نوميديا جروفى
الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 13:48
المحور:
الادب والفن
نوميديا جروفى
أدركتُ السرّ
من أوّل لسعة في القلب
أدركتُ السرّ
منذ ألف عام
شهدتُ داخل الخرافي الحقيقي
صورتين على وجه مياه الأبديّة
و لمْ يبرحْ ظلّك يلاحق ظلّي
عبر العصور
في المرايا الأزليّة
حقيقة أم وهم ؟
لمْ أعدْ أكتب الكلمات
فهي تكتب نفسها
لمْ أعدْ أخط السطور
فقد كانت مخطوطة منذ القدم
لم أدر أهي حقيقة أم وهم ؟
وهل عرف قلبي الحقيقة
أم مسّه الجنون؟
وأنت يا شعري الجموح
هل ستهرب أم تبوح ؛
إذْ جرف الحب قلبي
إلى قلب المجهول ؟!
أرسم
على طاولتي المكتظة بالأوراق
أحاول خنق قلمي الجموح
بكل عنف
أحاول أن أبسط أفكاري
على هذه الورقة البيضاء
و بهذه الدموع الزرقاء
أرسم أحاسيسي
و أفكاري
وكل ما يخطر على بالي
على أنغام أشعاري
لكنني محتارة
هل أضعك على شمالي
أو على يميني
و أنت تملأ غرفتي كلها؟!
وأينما ألتفت
تطالعني صورتك
وصوتك يهاتفني
كبريــائي
يلازمني حلمٌ
أحلمُ ألّا ينتهي
كي لا يبدأ عذابي
ومهما يكنْ ؛ سأواصل الحلم
حين إلتقيتك أول مرة
كنت هائما في طقوس صمتك الغريبة
قبلها كنت اسما بلا وجه
و رحت تسري في نفسي
كعطر انسكب من قلبي
يملأ الفراغ كلّه
لذا كنت أخشى لقياك
و ها قد صرت طوفان صمت
يجرف حيرتي
هائما في غير دنياي
في غير أمنياتي
و شاع منك في وجودي أنس غريب
أنس لذكرك
أنس لصمتك
أنس حتى لغيابك
و راح هدوؤك يعبث بأوراقي
و تمسي في البال أحجية
و أنا ألهو بالأحاجي
بحكايات كلماتٍ
لم أبرع في حلها ولا مرّة
وعيناي تهربان إلى أرض غريبة
حيث يبتلعهما الماء
وأغمضت عينيك على سرّ
على حلم أخضر
و رغبت عن الكلام
كيف أرحل؟
كيف أرحل يا محراب روحي؟
كم سألت النفس
هل ستسلو طيب أوقاتي معك؟
يا شريانا يحيي قلبي الذي
لو فارقك ؛ يخرس نبضه
أرتشف أعذب الألحان من ثغرك
فتردّد مهجتي في كل لحظة :
يا أمير الهوى أهواك
و سيبقى نبض قلبي
يترنم هيماناً في معبدك
من ديوان محراب فى كل روح
#نوميديا_جروفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟