أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!















المزيد.....

قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 09:52
المحور: القضية الكردية
    


إن العنوان السابق؛ “قل من هو مستشارك، أقل لك ما هي سياساتك" هي أكثر الجمل والتعابير والمدلولات التي وجدتها مناسبة لتصريح السيد “محمد صالح جمعة” وذلك بعد إطلاعي على الحوار الذي أجراه معه الصديق والكاتب “عمر كوجري” حيث وللأسف؛ فإن الحوار أفتقد لأي حنكة سياسية أو ديبلوماسية وذلك لرجل قضى كل سنوات عمره التي تقارب الثمانين في السياسة. ولأكن أكثر دقةً، فقد تفاجأت بالمستوى الضحل معرفياً وديبلومسياً له وهو الذي يحتل مركزاً دقيقاً وحساساً؛ حيث إنه أحد أهم المستشارين لدى الرئيس بارزاني، بل وصل الأمر به إلى الوقوع في أخطاء ومغالطات وتناقضات أعتقد بأن أي مبتدأ في العمل السياسي سوف يتجنب الوقوع بها.. وبقناعتي فإن التشنج الحزبي كان وراء ذاك الإنغلاق الفكري بحيث لعب دوراً كبيراً للكثير من تلك المغالطات السياسية والتي وقع بها "سيادة المستشار".

ولكي نخرج من العموميات، فإننا سوف نقف على بعض تلك المغالطات الغير معقولة لإنسان هو مستشار سياسي لإقليم نطمح أن يكون نواة دولة كوردستان القادمة، حيث تجده في إحدى الفقرات والردود وبخصوص إيران يقول التالي: إن "ايران دولة عاقلة" وأن "من مصلحتنا التفاهم أكثر مع إيران" ولا تمضي سوى بعض الجمل ليقول عن تلك (الدولة العاقلة) التالي؛ "إيران يا صديقي، مسؤولة عن كل مشاكل المنطقة"، يعني كيف تكون عاقلة وبنفس الوقت هي السبب في كل مشاكل المنطقة حيث العقلاء؛ "دولاً وأشخاص" يكونون جزء من الحل وليس المشكلة، بل يصل به الأمر إلى تخوّين كل من يتعامل مع إيران وذلك عندما يقول؛ "أعداء إعلان دولة كوردستان معروفون، وهم الاتحاد وكوران وب ك ك وفي كوردستان سوريا ب ي د هؤلاء كلهم عملاء لإيران" ومن ثم وبعد كل هذا الهجوم والتخوين بحق أهم الفصائل الكوردستانية والتي تشكل مع الديمقراطي الكوردستاني روافع الحركة والقضية الكوردية تراه يأتي ويقول: "علينا المزيد من التماسك المزيد من التلاحم، الآبوجيون غيوم عابرة، وكذا عاقرة في وطننا".

يعني يا ريت لو يخبرنا السيد "صالح جمعة"، كيف سنتلاحم ونتماسك وهو يصف كل الأطراف الكوردستانية الأخرى الفاعلة على ساحة كوردستان على أنهم؛ (عملاء وخونة)، بل ليته لو يتفضل بالشرح؛ كيف أن “الآبوجيون غيوم عابرة، وكذا عاقرة في وطننا” وهم يحققون الإنتصارات السياسية والديبلوماسية _رغم الأخطاء والسلبيات_ وذلك في ساحتين كوردستانيتين؛ هما غرب وشمال كوردستان.. وهكذا فإنك تجد بأن الرجل لا يخرج من مطب، إلا ويوقع نفسه بآخر أكثر كارثية وذلك نتيجة قراءة حزبية ضيقة لا سياسية ديبلوماسية وكمستشار للرئيس بارزاني ومن تلك القراءات أيضاً؛ قضية تحرير كل من الموصل والرقة؛ حيث تجد في تحرير الأولى يقول: أن "نهاية داعش بدأت يوم فتح شنكال، وما يجري الآن هو للتحضير لمعركة الموصل وتحريرها"، لكن يأتي ويقول عن تحرير الثانية _أي الرقة_ ما يلي: "إنه خطأ فادح أن يدفع حزب ب ي د بشبابنا في معركة لا فائدة لنا بها". يعني وبقراءة موضوعية يمكن لأي محلل سياسي، أن يجد بأن وضع المدينتان متشابهتان، بل متطابقتان وبالتالي فإن مشاركة الكورد _وفي الحالتين_ إما فيهما الفائدة أو الخسارة بالنسبة لهم، أما أن تجد في الأولى فائدة وفي الأخرى كارثة، فأعتقد أن الكارثة الحقيقية هي في قراءتك القاصرة وعقليتك المنغلقة حزبياً وفكرياً.

بل تراه يأتي ليعيد إسطوانة باتت مملة وسخيفة عن قضية العلاقة مع الأنظمة الغاصبة والتي هي معروفة للجميع حيث كل الأطراف الكوردية لها علاقاتها تلك، لكن أن تقول عن الطرف الآخر؛ "للأسف هذا الحزب ينفّذ مشيئة النظام السوري، إذا ليست لنا مصلحة في تحرير الرقة، وتسليمها للنظام أو للعرب" مع العلم أن قوات سوريا الديمقراطية أشترطت في تحرير الرقة على قضية الإدارة لمن ستكون بعد التحرير وبالتالي فهم لن يدخلوا في العملية دون أن تكون لهم كلمة في إدارة المدينة بعد التحرير وليس كما أدعي السيد "جمعة"، لكن الأكثر كارثية _برأي_ هو أن يقول رجل علماني وديمقراطي؛ بأن "داعش إن لم يعتد علينا فهو ليس عدونا"، يعني ليته لو يوضح ذلك والكل يعلم بأن "داعش" هي آفة العصر التي تهدد كل الحالة الإنسانية والحضارية، ناهيكم عن التهديد لأمن الإقليم وكوردستان عموماً، والمحزن أكثر هو أن يأتي في الفقرة التالية لينقض ما قاله في الفقرة السابقة وذلك عندما يقول: "لو دخل بيشمركة روجافا سيحاربون داعش والنظام"، يعني ستحارب من هو (ليس عدوك) بحسب وذلك بحسب توصيفه هو نفسه.. وبعد كل ذلك تجده يتحفنا بالمقولة التالية: "أنا هكذا أفهم السياسة".

وإنني أتساءل؛ هل فعلاً يمكن أن "نفهم هكذا السياسة" وعن أي سياسة يتحدث وهو يدخلنا بأنفاق ودهاليز ستكون كارثية ومأساوية لو أستمر مستشاراً للرئيس بارزاني وبهذه العقلية البائسة حزبياً حيث من يخطأ في أبسط قراءة وذلك بشأن تحرير مدينة الرقة ومن قبل القوات الكوردية وذلك عندما يقول بحقها؛ بأن "حزب ب ي د يقول أنه مستعد للمشاركة في معركة الرقة باعتبار الرغبة أمريكية، هو لا يعرف أن امريكا سياسياً لن تناصره" وحيث يوضح موقفه ذاك من خلال التفسير الساذج التالي وذلك عندما يقول: "ولاحظنا هذا في جنيف3 أمريكا تستعملهم وقت الحاجة عسكرياً فقط، لن يحلموا بأي انفراج سياسي معهم، رأسهم حزب ب ك ك مازال على قائمة الإرهاب"، بل ليضيف أيضاً؛ "كنت سأكون فرحاً لو ذهبوا بإرادة ورغبة أمريكية، أمريكا مستفيدة من وجودهم، ولكن بصراحة من قال لهم: اذهبوا لجبهة الرقة هو نظام الأسد". وهكذا فهل رأيتم العبقرية السياسية الكوردية.

فعلاً إنني حزين لحال السياسة الكوردية وذلك عندما أجد هكذا خطاب بائس ومن مستشار سياسي كوردي للرئاسة الكوردية؛ حيث نسي الرجل بأن الحزبين الكورديين الرئيسيين في الإقليم _ونقصد كل من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني_ كانا على قائمة الإرهاب الأمريكية ليوم أمس وذلك على الرغم من كل الدعم والعلاقة والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، كون مصالح الأخيرة الإقليمية كانت تتطلب ذلك وبالتالي فإن إبقاء حزب العمال الكوردستاني على قائمة الإرهاب وكذلك إبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي عن مفاوضات جنيف3 كانت جزءً من المقايضة والتوازنات السياسية في المنطقة، حيث الحلف السني السعودي التركي الخليجي، مما تجعل أمريكا أن تقبل ببعض الإملاءات التركية في رسم ملامح سياساتها في منطقة الشرق الأوسط.. وعلى الرغم من ذلك فهي تتجاوز وفي كل مرحلة تلك الخطوط الحمر التي كان يضعها الرئيس التركي؛ "أردوغان" إلى أن وصل إلى تجاوز آخر الخطوط الحمر وذلك عندما تجاوزت قوات سوريا الديمقراطية نهر الفرات وإلى الغرب منها لتحرير مدينة منبج والتي سوف تتمدد وصولاً إلى إعزاز وذلك لربط كانتوني عفرين وكوباني وليتم إكتمال ملامح مشروع فيدرالية "روج آفاي" كوردستان.

وأخيراً وبخصوص من قال للقوات الكوردية؛ "اذهبوا لجبهة الرقة" وذلك تمويهاً على الذهاب لجبهة منبج، هم الأمريكان وليس (نظام الأسد) أيها "المستشار العبقري".. وإن هذه النقطة الأخيرة قد كشفت سذاجة قراءتك بخصوص القضايا الإستراتيجية وإنني آسف على قول ذلك حيث تبقى بالأخير أحد أولئك الذين يرسمون ملامح السياسة الكوردية وإن هذه القراءات البائسة، ستكون سبباً للمزيد من المآسي الكوردستانية، مما دفعنا للقول: قل لي من هو مستشارك.. أقل لك ما هي سياساتك!!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوات سوريا الديمقراطية تدق المسمار الأخير في نعش مشروع أردوغ ...
- أردوغان .. والخوازيق الأمريكية.
- الأحزاب الكوردية والعلاقة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
- مشاركة الكورد ..بتحرير كل من الرقة والموصل.
- أمريكا وولادة الدولة الكوردية.
- السياسي الكوردي وكوارث القراءات الخاطئة!!
- الحروب الصليبية ..حقيقة تاريخية أم كذبة إسلامية!!
- -داعش- ..منتج إسلامي وليس أمريكي!!
- الإحتلال الكوردي.. للأراضي الآشورية؛ حقيقة أم لعبة سياسية!!
- كوردستان .. وغزوات العرب والمسلمين.
- (نيرون أنقرة) ..ونيران -روما الجديدة-!!
- المجلس الكردي .. والزهايمر السياسي!!
- قراءات ساذجة .. أم مواقف مدفوعة الثمن؟!
- كفوا .. عن حماقاتكم السياسية!!
- تركيا .. تريد أن تنقذ نفسها، لا أن تحل المسألة الكوردية.
- كوردستان (سوريا) .. بين الميشيلين؛ كيلو والعفلق!!
- كوردستان (سوريا) .. “وهم” أم حقيقة تاريخية وجغرافية؟!
- نوروز.. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الرابعة)
- سوريا .. ومشروع الدولة الفيدرالية.
- نوروز .. في التاريخ والمعنى والدلالات؟! (الحلقة الثالثة)


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بير رستم - قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!