أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم ابو شمالة - من وحى الذاكره من جديد ........... ( قصه قصيره )















المزيد.....

من وحى الذاكره من جديد ........... ( قصه قصيره )


حاتم ابو شمالة

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 23:38
المحور: الادب والفن
    



نيسان 2016

من وحى الذاكره من جديد ........... ( قصه قصيره )
إهداء الى روح رفيقى (أبو علي)
- مرحبا أبو العجائز (صاح قائلا)
- أهلا وسام ماذا تريد ايها المشاكس؟
- عجوز آخر يسأل عنك مثل العاده (تمتم ضاحكا)
- أين هو؟
-هناك فى السرير الأخير بتلك الغرفة (مشيرًا بيده)
-وسام على ماذا تضحك ؟
- لأنني فى كل مرة أراك مع احد العجائز أظن أنه أحد أقاربك أو أنك مشهور وكل الناس تعرفك واستطرد وهو يتلذذ باستفزازى : أقترح أن ترشح نفسك لانتخابات المجلس التشريعي المرة القادمة
- أيها الأحمق كيف تريدنى أن أمتهن الكذب؟ مؤهلاتى أيضا لا تناسب تلك الحرفة
فتسائل قائلاً وقد فترت ضحكته : هل الانتخابات تحتاج إلى مؤهلات معينة؟
ضحكت أنا هذا المره شامتا: بالطبع أيها الأحمق فلا بد أن تكون كاذباً اولا واخيرا وضميرك ميت و أن تكون لديك القدرة على التقبيل والتهليل كلما تطلب الامر، و ذلك مع الكثير من النفاق وأن تمتلك كرشا كبيرا يستطيع أن يجلس فيه طفل فى الثانيه عشرمن عمره وأن يكون لديك القدرة على أن تتبرع بالدم لعجل هولندى لزناخه دمك ووفرته .
فقال متململا :هل هناك شئ آخر تود أن تضيفه أيها الفليسوف؟
فأجبته متبسما نعم ولكن لم أنت مستعجل؟
- لأنك صدعتنى بصراحة!!!!!
- صدعتك وأنا موظف بسيط ، تخيل الأمر إذن لو كنت بالتشريعى (شو راح يصير !!!!!!!!!!! ) واستدرت متجها للغرفه وأنا اتسائل من يكون ذلك الشخص الذى يسأل عنى ....وما أن تجاوزت تلك الستاره التى تفصلنا حتى رأيته وقد جلست بجواره رفيقتى زينب ،ابنته التى أعرفها جيدا ... فبادرتنى قائلة وهى تمسح دموعها : منذ أن وصل وهو لا يكف عن السؤال عنك . جلست بالمقعد المجاور للسرير وأنا أتامل (رفيقى أبو على ) وقد التهمته شبكه عنكبونيه من الأنابيب والأجهزه الموصوله بجسده . كان دائم الابتسامة ، كث الشارب، قوى البنية، لا يشكو من شئ سوى إصابه قديمة فى إحدى المعارك التى خاضتها الثوره الفلسطنية فى لبنان ورحل بعدها الى العراق عائداً إلى فلسطين بعد اتفاقيه اوسلو المشئومه وعمل فى أحد مكاتب (الجبهه الشعبيه لتحرير فلسطين ) كنت دائما أراه، فلقد كان أاول من يحضر وآخر من يرجع إلى البيت ،كنت فى بداية دراستى الجامعيه ووبداية عملى السياسى بالجامعة ،كنا نجتمع هناك ونحضر لأنشطتنا ضد اتفاقيه أوسلو ،لم أعرف وما زلت ما هى مرتبته أو وظيفته في المكتب فلقد كان يعمل كل شئ من تنظيف المكتب وحتى قيادة العمل الحزبى أحيانا، كتيرا ما كان يشجعنا ، فقد كان مقربا للجميع، ومحبب للنفس لدرجه لا تشعر معه بفارق العمر الكبير بيننا، بل لقد كنا نهمس له بأسرارنا العاطفية ونجده ضاحكاً تاره وناصحًا تاره اخرى . استفقت من تأملاتى على صوت نحيب خافت من زينب فقلت لها مشجعا تماسكى ولا تدعيه يرى دموعك . بادرتى قائلة:- حاتم أنت لا تعرف كم يتالم عندما تهاجمه الأوجاع منذ أن افترسه هذا المرض اللعين (السرطان ) ،حاتم نحن بالبيت لا ننام إما حزنا على أبى أو سهرا مع أوجاعه، حاتم كلنا مرضى منذ استوطن المرض جسد أبى ...فأمى قد ساءت حالتها الصحيه حزناً عليه ،وأخوتي الصغار فقدوا تركيزيهم الدراسي ، وأنا أشعر بالعجز ولا أستطيع أن أفعل شيئا، حاتم لو أنهم قالوا أنه يحتاج إلى قلب لأعطيته قلبى الذى لن يكون له قيمه لو حدث لأبى أى مكروه وانفجرت باكيه .... قاومت دموعى المتحجره فى عيونى ... اخفضى صوتك وتماسكى حتى لا يصحو ... فقالت من وسط نحيبها، لقد أعطوه الكثير من الحقن المنومة والمسكنة فهو لن يصحو قبل ساعتين هكذا قال لي الطبيب . تمتم بصوت خافت : زينب هل أنت هنا ؟ فقامت مسرعه نحوه قائله نعم يا أبى
-رفيقى أبو على كيف حالك، ألف سلامة عليك؟
-من حاتم ؟ ... - نعم ....- ساعدنى على الجلوس
ساعدته، فقال : قائلا اقترب لاحتضك لقد كبرت أيها الشقى ... أما أنت فلم تتغير ... تبسم قائلا لم أتغير؟!! مازلت كما أنت فاشل بالكذب وهذا ما جعل الفتيات يهربن منك .. ضحكت قائلاً وما زلن يهربن . تبسم وهو يسعل وأنفاسه تعلو وتهبط سريعًا: لماذا؟ أما زلت تتحدث لهن عن الثوره والعداله والمساواه ؟ ... نعم عن ماذا سوف أتحدث إذن؟ ...عن أى شئ عدا الذى تتحدث عنه .... ضحكت قائلا: انت تعرفنى فاشلا، فلا أستطيع أن أتحدث بشئ غير مقتنع به ... لكن هيا تماسك واشف لنا بسرعه فلن أتركك هذه المرة وسأجعل منك مستشارى الخاص للشئون العاطفية ... فتبسم قائلا: سنوات عديدة قد مرت منذ أن تخرجت ، أكثر من خمس سنوات الآن .... ثم التفت إلى زينب.... بابا هلا تركتينى مع حاتم قليلا؟ أومئت برأسها قائلة :أنا إذا بجوار باب الغرفة لو احتجت شيئا يا أبى ثم غادرت ....... نظر إلىَ متفرسا ملامح وجهى وخاطبني قائلا : حاتم قد تكون صحتى سيئه الآن ولكن ليس طوال الوقت إذ يوجد أيام مع المسكنات وبعض العلاجات أستطيع المشى ... فقلت الحمد لله ... قاطعني: الحمد لله ولكن أريد منك معروفًا .. أجبته: أنت تأمر رفيقى أبو على ... قال: لو كنت تحب رفيقك فعلاً ،اصنع لي هذا المعروف وأنا كلى ثقه بانك سوف تساعدنى .. قلت له بالتأكيد رفيقى ... رد قائلا :حاتم قد تكون لا تعرف الكثير من التفاصيل عنى فأنا قد درست ومارست العمل العسكري، وأرغب أن أمنح الشباب هذا العلم، اعترتني الدهشة ... قلت رفيقى أبو على أنت قائد ورفيق قديم وتمتلك الكثير من العلاقات بقياده الحزب هناك ... قاطعنى بحنق قائلاً : لقد حاولت وقد رفضوا، إنهم يقولون اهتم بصحتك ويكفى ما قدمته من خدمات جليلة وانتحب متساقطة دموعه قائلا : لعنة الله على هذا المرض اللعين ...فما أن بدأت الانتفاضه التى كنت انتظرها على أحر من الجمر بعد أن أعيتنا جلسات المكاتب حتى افترسنى هذا المرض.... أتعلم حاتم ،أكاد أجزم أن هذا المرض اللعين (السرطان) صهيونى ... كنت أستمع إليه وأنا أفكر ما الذى يمكن أن أقول له، فتلك هى أمنيته وأنا ليس لى علاقه بهذا الجانب من العمل أو العلم، اتخدت قرارى بسرعة، حسنا، سوف أجيد الكذب هذه المرة وسأبذل ما بوسعي، أن لا أدع هذا الطبيب يكتشف كذبي ، وقفت معانقا اياه ودموعى ودموعه تنساب على وجنتينا ...وهمست فى اذنه : أعدك أن أساعدك فى هذاالأمر، لكن تلك الامور تحتاج الكثير من الوقت فأنت تعرف ظروف هذا العمل وسريته وسأبلغك بالتفاصيل لاحقا .... عانقنى بشدة وضمنى الى صدره : أشكرك رفيقى حاتم ولن أنسى مساعدتك ولن أنسى هذا الجميل ... قاطعته إنه الواجب ما دمت قادرا عليه وأنا افتحر بك وبما تفكر فيه ، شعرت بفرحه عميقه تجتاحه ثم تركته مودعًا على أن نلتقى لاحقا ... خرجت بعد أن جففت دموعى مودعا زينب وأنا أقرا فى وجهها علامات الحيرة والتساؤل .
خرجت بخطى متثاقله وأنا أفكر بالوعد الذى قطعته على نفسى مع رفيقى أبو على وأنا أعرف يقينا بأنى لن أستطيع مساعدته. فماذا عساى أن أفعل ؟ فتلك كانت أمنيته وما كنت أستطيع أن أرفض طلبه أو أزيد برفضى من أوجاعه، فلننتظر وليحدث ما يحدث فلعلى أجد مبرر ما لأتملص من وعدى له .
بعد شهر تقريبا قمت بزيارته وكانت حالته قد ساءت أكثر . بادرنى بلهفه بشرنى ماذا فعلت ؟ همست قائلا : الأمور صعبة جدا هذه الأيام ونحن لا نستطيع مناقشه تلك الأمور على الهاتف وأنت تعرف أن حواجز الاحتلال كثيره تقسم قطاع غزه إلى أجزاء وكنتونات ضيقه تمنعنا من التواصل بسهوله .فأجاب بإيماءة من رأسه وقد بدت ملامح الحزن على وجهه نعم أتفهم ذلك .ثم أكملت مطمئنا إياه : لكنهم وعدونى خيرا المهم رفيقى ، لقد جئت اليوم كى أدعوك إلى حفل زفافى . فهتف بفرحة وتساؤل :حقا ما تقول ؟ ... نعم ... فعانقنى بشده : ألف مبروك أيها الشقى، كم كنت أتمنى أن أحضر زفافك لكنك أكثر الناس معرفه بحالتى مع هذا المرض اللعين . فقلت له لا تحزن بعد الأربعين سآتى إليك كى تراها بنفسك وتتعرف على ذوقى بالنساء، فضحكنا معا وأخذ يسعل بشده مع الضحك قائلا : الأربعين؟؟!!! مسكينه تلك الفتاه التى سوف ترتبط بك فلعلك تتحدث معها أثناء زفاقك عن الانتفاضه والاجتياحات.. - لا لن أتحدث فلقد أصبحت أسمع نصائحك أيها المستشار العاطفى وعندما هممت بوداعه عانقنى بشده وهو يهمس فى أذنى قائلا لا تنس أرجوك !!! .
بعد أيام قلائل، تزوجت وأخدت إجازه أسبوعين، ابتعدت فيهم عن المستشفى ، وفي صباح أول يوم من أيام العمل بعد إجازة الزفاف تلك، وبينما أدخل بهو المستشفي، شاهدت حركه غير اعتياديه ، فعمال النظافه هنا وهناك وباقات الزهور في كل أرجاء المكان، وأغلب المدراء يرتدون ربطات العنق والسترات الرسميه ، تساءلت في حيرة عما يحدث بالمستشفى فإذ بي أسمع منادياً : أيها العريس فالتفت ، فاذ به صديقى وسام معانقا يقول: ألف مبروك، بالمناسبة، (كل الكدابين جايين اليوم) ... من تقصد ... قال ألم تفهم قصدى فأنت من وصفهم بذلك ... فقلت لا أتذكر من تعنى بالكدابين؟ قال : الوزير والكثير من أعضاء التشريعى والمدراء فى وزاره الصحة ... قاطعته قائلا لماذا ؟ قال لافتتاح القسم الجديد في المستشفى، ... قسم جديد ؟!! أى قسم فانا لم أر اقساماً جديده بالمستشفى ... قال (قسم أطفال الأنابيب ) ، أوه رائع !!!ذلك خبر سار أين؟ .... فأجاب ونبرات الحزن تعلو وجهه لقد اقتطعوا نصف قسم (الأورام والسرطانات ) ... ماذا تقول كيف يعقل هذا ؟ كيف تبنى حياة على حساب حياة أخرى ؟ ذلك ليس عدلا ولا إنصاف، خاصه بوجود كل تلك الارض التى تملكها المستشفى , أي إدارة تلك وأي وزير أحمق ذلك الذي يفعل ذلك، ... قاطعنى اخفض صوتك .. حاتم أنت لم تر بعد حال قسم الأورام والسرطان ،لقد أصبح المرضى يأخدون علاجهم الكيميائى على المقاعد الآن ... أنهيت عملى بصعوبه ذلك اليوم وعدت إلى منزلى وأنا افكر بذلك الظلم ...أيعقل هذا .؟.... استيقظت على صوت زوجتى وهى تقول صديقك على الهاتف يريد أن يتحدث إليك بأمر ضرورى وقد أخبرته بأنك نائم فطلب منى إيقاظك..... ألو أهلا رفيق ماذا ؟ .. متى؟ .... نعم سآتي بعد نصف ساعه على الأكثر مقفلا هاتفى .. حاتم ما الذى حدث لماذا تغير وجهك ... فقلت لها وأنا اشعل سيجارتى مات !!!!!!!!!!!... قالت من الذى مات ؟... أبو على مات .... رحمك الله يا أبو على .... استسمحك عذرا فانا لم أستطع أن أفي بوعدى معك .... استذكرت جملة صديقى طلال وهو يقول : فى ساعات الفراق يموت الحب التافه ويقوى الحب الحقيقى ................



#حاتم_ابو_شمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حاتم ابو شمالة - من وحى الذاكره من جديد ........... ( قصه قصيره )