أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رحيم العراقي - كاركترات ح1..- الخال عوده














المزيد.....

كاركترات ح1..- الخال عوده


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 09:00
المحور: كتابات ساخرة
    


في أواسط الستينات من القرن الماضي وعندما بدأت اراضي مدينة الثورة التي وزعها الزعيم عبد الكريم قاسم على سكنة صرائف الشاكرية والجديّدة والعاصمة ممن هجروا أراضيهم الزراعية في جنوب العراق وسكنوا تلك المناطق العشوائية _عندما بدأت تبنى بالطابوق بدل الصرائف وغرف الطين بدأ الصبي عوده عمله في بيع صور المشاهير من الفنانين المطبوعة بألوان متنافرة على الورق المقوى _ الكارتون _ بواقع 30 صورة مرقمة في _الطبقة الواحدة_..وإزدحمت ذاكرة عودة المضطربة بأسماء : جيمس ستيوارت وألن لاد وستيف ريفز وإسماعيل ياسين وفريد شوقي والنابلسي والأطرش وعبد الحليم وإسمهان و..غيرهم. لهذا كان يصرف كل ما كان يكسبه على متابعة الأفلام السينمائية في سينما الفردوس والنصر و ميامي وغرناطة والوطني وركس وغيرها..الى أن أُفتتحت مقهى أبي عبدالله في قطاع 32 في الثورة فأصبح من روادها الصـغار الذين يدفـعـون خمسة فلوس لقاء الجلوس دون شرب الشاي أو الحامـض..ثم سرعان ما إنتقـل الى مقهى عبد الزهـرة هـرباً من أنصـار فـريد الأطــرش الذين إتهمـوا أم كـلثوم بإغـتيال إسـمهان وأطلقوا على مطربه الأثير عبد الحـليم لقب _المريض أبو الصوندات_ بعد أن إتهموه بعلاقة شائنة مع عبد الوهاب وكان يتمتم:(( ناقص يقولون هو اللي قتل عبدالكريم والمهداوي وسلام عادل .
كان عوده الذي ترك دراسته الإبتدائية في مدرسة إبن جبير قرب مرآب النهضة مثار إزعاج شديد لـرواد المقهى وقلق لصاحب المقهى فهو لا يتوقف عن الحـديث وسرد أحداث الفيلم قبل ظهورها و بصيغة أقرب الى الهذيان :
فريد شوقي راح يكتشف جريمة محمود المليجي ويضربه ست بوكسات وأربع كلات و خمس -
راجديات وكفختين ويسلمه للبوليس ويبوس هدى سلطان وتطلع النهاية والسلام الجمهوري..فريد شوقي ورشـدي أباظه وأحمد رمـزي على راسـي ياخـذون حـقهم بأيدهم ..شكـري سـرحان مثقف يضحي دائماً يمكن شيوعي يافحل..عماد حمدي جبان ولا زغراً بيك ما يحب يتعارك،يروح يشتكي للشرطة ،دايماً يلبس برنص لّماعي وأمه إسمها تيزه لو طنط ..هذا الشايب الشايل مبخره يومياً يبخر كل الأفلام ،الفلم المابي همبكه_توفيق الدقن_مابي مؤامرات، شاديه و كمال الشناوي راح يتباوسون بعد ربع ساعه بالأسانسير ، شكري سرحان ومحسن سرحان مو أخوان ،الله يرحم إستيفان روستي ..
وتتعالى صيحات الإستنكار والتهديد والوعيد من بقية رواد المقهى مطالبين عودة بالصمت المطبق وعادة ما تنتهي بمشاجرة لاتتوقـف إلا بتدخل عبد الزهـرة أو إطفاء التلفزيون مؤقـتاً ..ولكن الحالة تتكرر في مساء كل يوم خميس حيث تُعرض الأفلام العربية وظهيرة كل جمعة اثناء عرض فيلم الأسبوع العربي،و مع عرض مسلسلات : الضحية والرحيل وبنت الحتة وسعدية وكابتن كريف ووليم تيل ..
كان إسماعيل ياسين هو النجم المُفضل للصبي عوده وكان يقهقه بصوته المجلجل قبل أن ينطق (سمعه) كما يسميه بكلمة واحدة بل ويردد العبارات معه لأنه يحفظها عن ظهر قلب ..وقد تأثر عوده بفيلم (إسماعيل ياسين في الجيش) الى حدٍ جعله يتطوع في الجيش ظناً منه أن الحياة العسكرية ملأى بالمرح
والفرح والمفارقات المضحكة ..
قضى عوده بعد ذلك عشرين عاماً مُتنقلاً بين جبال كردستان يحارب العصاة البارتيين البرزانيين هناك ومعسكرات الزبير وعشرات غيرها ، وكان يقضي إجازاته المتباعدة والمُقتضبة في غرفته الضيقة دون
أن ياتي الى المقهى متذرعاً بعدم إعجابه بالممثلين الجدد:محمود ياسين ونورالشريف وعادل إمام وحسين
فهمي.وأصبح عودة لايضحك إلا نادراً..وفي عامه الأخير في الجيش عام 1984 في منطقة الفاو أُصيب بعدة رصاصات في ساقه ويده اليمنى التي بُترت فيمابعد وأطارت قذيفة إيرانية جزءً لايتجزء من فكيه فأُحيل على التقاعد .. شاهدته في أواخر عام 1990 وقد إقتعد رصيف شارع سوق مريدي أمام بسطته عارضاً بضاعته من صور ممثلين لا يعرف أسمائهم ..وسألته عن الصحة والأحوال.. فأجاب
حالي مثل حال عبد الوارث عسر بمسلسل بنت الحته ..فقر وتعب ومرض ومهانه ..ليت محمود
المليجي يعود الى الحياة ويخنقني ليلاً دون أن أشعر وأخلص..



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الثورة..أُختطفت.. .. !


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رحيم العراقي - كاركترات ح1..- الخال عوده