أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الكاتبة المغمورة والناشر














المزيد.....

الكاتبة المغمورة والناشر


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1406 - 2005 / 12 / 21 - 10:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المقايضة السلعية لم تنتهِ في المجتمعات المتخلفة بالرغم من ظهور النقد وإنما تم تطويرها بما يخدم أهداف ومتطلبات العصر، فبعد أن كان مفهومها يقتصر على مقايضة سلعة مقابل سلعة أصبحت في الوقت الراهن تعني مقايضة الجسد مقابل الشهرة في عالم الثقافة. وبغض النظر عن نوعية وجودة النتاج الثقافي، المهم أن تكون منتجته تمتلك سمة الجمال وقادرة على إغواء الآخرين خاصة النخب من الكتاب والصحافيين وأصحاب دور النشر للدخول معهم بصفقة تجارية لاتخسر فيها شيء ذو أهمية بالنسبة لها، فالجسد هو آلة إطفاء حرائق الغريزة الجنسية ليس إلا وعقلها يحصد النتائج للفوز بالشهرة الإعلامية والترويج لنتاجها (الأدبي!) الذي ينطفئ وهجه مع انطفاء غريزة الجسد!.
ولا بأس من هذا الانطفاء عند شخص ما فهناك حرائق غريزية أخرى مشتعلة عند كاتب أو صحافي أو ناشر، مازال ينتظر دوره في إطفاء حرائقه الجسدية ليروج لنتاج أدبي قادم...ومع الأيام يصبح جسد الكاتبة برسم الإيجار لإطفاء الغرائز الجنسية بعد أن يخمد وهج النتاج الأدبي الأول وتختفي شهرة الكاتبة لصالح شهرة بائعة الجسد!. السؤال الذي يطرح نفسه من يفسد الوسط الثقافي، بعض منتجات الثقافة من بائعات الهوى أم من مروجي ظاهرة الدعارة من المثقفين في الوسط الثقافي؟.
تصف ((هيفاء بيطار)) الحالة على لسان بطلها الناشر قائلة:"منذ أيام دعيت لحفل توقيع ديوان شعر لشاعرة مغمورة، تطبع ديوانها الأول، مقدمه كاتب مهم وفوجئت بازدحام أهم الشخصيات الثقافية والفنية في حفل توقيع ديوانها. وحين قرأت شعرها لم يساورني شك أنه هلوسات مجنونة، لايمت للشعر بصلة بل ليس له علاقة باللغة كتعبير عن حالة...شيء مؤسف حقاً، لاشيء أكثر رداءة من تسليع الثقافة والفن".
إن مبدأ المقايضة (الجسد مقابل الشهرة) أصبحت رائجة في الوسط الثقافي، والنتاج الثقافي لبعض النسوة بات يثير العديد من الأسئلة من حيث الجودة والنوعية قياساً بالنتاج الأدبي النسوي الجاد في الوسط الثقافي. وهذا الأمر بالنتيجة تتحمله الكاتبة الباحثة عن الشهرة لوحدها أكثر من الثقافة طالما الأخيرة يمكن مقايضتها. وظاهرة الإفساد الثقافي أصبحت شائعة في الوسط الثقافي...فبمجرد بروز كاتبة مغمورة (موهوبة وجادة) وتبحث عن فسحة لعرض مواهبها الأدبية على المجتمع، يتم مساومتها على جسدها فإن قبلت بمبدأ المقايضة حازت على الفسحة اللازمة!.
إن مهنة الناشر الحقيقية في الوسط الثقافي، هو تاجر في سوق الكتاب يجيد أكثر من غيره مبدأ المقايضة مع الكاتبة. وبحكم مهنته يبدو أكثر صراحة للدخول في المساومة لعقد الصفقات التجارية خاصة أن كانت صفقة رابحة يتبادل من خلالها شتاء عمره مع ربيع الآخر، المال مقابل الجسد، الشهرة مقابل الجسد، القبح مقابل الجمال.
تسجل ((هيفاء بيطار)) حوراً لكاتبة موهوبة ومغمورة مع ذاتها للدخول في مساومة مع الناشر قائلةً:"لماذا أبالغ في أناقتي أمامه؟ ألم أقبل أن أدخل غرفته وأجلس معه؟ لماذا أخدع نفسي أليس واضحاً منذ البداية، أنه يريدني كامرأة مقابل أن يشهرني ككاتبة؟".
بالرغم من أن العديد من الناشرين لايمت بصلة للثقافة بشيء إلا ما يتعلق الأمر بمصالحه التجارية فإنه بحكم الخبرة التجارية قادر على تحديد مستوى الموهبة لكاتبة من خلال قراءة عابرة لنتاجها الأدبي ليحدد مدى صلاحيته تجارياً في سوق الكتاب. وبالتالي مستوى موهبة الكاتبة فإن كان نتاجها يحقق ربحاً تجارياً له اتخذ قراره الأولي لطباعته، لكنه لايكتفي بالربح التجاري دون أن يربح جسد الكاتبة خاصة أن كان نتاجها الأدبي يتمحور حول العاطفة والحب والجنس. ويعتقد أنها دعوى غير مباشرة من الكاتبة له، فيتخذ منها سبيلاً لمساومتها على جسدها أو تذهب هي ونتاجها إلى الجحيم!.
تصور ((هيفاء بيطار)) تلك الحالة في حوار كاتبة مع ناشر قائلة:"لكن، ما أكتبه خبرة حياتية إنسانية، أتعرف ماذا تعني هذه الكلمات، تجربة حياتية إنسانية، كنت أقول هذه الكلمات مشددة كأنني ألخص سنوات عمري عبرها. ماذا فهمت أنت يا حضرة الناشر المثقف، أنا لست عاهرة، لست عاهرة؟".
تتشظى الثقافة في المجتمعات المتخلفة إلى ثقافات: ثقافة السلطة، ثقافة المعارضة، ثقافة الجسد، ثقافة الترويج، ثقافة الناشر...كل تلك الثقافات يمكن شراؤها إلا ثقافة الضمير، فيه بعيدة المنال عن تجار الثقافة!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة بين المورث والوعي
- صور التعبير عن المشاعر والأحاسيس
- الروح والحب
- الثقافة والجسد
- المرأة ومجتمعات العيب
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة


المزيد.....




- بعد أيام من وفاة امرأة في حادث مماثل.. دبّ يصيب 5 أشخاص في ...
- أرقام صادمة.. 63 امرأة يُقتلن في كل يوم تستمر فيه الحرب بغزة ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - الكاتبة المغمورة والناشر