أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بنهمور محمد - دولة الانسان














المزيد.....

دولة الانسان


بنهمور محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 15:25
المحور: حقوق الانسان
    


إن إرساء دعائم دولة الحق و القانون، كان الشغل الشاغل لأكبر المفكرين و الفلاسفة منذ القديم، اقترن نشوء الدولة الحديثة مع فلاسفة العقد الاجتماعي بأوربا، التي تقوم على الفصل بين الممارسة السياسية و الدين، اي تحرير الدولة من أغلال الكنيسة تحرير المجال السياسي من الهيمنة الدينية. و قد نجح الأوروبيين بعد سنوات من ثورات دامية وحروب، إلى الخضوع إلى مبدأ التوافق و التعاقد الذي هو أساس السلطة السياسية الذي يربط بين الإرادة العامة و السلطة الحاكمة، عبر مؤسسات مختلفة تقوم بتنظيم حياة المجتمع في مجالات مختلفة اقتصادية و سياسية و إدارية، يكون الهدف من الدولة هو خدمة مصالح المجتمع بشكل ايجابي، هكذا وصلت أوروبا عبر مراحل متسلسلة إلى دولة الرفاه، دولة القانون،دولة الحقوق، التي يتساوى فيها  بين ابسط مواطن و اكبر مسؤول، بين الأجانب و السكان الأصليين،بين المتدينين و اللادينين.

إن نشوء دولة بمقومات حديثة بمؤسسات فعالة، يستدعي إرادة عامة، يستدعي وجود مواطن حر، و هذا الأخير يفرض وجود مدرسة عمومية ذات جودة عالية، ضامنة لمبدأ التكافئ و تعلم حرية الاختيار و المبادرة،الرغبة بالتغير،التعايش مع الاختلاف، فهل لدينا دولة تضمن هذه كل هذه الأمور؟، هل لدينا دولة تضمن حرية المعتقد للمسلم و للمسيحي و البوذي...؟، هل لدينا دولة همها تنظيم المجتمع و خدمة المواطنين؟، من ينظر الى الواقع المغربي يعرف الإجابة، نظام عشوائي إداري اقتصادي ريعي، حلوله أمنية عسكرية بامتياز، لغة السوط تتكلم فيه لا مجال للحوار أو النقاش، على المستوى السياسي خطابات سوقية لا ترقى لنخبة تمثل شعبا و مؤسسات، خطابات رجعية تجمع بين الميكيافلية و اللاهوتية، سياسيين همهم المصلحة الشخصية و العائلية، الم يقل يوما ماكس فيبر أن عمل رجل السياسة هو خدمة الصالح العام و ليس العكس، الم يطبق الألمان الذين نشيد بهم اليوم أراء فلاسفتهم و علمائهم في الماضي، الم يقل رئيس الحكومة عندنا يوما عف الله عن ما سلف، و أعطا صك غفران صريح للصوص و المفسدين بمزيد من النهب و ارتكاب مجازر في حق أبناء الشعب، الم ينتج هذا الوضع وزراء جدد بطرق واليات جديدة للنهب، كما حصل مع وزير الرياضة صاحب اكبر (كراطة) في العالم، الم يعطينا هذا الأمر وزير (الشكلاط) الذي انفق على حفلات أسرته من خزينة الدولة و الشعب، و أخيرا و ليس بأخير الم ينتج لنا الوضع القائم وزيرة تعمل لمدة 22 ساعة في اليوم ؟، و تسألنا معها حول هذا العمل الذي تعمل، لتفاجئنا بصفقة النفايات و الأزبال، ألا يستحق أبناء هذا الشعب أفضل من النفايات؟، أم أن النفايات هي وضع قائم بأشكال متعددة على ارض الواقع، ألا يستحق هذا الشعب العيش مع الجمال مرفوقا بالحرية و الكرامة و العيش الرغيد، أم هو قدر هذه الأمة أن تعيش بين السيئ و الأسوأ..؟.

إن الوضع الاستبدادي التي تعيشه الدول العربية بصفة عامة اليوم، ما هو في الحقيقة إلى استمرار لتاريخ القمع مع الدول السلطانية التي سادت تاريخ المجتمعات العربية، كما قال عبد الله العروي ذات يوما:إن وضع الدول العربية اليوم هو ارث ورثته من حقب زمنية سالفة.

فعلا تاريخ طويل في محاربة العقل في قتل المفكرين و تشريد الفلاسفة ونفيهم(ابن رشد نموذجا)، تاريخ من فرض الإسلام بحد السيف و فرض الرأي الواحد الأوحد للسلطان، ورثت دولنا الحالية في وعيها و اللاوعيها منهج الطاعة والولاء بالقوة، بدل الحوار و النقاش و الإقناع. ان دول كهذه محكوم عليها بالموت والفناء، إذا لم تراجع خطها الفكري السياسي و الاقتصادي و الحقوقي ..،إن الضامن الحقيقي لنشوء دولة الحق، يكمن في صلب اهتمامها بالمواطن، الإنسان، الكائن الوحيد الذي له قيمة مطلقة، لأنه غاية في ذاته، و قيمته تتجاوز كل سعر، إنسان له كرامة و يتمتع بالحرية و الاحترام و تضمن له الدولة سبل العيش الكريم.



#بنهمور_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام الفاسد و الاقلام المشبوهة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بنهمور محمد - دولة الانسان