في ذكرى استشهاد خليل الوزير -أبو جهاد- فلسفة النهضة والاستمرار في الهجوم

احمد محمد ابو سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 17:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في ذكرى استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد"
فلسفة النهضة والاستمرار في الهجوم

أمور وأحداث كثيرة تمر بها البشرية، بعضها عارض وبعضها تذروه الرياح، وبعضها يكاد يطغى على الأحداث.
ففي مسيرة التاريخ، هناك حقائق تظل راسخة وجزء لا يتجزأ من هذه المسيرة، لتصبح كالطيب المعتق كلما تحرك ملأ المكان برائحته الزكية.
فعند الحديث عن الوجه الانساني لحضورالشهيد والشهداء، ورسالاتهم للجيل وللأجيال القادمة، يعني الحديث عن الحرية، والحضور والوجود الجيدين، أي بعث الجانب الانساني الأحمر في مقابلة لنزع الجانب الأسود. وبعث الجوانب الانسانية بمثابة نهضة في حلبة الصراع بين الحق والباطل .
فأنعم بحضور أمير الشهداء أبو جهاد
صوابية الاختيار والحضور
لقد اختار الشهيد أبو جهاد الجانب الانساني الأحمر، فكان حاضراً في كل الجبهات كما حضر في صدور الأحرار، ورسالته "لنستمر في الهجوم" مازال طنينها في آذان واعية ووجدان الثائرين.
فالاختيار الأحمر لم يكن عنده مغامرة ولا توسل لمكانة، بل اختيار وقبول ناتج عن وعي وادراك لطبيعة المواجهة في كل المراحل، وكل الجبهات مع الغاصب المحتل، وللمصير المحتوم في مواجهة هذا الباطل .
فكانت الشهادة يوم السادس عشر من نيسان، وكان ولا زال الحضور في أرقى وأزهى جوانبه ومعانيه الانسانية، فكان الوعي والصدق، والحضور والوجود.
ففي مثل هذا اليوم حضر أمير الشهداء أبو جهاد، وما زال حاضرا في صدور المتشوقين للحرية وفي كل الجبهات، فأصبح حاضرا في الزمان والمكان برسالة "الاستمرار في الهجوم"، واختار الموت الجيد من أجل الحياة الجيدة، فكان الاختيار صائبا؛ وصوابية الاختيار عند أمير الشهداء، تعني بطلان الظلم والاحتلال .
فلسفة الاستمرار في الهجوم
واذ نعيش عصر الفوضى وطغيان الانقسام الرخيص بلا معنى، حيث يصبح الاحتلال أكثر هيمنة وغطرسة وأكثر استرخاءا، فعلى الاستمرار في الهجوم أن يشرئب من جديد بعبق القيم التي أكسبتها دماء أبو جهاد قيم مضافة لأجل مصلحة خالدة، خلافا لمتاهات تحاول أن تجعل من الفوضى والانقسام قيم بديلة لمصلحة قميئة زائلة.
لنستمر في الهجوم، فلسفة ونهضة، لتعبئة الجماهير الشعبية وتنظيمها، وتصحيح بوصلتها وتوجيهها ضمن مسار الجانب الانساني الأحمر، لتفعيل عوامل تحدي الجانب الأسود، كاشفة اللثام عن وجوه اللئام من اللصوص والدارعين.
فلسفة ونهضة لاعادة بلورة الشخصية الثورية الحرة، لادراك معاني وأهداف حرية الوجود في الحياة، واستنفار واستعداد دائمين لمواجهة الظلم والاحتلال في كل الجبهات، مهما كان حجمه وقوته وجبروته.
فلسفة ناتجة عن المسؤولية النضالية الواعية في مواجهة عدو سخر كل شيء، فهجر شعب واغتصب أرض، وقتل وشرد وأسر ليصنع له كيانا بالظلم والجريمة.
الرسالة الخالدة
ان الاستمرار في الهجوم مبدأ انساني يتخطى الحواجز، حدوده كل زمان ومكان. فايمان أبو جهاد للجانب الانساني الأحمر اختيارا وحضورا، توازيه رسالة خالدة، وصوابية في الاختيار والحضور؛ والرسالة أيضا.
فلا زال أمير الشهداء صائبا وحاضرا، ولا زالت رسالته خالدة. فكلما ذكر الشهيد أبو جهاد بعث في صدور الأحرار حرارة أكثر.
وجاء السادس عشر من نيسان، برسالة شهيد، وبدعوة موت قائد؛ رسالة لكل الأجيال عبر كل العصور، "لنستمر في الهجوم" وان ضعفت الامكانات، ودعوة لتصحيح السلوك المقاوم بما يتناسب مع انسانية ونهضوية رسالة الشهداء في مواجهة الظلم والاحتلال، للحفاظ على العزة والتاريخ والمستقبل.
ان السادس عشر من نيسان رسالة ودعوة، لكل المتخاذلين والمتثاقلين والكسالى القاعدين، والمستسلمين دون مقاومة، أن لابد من نهوض وصرخة.
وأن موت القائد ضمانا لمسيرة ثورة، وشهادة على جريمة كبرى لظلم شعب واغتصاب أرض.
وأن موت القائد هتك لأقنعة الظلم والزيف والخيانة، وادانة لقيم مزيفة تحاول أن تكون بديلاً لقيم أصيلة.
وأن موت القائد احتجاج وصرخة، وادانة لصمت، وشكل وطريق جيدين للنهوض والثورة.
وأن موت القائد رسالة للمكلفين والمخاطبين بشهادته بأن يصنعوا بميراث الشهداء سلاحاً وقوة للاستمرار في الهجوم.
فعلى من يعي الرسالة جيداً ويرغب في تلبية الدعوة بصدق، أن يترك البكاء على شهادة القائد، لأن البكاء تخاذل وظلم ضد الشهيد. لقد وقع الشهيد أبو جهاد ميثاقاً بدمه، في دعوة منه لمقعدي التاريخ والمستسلمين للفوضى والانقسامات، بأن ينهضوا .
إن البكاء والتخاذل والاستسلام نسيان للاستمرار في الهجوم، ونسيان لرسائل دماء الشهداء، وبذلك تستمر الفوضى ويستمر المأتم ويتواصل استقبال العزاء... . وبهذا نكون شركاء للعدو. أوليس العدو نفسه يتمنى لنا أن نظل متخاذلين مستسلمين ونبكي في عزاء متواصل ..؟؟!! . وهذه اساءة للشهداء ولرسالتهم.
"سنخوض معركة المصير بلا دروع
ضد اللصوص والدارعين
نحن الذين يموت أفضلنا ليحيا الآخرون بلا دموع
نحن الذين صدورهم كظهورهم مكشوفة للطاغية
لم ينعكس وهج جبهاتنا
وعروقنا بالرغم من هذا يؤججها لهيب الشوق للمستقبل
وسسنطلق".
فأنعم بحضور أمير الشهداء أبو جهاد
ولنستمر في الهجوم

#احمد_محمد_ابو_سالم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات