أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - انوار طاهر - فلسفة الحب: من التمركز الوضعي الى جدلية المنهج والنظرية والبراكسيس














المزيد.....

فلسفة الحب: من التمركز الوضعي الى جدلية المنهج والنظرية والبراكسيس


انوار طاهر
باحثة


الحوار المتمدن-العدد: 5102 - 2016 / 3 / 13 - 20:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فلسفة الحب: من التمركز الوضعي إلى جدلية المنهج والنظرية والبراكسيس

بقلم: أنوار طاهر*

قد لا نبالغ في القول أن موضوع "الحب" يعد من أكثر الموضوعات شيوعا وتداولا في الخطاب الثقافي إلى حد بعيد. غير أننا نلاحظ أن التعاطي مع ظاهرة "الحب" لطالما كان مقتصرا على المعالجة النمطية والتقليدية المحكومة بأطر قبلية وصور محددة وأحكام مسبقة تسعى إلى سجن هذه الظاهرة السوسيوثقافية ضمن أفق إفلاطوني/رومانسي/ايديولوجي احادي ضيق، يعمد إلى تغييب المخاطب/المتلقي العادي والخطاب السائد والسياق الثقافي العام.

ويمكننا أن نتبين ذلك في اغلب الكتابات الفلسفية خاصة؛ والثقافية عامة والتي لم تتحرر بعد من سيطرة ما يُعرف بالنماذج الوضعية (اللاتاريخية)، هذه النماذج التي لطالما عملت على إخضاع ثيمات وقضايا الفلسفة الأساسية لسيطرة أيديولوجيا التقييس المنطقي الشكلاني. وقد انعكس ذلك سلبا على طبيعة واسلوبيات المنشور الفلسفي التي ظلت تتعامل مع مجمل إشكالات الفلسفة بطريقة نظرية وافتراضية، وليس بوصفها معبرة عن ازمة في بناء وتكوين/وإعادة تكوين مفهوم النظرية في الفلسفة عامة وتشكيل خطاب نظرية الممارسة/وممارسة النظرية خاصة. وهذا يعود في أحد اهم أسبابه، الى أيديولوجيا الفصل السياسي بين كل من: مفهوم النظرية؛ والمنهج والممارسة.

وبالطبع، لا يمكن للفلسفة ان تتخطى ذلك الفصل، إلا عندما يتحول المنهج الى نقد وممارسة بذاته، لان المنهج سيصبح حينئذ "قوة مادية" حالما يعمل الفلاسفة والمفكرين على اعادة اكتشافه وتأويله. ومن ثمة، سيصبح في الإمكان إعادة نقد وتفكيك المنطق الوضعي والسيطرة الوضعانية في تناول وكتابة ثيمات الفلسفة وتياراتها ومذاهبها وتاريخها، ناهيك عن برامج الدروس اليومية التي لم تتجاوز هي الأخرى مفاهيم الحقيقة الاحادية ذات الأصول الوضعية الكلية والمطلقة.

وهذا ما جرى التعامل وفق ضوابطه عندما تمّ البحث في ثيمة الحب وخطابها الفلسفي. حيث نلاحظ أن طرح هذه القضية الاشكالية جرى أيضا من خلال مفاهيم وضعية مطلقة وكاملة وصادقة بالضرورة منفصلة عن سياقها التاريخي والسوسيوثقافي. وهذا ما جعل اغلب تلك الطروحات تفتقر الى ابسط المداخل الاصطلاحية والثقافية والمنهجية، لأنها تنطلق على الدوام من ما هو مؤَسَس وجاهز في فضاء الفلسفة الغربية. وربما تكون "الفلسفة النسوية" هي الخطاب الإشكالي الذي عبّر خير تعبير عن منطق التبعية والولاء لـ "كولونيالية فلسفة الآخر الغربي المغايرة"، هذا المنطق الذي يعبر عن حالة من الولاء لأيديولوجيا سيطرة النظرية في الداخل الفلسفي المنعكِس في تبعيته لكولونيالية الغرب الفلسفية.

أن العرض الإشكالي هذا إنما يحيل ويشير الى موضوع رسالتنا الجامعية الموسومة بـ (فلسفة الحب: كيركجارد؛ نيتشه وسارتر أنموذجا) من عام 2002، والتي عملنا فيها على إحداث أكثر من قطيعة: فمن القطيعة الاسلوبية على مستوى الطرح والتناول؛ الى القطيعة المنطقية على مستوى تفعيل التفكير النقدي والحجاجي في تناول فلسفات الحب؛ والى القطيعة مع مفاهيم النظرية والمنهج المنفصلة عن الممارسة التاريخية والثقافية خاصة في فلسفة الحب التي قدمنا من خلالها مجموعة من القراءات والتأويلات لفلاسفة الوجود الذين طالما تم التعامل معهم بطريقة وضعية لاتاريخية؛ مرورا بالقطيعة الاصطلاحية والتي يمكن القول اننا تجاوزنا معها مفهوم "الفلسفة النسوية" الاستاتيكي الأرثوذكسي بالفطرة، داعين الى تأسيس "مادية تاريخية نسوية/براكسيس المنهج النسوي" الذي ينطلق من الخطاب النقدي للوجود النسوي في العالم بهدف إعادة اكتشاف نظامه المنطقي واللساني والابستمولوجي الخفي والمتحكِم في تاريخيته واستمرار إنتاج/ وإعادة إنتاج هويته الأيديولوجية المجندرة.

لقد سعينا في هذه الرسالة الى إعادة "ابتكار واستذكار" سؤال الخطاب النسوي في الفلسفة وتاريخه، لكن ليس من خلال الاستعراض التقليدي للفلسفة وتياراتها، وإنما من خلال ربط هذا السؤال بالواقع والسياق الثقافي وبكينونتنا السوسيوسياسية والانطوسياسية. وبهذا نكون قد عملنا أيضا على ربط هذا السؤال بكل من النظرية؛ والمنهج والبراكسيس الفلسفي.


*باحثة ومترجمة من العراق-مختصة في الدراسات الفلسفية والحجاجية



#انوار_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو نظرية فلسفية في الحجاج
- فلسفة اللسانيات في الخطاب المادي
- إشكالية لسانيات الفلسفة في الخطاب المادي
- الفلسفة والبلاغة بين المنطق والجدل
- فلسفة الحجاج القانوني بين شمولية السلطة وعنف الأيديولوجيا
- الفلسفة والبلاغة من المنطق الى الجدل


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - انوار طاهر - فلسفة الحب: من التمركز الوضعي الى جدلية المنهج والنظرية والبراكسيس