أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شريعتي - صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 3















المزيد.....


صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 3


علي شريعتي

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أهل السنّة الفرس
لقد ذكر المؤرخون أنّ فتوحات إيران امتدت من فترة الخلافة الإِسلامية إلى نهاية فترة حكم الإِمام عليٍّ عليه السلام، وكانت هذه البلدان عندما يتم فتحها قد يتخلف بعض جنود الحملة في تلك المدن، وبعض هؤلاء كانوا من الشيعة ومن الذين حملوا معهم مبادئهم وعرفوا بها.
وفي فترة حكم زياد بن أبيه للكوفة كانت في جملة تخطيطاته للقضاء على التشيع بالكوفة أن هجّر خمسين ألف من الشيعة وسفّرهم إلى خراسان.
ولا بدّ أنّ هؤلاء توالدوا كما أنّهم بشروا بأفكارهم وعقائدهم فتبعهم على ذلك جماعة.
كما أنّ مدينة قم تم تمصيرها أيام الحجاج، وذلك أنّ عبدالرحمن ابن الأشعث كان أمير سجستان من قبل الحجاج ثم خرج على الحجاج وقاتله وعندما فشلت حركته كان بجيشه مجموعة من علماء التابعين منهم: عبدالله، والأحوص، وعبدالرحمن، وإسحق، ونعيم، وهم بنو سعد بن مالك الأشعري فنزل هؤلاء على سبعة قرى في منطقة قم استولوا عليها وجعلوها سبع محلات لمدينة قم والتحق بعبدالله بن سعد ولد له كان إمامياً تربىّ بالكوفة فنقل التشيع لأهلها (1).
هذه هي بذور التشيع في إيران تنمو في مجال محدود حتى بداية القرن العاشر حيث تحوّلت بعد ذلك مناطق كثيرة للتشيع أيام الصفويين.
أما البدايات منذ الفتح وإلى القرن العاشر فكانت إيران في جملتها سنيّة متوزعة بين المذاهب ويستثنى من ذلك جيوب صغيرة كان فيها بعض الشيعة.
والحقيقة أن التشيع لم يرتبط بالفرس إلا بظهور الدولة الصفوية منذ خمسة قرون فقط، فهي التي نشرته في إيران، وأما قبل هذا فكانت إيران كلها تقريباً سنية، بدليل ما سبق ذكره من قوائم علماء الفرس الأعلام الذين يمثلون مذهب أهل السنة.

عروبة التشيع
ولأجل هذا ذكر الباحثون الموضوعيون أنّ التشيع عربي بكل خواصه، وأقصد بالباحثين هنا المتأخرين منهم، لأنّ هذه المسألة لم تكن تشغل بال خصوم الشيعة في العصور الاُولى، وإنّما نشأت مؤخراً لأسباب كثيرة أهمها تحول الفرس إلى شيعة ابتداءاً من القرن العاشر، أما التاريخ الذي يسبق القرن العاشر فالشيعة من الفرس كانوا فيه فئةً قليلة.. وحينما تحول الفرس إلى شيعة ظهرت للفرس مثالب وعيوب لم تكن موجودة يوم أن كانوا من أهل السنة!.

أقوال المستشرقين في عروبة التشيع
1 - المستشرق فلهوزن قال:
أما أن آراء الشيعة تلائم الإِيرانيين فهذا مما لا شك فيه، وأما كون هذه الآراء انبعثت من الإِيرانيين فلا، بل الروايات التاريخية تقول عكس ذلك إذ تقول إنّ التشيع الواضح الصريح كان قائماً أولاً في الدوائر العربية ثم انتقل منها إلى الموالي(2).
2 - المستشرق آدم متز قال:
إنّ مذهب الشيعة لا كما يعتقد البعض ردّ فعل من جانب الروح الإِيرانية تخالف الإِسلام فقد كانت جزيرة العرب شيعية كلها عدى المدن الكبرى كمكة وتهامة وصنعاء. وكان للشيعة غلبة في بعض المدن مثل عمان وهجر وصعدة وفي بلاد خوزستان التي تلي العراق فكان نصف أهلها على مذهب الشيعة، أما إيران فكانت سنية عدى قم وكان أهل أصفهان يغالون في معاوية حتى اعتقد بعضهم أنّه نبي مرسل! (3).
3 - المستشرق جولدتسيهر قال:
إنّ من الخطأ القول إنّ التشيع في مَنشئِه ومراحل نموِّه يمثل الأثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الاُمم الإِيرانية في الإِسلام بعد أن اعتنقته وخضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة (4).
4 - المستشرق نولدكه قال:
ظلت بلاد فارس في أجزاء كبيرة منها تدين بالمذهب السني واستمر ذلك حتى سنة 1500م عندما أعلن التشيع مذهباً رسمياً فيها بقيام الدولة الصفوية (5).
5- بروكلمان قال في تاريخ الشعوب:
إنّ الشاه إسماعيل الصفوي بعد انتصاره على الوند توجه نحو تبريز فأعلمه علماء الشيعة التبريزيون أنّ ثلثي سكان المدينة الذين يبلغ عددهم ثلثمائة ألف من السنة(6) مع لفت النظر إلى أنّ هذه الكمية من السنة في بلد واحد كانت في القرن العاشر وفي بدايته.
6 - المستشرق جب يقول:
إنّ الفكرة الخاطئة والتي لا زالت منتشرة التي تقول بأنّ بلاد فارس كانت الموطن الأصلي للتشيع لا أصل لها بل الروايات التاريخية تثبت بأنّ الزرادشتيين كانوا أميل عموماً لاعتناق المذهب السنّي (7).

أسباب رمي التشيُّع بالفارسية
1- كما قلنا أن العلاقات بين الفرس والعرب قد ساءت بعد أن امتد نفوذ الفرس في دولة الإِسلام كما أشرنا إليه سابقاً شاء أعداء الشيعة أن يرموهم بالفارسية ليضيفوا إلى قوائم التهريج قائمة اُخرى، هذا من جانب ومن جانب آخر لما كان الشيعة منذ فترة تكوينهم من المعارضين للحكم لأنّهم يرون أنّ الخلافة بالنص وليست بالشورى وأنّها لعليٍّ عليه السلام وولده وإنما تنازل عنها وسكت حرصاً على مصحلة المسلمين وتضحية بالمهم في سبيل الأهم وقد حفظ ذلك بيضة الإِسلام.
وعقيدتهم هذه جرّت عليهم الملاحقة خصوصاً أيام معاوية وما تلاها إلى العصور المتأخرة، وللإِمعان بالتنكيل بهم وإبعادهم عن الساحة حشدت لهم السلطات كل ما تملك من وسائل التحطيم المادي منها والمعنوي فاعتبرتهم خوارج عن جسم الاُمة، ونسبت إليهم من الآراء ما هو بيعد عن روح الإِسلام وصوّرتهم بأنّهم دعاة فوضى ولاحقتهم بكل صنوف الملاحقة وكان من ذلك أنّها استغلت الشعور الملتهب ضد الفرس منذ أيام الإِحتكاك بين العرب والفرس فرمتهم بأنّهم ورثة الفرس وحملة عقائدهم فأضافتها إلى قائمة التهم التي أمست لا تعد ولا تحصى.

2 - أنّ الفارسية ما كانت سبة يوم كان الفرس سنة، وإنّما عادت سبة يوم تشيع قسم من الفرس، ودليل ذلك أنّك ترى الطبقة الأولى والثانية من الذين تهجموا على الشيعة وكالوا لهم التهم لم يضعوا في قائمتهم تهمة الفارسية.
وبوسعك الرجوع إلى ما كتبه ابن عبد ربه الأندلسي في "العقد الفريد" بالفصل الخاص بالشيعة وارتجل لهم المثالب والمطاعن فيه فإنّك لا تجد هذه التهمة ضمن التهم (8). وكذلك لو راجعت ما كتبه الشهرستاني في ملله ونحله وما ذكره عن الشيعة فسوف لا تجد تهمة الفارسية من التهم التي ساقها (9).
وأما ابن حزم فمع أنه أموي قح ومن موالي يزيد بن معاوية ومن أفحش الناس وأشدهم سباباً وسوء خلق، إلا أنّه لم يذكر للشيعة هذه التهمة (10).
حتى جاء المقريزي في القرن التاسع فأراد أن يصوِّر أنّ التشيع فارسي فالمسألة جاءت متأخرة (11) وهكذا المتأخرون عن هذه الطبقة لم ترد في قوائمهم هذه التهمة وإنّما جاءت من بعد القرن التاسع وبدء القرن العاشر، والغريب أن يكون بعض فرسان هذه الحملة من الفرس أنفسهم أرادوا أن يظهروا أنفسهم بأنّهم أحرص على العروبة من العرب أنفسهم.

هوية التشيع العقائدية
العقائد عند الشيعة إنّها لا تختلف بشيءٍ عما عند باقي فرق المسلمين، إلا اذا استثنينا موضوع الإِمامة وما يتصل به من صفات الإِمام، أما باقي نقاط الخلاف التي يفترق بها الشيعة عن باقي فرق المسلمين: فإنّ ما بين المذاهب الأربعة أنفسهم من نقاط الخلاف أضعاف ما يوجد بين السنة والشيعة، بل إنّ علماء المذهب الواحد وفقهائهم بينهم من الحلاف أكثر مما بين الشيعة والسنة بدون مبالغة.
ومن المستحسن أن نورد هنا جملاً قصيرة مما كتبه أحد علماء الشيعة عن آرائهم الدينية وعقائدهم لتكون مجرد مؤشر لمن يريد التوسع ويبحث عن الحقيقة بعيداً عن الأهواء والعواطف. ذلك العلِم هو (ابن بابويه القمي) وكتابه «عقائد الشيعة» من الكتب الرائدة في هذا الميدان وقد ضمنه كل عقائد الشيعة بدون مواربة لذا كان كتابه من المصادر التي يُرجع إليها، بالإِضافة إلى أنّ الرجل من أساطين المذهب وعمالقة الطائفة. وهذه نبذة مما كتبه عن عقيدة الاُلوهية، قال:
إعتقادنا بالتوحيد: أنّ الله تعالى واحد ليس مثله شيء قديم لم يزل ولا يزال سميعاً بصيراً حكيماً حياً قيوماً عزيزاً قدوساً عالماً قادراً. لا يوصف بجوهر ولا جسم ولا صورة ولا عرض، خارج عن الحدين حد الإِبطال وحد التشبيه. واعتقادنا في القرآن: أنّه كلام الله ووحيه وتنزيله وكتابه وأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنّ القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه هو ما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس بأكثر من ذلك ومن نسب إلينا أنا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.
هذا ما كتبه ابن بابويه الذي عاش وسط القرن الرابع وتوفي سنة 381 ه (12).
وهو كما ترى كلام معروف مألوف لكل مسلم.. وأما من يكتبون عن التشيع في كتب الطوائف والفرق من قديم الزمان، فهؤلاء تسببوا في إحداث رؤية ضبابية حول التشيع، لسببين: أولهما: الكذب على الشيعة، وثانيهما: المغالاة في نسبة الفرق المنحرفة إلى مفهوم التشيع، حتى يرتبك القارئ وتأخذه الحيرة أي هذه الفرق هو الذي يمثل التشيع. ومن المعلوم أن كل هذه الفرق بادت ولم يبق من مذاهب الشيعة إلا ثلاثة مذاهب هي (على الترتيب من حيث الكثافة العددية): الإمامية والإسماعيلية والزيدية، وهي من ضمن المذاهب الإسلامية الثمانية الكبار المعترف بها وبتدريسها في الأزهر الشريف، وما عداها لا عبرة به.
إنّ بعض ما يسميه كتاب الفرق بأنّه فرقة قد لا يتجاوز فرداً واحداً له رأي شاذ، وقد لا يتجاوز عدد أفراد الفرقة على أحسن الفروض عشرة أفراد، وقد يكونون منقرضين لا يوجد لهم أثر إلا في مخيلة البعض أو في وريقات من كتب مهجورة، فماذا تكون نسبة مثل هؤلاء إلى الاّمة حتى يسمون فرقة!
وإليك بعض النماذج من الكتابات غير العلمية حول الشيعة، تلبس الحق بالباطل:

النموذج الأول : الإمام الرازي
فقد ذكر الرازي في كتابه (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين): أنّ من فرق الشيعة فرقة "الكاملية" وقال عنها ما يلي بالحرف الواحد: وهم يزعمون أنّ الصحابة كلهم كفروا إذ فوضوا الأمر إلى أبي بكر، وكفر عليّ حيث لم يحارب أبا بكر. اهـ
إنّ هؤلاء الأشخاص الذين لم يبين الرازي موقعهم ولا عددهم هم فرقة في نظره وكل مضمونهم الفكري هذه الكلمات الأربعة، ثم انّهم يكفرون الإِمام علياً وهم مع ذلك شيعة، وفي نظر من ؟ في نظر الإمام الرازي ذو العقلية الكبيرة! (13).

النموذج الثاني: المستشرق فلهاوزن
ذكر أنّ أصل الشيعة يهودي، واستند في ذلك إلى قول نسب للشعبي وقد نقله أصحاب كتب الفرق ابن حزم والشهرستاني وابن عبد ربه الأندلسي والقول المنسوب للشعبي هو:
اُحذرك الأهواء المضلة: شرّها الرافضة فإنّها يهود هذه الاُمة يبغضون الإِسلام كما يبغض اليهود النصرانية ولم يدخلوا الإِسلام رغبة ولا رهبة من الله إنّ محبة الرافضة محبة اليهود قالت اليهود لا يكون الملك إلا في آل داود وقال الرافضة لا يكون الملك إلا في آل عليٍّ، وقالت اليهود لا يكون جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح، وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم وكذلك الرافضة. اهـ ملخصاً (14).

تعقيبان
هذه القصة استعرضها الدكتور عرفان عبدالحميد في كتابه (دراسات في الفرق) وعقب عليها ناقداً ومزيفاً بالاُمور التالية:
أولاً: إنّ العقد الفريد وتاريخ الطبري هي كتب أدب وتاريخ وليست كتب عقائد.
وثانياً: إنّ الطبري استند في هذه الرواية إلى سيف بن عمر وهو كذاب متهم بالوضع وقد نصت على كذبه كتب الجرح والتعديل ولم تأخذ بأقواله في شيء.
ثالثاً: إنّ الشعبي نفسه متهم بالتشيع فلا يصدر منه مثل هذا القول، وقد عده ابن سعد والشهرستابي شيعياً (15)
يقول الشيخ أحمد الوائلي: وأنا اُضيف إلى ملاحضات الدكتور عرفان مايلي:
أ – سؤال: هل لليهود صلاة يشترط فيها وقت الغروب؟ هذا من جانب، والجانب الآخر هذه الكتب الشيعة كافة في الفقه، وأنا أتحدى من يجد فيها رأياً واحداً يذهب إلى أنّ وقت صلاة المغرب عند اشتباك النجوم، وإنّما إجماعهم أنّه بعد غروب الشمس مباشرة، ويحتاطون فيشترط بعضهم ذهاب الحمرة المشرقية فليراجع القارئ أي كتاب فقه من كتبهم.
ب - أما الجهاد فإنّ باب الجهاد في كل كتب الشيعة كفيل بالرد على هذه الفرية، فإنّ حكم الجهاد عندهم أنّه قائم في كل وقت بشروطه كما هو عند سائر الفرق الإِسلامية.
ج - أما كون الخلافة عندهم في آل عليٍّ فليس ذلك منهم وإنّما هو استناد إلى أدلة الكتاب والسنة، فينبغي النظر في أدلتهم، ثم ينبغي توجيه هذا الإِنتقاد للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم.
إنّ هذا النمط من الكلام يوقفك على عقلية هؤلاء الكتّاب، الذين يكتبون عن الشيعة ومصدرهم قول وهمي ينسب إلى شخص قبل ألف سنة، وبين أيديهم مصادر الشيعة ولا يرجعون إليها فما تسمي هذا؟

أسباب معاداة التشيع
1 - ولد التشيع فى عصر الرسول (ص) محاصرا - وعرف به جماعة كانوا يسمون آنذاك بشيعة على عليه السلام ، مثل سلمان وابو ذر والمقداد بن الاسود وعمار بن ياسر وغيرهم - لان ولادته كانت تمييز لعلى ‏بن ابى طالب بالإمامة والإتباع، وفقاً للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية ازاء على عليه السلام ، ولما جسده على عليه السلام من انجازات فى خدمة الاسلام والمسلمين، مما أثار غيرة وحقد عند ذوي النفوس المريضة، التي كانت تكن العداوة للنبي ص سراً، وهم بنو أمبة.
اما النصوص القرآنية التي نزلت في علي: فتتراوح بين السبعين الى الثلاثمائة آية من القرآن الكريم، كما ذهب لذلك عبد اللّة بن عباس وجماعة آخرون. تناولت هذه الايات جوانب مما يتصل بعلى عليه السلام بمفرده مرة، ومع غيره مرة اخرى، وقد تكفلت كتب اسباب النزول بحصر ذلك، وأما الاحاديث النبوية فمئات نص عليها المعنيون بالسنة النبوية الشريفة، ويمكن الرجوع إلى أي كتاب في مناقب وخصائص علي وهي كثيرة. اما مواقف على ففى كتب السير منها الكثير مما يثير الاعجاب.
كل ذلك استدعى ان يلتف حولة جماعة من الصحابة وفضلوه على غيره، ووقف منهم الآخرون موقفا سلبيا وحينما صار الحكم إليهم اعتبروهم فرقة معارضة.
2 - وكانت ديون على بن ابى طالب عليه السلام ثقيلة من ناحية الدماء القرشية ابتداء من السرايا وانتهاء بالحروب الكبيرة، والتى كان عددها ثلاثة وثمانين، كان نصيب على عليه السلام منها الاوفر، ففى واقعة بدر فقط كان نصف القتلى بسيف على عليه السلام ، وفى واقعة احد كان عدد من قتل على يدية ثمانية عشر، بالاضافة الى البيوتات العربية التى وترها على عليه السلام بسيفه، هذه الدماء حمل مسوولياتها الكاملة على‏ بن ابى طالب عليه السلام وحده وشيعته، ليس لأجل أن له نصيب الأسد من النيل من المشركين فقط، ولكن لمنزلته من رسول الله ص فتعرض من اجل ذلك شيعة على عليه السلام الى انتقام يلبس وجوها شتى ابتداء من الدم المسفوك والحق المسلوب والكرامة المهدورة، وانتهاء بسيول من التهم والافتراءات عليهم، وإخراجهم عن حظيرة الاسلام.
3 - فى خلال ذلك تبلورت نظرية الشيعة فى الحكم، ومن هو احق به، فكان شيعة علي يرون أنه أحق بخلافة رسول الله ص منذ أول يوم، ولكنهم لما رأوا علياً نفسه لا يسعى للخلافة اتبعوه وساروا على دربه، إلى أن ولي الخلافة سنة 35 هـ ولم تستمر طويلاً لأن بني أمية كانوا متربصين به منذ أول يوم، فنقلب عليه معاوية وألغى الخلافة الإسلامية وحولها إلى الملك العضوض، الذي كان لابد أن يصحبه أيدولوجية مذهبية موازية للإسلام الحق الذي ورثه النبي ص لعلي بن أبي طالب، فزرع معاوية من هذه اللحظة مذهب أهل السنة والجماعة، حينما قال: (هذا عام الجماعة)، وكان من الطبيعي أن يشتعل الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل، ونشطت اقلام الطرفين، لتكون تيارين متصارعين، احدهما يدافع (وهم تيار الشيعة) وآخر يهاجم (وهو تيار الحكام)، وكان التيار الأموي هو الطرف الاقوى، بل لا نسبة بين الوسائل عند الطرفين، وفي الغالب: الناس على دين ملوكهم، وكان حصيلة ذلك ان تراكم خزين كبير من الافتراءات على الشيعة، وامتد منذ الايام الاولى حتى الان.
4 - كان الشيعة منذ فترة تكوينهم من المعارضين للحكم الإستبدادي، ولهذا استأثر أنصار الحكم بالساحة، وأبعدوا عنها الشيعة وطاردوهم وحاربوهم وشوهوا صورتهم بمختلف الوسائل.
5 – كان لا بد من خلق مبررات لهذا المسلك تجاه الشيعة، ومن اهم تلك المبررات: المبررات العقائدية، ولم يسلكوا في هذا مسلكاً وسطاً، بل ذهبوا إلى النهاية في الحرب الإعلامية التي لا تعرف الأخلاق ولا تقيم لتقوى الله وزناً (ومتى كان أعداء أهل البيت يعرفون الله؟)، فصوروهم على أنهم زنادقة ملاحدة يريدون هدم الإسلام! ومع طول الزمن نشا جيل تغذيه وسائل الاعلام والتربية بغض وكراهية الشيعة (لانحرافهم عن الدين)، وظل هذا المد من الإحتقان الطائفي يتوالد وتتوارثه الاجيال، وهى معتقدة بصحة ما ينسب الى الشيعة من انحراف، فيحملها دينها وحرصها على اسلامها ان تقف موقفا سلبيا من الشيعة، خصوصا مع وجود اقلام تواصل الحملة وتمد النار بالوقود تمشيا مع التيار السائد، وحرصا على مصالحها ومكانتها التى ربما تتعرض الى الضياع لو قالت كلمة الحق، وصححت المسار، وربما تعرضت للاخطار لو اقدمت على انصاف الشيعة، وليس موقف اهل الشام من الإمام النسائى صاحب السنن ببعيد، عندما سالوه عن المقارنة بين على ومعاوية، فقال: وهل يصل معاوية الى ان يكون راسا براس مع على، فضلا عن ان يفضل عليه، فوطئوه ورضوه في خصيتيه حتى مات.
ولكن مع ذلك تبقى امانة التاريخ ومسوولية الكلمة وقول كلمة الحق كلةا داعية لحملة الفكر واةل الدين ان يصدعوا بالحق، ويضعوا النقاط على الحروف، لا سيما ان الحقائق ظهرت اليوم بفضل انتشار ثورة المعلومات ووسائل الاعلام، وتوفر مصادر المعرفة عن الفكر الشيعى، كل ذلك كان وسيلة لتبديد الظلام والتعرف على الواقع، ولكن جريمة العرب أنهم لا يقرأون، بينما المفترض أنهم أمة (اقرأ).
أفلا يكفى مرور أربعة عشر قرناً على دعوى وجود قرآن خاص للشيعة للعثور على نسخة منه ؟ حيث لم يعد هناك ما يسمى (أسرار) في زمن ثورة المعلومات، ونحن اليوم نعرف من المعلومات عن الفرق الباطنية وأفكار مؤسسيها من كتبهم التي بين أيدينا، ما لا يعرفه كثير من أتباع هذه الفرق أنفسهم ممن عاصرها في الماضي، فأين قرآن الشيعة المزعوم هذا ؟ اللهم إلا إذا كان كذبة (بيضاء) لوجه الله تعالى، نصرة للدين من خلال تشويه صورة التشيع بهذه الإفتراءات. (16)
__________________________
(1) أحسن التقاسيم للشاري ص199.
(2) الشيعة والخوارج ص241.
(3) الحضارة الإِسلامية 1/101.
(4) العقيدة والشريعة ص204.
(5) دراسات في الفرق والعقائد ص326.
(6) تاريخ الشعوب الإِسلامية ص497.
(7) دراسات في الفرق والعقائد ص26.
(8) العقد الفريد 2/404 فصاعداً.
(9) الملل والنحل هامش الفصل 1/195.
(10) الفصل في الملل والنحل 4/179.
(11) دراسات في الفرق والعقائد ص25.
(12) دراسات في عقائد والفرق الإِسلامية ص18.
(13) اعتقادات فرق المسلمين ص60.
(14) العقد الفريد 2/409.
(15) انظر دراسات في الفرق والعقائد: ص30.
(16) دفاع عن الحقيقة ص 10-19 أحمد الوائلي



#علي_شريعتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 2
- صفحات من أصول مذهب الشيعة وتاريخ التشيع | 1
- جمال البنا يتحدث عن جمال الدين الأفغاني


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي شريعتي - صفحات من التاريخ الديني والسياسي للتشيع | 3