أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !














المزيد.....

أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !


علاء الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 381 - 2003 / 1 / 29 - 04:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اعتدت على أسلوب روحي في معرفة الناس ، والتعامل معهم ، يمكنني تسميته بالأسلوب الإشراقي ، وإن كان لا تربطه أية علاقة بالفلسفة الإشراقية . وملخص هذا الأسلوب الذي يخصني وحدي ، ولست أدعو إليه أحدا لكيلا أرمى بالانتهازية وتصيد الفرص ، أن ثمة إضاءة أو نورا ما يشرق في نفسي حينما أرى شخصا ما أو أسمع صوته أو أتابع سيرته ، في حين تنغلق هذه النفس البسيطة ذاتها إزاء شخص آخر ، لا أعرفه ، ولم أجربه في سراء أو ضراء ، ولم يلحق بي أي ضرر ، ولعلي أراه أو أسمع به للوهلة الأولى . إلى هنا ، والأمر طبيعي ، فقد ورد في الحديث الشريف أن الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ( أرجو أن لا تخونني الذاكرة فأخطىء النقل ، ولنقل أنه مجرد مضمون لا نصا ) . لكن المشكلة – على الأقل بالنسبة لي – أنني أهرب من الثاني لا ألوي على شيء حتى لو كان في قربه سعدي وراحتي ، وألازم الأول مهما استجلب ذلك من كراهية لي عند آخرين !
من يدري ، ربما كنت أعمل وفق النصيحة المنسوبة للأمير عليه السلام : استفت قلبك .
المهم ، ولا أطيل عليكم ، فقد كان الإمام الخميني رحمه الله من أولئك النفر الذين تشرق أنوار روحي لمجرد سماع أصواتهم . هم قلة أو كثرة ليست هذه هي القضية الأساسية ، بل أساس الأمر أنهم قد يختلف الناس فيهم بين مبغض وساب وشاتم ، ومحب قد يصل إلى درجة المبالغة ، ولا أقول الغلو ، لأنه ليس حبا ذلك الذي لا يكون من الغلو قاب قوسين أو أدنى ! فالمحب غال بالأساس ، وهلاكه إنما يكون في سحقه لنفسه ( فدوة ) للمحبوب ، دون اكتراث بأية نصيحة أو موعظة ، ألم يرد في الأمثال أن الحب أعمى ، وأنه : ليس في الحب مشورة !
على كل حال ، الغرض ، كما يقول أهلونا ، إن عوامل كثيرة كان ينبغي لها أن تبعد أيا كان ، عن ذلك الزاهد العارف ، فجمهوريته تعج بالظلم ، وولاية فقيهه قصعة تعتاش عليها الضواري ، وخلفاؤه غلاظ شداد ، لكن كل ذلك لم ينفع معي ، رغم أنني اكتويت بنار جمهورية الإمام سنين عددا ، وتعرضت – فيمن تعرض من أولاد الملحة العراقيين - للإهانات حتى ، ولا أعرف إن كنتم ستضحكون أم تبكون حينما أخبركم بأنني حصلت على البطاقة الخضراء سيئة الصيت بعد حرب تحقيقات دامت سنينا ، ظللت طوالها محروما من الكوبونات الغذائية في وقت كانت تعد  تلك الكوبونات ( وهي بطاقات تموين ) رديفة للهواء والماء في الأهمية ، في أعسر أوقات الحصار الاقتصادي الدولي لمشروع الإمام ونموذجه كقائد قادم من عصر الزهد والنور الذي لم يقدره - للأسف – إلا القلة ، وفي الوقت الذي كان أبناء الذئب رفسنجاني وعشرات المعممين والأفندية يأكلون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام في أوروبا وطهران والنجف وقم وخليج البصرة  . المهم أنني وزعت حلويات ( شيريني بالإيراني ) بسخاء بهذه المناسبة السعيدة ، مما دعا الزميل العزيز مهدي الشوشتري مدير تحرير مجلة الشهيد العربية التي كنت أحد محرريها إلى أن يسخر مني محقا : وهل حصلت على جواز سفر حتى تخبصنا ! لا بل إنني لم أعبأ فيما بعد بهذا الجواز الهام الذي أتمتع بحمايته اليوم ( البريطاني ) ولم أحتفل بحصولي عليه ولا حتى بقطعة حلوى ، لأن القانون الراسخ لا يحتفى به ، فهو قديم وتقليدي ولا يشعر بأهميته أحد إلا حينما يعيش في بلدان الحرمان البائسة !
أعلم أنني دوختكم ، لكن أريد أن أقول إن الناس تقرأ الكلام العفوي والمستغرق في الدقائق الشخصية . إسألوني أنا ، فهي خبرة اثنين وعشرين عاما ونيف في الكتابة الذابحة كحد السيف . أين كنا ؟ نعم . لم يستطع أي عامل من عوامل التنغيص أن يبعدني عن الإمام ، رغم نقدي اللاذع لمجمل التجربة ولكل المظالم ، التي أعتقد أنها من صنع الذين تشدقوا ضرعيها من حوله ، فيما تلقى هو كل المآسي والتبعات ، مثل زعيم العراق الوطني المرحوم عبد الكريم قاسم .
لم يكن أبو مصطفى مجرم حرب . كان أرق من النسمة وأعذب من العذيبي . إستمع إلى صوته ، في ما يذاع من تسجيلات ، حتى لو كنت لا تفهم ما يقول ، وسترى إن كان ثمة نور في قلبك أن التهمة ظالمة . كان يأكل مثل أي مستضعف ، لديه حصة كوبونية ليست للدعاية ، بل حقيقية . جيرانه المساكين في جماران كانوا يعرفون هذا وأكثر . بعثت إليه مرة بالمقدار الضئيل الذي يترتب علي من الحقوق الشرعية مع رسالة تشرح عسر الحال الذي أعانيه ، فأعاده إلي مع وصل استلام وعبارات امتنان . لو سألت الآن الشيخ المنتظري الذي يتربصون به الدوائر ويحاولون خنقه ، عن حقيقة الخميني ، لما وصفها إلا كما وصفتها لك ، فالمحب محب مهما دقت بينه وبين حبيبه الأسافين .
ما كان مجرم حرب ، لأن الملايين اندفعت تقاتل دون نموذجه ، ولو عاد لأعادت الكرة . مجرم حرب من أجل ماذا ؟ وكل ما ترك قنفة ( كنبة ) وبضعة كتب مستعارة من آخرين ، وكيوة ( نعال ) ومرآة ، وأغلى ممتلكاته راديو سوني بتسع موجات !
قد يختلف العالم كله معه ، وقد ينسب إليه ما ليس فيه ، وقد ينسب إليه فعال غيره ممن تشدقوا ضرعي ( المملكت )  لكن لا أحد ينفي أنه ترك بصمته المتميزة على واحدة من أكثر فترات التاريخ اضطرابا ، هذه البصمة التي لا يمكن تمييزها إلا بالحب … لا الكراهية !
+++++++++++++++++++  %%%%%%%%%%%%%%%%%% ### 



#علاء_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء فهم سيكلف الشاب حياته ولن يجدي صراخنا نفعا
- من فضلكم ، ئدوا الكلمة التي دمرت العالم !
- الحلول الخيالية بضاعة - البطرانين - !
- ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ المستعصم وصدام .. مصير واحد وتهم ج ...
- مواقع إنترنتية - مستقلة - .. أم أبواق دعائية
- - الأمة العربية - رحمها الله وأسكنها فسيح جناته
- - الخميس - الذي في خاطري
- حفلة خيرية للمسامحة الوطنية !
- أول حرف في ألفباء الديمقراطية .. احترام الرأي الآخر
- بانت النوايا الحقيقية .. فلنستعد لليل أطول !


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء الزيدي - أنى للزاهد العارف أن يكون مجرما !