أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي مسعود - بي بي سي: ماركس أعظم فيلسوف في التاريخ















المزيد.....

بي بي سي: ماركس أعظم فيلسوف في التاريخ


غازي مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 10:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما قرأت مقالة ل. ل. فيغير، المعنونة "ما الذي بقي من ماركس"، التي ترجمها الأستاذ عياد عيد، ونشرت في "الحوار المتمدن" (10 تشرين ثاني – نوفمبر 2005)، بما فيها من تحامل على ماركس، وتحميله وزر غيره، مركزة أساساً على البعد السياسي من فكره، دون بعديه الفلسفي والاقتصادي، تذكرت ما كنت قرأته في الأخبار، في شهر تموز – يوليو 2005، عن فوز ماركس بلقب "أعظم فيلسوف في التاريخ"، وذلك في استفتاء عام أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (B.B.C. Radio 4)، في ذلك الشهر.

وفي هذه المقالة، سأقوم باستعراض الخطوات التي مرّ بها الاستفتاء، ونتائجه، وردود الفعل عليه، مترجماً أجزاء عديدة مما كُتب، سواء أكان إيجابياً أو سلبياً، ليطّلع القارئ العربي عليها، فيستطيع أن يقوِّم ماركس تقويماً موضوعياً.

أجرى الاستفتاء – كما قلت – هيئة الإذاعة البريطانية، وأشرف عليه السيد ملفن براغ، في برنامجه الشهير "في زماننا" الذي يُبث من راديو 4 .

في البداية، شُكلت لجنة من المتخصصين، اختارت خمسين فليسوفاً، من جميع أنحاء العالم، ومن جميع الأزمان (العصر القديم، العصور الوسطى، عصر النهضة، عصر الأنوار، القرن التاسع عشر، القرن العشرون)، من بينهم الفيلسوف العربي "ابن رشد"، وامرأة واحدة هي البريطانية "ماري ولستونكرافت. ونُشرت معلومات، في موقع الراديو في الإنترنت، عن كل واحد من أولئك الفلاسفة، بالإضافة إلى مقالة كتبها الشخص الذي رشّح الفيلسوف المعني.

ومن بين الخمسين فيلسوفاً، تم انتخاب عشرين، أُدرجت أسماؤهم في ما يسمى "القائمة المختصرة"، التي ضمت الأسماء التالية (مرتبة حسب الحروف الهجائية الإنجليزية): سانت توماس الأكويني؛ أرسطو؛ رينيه ديكارت؛ أبيقور؛ مارتن هايدجر؛ توماس هوبز؛ ديفيد هيوم؛ عمانويل كانت؛ سورين كيركغارد؛ كارل ماركس؛ جون ستيوارت مل؛ فردريك نيتشه؛ أفلاطون؛ كارل بوبر؛ برتراند رسل؛ جان بول سارتر؛ آرثر شوبنهاور؛ سقراط؛ باروخ سبينوزا؛ لودفيغ وتغنشتاين.

ثم جرى انتخاب عشرة فلاسفة، من بين العشرين، أذيعت أسماؤهم مع نسبة ما حصلوا عليه من أصوات 000، 30 شخص شاركوا في التصويت، وكان كارل ماركس على رأس القائمة. وفيما يلي قائمة بأسماء الفائزين (مرتبة وفق نسبة ما حصل عليه كل منهم من أصوات المصوتين): كارل ماركس 93. 27 %؛ ديفد هيوم 67. 12 %؛ لودفيغ وتغنشتاين 80. 6 %؛ فردريك نيتشه 49. 6%؛ أفلاطون 65. 5%؛ عمانويل كانت 61. 5 %؛ سانت توماس الأكويني 83. 4 %؛ سقراط 82. 4 %؛ أرسطو 52. 4 %؛ كارل بوبر 20. 4 %.

قبل ظهور النتائج بفترة، كانت مجلة "الإكونومست" البريطانية قد دعت الجمهور إلى المطالبة بشطب اسم ماركس من القائمة، ولكن دعوتها لم تنجح، وبعد ظهور النتائج، واسم ماركس على رأس القائمة، شنت صحف ومجالات وإذاعات وتلفزيونات عديدة (بريطانية وغير بريطانية) حملة شعواء ضد الاستفتاء ونتائجه، زاعمة خللاً فيه، لأن الشيوعيين منظمون، أكثر من غيرهم، ويستطيعون توجيه مسار الاستفتاء، ولأن الهيغيليين غير منظمين! ولكن لماذا قاز نيتشه، ولم يفز هيغل؟ هل لأن النيتشويين منظمون أيضاً؟! ولماذا فاز ماركس رغم الحملة التي شنتها "الإكونومست"، ومعظم الصحف البريطانية اليمينية، وطالت، ليس ماركس وأعماله وتاريخه فحسب، بل ومن تبعه وأعمالهم وتاريخهم؟!

انظر – على سبيل المثال – ما كتبه سيمون سيباغ مونتيفيوري، صاحب كتاب "ستالين: بلاط القيصر الأحمر"، بعنوان "ماركس الوحش"، في صحيفة "الديلي ميل" البريطانية (14 تموز – يوليو 2005).

يُقيم مونتيفيري هجومه على ماركس على أساس واحد لا غير. وهذا الأساس هو أن فلسفة ماركس اللاأخلاقية تقوم على الكراهية والعنف والثورة. ويتساءل "من المثير حقاً، أن أجد أناساً إنسانيين وأذكياء في الوقت نفسه – مثلما هم مستمعو راديو 4 – يستطيعون تعظيم رجل قادت أعماله إلى بؤس في العالم، أكثر مما فعله أي فرد آخر."

وكي يشرح مونتيفيري هذا الأمر، يقول إن ماركس نفسه كتب "لم يفعل الفلاسفة سوى أنهم فسروا العالم بطرق مختلفة؛ إلا إن الأهم هو تغييره." ثمّ يصب جام غضبه على أتباع ماركس كلهم، ابتداء بلينين، مروراً بماو تسي تونغ وكاسترو وموغابي، وانتهاء بـ - خمِّنوا من – القذافي؛ ذلك أن هؤلاء جميعاً، نفذوا مجازر بلغ عدد ضحاياها – حسب تقديره – أكثر من 150 مليون إنسان، منهم 65 مليوناً في روسيا و75 مليوناً في الصين!

إلا إن مونتيفيري لا يقف عند هذا الحد، ويظهر منزعجاً جداً من تأثير ماركس لا على الماضي فحسب، بل وعلى الحاضر أيضاً. فها هو يصرِّح، بكل وضوح، أن أكثر نتائج اللغو الماركسي ضرراً على مجتمعنا، هي "تلك النتائج المدمرة التي وصلت إليها أنظمتنا التعليمية البريطانية، حيث شُوّه التنافس، وعُوقبت الكفاءة، وأصبحت كلمة نخبة كلمة قذرة."

ولا يقتصر انزعاج مونتيفيري ع من أثر المركسية في الأنظمة التعليمية البريطانية الراهنة فحسب، بل يمتد ليطال أثرها في جميع نواحي المجتمع البريطاني وفي السياسية البريطانية بالتحديد. واقرأ معي ما يقول في هذا الصدد: "تأثير ماركس المُخَرِّب موجود في كل نواحي حياة مجتمعنا"، و"يمتلئ حزب توني بلير، حزب العمال الوسطي، بأولئك الذين لا يزالون يعتبرون الماركسية طيبة النوايا وشريفة. وفي الحقيقة، يمتلئ مجلس وزرائه بماركسيين سابقين."

برأيي أن تلك هي المسألة الأساس؛ فماركس لا يزال شبحاً يخيم على النظام الرأسمالي برمته، في جميع مستوياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ولذا يجب – حسب مونتيفيري وغيره – عدم التوقف أبداً عن مهاجمته وتشويه سمعته.

هذا عن الجانب السلبي من تقويم الاستفتاء، أما في الجانب الإيجابي منه، فأورد بعض الآراء، مبتدءاً بما قاله أندرو تشتي، الذي يدرس الماركسية لدرجة الماجستير، بجامعة سسكس. يقول تشتي:

"يُظهر هذا (الاستفتاء) وجوب النظر إلى الماركسية نظرة جادة. ربما فاز ماركس لأن الماركسيين أدلوا بأصواتهم بكثافة ... ولكنني أعتقد بأن على الناس أن يفهموا أن ماركس يمنحنا، في هذا العالم الرأسمالي المتطور، أفضل رؤية يمكننا بها فهم ذاك العالم. فماركس يتحدث عن رأس المال بطريقة فلسفية، وهو فريد في ذلك." (صحيفة "الغارديان" البريطانية 14 تموز – يوليو 2005).

وقال المؤرخ الماركسي، إربك هوبسباوم، أنه يعرف لماذا فاز ماركس. "إن تحليله معاصر كما هي معاصرة رؤيته. إن البيان الشيوعي، يتضمن تنبؤاً مذهلاً بطبيعة العولمة وآثارها".

وقال مارك سيدون، عضو اللجنة التنفيذية القومية لحزب العمال البريطاني: "هزم ماركس هزم ديفيد هيوم، الذي رشحته مجلة "الإكونومست"، وقامت بحملة واسعة لإنجاحه، رغم أن صحيفة "الديلي مورننغ ستار" الشيوعية ظلت مغلقة الشفاه".

ثم تساءل "ولكن، هل يجب أن نفاجأ كثيراً؟" وأجاب ""بعد أن تحرر ماركس من تلامذته الكُثر، عاد ليكون مُحَرِّرَاً، كما كان حين نشر البيان الشيوعي، قبل 150 عاماً. فإذا عدنا لتقويم نظريات ماركس، عن الماديتين التاريخية والدايلكتيكية، سنرى عبقريا جاداً، لأنه يمكن بهما، كما قد يقول براغ، تفسير كل شيء."

و"يظل ماركس صالحاً على مرِّ القرون، لا لإنه فهم كيف تُفاقم الرأسمالية الحديثة الانقسام بين الأغنياء والفقراء فقط، بل لأنه استطاع أيضاً أن يرى أن الرأسمالية، إن تُركت لوسائلها، ستخلق احتكاراً واستغلالاً... ومن المثير حقاً ... أن نرى كيف ما زالت الطبقة السياسية التكنوقراطية تُحكم قبضتها ... وكيف أن آلاف البريطانيين يؤمنون أن التغيير الحقيقي ممكن." ("الغارديان" 14 تموز – يوليو 2005).

هذا وقد نشرت مجلة "ليبر ستاندرد" عديد المقالات التي رحبت بنتائج الاستفتاء، وفي مقدمتها مقالة فرانسيس وين، الذي نشر مؤخراً كتاباً جديداً عن سيرة حياة كارل ماركس، والذي رشَّح ماركس للاستفتاء. (نشرت مقالته أصلاً في صحيفة "الأوبزرفر" اللندنية بتاريخ 17 تموز – يوليو 2005). وفي ما يأتي ترجمة كاملة لتلك المقالة، التي حملت عنوان "لماذا يعتبر ماركس رجل اللحظة الراهنة":

(( في الأسبوع الماضي، وعلى صفحتين كاملتين، ذَمَّت صحيفة "الديلي ميل" شخصاً لا يملك شروى نقير، ويسعى للحصول على لجوء سياسي في لندن. لا مفاجأة في هذا الأمر، إلا في كون الشرير المذموم قد مات عام 1883. وقد ورد ذلك في مقالة نشرتها "الديلي ميل"، بعنوان "ماركس الوحش"، كرد فعل على تصويت الآلاف من مستمعي راديو 4، بأن ماركس مفكرهم المُفَضَّل. تقول المقالة "تشمل قائمة حواريي ماركس كلاً من ستالين وماو وبول بوت. فلماذا إذاً صُوِّت لكارل ماركس كأعظم فيلسوف في التاريخ؟"

والحيرة مفهومة. فقبل خمسة عشر عاماً، بعد انهيار الشيوعية، في أوروبا الشرقية، ظهر ما يمكن اعتباره افتراضاً عاماً بأن ماركس أصبح الآن ببغاء سابقة. فقد رفس الدلو من تحت قدميه، وصارع الحبل الذي لفّه حول عنقه، فمات، ودُفن إلى الأبد، تحت ركام حائط برلين. فلا حاجة لأحد، من بعد، أن يفكر فيه أو يقرأه.

وكان فرانسيس فوكوياما قد أعلن، بعد انتهاء الحرب الباردة، بأن "ما نشهده، ليس فقط ... انقضاء مرحلة محددة من تاريخ ما بعد الحرب (العالمية الثانية)، بل نهاية للتاريخ نفسه: أي إن الإنسان وصل إلى نقطة نهاية تطوره الإنساني الأيديولوجي."

ولكن التاريخ عاد بسرعة لينتقم. فمع شهر آب – أغسطس 1998، تحطم الاقتصاد في روسيا، وانهارت العملة في أسيا، ودفع الذعر الذي دبَّ في السوق العالمية صحيفة "الفايننشيال تايمز" إلى التساؤل عما إذا كنا قد انتقلنا "من انتصار الرأسمالية العالمي إلى أزمتها، خلال ما لا يزيد عن عقد من الزمان." كان عنوان المقالة "إعادة نظر في كتاب رأس المال"

وحتى أولئك الذين كسبوا أكثر ما يمكن من النظام، بدأوا يعيدون النظر في مدى صلاحيته الآن. فالبليونير المُضَارِِب جورج سوروس يحذِّر، ويقول الآن بضرورة لجم غريزة القطيع القائمة في نفس مُلاّك رأس المال، من أمثاله، قبل أن يدهسوا كل شخص آخر تحت أقدامهم. ويكتب "لا بد أن أقول إن ماركس وإنغلز قدَّما تحليلاً جيداً جداً للنظام الرأسمالي، قبل 150 عاماً، أفضل، في بعض جوانبه، من نظرية التوازن التي طرحها الاقتصاد الكلاسيكي. ويعود السبب الرئيس في عدم تحوّل توقعاتهما المفزعة إلى واقع إلى التدخلات السياسية التعديلية التي قامت بها البلدان الديمقراطية. ولسوء الحظ، فإننا نواجه الآن خطر الوصول، مرة أخرى، إلى استنتاجات خاطئة من دروس التاريخ, ولا يأتي الخطر هذه المرة من الشيوعية، بل من الأصولية المتمسكة بالسوق."

وفي شهر تشرين أول – أكتوبر 1997، روى جون كاسيدي، مراسل مجلة "نيويوركر" الاقتصادي، قصة حوار دار بينه وبين مصرفي استثماري كبير. قال ذاك المصرفي "كلما عملت أكثر في وول ستريت (شارع المال في نيويورك)، كلما اقتنعت أكثر بأن ماركس كان محقاً ... إنني مقتنع كلياً أن نهج ماركس أفضل نهج لفهم الرأسمالية." استغرب كاسيدي الكلام، فقرأ ماركس لأول مرة، ووجد عنده "مقاطع مُحْكَمَة عن العولمة وعدم المساواة والفساد السياسي والاحتكار والتقدم التقني وانهيار الثقافة الرفيعة والطبيعة الواهية للوجود المعاصر – وهي مسائل يواجهها الاقتصاديون الآن مجدداً، دون أن يدركوا، أحياناً، أنهم يسيرون على وقع خطى ماركس."

ومقتطفاً الشعار الشهير الذي صاغه جيمز كارفيل لحملة بِل كلنتون الانتخابية الرئاسية سنة 1992 ("إنه الاقتصاد، يا غبي")، أشار كاسيدي إلى أن "تعبير ماركس الخاص لهذه النظرية كان "المفهوم المادي للتاريخ"، ومن المقبول الآن، بشكل واسع، أن يستخدم المحللون، من كل رأي سياسي، من مثل كارفيل، تعبير ماركس، دون إسناده إليه."

فمثلهم مثل نبيل موليير البورجوازي، الذي اكتشف مندهشاً أنه كان لأكثر من أربعين عاماً يتكلم النثر دون أن يعرف ذلك، امتص معظم البورجوازية الغربية أفكار ماركس دون أن يلحظوا ذلك أبداً. وكانت قراءتهم المتأخرة لماركس، في تسعينيات القرن العشرين، ما ألهم الصحفي المالي جيمز بوكان أن يكتب دراسته الرائعة المعنونة "الرغبة المُجَمَّدَة: تحقيق في معنى النقود (1997).

كتب بوكان يقول: "جميع الأشخاص الذين أعرفهم يؤمنون الآن أن مواقفهم نتاج، إلى حد بعيد، لظروفهم المادية، وأن التغيرات في الطرق التي تُنتج بها الأشياء تؤثر تأثيراً عميقاً في ظروف البشرية، حتى خارج مكان العمل أو المصنع. وإلى حد بعيد، جاءتنا هذه الأفكار من ماركس، أكثر مما جاءتنا من الاقتصاد السياسي."

وحتى صحفيَّا "الإكونومست"، جون مايكلثويت وأدريان وولدرج، الشغفان برأسمالية التوربين والدّاعيان لها، يعترفان بالدَّيْن. كتبا في "مشروع مستقبلي: تحدي العولمة ووعدها الخفي" (2000) "قد يكون ماركس، باعتباره نبي الاشتراكية، مهجوراً، ولكنه، كنبي لـ ’الاعتماد المتبادل بين الآمم‘ كما سمّى العولمة، يبدو أنه لا يزال وثيق الصلة بالموضوع بشكل مخيف. وكان خوفهما الأكبر "كلما أصبحت العولمة أكثر نجاجاً، كلما بدا أنها ستسوط ظهرها" – أو كما قال ماركس نفسه، ستنتج الصناعة الحديثة حفّّاري قبورها.

وطبعاً، لم تمت البورجوازية، ولكن ماركس لم يمت أيضاً: فأخطاؤه، أو تنبؤاته، التي لم تقع، عن الرأسمالية، كسفتها وتجاوزتها الدقة الثاقبة التي كشف بها طبيعة الوحش. فقد كتب في "البيان الشيوعي" إن "التثوير المستمر للإنتاج، والاضطراب الذي لا ينقطع في الظروف الاجتماعية، والقلق الدائم، والتحريض، هو ما يُميز الحقبة البرجوازية عن كل الحقب التي سبقتها."

وإلى عهد قريب، بدا أن معظم الناس، في هذا البلد، يمكثون في وظيفتهم أو مؤسستهم طوال حياتهم العاملة – ولكن من يفعل ذلك الآن؟ فكما قال ماركس "كل ما هو صلب ينصهر ويصير هباءً."

وفي رائعته العظيمة الأخرى، "رأس المال"، بَيِّن ماركس كيف يصبح كل ما هو إنساني بحق مُجَمَّدَاً في أشياء جامدة – سلع – تتمتع، بعد ذلك، بقوة رهيبة وقسوة، يستبدان بالناس الذين أنتجوها.

تعني نتيجة الاستفتاء الذي أجرته بي بي سي هذا الأسبوع، أن تصوير ماركس للقوى التي تتحكم بحيواتنا – وللاضطراب والاغتراب والاستغلال الذي تنتجه – ما زال صداه يتردد، وما زال بإمكانه أن يشد انتباه العالم. فأهمية ماركس الحقيقة تظهر الآن، وهو بعيد جداً عن أن يكون قد دُفن أسفل ركام جدار برلين. ورغم كل نباح الصحف اليمينية المكروب غير المستوعب (لنتائج الاستفتاء)، يمكن أن يصبح ماركس أيضاً أكثر المفكرين تأثيراً في القرن الحادي والعشرين)).



#غازي_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي مسعود - بي بي سي: ماركس أعظم فيلسوف في التاريخ