أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - المرأة ومجتمعات العيب














المزيد.....

المرأة ومجتمعات العيب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المجتمعات المثقلة بالمورث التاريخي والقيم والأعراف الاجتماعية والدينية وما تفرضه من قانون العيب، تعاني من عقدة الكبت الجنسي المفروضة على الجنسين، فلا يرى الرجل في المرأة سوى أداة استمتاع وتنظر المرأة للرجل بأنه فارساً يمتطي حصان أبيض سآتيها يوماً ليخلصها من براثن المجتمع ويحقق كل طموحاتها في الحياة.
هذا الهدف غير المعلن بسبب قانون العيب يفرض توجهاته على الجنسين ويسعى كل طرف لتحقيقه عبر أساليب ملتوية، تارة بالإغراء والإثارة وتارة أخرى بالخداع لتحقيق الهدف. وبغض النظر عن التسميات والأهداف وشرعيتها فإن كلا الطرفين يستغل نقاط ضعف الطرف الآخر لتحقيق هدفه، فالمرأة تلجأ للإثارة والإغراء عبر إبراز مفاتن جسدها لجذب الأخر الذي تحركه الغريزية المكبوتة ساعياً لاستمالتها عبر المال أو التلويح بالزواج وما يحقق هدفها.
هناك عالمان في المجتمعات المأسورة لقانون العيب: عالم ظاهري يدعي (الفضيلة!). وعالم باطني (واقعي!) يمارس علاقاته الإنسانية (الرذيلة!) وكلاهما متفق على عدم تجاوز حدود الآخر وغالباً ما يتبادلان الأدوار والمواقع في الزمان والمكان المناسبين.
وبخلافه في المجتمعات التي لايأسرها قانون العيب تتفاعل ضمن عالم واحد لاغير ولا تعاني من عقدة الكبت الجنسي، وجسد المرأة لايثير الآخرين ولا تسعى لاستخدامه (إلى حد ما) لاستمالة الآخر. إن شرعية الإثارة والإغراء للمرأة تستمد جذورها من قانون العيب الذي ينهل توجهاته من المورث التاريخي والقيم والأعراف الاجتماعية والدينية ليكون جسدها جسراً لتحقيق أهدافها غير المعلنة!.
تتساءل ((إملي نصر الله))"كيف تثير الفتاة الشباب، حين ترتدي ثوباً يكشف الجزء الأعلى من الظهر والكتفين، وثوباً يبرز مفاتن الساقين والساعدين وجمال الصدر والخصر وكل المعالم الأنثوية التي كانت أمهاتنا تبذل أقصى الجهد لتبقيها في الظل وفي معزل عن الأعين الفضولية؟".
لا تجيز مجتمعات قانون العيب حرية التصرف بالجسد المثير للفتنة لكلا الجنسين، فهي محكومة بسلسلة من الأعراف والقيم وتفرض توجهاتها على كامل المجتمع والخروج عليها يعتبر مفسدة وتطاول لايمكن السكوت عنه!. ضمن هذه الأجواء المشحونة بالأعراف والقيم الاجتماعية تنحسر مبررات المرأة لإظهار مفاتن جسدها إلى تبريرين: أما إعلان تحديها لأعراف وقيم المجتمع، وإما بغرض الإثارة والإغراء لاستمالة الآخر بوعي لتحقيق هدفها غير المعلن.
ويمكن فهم دوافع إظهار مفاتن جسدها في مجتمعات العيب بهدف الحصول على الزواج لما يشكله من معضلة للمرأة التي لاتظفر بالزوج في محطة عمر محددة من حياتها فيوصمها المجتمع بالمرأة العانس!. لكن أن تتخذ من جسدها جسراً لتحقيق أهداف أخرى، لايمكن أن تصلها بدونه فإنه يثير العديد من الأسئلة!.
تقول ((هيفاء بيطار))"لم أبالِ أن الفستان انحسر كاشفاً ركبتي وجزء من فخذي، أحسست نظراته تتمغنط حول ركبتي. قال بصوت تغزوه النشوة تدريجياً: ركبتك مضيئة وبياضك أسر، فعلاً أنت أجمل امرأة رايتها في حياتي".
هناك توجهات متعارضة في مجتمعات العيب مع الرغبات الفطرية، تصيب المرء بعدة أمراض نفسية نتيجة حالات الإحباط والفشل في التجارب العاطفية وينحسر توجه المرء المريض في الانتقام والتلاعب بمشاعر الآخرين بدون أي وخز للضمير أو احترام للنفس.
فقد تلجأ المرأة المريضة للإثارة والإغراء ليس من أجل إبراز مفاتنها الجسدية، وإنما لاستمالة أكبر عدد من المعجبين وإثارة غريزتهم بغرض الانتقام لذاتها المنتهكة في تجارب عاطفية فاشلة لتحقيق توازنها النفسي وسعياً لنشوة الانتصار على الجنس الأخر الذي يفرض سطوته الذكورية في المجتمع وينتقص من مكانة المرأة ويتلاعب بعواطفها مستغلاً سعيها المفروض اجتماعياً للفوز بالزواج!.
يتحدث ((الطاهر بن جلول)) على لسان بطلته زينة قائلاً:"حين كنت أصده لم أكن أفعل شيئاً سوى اجتذابه أكثر...إنها طريقة مبتذلة في الحب، لماذا لم يكن ينتابني أي شعور بالحب؟. لماذا أتلاعب بالآخرين دون أن أصاب بدوري قط؟. لم أحصل على أجوبة على أسئلتي".
بغض النظر عن شرعية من عدم شرعية الإثارة والإغراء للمرأة في مجتمعات العيب، يمكن فهم دوافعها الإنسانية وما تنهل من التوجهات القاسية للمجتمع، لكن بذات الوقت لايمكن تبرير دوافعها المرضية الساعية لتحقيق التوازن النفسي. ولا الدوافع الساعية لاستخدام الجسد جسراً لتحقيق مصالح ذاتية، لايمكن الفوز بها في الطرق المشروعة. وكلاهما يتعارض واحترام الذات وبغض النظر عن البائع والمشتري للجسد فإنها تحط من قدر العلاقات الإنسانية ويصبح معيار التنافس الحر الجسد وليس الكفاءة!.





#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة في التشريعات الدولية
- المطالبة بمهر الزواج للرجل أسوة بالمرأة
- حقوق المرأة بين المورث والقيم الاجتماعية
- المرأة والمجتمع المتخلف
- مؤسسة الزواج بين الربح والخسارة
- زير النساء وزيرة الرجال
- المرأة والكيانات الحزبية
- المرأة والجمال
- نصيحة عاشقة
- الحب والخيبة
- ثورة امرأة
- تساؤلات امرأة في الزواج
- آراء نسوية في الرجال
- الإسلام والمرأة المعاصرة
- اعترافات امرأة
- خلافات وأزمات علاقة الحب
- صراع منظومة القلب والعقل
- لغة العقل والعاطفة بين الرجل والمرأة
- المرأة وعلم النفس
- مشاعر وأحاسيس الرجل والمرأة في علم النفس


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صاحب الربيعي - المرأة ومجتمعات العيب