أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام أبو العلا - ماذا يحدث في ليبيا (1)















المزيد.....

ماذا يحدث في ليبيا (1)


إسلام أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 5182 - 2016 / 6 / 3 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا يحدث فيي لييبا (1)
هالني منذ رحلتي الي ليبيا و التي استمرت قرابة الثلاث سنوات و انتهت منذ ايام ما رايته علي ارض الواقع و ما قراته علي صفحات بعض الرفاق او بعض الكتابات او بعض البرامج و القنوات المتاثرة بوجهة نظر القوميين الروس و العرب المتشبعة بمرارة الخسارة في ليبيا سواء خسارة المصالح الروسية او فقدان القومجية لعطايا سيدهم القذافي .
ان الافتئات من قبل التحريفيين و القومجية و اشباه المثقفين علي الاشتراكية منذ وفاة الرفيق ستالين و سيادة التحريفية و البرجوازيون الوضعاء ليس جديدا و قد ساهم في وصف الانظمة المافيوية الرجعية بوسام الاشتراكية العظيم استجابة لعطايا النفط و شيكات الدولارات و لكن ربما لان هؤلاء التحريفيين لا يعرفون معني الاشتراكية من الاساس و لا يعرفون سوي شعارات و نتفات من هنا و هناك و ربما لم يقرؤوا ماركس او يفهموه ليفهموا ماذا تعني الانظمة الاقتصادية و كيف يمكن ان نحدد طبيعة النظام الاقتصادية ماركسيا و طبقيا لنعرف مدي تطوره قبل ان نسبغ عليه وسام الاشتراكية الرفيع.
و بناء علي طلب الكثير من رفاقي اليلاشفة علي الفيسبوك او الحوار المتمدن فقد اثرت ان اكتب علي صفحات الحوار المتمدن لما يتمتع به من انتشار واسع بين الاوساط العلمانية و الثورية و اليسارية و التقدمية و ارجو ان تكون تلك السلسلة معينة لفهم الوضع الليبي المعقد و الشائك.
يمكن للقذافي او غيره ان يشتري ببراميل النفط مئات الكتاب و المطبلين و المقالات ليصور نفسه انه المفكر الاوحد و الالمعي الاشتراكي في القرن العشرين و لكن ذلك لا يغير شئ علي ارض الواقع حيث تقاس الانظمة و تطورها اقتصاديا بقوانين فائض القيمة و العلاقات بين قوي الانتاج و نمط الانتاج و علي هؤلاء ان يراجعوا ابجديات الاشتراكية العلمية لعل القومجيين يعوا ما يلوكونه من اوصاف و تصنيفات قبل ان يطلقوها كجعجعات خطابات اسيادهم الفاشيين. و لا داعي للتذكير بان الاشتراكية هي نظام ديكتاتورية البروليتاريا و بقيادة الحزب الشيوعي تقود الطبقة العاملة و حلفاؤها من الفلاحين الفقراء و الاجراء حسب درجة تطور المجتمع و بناه الاقتصادية نحو المجتمع الشيوعي حيث لايوجد طبقات و تكون الدولة الاشتراكية علمانية و تقدمية بالضرورة و لا يمكن ان تحافظ علي الموروثات الرجعية و خرافات الميثولوجيا و عليها ان تحطم علاقات الانتاج المتخلفة و القروسطية و تهتم بالتعليم و التطبيب و الثقافة و الفن و الا تتبني الموروثات و تستخدمها و تحافظ عليها مهما كانت حجج الخصائص المعينة لهذا المجتع او ذلك.
و بوضع النظام السياسي والاقتصادي الليبي ايام القذافي او كما يحلو للبعض تسميته باللانظام نجد ان كل ما يقال عن اشنراكية القذافي و تقدميته وهم كبير جدا ساهم القومجية و الماجورون فيه ايما اسهام فمثلا تسود ليبيا في كثير من المناطق علاقات انتاج اقطاعية و قروسطية و مخلفات العبودية و ما قبلها و خاصة في الجنوب و الارياف و انماط ما قبل الرالسمالية الحديثة ناهيك عن غياب علاقات انتاج راسمالية بالاضافة ان الاشتراكية تقود فيها الطبقة العاملة المجتمع و تتطور كما وكيفا حتي لو لم تتطور بروليتاريا البلد قبل الانقلاب الطبقي او الثورة الاشتراكية بالشكل الكافي و لكن في الحالة الجماهيرية نجد فقرا الي حد الجفاف في الطبقة العاملة الليبية و لا يمكن ان نطلق علي اعداد الاداريين والموظفين و المشرفين و الفنيين المراقبين او من يكون في مجال الخدمات لفظ طبقة عاملة فهو لفظ له شروطه و ضوابطه.
و العمل في ليبيا قائم علي اكتاف العمال الاجانب و هم بالدرجة الاولي مصريون و توانسة و سودانيون و تشاديون و مغاربة و بعض الشرق اوروبيين و لا يمكن ان نتصور تواجد اشتراكية تقودها طبقة عاملة اجنبية !!
القذافي و منذ عام 1969 و بشهادة بعض الدبلوماسيين السوفيات و ما يظهر من خطاباته و احاديثه قرا بعض الكتابات الفوضوية و السوفياتية و هو ما اثر علي خطابه بهذا الشكل و المتابع للمسيرة السياسية و الادارية و القانونية لليبيا قبل 2011 يجد تلك الانعطافات الحادة في اتجاهات متناقضة دون داعي سوي فكرة ما او راي ما اقتنع به القائد او قراه هنا او هناك او اشار به احد عليه في جلسة خاصة.
الحريات العامة و السياسية في ليبيا كانت ممحوة بشكل كامل و لم يكن هناك احزاب او جمعيات او برلمان او معرضة كارتونية حتي او حرية صحافة او اعلام (بشكل كاريكاتوري كما في باقي بلدان الشرق الاوسط) و لم يكن هناك سوي تجمعات و جمعيات تطبل و تهلل للقائد الاوحد و نظامه الجماهيري المزعوم و كان الكتاب الاخضر الذي لا يستحق تسميته بالكتاب هو اسمي ايات الثقافة و الفن و العلم و التقدم!!
و كان من المستحيل ان يتحدث احد براي عن القذافي بينه و بين احد و كان عند الحديث عن القذافي يخفض الشخص صوته تلقائيا و هو ما استمر حاي الان في شكل لا ارادي احيانا.
اما عن التقدمية و العلمانية المدعاة من قبل القومجية فحدث و لا حرج فكتاب القذافي الاخضر ينضح بالرجعية الدينية و يعلي ما يسمي بالشريعة المحمدية فوق كل و اي قانون و لا يختلف في ذلك القومجيون عن الاسلاميون , كما ان ليبيا كانت و ما زالت تمنع شرب الخمور (لعامة الشعب بالطبع لا الصفوة) و هو ما جعل الكثير يلجاون الي تقطير و شرب البوخة المصنوعة منزليا و ما تحدثها من اضرار صحية حيث لا مراقبة و لا اشتراطات صحية ولا غيرها. كما يعاقب شارب الخمر بالحبس و الضرب في ظل النظام (التقدمي) و لاداعي للحديث عن الحريات الفردية و الاعتقاد و العلاقات الحرة المبنية علي الحب و ملاحقة المنتقدين للتراث و الميثولوجيا الا اذا كان من كبار و علية رجالات النظام فهو في امان بالطبع , كما لا يفوتنا ان النظام التقدمي قد صرف مليارات الدولارات علي التعليم الديني و نشر الميثولوجيا لدرجة انه ساوي بين من يحفظ سطور القران بحامل درجة البكالوريوس و شجع علي تبني الخرافات و الاوهام و استشرائها في عقول الشعب و هو بذلك لا يختلف عن انظمة الشرق الاوسط في شئ لكي نكون منصفين.
لم يبادر القذافي طيلة اربعين عاما و اكثر في القضاء علي السلطة القبلية و المناطقية و العشائرية و الجهوية و ان اختفت تارة و صعدت تارة اخري باوامر النظام الا انه من المعروف انه لم يبذل جهدا لمحو تلك الموروثات ماقبل الحداثية لصالح الهوية الوطنية ناهيك عن الطبقية في ظل نظام يدعي انه اشتراكي !! و قد ظهرت تلك النعرات في شعارات التاييد للقائد قبل و اثناء احداث 2011 بشكل فج كما ظهر في خطابه و تسميته للقبائل الشريفة و كانه يخطب في الثقيفة او بين جبال قريش او ما يسمي الايلاف بطنا بطنا او فخذا فخذا.
لا يمكن لدولة تدعي الاشتراكية ان يكون فيها ذلك التفاوت الطبقي الرهيب بين الاقطاعيين الجدد و القدامي و كبار رجالات البيزنس و المرتبطين بالنظام من ناحية و بين باقي الافراد الليبيين من موظفين و عاطلين و غيرهم و بين المناطق و بعضها حيث تهمش مناطق كاملة و تفوز بعائدات النفط مناطق بعينها بل و بين العائلات و القبائل بعضها البعض في الوظائف و الاموال و هلم جرا فعن اي اشتراكية يتحدثون ؟ و ان انكر الكثير من الليبيين الفقر و العوز قبل 2011 استجابة لجرحهم النرجسي و ارضاء للقبلية و العنصرية الا ان الحقائق تضحد ذلك و ان ابوا و هو الخطا الاكبر الذي وقع فيه المجتمع الليبي منذ القدم و حتي الان و ان كانت الحاجة الان قد كسرت ذلك و اصبحت الشكوي عيانا بيانا و لكن دون جدوي.
لا يمكن لدولة تدعي الاشتراكية ان نري مستوي الخدمات بها منهار الي هذا الحد فلا يوجد تعليم جيد و لا تطبيب جيد و لا بنية اساسية تليق بدولة نفطية ناهيك عن دولة تدعي الاشتراكية , و الي الان تعج مستشفيات تونس و مصر و الاردن و تركيا بمئات و الاف من المرضي الليبيين الذي ربما علاجهم لا يستدعي السفر و يمكن ان يعالجوا في وحدة ريفية او طبيب اسرة متوسط المهارة و لكن التعنت و الصلف و الاهتمام بكله تمام سيدي قبل الكيف ادي لذلك الانهيار.
اما عن وضع المراة الليبية فحدث ولا حرج فهي كعادة مجتمعاتنا الشرق اوسطية التي يتفشي فيها الميثولوجيا لتغذي الثقافة الذكورية حيث لا حقوق و لا حريات و اما عن القانون الهزلي الذي يمنع الزواج باكثر من امراة فهو علي الورق فقط فالمراة محاصرة بالقبيلة و العشيرة و الاسرة و العائلة و تغذي ذلك كله الميثولوجيا و الغيبيات .
و لا يمكن لنظام يدعي الاشتراكية ان يمارس القمع الذي مارسه القذافي علي الاقليات و خاصة الامازيغ او (الجبالية) كما يسمونهم في الغرب الليبي و يخبرنا التاريخ السوفياتي عن التطويرالسوفياتي للاقليات و احترام خصوصيتهم و التعامل مع القضية القومية بشكل رائع و خصوصا من قبل الرفيق ستالين قبل و بعد توليه منصب الامين العام للحزب الشيوعي البولشيفي , اما عن ليبيا فقد مارس القذافي القمع علي قوميات بعينها و خاصة الامازيغ و الكراغلة لاحقا اثناء 2011 و حابي بعض القوميات و خاصة العرب و القذاذفة قبيلته تحديدا و بعض القبائل من الجنوب كالتبو و الطوارق مثلا .
و قد يتحدث الكثير عن الاعداد الكبيرة نسبيا من حملة الدراسات العليا من ارقي جامعات اوروبا و امريكا و الذين اوفدتهم الحكومة الليبية بالفعل و لكن علي ارض الواقع نجد المحصلة لا شئ فهؤلاء لم يساهموا في تطور المجتمع و تحضره اما لتقاعسهم او استجابة للموروث الميثولوجي و القبلي او لعدم اعطاء النظام فرصة لهؤلاء لذلك ان وجدت لديهم بعض المبادرات الفردية او عدم اقتناعهم بالمنتج الحداثي الغربي اصلا فهم يرون ان الغرب اما كافرا او مسخر لخدمتهم كعادة المتسربلين بالميثولوجيا و الوهم الخرافي.
و كعادة الانظمة الرجعية القومية الفاشية فقد حاول القذافي ان يامم الدين لصالحه و يتخذه ركيزة لبيع الوهم و احكام السيطرة علي الجماهير و راينا تقاربه و اولاده مع السلفيين و جلبه لعبد الحكيم بلحاج الارهابي سجين جوانتانامو السابق و استقباله تحت رعايته و رعاية ابنه سيف الاسلام و كالعادة لا يمكن للدولة الا ان تزايد علي المتشددين لترضي قناعاتها و هكذا حتي مزيد من التشدد و هو ما يؤدي لنتائج كارثية كما سنري.
اما عن النقطة التي يلوكها الكثيرون و خاصة من المصريين عن الجمعيات التموينية فهي ليست بذلك الكم الخرافي الذي يتحدثون عنه و لا الجودة و لا تشبع كافة الاحتياجات و لا تليق باموال النفط اصلا ان يعطي شعب لا يتعدي ستة ملايين بعض الكيلوات من الدقيق و الارز و الصالصا و الزيت و يحرم من صحة جيدة و تعليم جيد و حرية في المقام الاول.
يتبع



#إسلام_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام أبو العلا - ماذا يحدث في ليبيا (1)