أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر الحنفى - دعونا نفهم أولويات الاتفاق التركي الإسرائيلي














المزيد.....

دعونا نفهم أولويات الاتفاق التركي الإسرائيلي


ناصر الحنفى

الحوار المتمدن-العدد: 5214 - 2016 / 7 / 5 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا نفهم أولويات الاتفاق التركي الإسرائيلي
د. ناصر الحنفى
منذ اللحظة التي أعلن عنها التوقيع على الاتفاق التركي الإسرائيلي، انفرد بعض السياسيين والمحللين في إرجاع أصل هذا الاتفاق الي مربع ان الأتراك وقعوا هذا الاتفاق حرصا على القضية الفلسطينية وفردوا مساحات في تحليلاتهم بان تركيا قد ساهمت في فك الحصار عن قطاع غزة، ولكن حقيقة الأمر تقول بان النظام التركي عندما أقدموا على هكذا اتفاق كانت لديها عدة أولويات تصب في المصلحة التركية البحتة وان الموضوع الفلسطينية جاء في هامش هذه الأولويات ومع قراءتنا للمشهد نجد ان هذه الأولويات تأتي ترتيبا كالتالي:
أولا : مصلحة تركيا الاستراتيجية في إزاحة النظام القائم في سوريا بقيادة بشار الأسد وهي تدرك تماما مدي تعقيد المعادلة السورية وخاصة مع تواجد الدب الروسي بقوة وأيضا وجود ايران وحليفها الاستراتيجي حزب الله الشيعي , وبالتالي هم يعتبرونهم قوة عسكرية قادرة علي فرض معادلات علي الأرض وفي حالة استمرا دعمهم للنظام السوري سوف تبقي معادلة القتال داخل سوريا بدون تغيير طوال سنوات كثيرة وهذا ادا لم يتم أصلا حسم المعركة لصالح النظام السوري , ومن هنا جاء التفكير التركي بهذا الاتجاه وهو ضرورة تعزيز التحالف الأمريكي الإسرائيلي مع ضرورة تعزيز ما يسمي بتواجد القوي الإسلامية متمثلا في داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات ومن الملاحظ ان تركيا من الداعمين الأساسيين لتلك التنظيمات جازمة بان مثل هذه المناكفات العسكرية تحتاج الي المزيد من التحالفات علي الأرض سواء دعما لوجستيا او معنويا , ومن اجل الدفع بهذا الاتجاه وجب علي تركيا صياغة اتفاق مصالح مع إسرائيل وحليفتها المركزية الولايات المتحدة لتحقيق انجاز حقيقي علي الأرض وخاصة ان إسرائيل تمتلك معلومات استراتيجية عن النظام السوري وقدراته العسكرية.
ثانيا : الهدف الثاني من وراء هذا التحالف يكمن في مؤشرات تركية لدخول الاتحاد الأوروبي وهو حلم قديم للأتراك , وهو لن يتحقق فعليا الا اذا كان هناك لوبي اقتصادي وسياسي ضاغط يتمثل في إسرائيل وحليفها الولايات المتحدة ويكمن ذلك في وضع الاليات المناسبة من اجل الضغط للحصول علي هذا الحلم , ومعظم المؤشرات تفيد بان تركيا قريبة من تحقيق ذلك ولكن بشروط معينة فقط الولايات المتحدة هي الوحيد القادرة علي تحقيق ذلك وخاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي وتعقيد المعادلة هناك , وبالتالي من الضروري تعزيز تواجد حقيقي وهادف لهذه الأطراف داخل الاتحاد الأوروبي لمزح المصالح المشتركة.
ثالثا : تأتي الأولوية الثالثة للأتراك وهي الحفاظ علي مكتسبات حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق باستتباب الأمن علي صعيد الوضع الداخلي مع ملاحظة وجود تفجيرات متزايدة من قبل أطراف تحاول ان تزعزع النظام التركي سواء من تنظيمات إسلامية والتي لها تحفظات علي النظام التركي او من حزب العمال الكردستاني الذي يهدف الي الانفصال كليا عن تركيا من خلال قيامة بالعديد من العمليات العسكرية والتفجيرات وبالتالي زعزعة النظام في تركيا والذي يحاول اوردغان كل يوم ان يثبت ان النظام قائم داخل تركيا وأيضا هذه الفرضية تحتاج الي تحالف قوي بقيادة الولايات المتحدة وحليفها إسرائيل للقيام بدو الشرطي حتي يستطيع حزب العدالة والتنمية اثبات المعادلة الأمنية علي الأرض.
رابعا : وتأتي النقطة الرابعة وهي مربع القضية الفلسطينية ومحاولة تسويق الاتراك بان هذا الاتفاق هو في صالح القضية وبالتالي رفع الحصار عن قطاع غزة , ومع قناعة تركيا التامة بان الدخول في هذا المربع سوف يجلب للأتراك الكثير من الدعم السياسي من الشعوب العربية وبعض الأنظمة المتحالفة , ومن المضحك أحيانا انه يتم الترويج بان تركيا قد تساهم في ادخال بعض المواد لقطاع غزة والتي تحمل مواد لا حاجة لها أصلا وليس لها علاقة في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, وبالتالي تركيا وضمن سياستها تريد ان تحقق مصالحها الاستراتيجية متضرعة بوقوفها مع الشعب الفلسطيني , ومع قناعتي الراسخة بان الأولوية الراسخة بان هذا الاتفاق جاء بالدرجة الاولي لتحقيق مصالح تركيا الاستراتيجية ولكنها جاءت الي المربع الفلسطيني فقط من اجل مغازلة المجتمعات عاطفيا وليس الا.
وهنا تكمن الطارئة عندما يأتي جزءا كبيرا من السياسيين والمفكرين الذين يحاولون ان يضعوا تركيا في مربع المخلص والبطل الملهم لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وهذا الحديث ابعد بكثير ان يكون ضمن الأولويات التركية والأيام سوف تثبت الحقائق.



#ناصر_الحنفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر الحنفى - دعونا نفهم أولويات الاتفاق التركي الإسرائيلي