أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - في سجن الصمت














المزيد.....

في سجن الصمت


أسامة سليم

الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


« بعض القصص التي انتهت في حياتنا.. نرغب بإعادتها فقط لتغيير مشهد النهاية.»
• بحث عن الولاعة كانت السيجارة بين أصابعه تنتظر .. بحث على الطاولة على المكتبة بين الكتب في ثنايا السرير و تحته أين إختفت منذ دقائق فقط كانت الولاعة بين يديه ؟ أين وضعها ؟ لا يذكر فتح خزانة الملابس لا أثر لها أيضا ..هو لم يخرج من غرفته بعد ..استلقى على فراشه هاهي الملعونة تحت الوسادة .. أشعل سيجارته حاول أن يتذكر شيئا ما ..فكرة راودته البارحة لكن النعاس أجلها للصباح ..أية فكرة راودته البارحة غالبا ما تراوده أفكار تشبه الشياطين في الليل و عادة ما يطردها و ينام ..لكن فكرة البارحة مجرمة و مغرية ظلت تراوده حتى في الحلم الذي عجز عن تذكره أيضا يريد أن يلتقطها .. فتش في ثنايا رأسه و في زوايا عقله لكن لاشيء يذكر سوى الصداع و الفراغ .. بحث في خزائن الذاكرة فتحها خزانة خزانة لم يكن هناك سوى السراب و بعض ذكريات قديمة غطاها الغبار و صور باهتة من الماضي .. فتح أبواب الغرف في رأسه حيث الرطوبة و خيوط العناكب حتى غرفته بالمبيت رائحتها لاتطاق وقف امام المرأة و ناجي خياله و تذكر :
• إنني أقف في منتصف الجسر تحديدا ,,, لا أعلم كيف يقول لي صديقي أنني مهموم جدا و أتحمل مشاغل و أعباء اكبر من عمري ,,,, أيّها الأحمق ,,إنني لا أكاد أتحمل عبيء معطفي الشتوي فوق ظهري ,, الناس تتحرك كأنهم في خلية النحل , بإنتظام شديد ,, من المؤكد أن نيتشه سيعجب بهذا النظام أكثر من إعجابه بالجيش ,,.. علي كل سأواصل سرد ما حدث تلك الليلة بكل تلقائية ,,, كان يتسكع في ارجاء المدينة ,,, جيئتا و ذهابا ,,, في ازقتها العتيقة و في دور الدعارة و البارات القذرة و في الحانة الرفيعة ,,, لم يجد مكانا يلتجئ إليه ,,, لم يجد أعين يختبئ فيها ,,, انا لست بخير . إن كنت تسئلين عن حالي فإنني لست بخير لا من شيء و لكن من كل شيء ,,, لقد كنت صغيرا آنذاك ,,, و كانت امي تسئلني
_ هل تحبني ؟
_ طبعا يا أمي
*لكن جوابي لها لم يكن يشفي غليلها و كانت تقول لي :
_ كم تحبني
_ كنت صغرا و بريئا و كنت افتح يديّ و اطلقهما و اشير له بهذا القدر
أما الان فقد كبرت و ظلت يدايا مفتوحتين و لم تجد جسدا تعانقهما
عل كل ,,نواصل من حيث توقفنا لكن بحب أكبر و أصدق ,,, ذاكرتي تخونني ,, لا أتذكر ,,, ماللذي يحدث ,,, أفتح عينيا في الصباح باكرا ,,, عندما أستيقظ,, أسأل نفسي أين أنا,,,ماللذي يحصل... هذه الجدران ليست جدران غرفتي ,,, سريرُ و طاولة مربعة لا تفتح شاهية الدراسة و كرسي حديدي مع شمّاعة مثبتت بالجدار أعلق فيها ملابسي و في أغلب الاحيان أعلق فيها احلامي و طموحاتي ,, هذا السقف ليس سقف بيتي,, ، أما الوسادة محشوة بالحنان و المحبة الصادقة فهي سخيفة لدرجة انها تصدق أحلامي كل ليلة ,,, أنا أنام كي أرتاح و لا أنام كي أحلم أو أنساها كما يقول محمود درويش ,, ذلك الاخير يمتلك مخيلة كبيرة ,,, أنا أنا فإنني خائر القوي و منهك ,,, أنتظر في طوابير الموتي تُربي يدفن جثتي ,,, ،،،الغطاء ،، الهواء ،،،أين رائحة أمي ؟؟!،،، أين أنا ... لا أعلم ,, اللعنة!...
أتذكر أني غادرتي بلدتي إلى مكانٍ آخر مرغماً ، وأني هنا بلاعنوان بلا اسم.,,, إسم بلا لقب ,,, هوية دون تعريف ..أفتقد أصدقائي,,, انا نكرة ، فلا أحد هنا يعرفني ،،،لا أحد يناديني منذ زمن لم أسمع اسمي ،،،ياللغرابة ، وياللغربة ،،،،غرباءُ نحن حتى عن أنفسنا غرباء نحن ، وكأننا خُلِقنا لنكتشف كم نحن ضعفاء و كم نحن في حاجة ملحّة إلي الرب ,,,أنا لا أعيش اللحظة ,,, أخاف من ضريبة الحب الباهظة و من ضريبة الظحك لانني أعلم انني سأدفع ثمنها اضعافا مضاعفة ,,,لقد فقدت شغف الحياة و لغزها ,,,النسيم يتسلل من نافذة غرفتي ,,, كأنه عطر إمرأة إسبانية ,,عبث بجوارحي ثم تذكرت ,,, إنها رائحة الموت ,,, إنها رائحة الشهداء ,,هذا عطر الشهداء ,,, شكري بلعيد لقد نسيت أن نافذتي تطل علي مقبرة الجلاز ,,, المأوي الاخير للشهداء ,, أين يقضون فترة إستراحتهم ,,, هنالك حيث يكونون تونسيون دفعة واحدة ,.. الوطنية و الحب ... هي خطيئة الانسان الأولي في حق نفسه ... ثم تأتي الكراهية ... كل هذا الفرح الكاذب و الابتسامات الباردة على وجوه المترفين لن تغطي بذاءة هذا العالم الموبوء .... تلك المحارم التي يبيعها الفتي السوري في شارع الحبيب بورقيبة ... كلها لا تستطيع مسح دموعه ,.. يا محارم العالم إتحدي و كفني جثة هذا العالم .... لنصلي صلاة الغائب علي روح من أحب هذا الوطن ... لمن لم يبعه بحفنة دولارات .... آه آه آه ....كان يصيح بطريقة هستيرية ايقظت كل من يسكن في الطابق الثالث من المبيت .... لقد نسي السيجارة بين أصابعه دون ان يأخذ منه نفسا واحد حتي أحرقت اصابعه ... وجد نفسه يقف امام مرأة الغرفة بوجه شاحب و جسدا منهك ,,, تأمل في صمت و قال : اللهم إني نويت الحب أو الحرب ...... . ....



#أسامة_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة أمر مؤذٍ للغاية وقد تشكّل ضغطاً نفسياً عنيفاً (حوار ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسامة سليم - في سجن الصمت