنصران الحاسمان في عملية التحول هاته (تطور الجسد و المخ). مع العمل تولد المجتمع البشري فنشأت المشاعات البدائية، أي تكوين اجتماعي قوامه العشائر المشاعية التي تعيش منعزلة عن بعضها البعض، و تجمع أعضائها رابطة الدم و القربى في ظل اقتصاد الكفاف.
- تدرج الإنسان في صنع أدوات العمل على امتداد آلاف السنين فانتقل من العصر الحجري القديم (paléolithique) أي ما بين 35 ألف سنة و10000 سنة ما قبل الميلاد. ـ مرحلة ظهور الإنسان الحديث المسمى homo sapiens ـ إلى العصر الحجري الحديث (néolithique)، فالعصر الأول تميز بصنع الأدوات الحجرية غير المصقولة، الرمح، و القوس، و السهم و الوتر و أواني خشبية و حياكة يدوية، بينما تطور في المرحلة الثانية بصنعه للأدوات الحجرية المصقولة التي سمحت له بصنع السفن بواسطة الفأس الحجرية.
لقد دام استعمال الحجر لصنع أدوات العمل آلاف السنين، و مع اكتشاف النار انتقل الإنسان إلى صنع الأدوات المعدنية النحاسية أولا، ثم البرونزية فالحديدية، و باستعمال المحراث ذو السكة الحديدية و تدجين الحيوانات و تشكل القطعان و استعمال الدواب كقوة جر، عرف الإنتاج الزراعي و الحيواني قفزة هائلة واكبت التطور الحاصل في قوى الإنتاج.
- التكوين الاجتماعي للمشاعة البدائية:
كان نظام الإنتاج الاجتماعي في المشاعة البدائية، تحكمه علاقات اجتماعية أساسها:
* ملكية مشتركة لوسائل الإنتاج.
* الكفاف هو طابع الحياة الاجتماعية و الاقتصادية، فلا وجود لفائض في الإنتاج الاجتماعي، و بذلك انعدم الأساس المادي لوجود الملكية الخاصة، الطبقات، الاضطهاد الجنسي و استغلال الإنسان للإنسان.
* العمل جماعي و متضامن، يقوم على التعاون في زراعة الأرض و تنظيم الصيد (الحيوانات الضخمة). كان هناك تقسيم طبيعي للعمل: حسب الجنس و حسب السن، و تخصصت النساء في القطف و العمل المنزلي الذي كان نشاطا اجتماعيا ضروريا.
* في مجتمع الكفاف هذا، كان المنتوج الاجتماعي ثمرة العمل الجماعي يخضع لتوزيع متساو.
- العائلة الأميسية :
كانت المشاعة البدائية قائمة على الاقتصاد المنزلي (économie domestique) المشاعي، الذي كانت تديره المرأة، و كان نشاطا اجتماعيا ضروريا للمجتمع مثله مثل حصول الرجال على وسائل العيش عبر الصيد مع تفوق الأول على الثاني لاستقراره و هشاشة الأول. و كان هذا هو الأساس الفعلي لتلك المكانة الرفيعة التي كانت تحظى بها المرأة في الأزمنة البدائية الأولى. و العائلة الأميسية هي هذا التكوين الاجتماعي الذي حظيت فيه المرأة باحترام كبير، و كان الاعتراف بالأم يعني أن خط النسب يتبعها. هنا الأبناء و البنات هم أعضاء في عائلة تشكلها مجموعة من الأقارب يجمعهم النسب من جهة الأم. فالإنتاج الجماعي و التملك الجماعي، صاحبتهما تربية جماعية و مشتركة للأبناء، فالأبوة إلى جانب الأمومة كانت عبارة عن وظائف اجتماعية، و ليست عائلية بالمعنى الضيق الذي نعرفه.

3 ــ سيرورة تفكك المشاعة البدائية و الانتقال إلى المجتمع الطبقي


جاء هذا التفكك نتيجة عوامل عدة، أبرزها التطور الحاصل في قوى الإنتاج و الانتقال من اقتصاد الصيد و القطف، إلى نمط إنتاج أكثر تطورا، عماده الزراعة و تربية المواشي و ظهور الصناعة الحرفية.
مع الانتقال إلى هذا الطور و "بفضل زيادة إنتاجية العمل البشري وتراكم الثروات، ازداد النظام الاقتصادي تعقيدا مع الأيام، فكانت نهاية المشاعة البدائية و الحياة في إطار قبائل منغلقة على ذاتها. و قد حل مكان المشاعة البدائية نظام اقتصادي قائم على الملكية الخاصة و المبادلات المتنامية أي التجارة، و بات المجتمع من ذلك الحين منقسما إلى طبقات". في ظل هذه الشروط تزايد مركز الرجل مع تزايد الثروة، و باتت أدوات العمل في ملكيته، و هو مصدر الغذاء الجديد (الزراعة و تربية المواشي)، و سيتم استبدال التقسيم الطبيعي، للعمل بقسمة اجتماعية للعمل أكثر تعقيدا، تبعا، و بحثا عن الزيادة في فعالية العمل. هكذا أصبح ممكنا إنتاج فائض مهم شكل الأساس المادي لانقسام المجتمع إلى طبقات مع بروز تمايزات طبقية أساسها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج (أرض، قطعان، عبيد...). و في سياق هذا الانتقال توفرت تدريجيا شروط استعباد المرأة و اضطهادها.
إن تقسيم العمل سيصبح قائما على أساس التمايز بين الجنسين:
- الاحتكار الكامل من طرف الرجل للعمل المنتج.
- تهميش المرأة و اقتصارها على المهام الثانوية (عمل البيت وخدمة الرجل).
هناك إذن إبعاد للمرأة عن الإنتاج الاجتماعي (مصدر سيادتها في المشاعة البدائية) و حصول هذا التحول كان نتيجة حتمية لانفصال الاقتصاد المنزلي المشاعي، عن اقتصاد القبيلة و تعويضه بالاقتصاد المنزلي الفردي، إضافة إلى ظهور تنظيمات اقتصادية مستقلة بعد انفصال الحرف مثلا، و استقلالها عن الاقتصاد المنزلي المشاعي و بروز التبادل.
في الاقتصاد العائلي الفردي فقدت النساء دورهن كمنتجات رئيسيات و أصبحن أسيرات المطبخ، بينما أصبح الذكور يحتكرون الأعمال الإنتاجية الخارجية. و ترى كولونطاي "أن الملكية الخاصة، التي أفسحت المجال أمام قيام الاقتصاد المنزلي الفردي، قد ساهمت إذن في استعباد المرأة عندما خصتها بالعمل داخل البيت، أي بعمل محدود و غير منتج. و هكذا فقد عمل المرأة أهميته من منظور اقتصادي، و باتت المرأة تعتبر مخلوقا غير ذي قيمة بالمقارنة مع ممثل القيم الجديدة أي بالمقارنة مع الرجل".
- تثبت المعطيات التاريخية، أن العائلة كتكوين اجتماعي نظم العلاقات الاجتماعية بين المرأة و الرجل، و بين الآباء والأمهات و الأبناء و البنات، يعيش دائما على إيقاع التغيرات، جنبا إلى جنب مع تغير أنماط الإنتاج و مجموع العلاقات الاجتماعية، فمن حياة القطيع بدون قواعد تحكم العلاقات الجنسية و بدون وجود للعائلة كما نعرفها إلى العائلة الجماعية (زواج جماعي)، في ظل نظام أمومي (matriarcat) ثم العائلة الأحادية القائمة على النظام الأبوي (patriarcat)، و التي لازالت قائمة إلى يومنا هذا، رغم التحول الذي عرفته بعد القضاء على العائلة البطريركية الواسعة، و بروز العائلة النووية في ظل المجتمع الرأسمالي: يقول ماركس محللا تناقضات العائلة العصرية "إن العائلة العصرية لا تنطوي على جنين العبودية (servitus) و حسب، بل أيضا على جنين القنانة، لأنها مقرونة منذ بادئ بدء بفروض خدمات الزراعة، و هي تنطوي بشكل مصغر على جميع التناقضات التي تطورت فيما بعد على نطاق واسع في المجتمع و في دولته". (من أرشيف ماركس انجلس).
- إن ظهور العائلة الأبوية (الأب أو الزوج: رب العائلة و الزوجة و الأبناء معه تحت سقف واحد) لازمه ظهور الملكية الخاصة و المجتمع الطبقي، و أصبح خط النسب هنا يتبع خطا ذكوريا أبويا حتى يضمن الرجل توارث ثرواته و ممتلكاته في خط نسبه، و قد كان إسقاط الحق "الأمومي" هزيمة تاريخية عالمية للجنس النسائي"( انجلز).
لقد عايشت العائلة الأبوية أنماط الإنتاج الطبقية المختلفة، من عبودية و إقطاعية و رأسمالية، و اختلف شكلها في المجتمعات الزراعية عن شكلها في المجتمعات الصناعية، لكن جوهرها ظل واحدا، فقد كانت أول شكل للعائلة لم يرتكز على الشروط الطبيعية، بل ارتكز على الشروط الاقتصادية، و نعني بها انتصار الملكية الخاصة على الملكية المشتركة البدائية، و العقوبة سيادة الزوج في العائلة و ولاء أولاده الذين هم من دمه و صلبه يرثون ثروته في المستقبل، ذلك كان الهدف الوحيد من الزواج الأحادي " و عليه لا يدخل الزواج الأحادي إطلاقا في التاريخ بوصفه اتحادا اختياريا بين المرأة و الرجل، و لا حتى بوصفه الشكل الأعلى لهذا الاتحاد، بل بالعكس فهو يظهر كاستعباد جنس من قبل الآخر، كإعلان لتناقض بين الجنسين لم يعرفه التاريخ كله من قبل". ( انجلز)
- إن اضطهاد المرأة، هو إذن، حصيلة تحولات اجتماعية كما تقول ايفلين ريد (انظر كراس: النساء: فئة، طبقة، أم جنس مضطهد؟) دمرت مجتمع المساواة: مجتمع العشيرة الأميسية التي تم استبدالها بمجتمع طبقي بطريركي مصبوغ منذ نشأته بالامتيازات و اللامساواة ضمن عدم المساواة بين الجنسين.
إن نمو هذا التنظيم الاجتماعي الاقتصادي الاضطهادي، هو سبب انحدار النساء التاريخي، لقد كان دور المرأة الاقتصادي في المشاعة البدائية ضربا من النشاط الاجتماعي الضروري للمجتمع، لكن مع تحول الدور في المجتمعات الطبقية أصبح الرجل يملك الثروة و يسيطر على قوى الإنتاج الأساسية في المجتمع، و قد كرست التشريعات و الإيديولوجيات المختلفة هيمنة الرجل و دونية المرأة.
هكذا بعد فقدان موقعها المرموق في المشاعة البدائية، أصبحت المرأة إلى يومنا هذا تعاني من اضطهاد مزدوج، ضمن إطار المجتمع و ضمن إطار الأسرة، و بتعبير ايفلين ريد كان القضاء على "أخوية النساء" في المشاعة البدائية قد أدى إلى القضاء على مقابلها "أخوية الرجال" الذين أخضع الغالبية منهم للطبقات السائدة.
"إن أول تعارض طبقي ظهر في التاريخ تزامن مع تطور التعارض بين الرجل و المرأة في الزواج الأحادي، و تزامن الاضطهاد الطبقي الأولي مع اضطهاد جنس الذكور لجنس الإناث" كولونتاي.

4- الرأسمالية و الاستغلال الطبقي و الجنسي للمرأة

دامت مرحلة ولادة المجتمع الرأسمالي أربعة قرون (من القرن 14 إلى القرن 18) تحقق خلالها الانتقال في المجتمعات الأوروبية من تشكيلة اجتماعية إقطاعية إلى أخرى رأسمالية، و جاء هذا الانتقال نتيجة عوامل اقتصادية و تاريخية قضت على الاقتصاد الزراعي الإقطاعي، و أحلت محله اقتصادا صناعيا رأسماليا. فعلى امتداد قرون تراكمت الرساميل النقدية في المدن الأوروبية، و ذلك عن طريق النهب و الاستيلاء على الأراضي و منتوجاتها، عن طريق التجارة الوطنية و الدولية و عن طريق الربا و نهب المستعمرات. كل ذلك بوسائل دموية زاوجت بين العنف و السرقة، و تدريجيا تم القضاء على الملكية الصغيرة للأرض، أساس الإنتاج العائلي في البوادي الذي كان موجها أساسا لتلبية الحاجيات الأولية للعائلة الفلاحية (الاستهلاك الذاتي). نفس المصير سيلقاه الإنتاج البضاعي الصغير (P P M) أساس العائلة الحرفية في المدن، و محل الإقطاعي السيد، حل المقاول الوسيط المشتري لقوة عمل الفقراء خاصة النساء. فأمام تقلص مقاومة المؤسسة العائلية بسبب انهيار شروط الإنتاج السائد، و كثرة الحروب الأهلية المدمرة، عجت سوق العمل بنساء الحرفيين و الفلاحين المفلسين و الفلاحات الراغبات في التخلص من الأعباء الثقيلة للسادة الإقطاعيين، و أرامل الحروب الأهلية و القومية و النساء الجياع و اليتيمات...
شكلت النساء الضحايا الأولى لجشع المقاولين الوسطاء الذين أطلق عليهم بحق نعث "مصاصي الدماء". و قد تنوعت أشكال استغلال النساء، و كان من بينها ظهور "العمل في البيت" كشكل وسيط بين الصناعة الحرفية و بين العمل المأجور، كان ضربا جديدا من الاستغلال، يتم عن طريق تزويد النساء بالمواد الخام، ثم الالتزام بالبقاء في المنزل للعمل 14 إلى 15 ساعة متواصلة في اليوم الواحد مقابل أجور زهيدة جدا. لقد كان نظام العمل المنزلي المفروض على النساء الباحثات عن عمل، نظاما استغلاليا دمويا، استعمل فيه المقاولون و الوسطاء كل وسائل الضغط و الابتزاز ضد النساء كالتهديد بتسليم الفلاحات الهاربات إلى أسيادهن الإقطاعيين، و اتهام المتوحدات منهن بالتشرد و العهارة و بعقوبات خطيرة تسنها القوانين السائدة.
- إن ما يميز الرأسمالية ـ و منذ نشأتها الأولى ـ هو إطلاقها لسيرورة تاريخية قضت بالفصل الجذري بين المنتج (الفلاح ـ الحرفي) و وسيلة إنتاجه (الأرض، و أدوات العمل) التي كانت ملكية شخصية، فحولت الأول إلى عامل (أو عاملة) و الثانية إلى ملكية خاصة لطبقة جديدة هي البرجوازية. و أصبح الرأسمال بعد الانتقال من التجارة إلى الصناعة، علاقة اجتماعية جوهرها ملكية خاصة لوسائل الإنتاج، مقابل عمل مأجور منتج لفائض القيمة. و خلال الفترة الطويلة التي استغرقها التراكم البدائي للرأسمال (بوسائل دموية و عنيفة) تم تحويل الغالبية من الرجال و النساء (فلاحين وحرفيين...) إلى يد عاملة، و أصبحت قوة العمل بضاعة تباع و تشترى في سوق العمل.
في ظل المجتمعات ما قبل رأسمالية (سيادة الاقتصاد الطبيعي = الأرض وسيلة الإنتاج الأساسية) تعايش الإنتاج البضاعي الصغير (P P M) بشكل تنافسي مع الاستهلاك الذاتي القائم على الملكية العائلية للأرض و الإنتاج العائلي. فلما استطاع الرأسمال أن يتسرب إلى الإنتاج، بعدما تجمعت الرساميل الضرورية لذلك، و نشأت المانيفاكتورات بتأثير من ذلك، استطاعت الرأسمالية، بانتقالها إلى العصر الصناعي و إقامة أول نمط إنتاج يقوم على تعميم البضائع و التبادل و التعامل النقدي، أن تقوض الأسس الاقتصادية التي قامت عليها العائلة البطريركية الواسعة، بتحطيمها لأنماط الإنتاج العائلي و الفردي و الملكية العائلية للأرض.
ضعفت إذن مقاومة المؤسسة العائلية بسبب انهيار شروط الإنتاج السابقة، و أصبح الزواج كمؤسسة اجتماعية لا يشكل بالنسبة للمرأة ضمانة كافية من أجل تأمين حياة الاستقرار. هكذا استطاعت الرأسمالية انتزاع النساء من الاقتصاد الزراعي العائلي لصالح نمط إنتاج صناعي، فجذبتهن إلى سوق العمل بعد تحويلهن إلى يد عاملة مأجورة، اندفعت المرأة خارج البيت بحثا عن عمل تحصل به على أجرة شخصية وتصبح معيلة لعائلتها.
بعد مجيء نظام الباطرياركا، و اندثار الاقتصاد المنزلي المشاعي، فقد عمل المرأة القيمة التي كان يحظى بها باعتباره جزءا رئيسيا في الإنتاج الاجتماعي للمشاعات البدائية، و ظلت المجتمعات ما قبل رأسمالية توظف عمل المرأة في الإنتاج الفلاحي بشقيه النباتي و الحيواني، بل حتى الصناعة الحرفية كانت تلجأ إليه لدعم احتياجاتها. لقد كان عملا تابعا و غير معترف به و لا يؤدى عنه، يخضع لشروط الإنتاج السائدة القائمة على الملكية العائلية و الإنتاج العائلي الذي يقوده رؤساء الأسرة و البيت: الأب، الأخ، الزوج. أما الرأسمالية فقد أدخلت الأجر الشخصي مقابل عمل المرأة (استعمال قوة عملها)، فالمرأة العاملة مثلها مثل العامل أخضعت لشروط إنتاج الرأسمالية القائمة على استغلال قوة العمل وانتاج فائض القيمة، و أصبح للمرأة إذن وظيفة خارج البيت وخارج الأسرة، و قد جعلها هذا أمام تناقضات جديدة و نزاعات حادة مع الأسرة و مع المجتمع.
هذه العودة إلى الإنتاج الاجتماعي أدخلت المرأة في تناقض مع واقع الأسرة. فالرأسمالية على غرار الأنماط الإنتاجية السابقة لا تعترف بالعمل المنزلي للمرأة، حيث تعتبره عملا غير منتج رغم مساهمته في إعادة إنتاج قوة العمل وإنتاج الأجيال من العمال والعاملات، (الإنجاب). و يبقى هذا العمل الذي يرهق كاهل النساء خدمة خاصة تبدد طاقات المرأة و تبلد ذهنها، فالمغاسل العامة و المطاعم الشعبية و رياض الأطفال ليست شأنا رأسماليا إلا قليلا.
فالعائلة النووية (المصغرة) منظمة على أساس وحدة سكنية: المنزل الخاص حيث حياة الطبخ، و الغسل، و الإنجاب، و العناية الصحية بالأطفال... وراء هذا التقسيم إيديولوجية فردانية تمجد الاستهلاك الفردي، و تنمط العلاقات الاجتماعية الأكثر حميمية، و تدمر التواصل الاجتماعي للنساء، حتى لا يتحولن إلى قوة اجتماعية مهددة للنظام القائم. لا غرو، إذن، أن يتم استغلال النساء كمستهلكات، و كمادة للدعاية و الإشهار و الإثارة الجنسية.
لقد استلبت المجتمعات الرأسمالية المرأة و أبقتها على الرغم من كل القوانين التي سنتها عن المساواة بين الرجال و النساء، أسيرة المفاهيم التقليدية الذكورية السابقة: أداة إنجاب و أداة متعة، في ظل علاقات اجتماعية و إيديولوجية طبقية بطريركية سائدة، تساهم المرأة و الأسرة في إعادة إنتاجها، إلى جانب مؤسسات إيديولوجية أخرى كالمدرسة و وسائل الإعلام و المؤسسات الدينية...
هكذا يتغذى النظام الطبقي الرأسمالي باستمرار من نظام اضطهاد ظهر منذ آلاف السنين: أي الباطرياركا، و يفاقم باستمرار سماته الاضطهادية، و تعمق "العولمة الرأسمالية" الراهنة رغم كل ادعاءاتها عن الحرية و المساواة هذا الاتجاه، فقد جعلت من الأسرة كوحدة اقتصادية، هشة اجتماعيا و مستلبة إيديولوجيا و مشيئة، مكانا اضطهاديا للنساء بامتياز. و بالفعل أصبح اضطهاد النساء يمثل أداة بين يدي الرأسماليين تتيح تدبير مجمل قوة العمل، بل حتى تبرير سياستهم بنقل مسؤولية "الرفاه الاجتماعي" من كاهل الدولة و مؤسساتها الجماعية، و القائه على عاتق الأسرة ( المرأة خاصة)، دون حتى الاعتراف الشكلي بعمل المرأة، رغم أن مساهمة النساء غير المرئية، و التي لا يعبر عنها بقيمة نقدية أو تقاس بالأجور الجاري بها العمل، قدرت بالنسبة لسنة 1995 ( حسب P N U D 95) ب 11000 مليار دولار، و يقدر الإنتاج العالمي لنفس السنة (حسب P N U D 95) ب 23000 مليار دولارا. و من 95 إلى الآن علينا إن نتصور حجم هذه المساهمة.
اجتماعيا، تقوم سياسة "الرأسمال المعولم" على ضرب استقرار العمل و تفكيك التشريعات الاجتماعية تحت شعار مرونة الشغل و الأجر، و تتعرض مجانية التعليم و الصحة و التغطية الاجتماعية و دعم المواد الأساسية للضرب، و تساهم السياسات المفروضة على دول العالم كسياسة التقويم الهيكلي و الخوصصة في تعميق الفقر لدى الجماهير الكادحة و توسيع رقعته ليطال حتى بعض الفئات الوسطى، بل يشهد العالم اتساع ظاهرة "تأنيث الفقر" بشكل لم يسبق له مثيل. فمن بين مليار و 300 مليون من الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر 70 % منهم نساء، و تعاني النساء بشكل كبير من سياسات و برامج التقويم الهيكلي و الخوصصة التي فاقمت من أوضاع المرأة في مجالات التمدرس و الصحة، و انتشار الأمية، و التمييز في الأجور و المداخيل، و الخدمات (رياض الأطفال) و التشغيل الليلي، و تزايد العنف ضد النساء، و الاغتصاب، و القتل و الانتحار...
و علينا تصور الوضع بالنسة للمرأة العاملة و الكادحة و حتى بالنسبة للنساء المنتميات لما يسمى الطبقات الوسطى بعد انفجار الأزمة الأخيرة للاقتصاد الامبريالي و انعكاساتها داخل المجتمعات الرأسمالية المركزية و داخل أطراف النظام الرأسمالي العالمي.

5-الرأسمالية وتناقضها الأساسي

إن التناقض الأساسي للرأسمالية هو التناقض بين العمل و الرأسمال و يتخذ الآن، في زمن "العولمة الرأسمالية" التي نعيش طورها الحالي، طابع تناقض كوني بين البرجوازية و البروليتارية.
فالتغيير الجذري و الكامل للعلاقات الاجتماعية نحو مجتمع المساواة يمر بالضرورة عبر القضاء على استغلال الإنسان للإنسان، و على كل أشكال الاضطهاد، و الوصول إلى هذا الهدف يستدعي حلا ثوريا لتناقض الرأسمالية الأساسي و تحقيق الاشتراكية على طريق بناء المجتمع الشيوعي. إنه الطريق الوحيد للتقدم الاجتماعي الحقيقي، اقتصاديا، سياسيا، إيديولوجيا و ثقافيا.
إن منظورنا للنضال النسائي، مرتبط أشد الارتباط بمنظورنا للنضال السياسي الطبقي. و الفارق بيننا و بين الحركات النسوانية هو الموقف الطبقي و التحليل الطبقي. و بالنسبة لنا لا وجود لحقوق و حريات متعالية عن الصراع الطبقي.

يقول لينين:" إن وضع المرأة مرتبط بشكل لا انفصام فيه باعتبارها إنسانا و عضوا في المجتمع بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. هنا الفارق بيننا و بين حركة النساء البرجوازية. هذا هو أساس طرح المسألة
النسائية كجزء من المسألة الاجتماعية العمالية، و من تم ربطها بالنضال الطبقي و بالثورة ".

إن نقد الحركات النسائية البرجوازية و البرجوازية الصغيرة و تعرية طابعها الطبقي و مساندة نضالات المرأة العاملة و الكادحة و العمل على رفع وعيها السياسي الطبقي، هما المهمتان الرئيسيتان للمرحلة القادمة، و ذلك على طريق بناء الحزب الماركسي اللينيني للطبقة العاملة المغربية، و بناء الأدوات الذاتية لتحرر النساء في ظل تصور استراتيجي يجمع بين النضال الخاص بالنساء و النضال العام من أجل الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية و الاشتراكية.

4 مارس 2014
وائل شاهين

المركز الماركسي ــ اللينيني للدراسات و الأبحاث و التكوين.

"8 مارس الثورية"

http://8mars-revo.hautetfort.com

هذا و يجد القراء على الموقع الإلكتروني ل "8 مارس الثورية"، كراسة تتضمن مجموعة من المقالات حول قضية المرأة، و هي:

الأساس الاجتماعي لقضية المرأة ــ "ألكسندرا كولونتاي".
الشيوعية و الأسرة ـــ "ألكسندرا كولونتاي"
العائلة البطريركية ـــ " فريدريك انجلز"
العلاقات الجنسية و الصراع الطبقي ـــ "ألكسندرا كولونتاي"

""8 مارس الثورية """



#8_مارس_الثورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى استشهاد سعيدة لمنبهي


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - 8 مارس الثورية - الماركسية اللينينية و تحرر النساء