أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامه الدندشي , حلا دندشي - يرسم الأيجار















المزيد.....

يرسم الأيجار


اسامه الدندشي , حلا دندشي

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


مايلفت النظر أن في الخمسين السنة الماضية لمم تلمع أسماء أدبيه كحافظ ابراهيم وأحمد شوقي وبدوي الجبل وحكمت ناظم , وهبط مستوى الأدب والأدباء الى مستويات انعدم فيه االأبداع والتألق , وأصبح متملقا بين يدي النظام العربي الرسمي ,الذي صادر حربة الرأي والتعبير ألا ما يمجد ويكرس سياسة الديكاتور , ولعل كان من سياسة الأنظمة الشموليه تلميع وتبني وأشهار كتبة عندها ملكة التبعية وتمسيح الجوخ , على حساب الفكر الحر الذي يخضع للأبدراع وليس للحاكم .
ولعل في الشتات السوري اليوم وقد تحرر الفكر والرأي من مصادرة المستبد ,تلمع اسماء في شتى المجالات وتظهر عبقريات وأبداعات كانت مخنوقة ومحيدة بالداخل , ولعل هذه القصة التي أقدمها للأستاذه حلا دندشي هي من الأبداع المنعتق من سيطرة الأستبداد في النزوح خارج الوطن , وتعمدت عدم التعليق ونقد القصة حتى لاأوجه رأي القارئ الوجهة التي أراها ,واسجنه فيما أراه
اسامه الدندشي


حلا دندشي

زائرة الليل تزداد جمالا وتألقا...تفيض حباً...تكتمل عقلا وخبرة مع كل ليلة تمر.. لم تحتج الى شرح كثير ولم تتعب يوما في مشاركة فكرة .... فقد ابتكرا لغة واحدة وباتوا على مسافة واحدة من كل شيء ... وكأن الكون انقسم نصفين هما نصفه الاول ... وما تبقى نصفه الثاني...

لم يكن يدرك بعد ماذا يخبىء له القدر عندما ركب زورقه بمعدات بسيطة وحقيبة فيها بعض الثياب وبعض الأفكار عن المكان حيث يتجه.... أصعب القرارات تلك التي نهجر فيها أرواحنا وننكر من خلالها ذواتنا ونبحر إلى المجهول .....
لن يجهد نفسه بالتفكير بما يحمله إلى تلك الجزيرة سيفكر فقط بما سيعود به منها!؟؟!؟؟؟ لعل المسافات تقصر ويقرب البعيد .
ماهي الا بضعة ايام حتى وصل..... مرت الرحلة بأسهل مما توقع...انطباعه الاول عن جزيرة الأحلام كاد أن يكون الرضى الكامل لولا لفحة الصقيع التي احتاجت جسده فشعر بألم يلامس عظامه.
مرت الأيام الاولى وهو تحت تأثير جمال الطبيعة وقساوة البرد الذي بدأ ينغص عليه وفرة صيده . جزيرة جميلة وادعة اهلها طيبون قليلو الكلام والتعبير كثيروا العمل ....راحت الأيام تمضي وهويعمل بدأب وثبات جامعا مااستطاع من خيرات الجزيرة راسما احلاما كبيرة حول المستقبل بخطوط عريضة وواضحة. لن يدع الماضي يآسره بأحزانه سيتخطاه الى اللاعودة. حاول تجاهل البرد الذي اخذ يغزوه يوما بعد يوم ولكن جميع المحاولات بائت بالفشل وراح الصقيع يحتل أوصاله ويسيطر عليها حتى وصل الى قلبه.... فرماه مريضا.....تجمد كل مافيه وتصلب وبدأ يعاني من نوبات الحمى وفقدان الوعي ولكنه قرر الاستمرار والمقاومة. و رغم ان جزيرته منحته اكثر مما جاء للحصول عليه الا انه اشتاق الى من كان هو... بلاده الدافئة.. مدينته المزدحمة.. ضجيج الشوارع تسارع رتم الحياة المتزايد ....
اشتد عليه المرض واحتله الوهن و في احدى الليالي القاسية وبينما هو بين وعي ولاوعي الحمى بين الواقع والحلم مستلقيا في منزله الصغير المتواضع الخالي من كل مظاهر الترف الملتصق مباشرة بالشارع العام الوحيد في البلدة فتح عيناه على وجه ملائكي ينظر اليه بحنو ويضع شيئا في فمه. سرى الدفء في عروقه اجتاحته مشاعر دفاقة نبض الخافق تسارعت النبضات ..قرر إغماض عينيه مرة اخرى حتى لاينتهي الحلم...
محدثا نفسه:...
لقد انكسر جدار عالم الاساطير يهدي الارض احد أسراره...محتفظا بسر الاسم..."
حلاوة تذوب في الروح دون اذن و مجرى ماء تفجر فجاة في صحراء قاحلة فنبتت واحات على الضفاف!
شيء ما في الدم يفور و يهدأ ليضبط ايقاع ضخ الدم على مزاجه!
اضطراب ما في العينين
كتدخل شيئ ما غير عادة الطبيعة لتضطرب معه الحواس...احقيقة ما ارى ام خيال؟؟ و كالنبيذ كلما عرفته اكثر و مر عليه وقت اكثر كلما فتنتك جمال الروح!....لم تخلق الاساطير لتسعها الابجدية!
تلكم هي احدى نعم الله! تلك هي زائرتي.

راحت الزيارة تتكرر بشكل يومي وراح متعمدا يترك بابه غير موصد
وقد فقد رغبته بالشفاء حتى لا يفقد زائرته واهتمامها وما يحس به كلما نظر الى عينيها....رغم مرضه ووهن جسمه الا ان مااحس به من دفء جعل الأيام تبدو بطعم احلى وراح الوقت يفقد خصائصه بحضورها..وباتت كل الأحداث على هامش وجودها ....لبس الليل حلة براقة واستمد تشويقه من سحر الف ليلة وليلة..
راحت القصص والحكايات والأشعار والأخبار تبحر في عوالم مشوقة. ومع حياكة أحداث القصص والحكايات كانت تحيك له الملبوسات الصوفية لتحميه من البرد ونوبات الحمى... مستسلم هو بكامل الرغبة والارادة لا يملك وجهة للحديث معها لايعرف متى يبدأ وأين ينتهي....
لم يتجرأ أن يسألها يوما من أنت؟؟ من أين أتيت؟؟؟...تقبل الحالة وكأنها هدية القدر وقرَّر أن يحياها كماوهبت له..

,, و كان ان لمع في دنياي امل ما....كوعد الحلم للواقع....اتت الى عالمي...و لست ادرى اي شي فيي سوى خجول مبعثر..امسكتنى كحجر و بدأت تنحت بأناملها السحرية لتخرج مني اجمل ما فيي....عندما يحدوثنك عن الاساطير عليك ان تؤمن! ...

تاه حبا بها....وراح يحرس الأحلام في غيابها.. ويعيش حلم وجودها ...ويدون بحبره لعله يحول جزء من الحلم الى واقع مكتوب...

و استيقظت من نومي افكر
يحتل وجودي حلم

لا يكل ولا يمل....يدغدغ حواسي
اشرد...
اخرج من الواقع بعينين مفتوحتين
تبصران ماض لا يمض
اقلب الصور
انظر في التفاصيل
ابتسم
ماذا لو فتحت كل نوافذي لشمسك
ماذا لو كسرت كل قواعدي
الا تقام الدول بظروف و ناس استثنائيين؟
اولست استثناء؟
حيث اكتب لك قصائد يحتلها الهواء
ارسم لك عوالم تتركينها للمجهول
اذا سأقيم مملكة الحب حولك
ولا آبه ماذا ستفعلين
سأنصبك ملكتي و انتظاري تاجك.

ازداد سوء الطقس وبرده وازاد معه المرض وماعاد الجسد يحتمل ، لكن القلب كان يقاوم اي فكرة لترك الجزيرة والعودة.. ولكن القدر قال قوله....واستجابت الحياة وآنت ساعة الرحيل..... بعد صراع ازلي... بين العقل والقلب....بين المادة والعاطفة....بين أكون او لا أكون....وكيف يكون وهي بعيدة!!!!؟؟...وكيف يكون والأوقات تخلو منها!!!؟؟؟... وكيف يكون ولا تكون!؟!؟!؟انتظر قدومها بفارغ الصبر وكم كان الوقت بطيئا ..تحولت ثوانيه الى دهر وساعاته الى مالانهاية... ركضت اليه احتواها كعادته... اجلسها أمامه وركع مركزا عينيه في عينها التي لطالما سحرته...واضعا يده على فمها مانعا إياها من الكلام قبل أن ينتهي مما لديه...
أنت محور الارض
عيناك تبرقان في خاصرة الذاكرة
تنهيان الانفاس طورا
و تعيدهما طورا اخر
لا ذاكرة لي الا بؤبؤ العينين
و وجه ملائكي يعيدني طفلا
التمس كل التفاصيل
املأ ادراكي بما يبهرني
يا لذة المعرفة!
اسرقي حبر الروح
لانهى كلماتي على خديك الورديين
و اعيد لانسانيتي اعتبارها على يديك بعدما انتقمت منها ذات قلب...
فأنت وطنى و سأعيش في غيابك المنفى....و اقسم ان حضورك موت و غيابك موتان....
لم يحرقنى الغياب الا معك....كالقابض على جمر من النار لست ادرى ماذا افعل في بلاد لست فيها!!!!؟؟؟ و ما نفع جوازات السفر ان لم تكونى انت الوجهة!!!؟؟
لا اريد من كل شيء الا كل شيء!
انت...أريدك انت!
في غيابك كونت صورك...رصدت كل احتمالات الغياب و الحضور! عمدتنى أفكار وجودك....انفجر بي بركان الحبر!...لا أريد من كل شيئ الا كل شيئ....أنت و أنت فقط!
في غيابك يوجعني كل شيئ...لانك كل شيء!.
لم تسع فرحتها الدنيا..طارت كالفراشة ..حلقت في فضاء السعادة فقد كان ذلك جلّ ماتتمناه...طلبه فاق اخر ماتوصلت له أحلامها...كم كانت حزينة عليه من حيرته التي حاول وبجهد كبير إخفاؤها ولكنه ماكان ابدا لينجح في إخفائها عنها وهي التي تعرفه كما تعرف نفسها لا بل واكثر.....
ولكن هل ترحل معه؟؟؟؟؟....سؤال لم تتكلف عناء التفكير به.....

هرعت تلملم حاجاتها وترتبها في حقيبة سفر منسية لم يخطر على بالها يوما ان تتخلى عن دورها كقطعة اثاث تثبت فوقها بعض مشغولاتها اليدوية... وأمضت ماتبقى من اليوم لحين الموعد وهي تودع عالمها وتعتذر من الأشياء التي ارتبطت بها سريرها....مرآتها ... كتبها...طاولتها الصغيرة....مقعدها المطل على المرج الأخضر المكسو بالصقيع...وتبرر لها سبب الهجر فهي لطالما حدثتهم عن هذه اللحظة وهم على معرفه تامة بتفاصيل رحلة الانتظار وسنواتها ولابد ان يغفروا لها....وما ان حل المساء حتى حملت صندوق حقائبها الخشبي المطعم بالنحاس والذي يعود أصلا لجدتها التي تحمل منها الكثير وراحت بخطا تشبه الرقص بخطوات ثابتة تعبر الطريق اليه مسترجعة شريط ذكريات تلك اللحظة التي أهدت فيها الجدة صندوقها محملة إياها وعدا بأن لا تستخدمه الا وهي في طريقها الى من تحب....شارفت على الوصول باتت تستطيع ان ترى بيته الصغير ...خفق قلبها بنبضات مبعثرة قوية سمعت دويها بأذنيها واحستها تنبض في عنقها.. غزت عقلها أفكار مشوشة اعترتها مشاعر مضطربة فرح... حزن.. خوف... قلق... سعادة...شوق....أسرعت الخطى علها تتجاوز الحالة فكل ماتحتاجه الان الغوص في احضانه وهو كفيل بأن يجعل كل شي على مايرام....تجمدت امام الباب!!!!!!..... تسمرت عيناها على لوحة صغيرة معلقة ((((برسم الايجار)))!!!!؟؟؟؟؟...



#اسامه_الدندشي_,_حلا_دندشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامه الدندشي , حلا دندشي - يرسم الأيجار