|
- ما لم نفهمه من شعار داعش باقية و تتمدد -
مهدي جعفر
الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 05:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس الخبر من كتب التاريخ ، و لا هو مقيم في مجاهل بعيدة عنا ، و لا فرق إن كان قد صدر من الرقة أو الموصل ، هو بضع أفكار اقتحم فيها داعش الإنسانية مجددا ، مكررا تفوقه في الوحشية و العدمية التي لم يشهد مثلها تاريخ الإجرام و التطرف . يجب التفهم و الإقتناع بأن داعش لن تنتهي بالسلاح و الطائرات الحربية ، و ذلك لأن داعش عبارة عن " فكرة " أو إن أردت الدقة " أفكارا " ، قبل أن تكون شردمة من المعاتيه أصحاب اللحي الطويلة و العقول الفارغة و الأيدي الحاملة للسلاح الملطخة بالدماء . لذلك يجب مقارعة الفكرة بالفكرة و السلاح بالسلاح . فضلا عن هروب الآلاف من الشباب العربي أو الغربي الضائع الذي فقد إنسانيته ، نظرا لتدهر وضع المجتمع العربي وتفككه ، ناهيك عن نمو فطريات العفن الشرعي المتمثلين في شيوخ العهر و النذالة ، و بالإيزاء المغالات في الحداثة في المجتمع الغربي و ضعف الفاعل الديني التنويري كان له نتيجة " الفراغ الروحي " في والهة و حياة الشباب الغربي ، فلم يجدوا سبيلا إلا الإرتماء في أحضان الجماعات المتطرفة . لكن الكارثة أعظم من هذا بكثير و التي فعلا تستنزف الدموع و المآخي ، حيث يمرر هذا "الفكر النزقي" إلى شباب المستقبل أيضا ، و ذلك عبر تلقين و تعليم و تدريب ** الأطفال ** الذين ينتمون للمناطق التي يسيطر عليها داعش ، و هذا ما ينذر بخطر "أكبر" و "أطول"، أكبر من ناحية الكم البشري المتبني لهذا الفكر ، و أطول من حيث المدة الزمنية للحرب ضد التطرف . أطفال بعمر الزهور تحولت أحلامهم من الدراسة وحمل الكتب والمحفظة إلى الجهاد وحمل السلاح ، تغيرت حياتهم من البراءة إلى احتراف القتال ، مئات بل آلاف الأطفال يوجدون أمام خطر ارتباط حياتهم بالأحزمة الناسفة ومصيرهم بالإرهاب والعنف . داعش اليوم تريد إعادة هيكلة عصاباتها من خلال ضخ دماء شابة جديدة ، فوجدت في الأطفال لقمة سهلة للانقضاض عليهم وافتراس فكرهم اليانع . حاليا في سوريا و العراق و ليبيا يكبر الأطفال على دروس العنف ويتعلمون فنون القتال و حرب الشوارع ، دروس تبدأ بالنظري وتنتهي بالتطبيقي وتكون النتيجة "طفل مشوه عنيف" ، كله من أجل تلبية طلبات التنظيم لخلق جيل جديد من الإرهابيين يضمن له استمراريته وبقائه. من جانب آخر يحدثنا علماء النفس في الشرق والغرب أن " لإنسان" عندما يستمسك بالسلاح ينتشي برائحته و طلقاته و يستشعر "لاإراديا" بشجاعة متدثرة بعباءة الإجرام ، فيعود ** لا يرى العالم إلا من خلال فوهة هذا السلاح ** ، هذا كفيل بإعطاء قارئ هذه السطور صورة عن حجم الطوفان الإرهابي الذي يلوح في الأفق . و الذي إن و لو لم نبني سدودا " فكرية مضادة " تبادره ، فلا أستبعد أن يخطب مستقبلا " أبوا بكر بغادي " في مسجد الحسن الثاني في "المغرب" بعد أن خطب في مسجد الموصل في المشرق . وعليه فإن هذا خطر يهدد السلم الاجتماعي العربي عن طريق صناعة جيل متطرف عنيف تم تغذيته عقائديا وتدريبه سلوكيا ، لا يعرف سوى لغة العنف و التطرف . و خطره يتمدد و يتضخم يوما بعد يوم في عهد ليل لا نهار فيه ، و ذلك يتجلى في إمكانية "تصدير" هذا الفكر شرقا و غربا و شمالا و جنوبا بسبب الإنتشار المريع لوسائل الإتصال و التواصل . يذكر أنه وفي ظل "قانون دولي" صوري يعيش على الأوراق أكثر من حياته على الواقع ، فحسب العرف الإنساني وطبقا للمعاهدات الدولية ، " تجنيد الأطفال " كما يجري تعريفه بوصفه جريمة حرب من جانب المحكمة الجنائية الدولية ، و فضلا عن ذلك يُعلِن قانون "حقوق الإنسان" سن 18 سنة بوصفه الحد القانوني الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد ولاستخدام الأطفال في الأعمال الحربية ، وتضاف أطراف النزاع التي تجنِّد وتستخدِم الأطفال بواسطة الأمين العام في «قائمة العار» التي يصدرها سنويا . وتقول المحكمة الجنائية الدولية إن تجنيد أطفال دون 15 سنة أو استخدامهم للمشاركة في عمليات قتالية يعد "جريمة حرب". " لكن حدتث لو ناديت حيا ، و لكن لا حياة من تنادي " .
#مهدي_جعفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- المرأة العربية عقلية دون الظرفية المعاشة .-
المزيد.....
-
رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس
...
-
مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
-
الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا
...
-
إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
-
إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
-
مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا
...
-
تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
-
سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث
...
-
ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع
...
-
بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|