المهدى صالح احميد
الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 16:42
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مدينة بنى وليد والذكرى الرابعه للقرار الظلم
بمناسبة الذكرى الرابعة للقرار الظالم رقم 7 , والصادر من "المؤتمر اللاوطنى العام " حيث صنفت مدينة بنى وليد وفق مفهوم خاطئ أنها مؤيدة لنظام العقيد القذافي ، وهو مفهوم أصبح شائعاً في ليبيا الإنتفاضة , على الرغم من إنها كانت من أوائل المدن التى خرجت على نظامه فى العام 1993 . قتل وهجر العديد من قيادتها بسبب ذلك الخروج ، وسبق وإن قال رمز مشائخ قبائلها وهوالسيد محمد البرغتى , حيث قال إن كان الخروج عن النظام شرف , فقد سبقناكم على هدا , بعد ذلك إنخرط المئات من أبناء المدينة متطوعين ونظاميين ضمن قوات وكتائب النظام المنهار , وعلى رأسها اللواء المعزز 32 , والذي كان يقوده أبن ديكتاتور ليبيا السابق خميس معمر القذافي ، وهو أمر عادى فى بلد ظل النظام القمعى يحكمه بالحديد والنار لأكثر من أربعة عقود ، حيث أصبحت كتائب النظام المنهار هى مصدر الرزق للكثيرين ، وما أن اندلعت الإنتفاضة في السابع عشر من فبراير 2011 ، حتى تحركت الكتائب تجوب البلاد طولاً وعرضا ً ، تقمع الثورة وتقتل شبابها ، إنتفضت مدينة بنى وليد كغيرها من المدن ، لكن سرعان ما قمعت ثورتها وقتل الكثير من شبابها وتم مطاردة الباقين ، قيل إن "العقيد القذافى" , لجأ إلى مدينة بنى وليد طالباً الحماية لكنهم رفضوه ، ووعدوه وعداً ألا يقاتلوه ، فقط سيكونون على الحياد ،انتصرت الإنتفاضة وبدئت مرحلة تصفية الحسابات بين المدن والقبائل المختلفة ، فهبت مصراته وبعض من تحالف معها للهجوم على المدينة ، فقامت كتائب الثورة ببعض الأعمال التي تخالف العادات والأعراف السائدة ، زاد الإحتقان ، وأجج منه انقسام أهالي بني وليد لمجموعتين مجموعة أطلقت على نفسها " ثوار 28 مايو " نسبة لكتيبة كونت بعد الثورة وحاولت أن تخضع سكان المدينة بالقوة ومارست العديد من الانتهاكات والخروقات ، مما دفع سكان المدينة لطردهم خارجها بعد معركة قتل فيها العشرات ، ومنهم عدد من منطقة سوق الجمعة بطرابلس ، منذ ذلك اليوم شابت العلاقة بين الدولة وسكان المدينة توترُ شديد ، فالدولة مع سيطرة الحالة الثورية على الشارع الليبي , أصبحت لا تعترف إلا بالمجموعة المطرودة من المدينة وتنعتهم بالثوار، فاعتمدت منهم مجلساً محلياً للمدينة ومجلساً عسكرياً ، وأصبح المجلسان يمارسان أعمالهما من خارج المدينة وبالتحديد مدينة طرابلس ، حظي المجلسين بمباركة ودعم الدولة ودعم بعض المدن والمناطق كمصراتة وسوق الجمعة ، سكان بنى وليد بالمقابل أسسوا كياناً شرعياً داخل المدينة يقوم على تسيير أمورها والإشراف على مؤسسات المدينة أصبح بمثابة برلمان منتخب وأسموه " المجلس الإجتماعى لمدينة بنى وليد " لم تستطع الدولة الرسمية ممثلة فى " المجلس الانتقالي " آنذاك
استيعاب المدينة وإدخالها في منظومة الدولة ، وطفق بعض أعضاء المجلس والحكومة ينعتون المدينة بالمارقة ، ويؤكدون أنها تأوى أزلام النظام الفارين من كل مدن ليبيا ، بالإضافة للمطلوبين من شبابها ، وتمادت الدولة في غيها ، رافضة التعاون مع مجلس المدينة الإجتماعى ، مصرة على كون "مجموعة 28 مايو" هم الممثل الشرعي والوحيد للمدينة ، فزادت بذلك الطين بله ، وأصبح ما يسمى بالثوار في مدينة مصراته , ومن تحالف معهم من المدن والمناطق يتربصون لسكان بني وليد ، فقاموا بخطف العديد منهم وإيداعهم معتقلات مصراته ، بحجة إنهم مطلوبين ، وبالمقابل بدأت بنى وليد فى ردة الفعل وقاموا بخطف عدد من شباب مصراته ، فتحولت المعركة لمواجهة وتربص بين بنى وليد ومصراته ، أججها وزاد من لهيبها ثأر قبلى قديم يعود للعام 1918 , حيث تم فى بنى وليد إعدام المجاهد رمضان السويحلى المصراتى , من قبل القائد عبد النبي بالخير والذي ينتمي لقبيلة ورفله ، حيث كان السويحلى قد قدم لبنى وليد غازياً لها بالتعاون مع سلطات الاحتلال الإيطالي ، حسب ما أوردت بعض الروايات التاريخية ، ومرت الشهور ، فى ومض ترقب وتوتر بين مصراته وبنى وليد ، حتى جاء اليوم الذى تم القبض على إثنين من شباب قبيلة مصراته ، كانوا ضمن المجموعة التى قبضت على "معمر القذافى" على تخوم مدينة سرت , يوم 20 أكتوبر 2011 ، إصيب أحدهم ويدعى "عمران شعبان" برصاصة فى رقبته من جراء المطاردة التى حدث بينه وبين قوات من بنى وليد ، حيث كان عمران ورفيقه يقومون ، بجولة إستطلاعية لمدينة بنى وليد ، ظل عمران بمستشفى بنى وليد لأكثر من 50 يوم ، وبعدها تم نقله للعلاج خارج ليبيا , وذلك كان بحضور , رئيس المؤتمر الوطنى العام " محمد المقريف " وتوسط لدى مدينة بنى وليد لأخذه معه ، وما هى إلا أيام ومات "عمران شعبان" متأثراً بجراحه ، فثارت ثائرة ما يسمى ثوار وشباب مدينة مصراتة مطالبين بالقصاص ، لعمران شعبان ، وتم حشد القوات للهجوم على مدينة بنى وليد ، القوات كانت تقودها مصراتة وتشارك فيها بنسبة تفوق 80 فى المئة والباقى من ثوار المدن الأخرى المتحالفين مع مصراتة ، كان لابد من غطاء شرعي للهجوم على المدينة ، فقام نواب مدينة مصراتة فى المؤتمر الوطنى وعلى رأسهم " عبد الرحمن السويحلى ، وصلاح بادى " بحملة للتصويت على قرار يخول الجيش الوطنى بالهجوم على المدينة لتسليم المطلوبين ، القرار لم يصوت عليه سوى" 68 عضو من أصل 200 " وهو نصاب غير مكتمل ، لكنها الرغبة فى الإنتقام من المدينة بأى صورة ، فعلى رغم من إفتقاد القرار للنصاب القانونى ، وتشكيك الكثيرين فيه ,على أساس أنه من إختصاص السلطة التنفيذية ، لكنه تم التصويت عليه ومرر ، وما هي إلا ساعات وبدأت قوات درع ليبيا التى تقودها مصراتة , وحلفائها بتطويق المدينة وبدء القصف الرهيب ، وسمع دوى القذائف وبدأت البيوت تسقط على رؤوس ساكنيها ، وكان أمام مرأى الجميع .. جثث وأشلاء لمدنيين ، أغلبهم أطفال أبرياء بالإضافه على حرق العديد من المنازل وهى تفوق الوصف , وكذلك حرق مصارف المدينة , ومصانع المدينة مثل مصنع السجاد , وإيضاً نهب وسرقة الاموال والممتلكات , وليس هدا قط بل قتل وخطف وإعتقال للعديد من سكانها , وهو موثق وتم رصده , فى الزيارة الغير المسبوقة للمرصد الليبى لحقوق الانسان , والذى قام بها بتاريخ 4/11/2012 , حيث قام بكل المساعي الإنسانية والحقوقيه إتجاه هده المدينة وأهلها , وبالتالى ساهم بدوره الحقوقى المناط به , وهو الإفراج عن الكثير من الذين تم إعتقالهم فى مدن , غريان , والزاويه , ومصراتة , وحتى فى نفس المدينة إصلا من تم إعتقالهم , فى سجن السداده من قبل ما يسمى ثوار 28 مايو .
المهدى صالح احميد
[email protected]
#المهدى_صالح_احميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟