أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيتر ابلارد - قبلنا الدعوة














المزيد.....

قبلنا الدعوة


بيتر ابلارد

الحوار المتمدن-العدد: 1401 - 2005 / 12 / 16 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدم الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان رسالة(1) إلى العلمانيين يدعوهم فيها إلى " يتجشَّموا عناء البحث الأصيل والدراسة العميقة للإسلام من مصادره، فيكونوا بذلك قد سمعوا منه بدل أن يسمعوا عنه، وأن يفهموه بعقولهم لا بعقول غيرهم، وأن يتكلموا عنه أصالةً عن أنفسهم لا نيابةً عن غيرهم".
ولما في هذه الدعوة من أهمية فلا أعتقد أن رفضها أو التعامل معها بدون أهتمام أمرا جيداً، ولذلك قررت قبول الدعوة بصدر رحب من خلال مجموعة من المقالات.
لكن قبل البدء في قراءة الإسلام سياسيا من ما يعتبره د. غزلان مصادره هناك بضعة نقاط يجب توضيحها أولا:
1- سأعتمد فقط على كتاب الإخوان أو على أمهات الكتب الإسلامية.
2- لن أعتمد بأي شكل على فكرة أن فهم الإسلام حكرا على جماعة معينة فالدكتور غزلان يقول لنا إن الإسلام " فهو لا يعرف طبقة رجال الدين ولا يقر كهانتهم ولا احتكارهم لتفسير الكتاب المقدس". وطبعا لكي لايُتهم الدكتور بإزدواجية المعايير فهو أيضا لا يعترف ولا يعرف طبقة رجال الدين في الإسلام.
1 - الدولة
ولنبدأ بمحاولة فهم مايعنيه الإخوان بالمجتمع والدولة، كيف يمكن أن نعيش في هذه الدولة،...
يقول لنا الإخواني سيد قطب: "جاء (القرآن) ليقرر أن هناك وشيجة واحدة تربط الناس في الله فإذا إنبتَّت هذه الوشيجة فلا صلة ولا مودة،... إن هناك حزبا واحد لله لا يتعدد، وأحزابا أخرى كلها للشيطان وللطاغوت... إن هناك نظاما واحدا هو النظام الإسلامي وما عاداه من النظم فهو جاهلية،... وإن هناك دار واحدة هي دار الإسلام، تلك التي تقوم فيها الدولة المسلمة، فتهيمن عليها شريعة الله، وتقام فيها حدودة، ويتولى فيها المسلمون بعضهم بعضا. وما عداها فهو دار حرب، علاقة المسلم بها إما القتال، وإما المهادنة على عهد أمان، ولكنها ليست دار إسلام ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين" (معالم على الطريق ص 149- 151- دار الشروق – القاهرة – ط 17 1993م).
ويقول: "والأرض التي لا يهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هي دار حرب بالقياس إلى المسلم، وإلى الذمي المعاهد كذلك.. يحاربها المسلم لو كان فيها مولده، وفيها قرابته من النسب وصهره، وفيها أمواله ومنافعه" (المعالم ص 157).
فقطب يقدم لنا صورة شبه مفصلة عن رؤية الإخوان للدولة والمجتمع ولا أعتقد أن الإخوان قد تبرأوا من قطب أو يعتبرونه من أعداء الإسلام. وما قوله لنا قطب بصورة لا تحتمل اللبس هو أن هدف المسلم – ونعتقد أن د. غزلان يحسب نفسه مسلما – قلب كل نظم الحكم وتحويلها إلى نظام إسلامي – حسب رؤية الإخوان له – تغيير كل الدساتير وتحويلها لدستور واحد إسلامي، وإلغاء الأحزاب حيث لا يمكن في الدولة الإسلامية أن يُسمح لحزب للشيطان. زكما قال لنا قطب كل ما هو ليس بحزب إسلامي فهو شيطاني.
ويحدد لنا قطب أيضا شكل العلاقات الدولية في دولة الإخوان المنتظرة فهي إما علاقة حرب وقتال، أو مهادنة على عهد أمان، حتى لو كانت هذه هي دولته.
فالدكتور غزلان يطالبنا بقرآة الإخوان من مصادرهم والإسلام من مصادره، فهل ما قاله قطب تخاريف سجون أم أن قطب يفتري عليكم.
2- الحكم
هذا شكل الدولة الإسلامية التي عرضها لنا شيد قطب ولكن هل من هناك من ملامح لنظام الحكم في هذه الدولة؟
هل الحكم في هذه الدولة يترك للرعية كما حدث في حال أبو بكر الصديق؟ أم سيكون بالتعيين من الخليفة السابق كما حدث في حال عمر؟ أم سيكون بالإختيار بين مجموعة محددة يختار من بينهم أهل الحل والعقد كما حدث في حال عثمان؟ أم سيكون بالمبايعة كما حدث مع علي؟ أم سيكون بالسيف كما صار مع معاوية؟ أم بالتوريث كما حدث بعد ذلك؟
أي شكل من هذه الإشكال تقصدونه يا دكتور عندما تتحدثوا لنا عن نظام حكم إسلامي؟ أعرف أن المقولة الجاهزة في أدبيات الإخوان هي "إختلافهم رحمة" ولكن رحمة بمن؟
رحمة بالحاكم أم بالمحكوم؟
ومن الذي سيحدد أي المواقف أكثر رحمة بالمحكوم من غيرها؟ هل سيترك للحاكم التحديد كما يفعل كل حكام المنطقة؟ أم سيختار الشعب من يحكمه؟ رغم عدم وجود الإنتخاب المباشر بواسطة الشعب في أي فترة من فترات التاريخ الإسلامي، فدائما ما كان يترك الأمر لجماعة من الشعب لمك يختارهم أحد إلا الحاكم نفسه أو الطبقة الحاكمة.
أرأيت يا دكتور أن مقولة "إختلافهم رحمة" هي أولا مقولة مفرغة من معناها سياسيا؛ ثانيا هي مقولة استخدمت في غير محلها حيث أنها في الأصل تتكلم عن إختلاف الأئمة في شكل العبادة كصفة الركوع والسجود.
وإلا هل تعتبر أن خلافكم مع العلمانيين رحمة؟ أم أن المقولة تعني الخلاف فيما بينكم؟ فالدولة قد تحددت معالمها كما وصفها لنا سيد قطب، وتم استبعاد كل من لا يمثل الإسلام – من وجهة نظركم – ثم بعد ذلك رحمتومنا بإختلافكم.
ثم في مثل هذا النظام هل يحق أيضا للحاكم تولية الأقارب والمحاسيب كما فعل عثمان بن عفان؟ أم سيكون الحاكم ممن يعاقبون أبنائهم إذا أخطأوا كما فعل عمر؟
لقد أختلف عمر وعثمان في شكل الحكم وتبعاته وطبعا هذا خلاف رحمة ويترك لنا أن نختار.. أم يجب أن يختار لنا أحدكم؟
يا دكتور ما نقوله هو أمر بسيط إذا أردتم أن تتعاملوا معنى بصورة سياسية فأهلا ومرحبا بغض النظر عن إنتمائتكم الدينية، ولكن أن تدخل المعترك السياسي ممسكا بمسبحة مدعيا أنك – وحدك – تمثل الله على الأرض فالأحرى بك ألا تعترض عندما تُنقد فنحن ننتقد موقفا سياسيا وليس دينا.
تقولون لنا الإسلام هو الحل ولكننا لا نعرف ماذا تعنون بالإسلام أصلا، حيث أنه لا يوجد نظام محدد في الإسلام لاختيار الحاكم، ولا تعريف للدولة وعلاقتها بغيرها. ولترى في مقال أخر باقي جوانب المجتمع الذي تلقون بنا إليه.
وإلى لقاء



#بيتر_ابلارد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيتر ابلارد - قبلنا الدعوة